رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وهو يستعد لاستقبال وزير الخارجية الإيراني في الدوحة في 13 فبراير 2024. ( وكالة الصحافة الفرنسية)

مقابلة: اغتيال هنية: ما الذي ينتظر غزة والمنطقة بعد ذلك؟

هل يشعل اغتيال إسرائيل لاسماعيل هنيّة شرارة حرب إقليمية في تكرارٍ لأحداث سراييفو؟

1 أغسطس، 2024
معين رباني

في 31 يوليو، اغتيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران أثناء حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان. وجاء الاغتيال بعد ساعات من شن إسرائيل غارة جوية من دون طيار على ضاحية بيروت الجنوبية، ما أسفر عن مقتل القيادي العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر وآخرين. وتأتي عمليتا الاغتيال في ظل تصاعد التوتّرات الإقليمية في ظلّ الإبادة الجماعية المستمرّة التي بدأتها إسرائيل في غزة منذ نحو 300 يوم. في هذه المقابلة ضمن سلسلة “مقابلات أفكار”، يقدّم معين رباني، الزميل غير المقيم في المجلس والخبير في شؤون الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، تحليلاً للتداعيات المترتبة على هذه التطوّرات.

 

1. ما هي تداعيات اغتيال هنية على مسار الحرب على غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى؟

من الواضح أنّ اغتيال القائد المسؤول عن فريق التفاوض الفلسطيني يهدف إلى إفشال المفاوضات وضمان عدم التوصّل إلى اتفاق لا تريده القيادة الإسرائيلية. وبرأيي، يشكّل ذلك أحد دوافع إسرائيل الأساسية، بعد أن أصبح من الواضح جداً أنّ إسرائيل تشكّل العقبة الرئيسية، إن لم تكن الوحيدة، أمام إتمام المفاوضات على أساس مبادرة قدّمتها الولايات المتحدة باعتبارها مبادرة صاغتها إسرائيل.

 

2. بما أنّ عملية الاغتيال وقعت في العاصمة الإيرانية في أثناء زيارة رسمية لهنية، كيف تتوقع أن يكون ردّ طهران؟ وهل سيقرّب المنطقة أكثر من حرب إقليمية؟

أعتقد أنّ موقع الاغتيال لا يقل أهمية عن الاغتيال نفسه. فقد صعّبت إسرائيل على إيران عدم الرد، وعدم الرد بشكل مباشر كما فعلت بعد القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق في أبريل. أرى أنّه من الواضح أنّ إسرائيل تسعى إلى مواجهة مباشرة مع إيران، وهي تفعل ذلك على أمل أن تتمكّن من جرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مباشرة مع إيران.

 

3. لقد وقع اغتيال هنية بعد ساعات قليلة من قتل إسرائيل أحد كبار قادة حزب الله، فؤاد شكر، في بيروت. ما هو برأيك هدف إسرائيل الإستراتيجي أو نواياها من ذلك، وكيف سيردّ حزب الله في ظل التوتّرات المرتفعة أساساً بين الجانبين؟

بالنظر إلى الوراء، قد يُنظر إلى أحداث الأمس على أنّها تكرار لحادثة سراييفو في الشرق الأوسط (عندما أشعل اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند في العام 1914 شرارة الحرب العالمية الأولى). إنّ الإجابة عن أسئلة مماثلة تخمينية بطبيعتها، ولكنّ ما لا جدال فيه هو أنّ أهداف إسرائيل قد تجاوزت اغتيال أفراد معينين بل كانت مصممة لإثارة مواجهة إقليمية أوسع نطاقاً. ونظراً لإخفاقات إسرائيل العسكرية في غزة، أظنّ أنّ قادتها قد توصّلوا إلى استنتاج مفاده أنّ الوقت قد حان لتهيئة الظروف لاشتباكات عسكرية أمريكية مباشرة. ولعلّهم وجدوا في الرئيس بايدن المرشح المثالي لذلك.

إنّ الآراء الواردة في هذه المقالة تخصّ مؤلّفها حصراً ولا تعكس رأي مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية.

القضية: العلاقات الإقليمية، عدوان إسرائيل على غزة
البلد: إيران، فلسطين، لبنان

المؤلف

زميل غير مقيم
 معين رباني هو زميل غير مقيم في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية. وهو أيضاً باحث ومحلّل ومعلّق متخصّص في الشؤون الفلسطينية، والصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى قضايا الشرق الأوسط المعاصر.   ومن بين المناصب التي شغلها ربّاني، كان المسؤول الرئيسي للشؤون السياسية في مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ورئيس قسم الشرق الأوسط في مؤسسة… Continue reading مقابلة: اغتيال هنية: ما الذي ينتظر غزة والمنطقة بعد ذلك؟