في 13 أبريل، شنّت إيران أوّل هجوم مباشر لها في تاريخها على إسرائيل، ردّاً على قتل إسرائيل ثلاثة قادة إيرانيين كبار في دمشق في 1 أبريل. ردّت تل أبيب منذ ذلك الحين بضربةٍ محدودة، في حين فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات موسّعة على إيران. يقدّم الزملاء في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية تحليلاً لتداعيات هذه التطورات على الشرق الأوسط ومستقبل الحرب على غزة التي تغدو إقليمية بشكلٍ متزايد.
سياسة واشنطن إزاء إسرائيل تؤجّج التصعيد الإقليمي
على الرغم من أنّ إدارة بايدن تبدو حريصة على تجنّب حرب إقليمية شاملة، إلّا أنّها تتحمّل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن المواجهة المباشرة الأخيرة بين إسرائيل وإيران بسبب مقاربتها السياسية الفاشلة منذ السابع من أكتوبر. من خلال الدعم غير المشروط الذي قدّمته الولايات المتحدة لإسرائيل لشن حرب إلغاء غير محدّدة المعالم ضد حماس، استخدمت تل أبيب هذا التفويض المطلق لشن حرب إلغاء ضد غزة والسكان المدنيين على نطاقٍ أوسع بكثير، ما أجّج الاضطرابات الإقليمية. عوضاً عن معالجة مصدر التوتّرات عبر كبح جماح إسرائيل، سعت الولايات المتحدة إلى ردع الأطراف الأخرى عن التدخّل بالقوة العسكرية، ما أدّى إلى مواجهات مباشرة عبر المنطقة وإلى تأجيج نيران الحرب.
نتيجةً لذلك، أصبح يُنظر إلى الهجوم الإسرائيلي على غزة من منظار الإبادة الجماعية. علاوةً على ذلك، مضت إسرائيل في هجومها في المنطقة وضربت خصومها في لبنان وسوريا والعراق وإيران، مستخدمةً في أغلب الأحيان السياق الإقليمي لتحويل الانتباه عن القلق المتزايد بشأن أفعالها في غزة، أو لتبعئة حلفائها من أجل الدفاع عنها عندما يبدو أن الدعم يتراجع.
ينشأ التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران من هذه الظروف، حيث يكون خطر اندلاع حرب واسعة النطاق حاضراً دائماً. يبدو أنّ الولايات المتحدة تستغل ذلك وتسمح لإسرائيل بإملاء الشروط- وهذه مقاربة خطيرة تُهدّد المصالح الأمريكية والاستقرار الإقليمي.
روسيا تستفيد من التوتّرات الإقليمية، لكن ليس من حربٍ واسعة النطاق
أيُّ شيء أقلّ من حربٍ شاملة بين الجهات الحكومية في الشرق الأوسط يخدم المصالح الروسية. أولاً، تُحوّل الحرب المستمرّة على غزة التركيز الدولي بعيداً عن غزو أوكرانيا. ثانياً، يمكن للتوترات الإيرانية الإسرائيلية أن تضخّم الانقسام بين الغرب وسائر العالم، ما ينزع الشرعية بشكلٍ متزايد عن النظام الدولي الذي يقوده الغرب لا سيما أنّ أوكرانيا تخضع لمعايير مختلفة عن أزمات مماثلة، على غرار غزو العراق وحروب البلقان واحتلال فلسطين.
ثالثاً، بالنسبة إلى روسيا، يُشكّل انسحاب الولايات المتحدة من الشرق الأوسط أو انغماسها في آتونه نتيجتين إيجابيّتين، علماً أنّ النتيجة الثانية تُعتبر أكثر ترجيحاً في ضوء الأحداث الأخيرة. رابعاً، يدفع المشهد ما بعد السابع من أكتوبر دولاً مثل إيران إلى تصحيح العلاقات مع موسكو في الوقت الذي قوّض فيه أداء روسيا العسكري في أوكرانيا واستنزف مواردها الوطنية نفوذها في علاقاتها مع الشرق الأوسط. أخيراً، تروق سياسة إيران الخارجية التعديلية لروسيا في الوقت الذي تسعى فيه إلى نسف النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.
قبل السابع من أكتوبر، حافظت موسكو على روابط جيّدة مع إيران والدول الخليجية وتركيا وإسرائيل، إلّا أنّ علاقات روسيا مع تل أبيب أصبحت الآن مشحونة. من شأن حرب بين طهران وتل أبيب أن تحجّم قدرة موسكو على التحدّث مع جميع الأطراف وتمارس ضغوطاً على الوجود الإيراني في مناطق الصراع الإقليمي، لا سيما في سوريا. قد ترزح موسكو تحت ضغوط شديدة في ظلّ الظروف الحالية بغية تحويل الموارد من أوكرانيا إلى سوريا. باختصار، بإمكان روسيا الاستفادة من تصاعد التوتّر في الشرق الأوسط، ولكن ليس من حرب شاملة بين إيران وإسرائيل.
إيران تريد الردع وليس الحرب
يكمن الدافع الأساسي وراء قرار إيران بالتخلّي عن سياسة “الصبر الإستراتيجي” حيال إسرائيل في التحوّل الذي طرأ على مقاربة إسرائيل تجاه الصراع الدائر بينهما منذ فترةٍ طويلة. لطالما قامت المواجهة بين إيران وإسرائيل في إطار “حرب الظل”، حيث انخرطت إسرائيل في أعمال غير مباشرة على غرار العمليات السريّة والاغتيالات المستهدفة لشخصيات عسكرية إيرانية. رداً على ذلك، غالباً ما استخدمت إيران وكلاء إقليميين، متجنّبةً الانخراط المباشر.
لقد سمحت هذه المقاربة بدرجةٍ من الإنكار المعقول والمرونة الإستراتيجية. غير أنّ هجوم إسرائيل المباشر على القنصليّة الإيرانية في دمشق في 1 أبريل، بواسطة طائرات مقاتلة، شكّل خروجاً كبيراً عن التكتيكات السابقة. وقد اعتبرت طهران هذا الهجوم العلني تصعيداً متعمّداً من جانب إسرائيل، متحدّياً قواعد الاشتباك القائمة ومستلزماً رداً مباشراً.
أثار استهداف كبار قادة الحرس الثوري الإيراني داخل القنصلية الإيرانية نقاشات في طهران حول ضرورة رد جاد لردع إسرائيل عن توسيع نطاق حملتها ضد إيران. وعلى الرغم من أنّ الهجوم الانتقامي الإيراني كان كبيراً، إلّا أنّ التخطيط والتنفيذ أشارا إلى أنّ طهران لا تزال تتجنّب حرباً مباشرة مع إسرائيل. خير دليل على ذلك إشعارات إيران لجيرانها العرب، الذين قالوا إنهم حذّروا الولايات المتحدة بشكلٍ مسبق، ما أدّى إلى حالة تأهّب عالية سمحت باعتراض معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار.
بشكلٍ عام، كان الهجوم الإيراني، على أهميته، يرمي إلى إعادة التأكيد على الردع من دون التصعيد إلى حرب واسعة النطاق. كان الموقف الإيراني الرسمي بعد ذلك أنّ الموضوع انتهى، ما يشير إلى رغبةٍ في إعادة التوازن من دون الدخول في حرب. وحتى بعد الضربة الإسرائيلية في أصفهان في 19 أبريل، قلّلت السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الحادثة، ما يعكس نيّة لتجنّب المزيد من التصعيد، إلّا إذا استفزّها هجومٌ إسرائيلي كبير من شأنه أن يتسبّب بخسائر في الأرواح أو أن يلحق أضرار جسيمة في البنى التحتية.
الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل: معضلةٌ إستراتيجية
تخوض إسرائيل وإيران حرباً خفيّة منذ سنوات، وقد خرجت هذه الحرب الآن إلى العلن. لقد خلقت الهجمات الأخيرة معضلة إستراتيجية صعبة بالنسبة إلى الدول الخليجية: هل إسرائيل وهجومها على غزة أكثر زعزعةً لاستقرار المنطقة، أم تشكّل إيران ووكلاؤها التهديد الإستراتيجي الرئيسي؟
كالعادة، تختلف الإجابة على هذا السؤال بين دولةٍ خليجية وأخرى. ففي الوقت الذي حذّرت فيه الدول الخليجية كافة الولايات المتحدة من مغبّة شنّ ضربات على إيران انطلاقاً من أراضيها ومجالها الجوي، أشارت تقارير إلى أنّ المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن ساعدت إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد الهجوم الإيراني. هذا يشير إلى أنّ إيران، أكثر من إسرائيل، لا تزال تشكّل تهديداً إستراتيجياً بالنسبة إلى عددٍ من الدول الإقليمية.
لطالما نادت واشنطن بتحالفٍ دفاعي مندمج إقليمياً يجمع بين الدول العربية وإسرائيل – أي ما يسمّى بحلف شمال الأطلسي العربي. بيد أنّ بلدان المنطقة تجنّبت حتى الآن مثل هذا التحالف، نظراً للتباين في تصوّراتها للتهديد ووجهات نظرها بشأن الهجوم الإسرائيلي المستمرّ على غزة. في حين أنّ مفهوم الناتو العربي لم ينطلق، مضت الإمارات العربية المتحدة والبحرين قدماً في التطبيع مع إسرائيل من خلال اتفاقات أبراهام وعمّقتا التعاون الاقتصادي والأمني مع إسرائيل. ويُقال إنّ إدارة بايدن تدفع مجدّداً باتجاه اتفاق تطبيع سعودي إسرائيلي، من شأنه أن يزيد من اصطفاف الدول العربية إلى جانب إسرائيل ضد إيران. من المرجّح أن يُعرّض أي اتفاق من هذا القبيل تطبيعَ المملكة العربية السعودية مع إيران القائم منذ العام الماضي للخطر.
في نهاية المطاف، تقلّص الهجمات بشكلٍ متزايد قدرة الدول الإقليمية على المناورة، وقد يرغمها أي تصعيد إضافي على الإجابة عن السؤال حول من يشكّل تهديداً أكبر بالنسبة إلى المنطقة: إسرائيل أم إيران؟
سياسة إيران الخارجية التعديلية أصبحت فاعلة
أتت عملية إيران ضد إسرائيل بواسطة الصواريخ والطائرات بدون طيار ردّاً على استهداف قنصليتها في دمشق، وأُطّرت على أساس الحق في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. غير أنّها شكّلت خطوةً لم يسبق لها مثيل بالنسبة إلى قيادةٍ امتنعت عن المواجهة المباشرة مع إسرائيل في الماضي، على الرغم من العداء الخطابي الشديد ودعم الجهات الفاعلة بالوكالة الذي يشرك إسرائيل. بالنسبة إلى إيران، تجاوزت الضربة على قنصليتها العتبة وتطلّبت ردّاً بالقدر نفسه من الجرأة. هذا عنى التخلّي عن مقاربتها السابقة وتفعيل آلية الردع الإيرانية. لا شكّ في أنّ السلطات الإيرانية توقّعت ردّ فعل من الولايات المتحدة وعددٍ من الدول الأوروبية، لكنّها شعرت أنّ عدم الرد على الهجوم الإسرائيلي سيكون باهظ الثمن بالنسبة إلى مصداقية الردع الإيرانية ومكانة إيران بين حلفائها المتعدّدين في “محور المقاومة”.
يعزّز فشلُ إيران في تأمين إدانة لإسرائيل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب اعتراضات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، والإعلانُ الأمريكي اللاحق بشأن عقوبات جديدة على إيران مرتبطة بردّها الانتقامي، السرديةَ الإيرانية القائلة بأنّ النظام الدولي معطّل. ستعتبر إيران عقوبات جديدة وسام شرف على صدرها. في الواقع، تبنّت الجمهورية الإسلامية منذ نشأتها الفكرة القائلة بأنّ النظام الدولي ومؤسساته المتعدّدة تخدم مصالح الولايات المتحدة وحلفائها على حساب الباقين. واكتسبت سياسة إيران التعديلية حول الشؤون الدولية قوة لمّا كانت موسكو وبكين على خلافٍ متزايد مع واشنطن. ترى القيادة الإيرانية في ذلك فرصة لدفع أجندتها المناهضة للولايات المتحدة قدماً، في الوقت الذي تستفيد فيه إستراتيجيتها الرامية إلى خرق العقوبات من استقطاب العالم وتآكل قدرة الولايات المتحدة على إبقاء الكثيرين من حلفائها الخليجيين متماشين مع سياساتها.
من الواضح أنّها مرحلة جديدة من الاشتباكات بين إيران وإسرائيل. وقد يؤدّي رد إسرائيل الانتقامي إلى تأجيج العداء الإقليمي تجاه إسرائيل وربما الولايات المتحدة. وقد يُشكّل أيضاً تحدّيات لاستقرار إيران الداخلي، بما أنّ الاشتباكات المفتوحة مع إسرائيل قد تكون بمثابة شرارة لاندلاع اضطرابات عامة جديدة وسط استياءٍ داخلي عارم.
هجوم إيران قد يأتي بنتائج عكسية
أدّى هجوم إيران على إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار – وهو الأول منذ الثورة الإسلامية في العام 1979 – إلى قلب قواعد الاشتباك السابقة التي حصرت حرب إيران مع إسرائيل في سوريا والعراق. ورداً على ذلك، شنّت إسرائيل غارة جوية غير مسبوقة في عمق الأراضي الإيرانية. على الرغم من عدم تضرّر أي مواقع نووية، إلّا أنّ هذا أثبت قدرة إسرائيل على استهدافها في حال قرّرت ذلك. تدفع هذه الهجمات التي غيّرت قواعد اللعبة الدولتين باتجاه حرب واسعة النطاق.
لقد كان المفهوم القائل بأنّه يمكن للدولتين حصر صراعهما العسكري المتبادل في أهداف خارج أراضيهما غير واقعي، نظراً لتصاعد حدّة التوترات في المنطقة على نطاقٍ أوسع منذ السابع من أكتوبر. من غير المرجّح أن تعود الدولتان إلى صراع الظل. يمكن لإسرائيل أن تستمرّ في الاستفادة من أفعال إيران الجريئة لتوسيع نطاق ردودها الانتقامية الإضافية وحجمها داخل إيران وضد وكلائها في المنطقة. ومن المرجّح أيضاً أن تحظى إسرائيل بدعمٍ دولي لعمليات مماثلة على نطاقٍ أوسع من الماضي. وقد تسعى إلى استغلال هذا الأمر بتأثيرٍ ملحوظ، على الصعيدين العسكري والدبلوماسي. بناءً عليه، من الممكن أن تكون إيران قد ألحقت الضرر بنفسها.
حتى الآن، قلّلت إيران من شأن الهجوم الإسرائيلي في أصفهان، ما يعكس مخاوف طهران من صراع موسّع ومباشر. وتأمل إيران أيضاً أن يُعيد ذلك تحويل الانتباه الدولي باتجاه الحرب في غزة، التي استفادت منها إلى حدّ بعيد واستغلّتها لإعادة فرض سيطرة وكلائها، لا سيما في اليمن والعراق. تملك مجموعات مماثلة، بشكلٍ خاص حزب الله في لبنان، قدرتها الخاصة على ضرب إسرائيل. الطريق محفوفٌ بالغموض والعواقب غير المقصودة، ومن المرجّح أن يسوء الوضع الأمن في المنطقة كثيراً قبل أن يتحسّن.
خطر الحرب الإقليمية يؤثّر في الصراعات المستمرّة
تشكّل الهجمات الإيرانية والإسرائيلية الأخيرة، على الرغم من تنفيذها بدقة وضبط النفس، مرحلةً حاسمة في الشرق الأوسط وتعكس تحوّلاً جيوسياسياً من المواجهة الخفيّة إلى المواجهة العلنية بين هذين العدوين منذ زمن بعيد. في الواقع، تشهد المنطقة ميلاً مُقلقاً إلى التصعيد في الصراعات، لا سيما في العراق ولبنان وسوريا واليمن – وقد ألقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بظلالها عليها. يُسلّط شبح اندلاع حرب إقليمية الضوء على التقلّب الكامن في المنطقة ويقوّض الجهود الإقليمية من أجل السلام والازدهار والتنمية.
بناءً على هذا السيناريو، تهدف الضربة الانتقامية الإيرانية ضدّ إسرائيل إلى تعزيز نفوذها الإقليمي وفرض قدراتها العسكرية. لقد دفعت المداولات الحذرة في إسرائيل وعدم استعداد الولايات المتحدة لللمشاركة في أي هجوم مضاد، بتل أبيب لممارسة قدر من ضبط النفس. وقد تمكّن الطرفان حتى الآن من حفظ ماء الوجه من خلال هذه التبادلات العسكرية المحدودة والمدروسة بدقّة. لقد خفّف خطر تصعيد إضافي الضغطَ على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، الذي يواجه أزمات سياسية في الداخل والخارج، والذي من المرجّح أن يوسّع حملة الجيش إلى هجوم برّي في رفح.
حين تُقرع طبول الحرب، غالباً ما تحجب أصوات السلام ويصبح والوسطاء، الذين يواجهون خطر ردّ فعل عنيف، أقل قدرة على اتخاذ إجراءات فعّالة. على سبيل المثال، في 19 أبريل، استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد قرار حظي بموافقةٍ واسعة النطاق في مجلس الأمن الدولي ويدعم عضوية فلسطين في الأمم المتحدة والذي كان من الممكن أن يمهّد الطريق أمام قيام دولة فلسطينية. في 18 أبريل، أعربت حماس عن استعدادها لحل جناحها العسكري عند إقامة دولة فلسطينية على طول حدود 1967، وفقاً لما أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري. وفي اليوم نفسه، أعلنت الدوحة أنّها في صدد إعادة تقييم دورها كوسيطٍ في ظلّ الانتقادات وتعثّر المفاوضات.
هذه المقالة هي ضمن سلسلة مقالات “آراء من المجلس” يعبّر من خلالها الزملاء والخبراء في المجلس عن آرائهم ورؤياهم حول القضايا الرئيسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنّ الآراء الواردة في هذه المقالة تخصّ مؤلّفيها حصراً ولا تعكس رأي مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية.