المقدّمة

تنتهج إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة خارجية يغلب عليها الطابع التجاري، إذ تمارس ضغوطاً على حلفائها التقليديين لشراء المزيد من المنتجات والخدمات الأمريكية، والاستثمار داخل الولايات المتّحدة. وفي إطار مساعيها لتقليص العجز في الميزان التجاري، كثّفت واشنطن ضغوطها على شركاء مثل كوريا الجنوبية لحثّها على استيراد الغاز الطبيعي المسال الأمريكي والاستثمار في مشاريع الغاز داخل البلاد. وبما أنّ كوريا الجنوبية تُعدّ اليوم ثامن أكبر دولة تحقّق فائضاً تجارياً مع الولايات المتحدة،¹ فلا عجب أن تكون في مرمى نيران الإدارة الأمريكية الجديدة.

في غضون ذلك، تسعى سيول إلى تنويع مصادر إمداداتها من الطاقة والحدّ من اعتمادها المفرط على واردات النفط والغاز من الشرق الأوسط. إلّا أنّ هذه الديناميات قد تفضي إلى تحوّلات تدريجية في علاقاتها مع الدول الخليجية بشأن الطاقة، لا سيّما مع قطر التي تُعدّ من أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المُسال إلى كوريا الجنوبية. وتوصي مذكّرة السياسات هذه بأن تتبنّى قطر قدراً أكبر من المرونة في عقود الغاز الطبيعي المسال لمواكبة المنافسة المحتدمة والتكيّف مع الارتفاع المرتقب في معدّلات الإنتاج في المرحلة المقبلة. وفي المقابل، ينبغي على كوريا الجنوبية ألّا تختزل علاقتها مع قطر في إطار واردات الغاز فحسب، بل أن تتبنّى رؤية إستراتيجية أوسع وطويلة الأجل، تأخذ في عين الاعتبار الأبعاد التجارية والسياسية للعلاقات الثنائية، بما يُعزّز أطر التعاون بين البلدين.

“الحفر يا عزيزي، الحفر”

تتبنّى إدارة ترامب الثانية سياسة “الهيمنة في قطاع الطاقة”، التي تتماشى إلى حدّ كبير مع نهج إدارته الأولى، وتهدف إلى زيادة إنتاج الطاقة المحلّي وتحويل الولايات المتّحدة إلى دولة رائدة في تصدير النفط والغاز الطبيعي. ويعتبر هذا النهج موارد الطاقة الأمريكية أصولاً إستراتيجية يمكن توظيفها لدفع عجلة النموّ الاقتصادي داخلياً وخدمة المصالح الأمريكية على الساحة الدولية.² وفي هذا الإطار، يُعدّ تعزيز صادرات الغاز الطبيعي المسال، كأداة لتحقيق مكاسب اقتصادية وتوسيع النفوذ الجيوسياسي، ركيزة لهذا التوجّه.

سجّلت صادرات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ارتفاعاً متواصلاً منذ العام 2014. وبحلول العام 2017، أصبحت الولايات المتّحدة مُصدّراً صافياً للغاز للمرّة الأولى منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي.³ وقد بلغت هذه الصادرات مستوى قياسياً في العام 2023، إذ شكّلت نحو 26 في المئة من إجمالي صادرات الطاقة الأمريكية.⁴ وللبناء على هذا الزخم، تسعى الإدارة الحالية إلى تعزيز قدرات إنتاج الغاز الطبيعي المُسال في البلاد من خلال رفع القيود البيئية المعمول بها.

وكان ترامب قد تعهّد في حملته الانتخابية في 2024 بخفض أسعار الطاقة من خلال زيادة الإنتاج المحلّي، مُطلقاً شعاره الشهير “الحفر يا عزيزي، الحفر!”.⁵ وفي مارس 2025، أعلن الرئيس في خطاب حالة الاتحاد أمام الكونغرس عن خطط طموحة لتطوير مشروع الغاز الطبيعي المُسال في ألاسكا بكلفة تقدّر بنحو 44 مليار دولار،⁶ مُشدّداً على أنّ المشروع يُشكّل ركيزة أساسيّة في إستراتيجية إدارته لتحقيق ما تصفه بالهيمنة في مجال الطاقة. وبحسب ترامب، لقد أعربت كوريا الجنوبية واليابان عن رغبتهما في الاستثمار في المشروع.⁷

وجهة النظر في سيول

تُعدّ الولايات المتّحدة واحدة من أهمّ أسواق صادرات كوريا الجنوبية، إذ بلغت قيمة الصادرات الكورية إلى السوق الأمريكية نحو 131,5 مليار دولار في العام 2024،⁸ وشملت سلعاً متنوّعة، بدءاً من السيارات والماكينات وصولاً إلى الإلكترونيات والصلب. وفي ظلّ توجّه إدارة ترامب نحو التصعيد الجمركي، ليس مستغرباً أن تبدي سيول قلقها إزاء التداعيات المحتملة لفرض واشنطن تعرفة جمركية بنسبة 25 في المئة على الواردات من كوريا.⁹

في مارس، أعلن وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري الجنوبي دوك غون آن أنّ الولايات المتحدة وافقت على تشكيل فريق عمل لبحث مشروع الغاز الطبيعي المسال في ألاسكا ولمناقشة ملفات أخرى مثل زيادة واردات الطاقة الأمريكية وتعزيز واردات الطاقة من واشنطن ومشاريع بناء السفن، فضلاً عن العوائق الجمركية وغير الجمركية. وأضاف الوزير قائلاً: “تعتمد كوريا الجنوبية إلى حدّ كبير على الشرق الأوسط كمصدر للطاقة، ما يجعل تنويع مصادر الاستيراد جزءاً أسياسياً من إستراتيجيتها لأمن الطاقة.”¹⁰

إلى جانب الفائض التجاري الذي تُسجّله كوريا الجنوبية في علاقاتها التجارية مع الولايات المتّحدة، تعتمد سيول على الضمانات الأمنيّة الأمريكية لتأمين دفاعها الوطني. فقد شكّل وجود أكثر من 25 ألف جندي أمريكي على أراضيها عاملاً أساسياً في الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.¹¹ إلّا أنّ الرئيس ترامب اتّهم كوريا الجنوبية مراراً في السنوات العشرة الأخيرة أنّها تعتمد على الحماية الأمريكية من دون تحمّل كلفة عادلة مقابل ذلك.¹²لذا، من منظور سيول، فإنّ استرضاء واشنطن من خلال زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال والاستثمار في مشروع الأنابيب في ألاسكا لا يخدم مصالحها في مجال الطاقة فحسب، بل يصبّ أيضاً في مصلحتها الدفاعية والأمنيّة على المستوى الوطني.

هل انتهى عهد الصفقات طويلة الأجل؟

غير أنّ أي تعديل لسياسات كوريا الجنوبية المتعلّقة بوارداتها من الغاز الطبيعي المسال من شأنه أن يلقي بظلاله على العلاقات مع الدوحة، فحتّى عام 2023، كانت كوريا الجنوبية ثاني أكبر مستورد للغاز القطري، الذي شكّل نحو 19,5 في المئة من إجمالي استهلاكها السنوي من الغاز.¹³ وفي العام 2021، وقّعت المؤسسة الكورية للغاز (كوغاز) اتّفاقيّة مع شركة قطر للطاقة لمدّة 20 سنة تنصّ على شرائها مليوني طنّ من الغاز الطبيعي المسال سنوياً، بدءاً من العام ¹⁴.2025 ومع ذلك، ورغم هذه الصفقة وغيرها، فإنّ الديناميّات المتغيّرة في سوق الغاز الطبيعي المُسال قد تعقّد مساعي قطر لإبرام عقود جديدة طويلة الأجل في المستقبل.

كخطوة أولى، من المرجّح أن تبادر كوريا الجنوبية، إلى زيادة مشترياتها من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي لتصل إلى نحو سبعة ملايين طن سنوياً، في محاولة لاسترضاء إدارة ترامب.¹⁵ وبحسب تقارير وسائل إعلام كورية، تهدف هذه الخطوة إلى تقليص واردات سيول من الغاز القطري، لا سيّما مع اقتراب انتهاء عدد من العقود طويلة الأجل، ومساعي سيول لتنويع مصادر الطاقة. وإلى جانب الاستثمارات المحتملة في مشروع خط أنابيب ألاسكا، تخطّط كوريا الجنوبية والولايات المتّحدة لبناء محطّة جديدة مشتركة على الساحل الغربي الأمريكي لتسهيل تدفق واردات الطاقة، في خطوة قد تمهّد لتحوّل كبير في علاقات كوريا الجنوبية المستقبلية في مجال الطاقة.¹⁶

وفضلاً عن مساعي كوريا الجنوبية لتنويع مورّدي الطاقة، تتّجه أيضاً بوتيرة متزايدة نحو إبرام عقود أكثر مرونة وقصيرة الأجل.¹⁷ في المقابل، لطالما اتّبعت قطر للطاقة نهجاً أقلّ مرونة في صفقات الغاز الطبيعي المُسال، مع تفضيل واضح لعقود طويلة الأجل.¹⁸ وقد تجلّت هذه الصرامة في القيود التي تفرضها على المستوردين، إذ تلزمهم بتفريغ الشحنات في موانئ محدّدة سلفاً، وتمنعهم من إعادة بيعها في أسواق أخرى، ما يحدّ من فرصهم للاستفادة من فروقات الأسعار.

من المرتقب أن تشهد الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال ارتفاعاً ملحوظاً في الأعوام المقبلةوذلك ليس نتيجة لتوسعة حقل غاز الشمال في قطر فحسب، بل أيضاً بفعل النمو في إنتاج عدد من الدول المصدّرة الأخرى.¹⁹ فقد ترتفع الإمدادات في أسواق الغاز الطبيعي المسال بنسبة هائلة تصل إلى 40 في المئة بين عامَي 2025 و2028. ومن شأن هذا الفائض الكبير في إمدادات الغاز منخفض التكلفة أن يزيد من حدّة المنافسة بين المصدّرين، ما يقود إلى ضغوط هبوطية على الأسعار في الأسواق الفورية العالمية، خاصةً في الأسواق التي يتبع فيها المشترون إستراتيجيات شراء مرنة.²⁰

علاوة على ذلك، ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أواخر العام 2023، تتزايد مخاوف دول شرق آسيا من تصاعد التوتّرات الجيوسياسية وانعكاساتها على استقرار الشرق الأوسط وخطوط الملاحة البحرية. وفي هذا الإطار، تكتسب حماية ممرّات الشحن عبر مضيق هرمز أهميّة قصوى بالنسبة إلى المشترين الآسيويين في ظلّ الهجمات المتكرّرة التي يشنّها الحوثيون على السفن في البحر الأحمر. وإذا استمرّت هذه الهجمات وتصاعدت، قد يقرّر المشترون الآسيويون والأوروبيون تقليص اعتمادهم على الإمدادات من الخليج، ما قد يعرقل خطط قطر لتوسيع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال.²¹

دعوة إلى مزيد من المرونة

لا تسعى كوريا الجنوبية إلى استبدال وارداتها من الطاقة من قطر والشرق الأوسط، بل إلى تنويع مصادر الإمدادات وتعزيز مرونة الصفقات المستقبلية. صحيح أنّ الضغوط السياسية قد دفعت سيول نحو الموافقة على زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، إلّا أنّها لا تزال تُدرك أهميّة العقود طويلة الأجل، لا سيّما مع شركاء موثوقين ومستقرّين مثل قطر. ولا يزال أمن الطاقة يشكّل أولوية قصوى بالنسبة إلى كوريا الجنوبية، إذ تظلّ العقود طويلة الأجل وسيلة فعّالة للحماية من تقلّبات الأسواق الفورية والاضطرابات الجيوسياسية التي قد تُؤثّر في سلاسل الإمداد.²²

ومع ذلك، أشارت تقارير إلى أنّ عدداً من المشترين بدؤوا بالفعل في التوجّه نحو دول أخرى من أجل الحصول على إمدادات الغاز، مثل الولايات المتّحدة والإمارات العربية المتّحدة وسلطنة عُمان وأستراليا، التي تقدّم عقوداً أقصر أجلاً، من دون قيود على وجهات الشحنات النهائية، ما يزيد من الضغوط على قطر لتبدي مرونة أكثر في عقود الغاز الطبيعي المسال.²³

أمام قطر عدد من الخيارات للاستجابة لهذه التحوّلات. أولاً، ونظراً لتردّد بعض المشترين في الالتزام بعقود طويلة الأجل، يمكنها أن تطرح عقوداً متوسطة الأجل (بين 5 و10 سنوات)، إلى خيارات إمداد قصيرة الأجل. كما يمكن لشركة قطر للطاقة أن تعتمد نموذجاً تعاقدياً متدرّجاً، يتيح للمشترين الالتزام بشراء كميّات غاز أقل ضمن عقود قابلة للتجديد، بدلاً من الدخول في اتفاقات صارمة وطويلة الأجل.

ثانياً، يمكن لقطر أن تخفّف الشروط المتعلّقة بوجهة الشحن، أو حتى إلغائها تماماً، بالنظر إلى أنّ الغاز الطبيعي المسال قد أصبح كالنفط سلعة قابلة للتبادل.²⁴ تاريخياً، كان نقل الغاز عبر الأنابيب يعني استقراراً نسبياً بما أنّه أقلّ عرضة للتقلّبات قصيرة الأجل. أمّا اليوم، فيمكن شحن الغاز المسال إلى مختلف أنحاء العالم لا بل تغيير وجهة الشحنات في منتصف الرحلة نحو أسواق أكثر ربحية، ما يتيح للتجار الفرصة لتحقيق المكاسب من فروقات الأسعار.²⁵ أخيراً، ولمواكبة التحوّلات المتسارعة في مشهد الطاقة العالمي، يمكن لقطر أن تتبنّى آليّات تسعير أكثر تنافسية. إذ ترتبط عقود الغاز القطرية التقليدية بأسعار النفط، وتحديداً خام برنت، في حين غالباً ما ترتبط العقود الأمريكية بمؤشر هنري هوب لعقود الغاز الآجلة، أو على نماذج تسعير هجينة تجمع بين الأسعار الفورية وغيرها من المؤشرات المرجعية السوقية. ونظراً لأنّ مؤشر هنري هوب مصمَّم للسوق الأمريكية، قد تنظر قطر في اتباع مقاربة أكثر توازناً تشمل نماذج تسعير هجينة أو مؤشّرات إقليميّة ذات صلة، مثل مؤشر اليابان كوريا (JKM) الذي يعكس بشكل أدقّ تعرّض قطر الفعلي للأسواق الآسيوية وموقعها الإستراتيجي كمصدّر للطاقة في المنطقة.²⁶

من جانبهم، يمكن لصنّاع القرار في كوريا الجنوبية أن يوضحوا لنظرائهم القطريين أنّ إستراتيجية سيول في شراء الغاز الطبيعي المُسال ترتكز بالدرجة الأولى على مبدأ تنويع مصادر الطاقة لضمان أمن الإمدادات، وليست اصطفافاً سياسياً مع الولايات المتّحدة. وبعيداً عن الرسائل الدبلوماسية، ينبغي على سيول أن تترجم مواقفها إلى خطوات ملموسة للحفاظ على متانة علاقاتها الاقتصادية والسياسية المتينة مع الدوحة، بما في ذلك الاستثمار المشترك في مشاريع البنى التحتية لإعادة الغاز إلى حالته الأصلية داخل قطر، أو سلاسل القيمة المرتبطة بمرحلة ما بعد الإنتاج في قطر، فضلاً عن تقديم الدعم في المحافل الدولية، مثل مؤتمرات المناخ (COP) أو مفاوضات منظّمة التجارة العالمية (WTO)، خصوصاً في ما يتعلق بالآليات الخلافية، مثل آليّة تعديل حدود الكربون (CBAM).

ينبغي على سيول أن تتجنّب أيضاً أيّ خطوات قد تُفهم على أنّها اصطفاف ضمن تكتّل مع الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي ضد منتجي الطاقة في الدول الخليجية.²⁷ وفي هذا الإطار، يُستحسن أن تواصل شركة الغاز الوطنية الكورية الحصول على احتياجاتها قصيرة الأجل من السوق الفورية الأمريكية، بدلاً من إدخال تعديلات على العقود طويلة الأجل الموقّعة مع قطر. كذلك، يمكن لكوريا الجنوبية أن ترسّخ مكانتها كمزوّد مفضّل لناقلات الغاز الطبيعي المُسال لقطر، لا سيّما بعد تدشين أربع ناقلات جديدة في العام 2024، صُنعت في أحواض شركتَي سامسونغ للصناعات الثقيلة و”هانوا أوشن” (Hanwha Ocean) الكوريتين.²⁸

الخاتمة

بصورة عامة، يجدر بالإدارة الكورية الجنوبية المقبلة أن تنظر إلى علاقتها مع قطر من منظور أوسع يتجاوز ملف الغاز الطبيعي المسال، لا سيّما أنّ الدوحة باتت سوقاً واعدة للسلع والخدمات الكورية. وهي تستضيف اليوم نحو 180 شركة كورية جنوبية تنشط في مجموعة متنوّعة من القطاعات.²⁹ وقد اضطلعت الشركات الكورية بدور بارز في تنفيذ عدد من أبرز مشاريع البنية التحتية، من بينها مترو الدوحة وملعب الثمامة ومتحف قطر الوطني.

توفّر جهود قطر لتنويع اقتصادها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 فرصاً متزايدة لتعزيز الحضور الكوري الجنوبي في السوق القطرية، بما يساهم في دعم مسار التنمية والنموّ المستدام على المدى الطويل. وفي ظلّ الأوضاع الإقليمية والدولية غير المستقرّة، وتصاعد الحروب التجارية التي تقودها الولايات المتّحدة، تبرز الحاجة إلى أن تبادر قطر وكوريا الجنوبية إلى ترسيخ علاقاتهما الثنائية وتعزيز التعاون بينهما وتوسيع آفاقه بما يخدم المصالح المشتركة.

الهوامش

¹ Lee Eun-Young, “U.S. identifies South Korea as trade deficit country before tariff announcement,” Chosun Biz, March 18, 2025, https://biz.chosun.com/en/en-international/2025/03/18/KDXJXM4EEJH3ZJFAMAMRZSDVXE.

² “Fact Sheet: President Donald J. Trump Establishes the National Energy Dominance Council,” The White House, February 14, 2025, https://www.whitehouse.gov/fact-sheets/2025/02/fact-sheet-president-donald-j-trump-establishes-the-national-energy-dominance-council/; “Secretary Wright Acts to Unleash Golden Era of American Energy Dominance,” U.S. Department of Energy, February 5, 2025, https://www.energy.gov/articles/secretary-wright-acts-unleash-golden-era-american-energy-dominance.

³ “U.S. Energy Facts Explained,” U.S. Energy Information Administration, July 15, 2024, https://www.eia.gov/energyexplained/us-energy-facts/imports-and-exports.php.

⁴ Ibid.

⁵ Oliver Milman, “Trump vows to ‘drill, baby, drill’ despite rally attendees wilting in extreme heat,” The Guardian, June 10, 2024, https://www.theguardian.com/us-news/article/2024/jun/10/trump-rallies-extreme-heat.

⁶ Malte Humpert, “Trump Doubles Down on Alaska LNG Project, Citing South Korean, Japanese Support,” High North News, March 6, 2025, https://www.highnorthnews.com/en/trump-doubles-down-alaska-lng-project-citing-south-korean-japanese-support.

⁷ Oliver Milman, “Trump vows to ‘drill, baby, drill’ despite rally attendees wilting in extreme heat,” The Guardian, June 10, 2024, https://www.theguardian.com/us-news/article/2024/jun/10/trump-rallies-extreme-heat

⁸ “Republic of Korea,” Office of the U.S. Trade Representative, accessed March 22, 2025, https://ustr.gov/countries-regions/japan-korea-apec/korea.

⁹ Jihoon Lee, “South Korea to prepare support measures as US tariffs loom,” Reuters, April 7, 2025, https://www.reuters.com/world/asia-pacific/south-korea-prepare-support-measures-us-tariffs-loom-2025-04-07/.

¹⁰ Joyce Lee and Hyunjoo Jin, “South Korea and US to form working group on Alaska LNG project, tariffs,” Reuters, March 4, 2025, https://www.reuters.com/world/south-korea-us-form-working-group-alaska-lng-project-tariffs-2025-03-04/.

¹¹ William Lucier, “U.S Troops: The Backbone of Peace and Stability on the Korean Peninsula,” American Security Project, October 3, 2018, https://www.americansecurityproject.org/u-s-troops-in-south-korea/.

¹² “Trump insists S. Korea is getting defense free ride from US,” The Korea Times, October 13, 2015,  https://www.koreatimes.co.kr/www/world/2025/03/501_188541.html.

¹³ Joel Johnson, “LNG Remains a Central Pillar of Qatar-Korea Relations,” The Peninsula, October 18, 2024, https://thepeninsulaqatar.com/article/18/10/2024/lng-remains-a-central-pillar-of-qatar-korea-relations.

¹⁴ “South Korea Signs 20-Year LNG Deal with Qatar,” Reuters, July 12, 2021, https://www.reuters.com/business/energy/south-korea-signs-20-year-lng-deal-with-qatar-2021-07-12/.

¹⁵ Jung Min-hee, “South Korea to Import 7 Million Tons of U.S. LNG Annually in Strategic Energy Shift,” Business Korea, January 31, 2025, https://www.businesskorea.co.kr/news/articleView.html?idxno=234532.

¹⁶ Ibid.

¹⁷ “South Korean Importers Get LNG Discounts for 2025-2027,” Energy News, August 20, 2024, https://energynews.pro/en/south-korean-importers-get-lng-discounts-for-2025-2027/.

¹⁸ Author interview with former QatarEnergy official, Doha, Qatar, March 9, 2025.

¹⁹ Pratap John, “Qatar Set to Drive Mideast LNG Exports; 27% Region’s Share of Global Supply by 2050: GECF,” Gulf Times, March 17, 2025, https://www.gulf-times.com/article/702104/qatar/qatar-set-to-drive-mideast-lng-exports-27-regions-share-of-global-supply-by-2050-gecf.

²⁰ Josh Runciman and Kevin Morrison, The Future of Australian LNG (Ohio: Institute for Energy Economics and Financial Analysis, June 7, 2024), https://ieefa.org/resources/future-australian-lng.

²¹ Leslie Palti-Guzman, “Qatar’s Energy Powerhouse Raises Difficult Geopolitical Questions,” Barron’s, January 9, 2024, https://www.barrons.com/articles/qatars-energy-powerhouse-raises-difficult-geopolitical-questions-4c75fb37.

²² Author interview with LNG expert, Doha, Qatar, March 16, 2025.

²³ Andrew Mills, Marwa Rashad, Emily Chow, and Yuka Obayashi, “Exclusive: Qatar LNG sales to key Asian markets confronted by US, UAE rivalry,” Reuters, October 21, 2024, https://www.reuters.com/business/energy/qatar-lng-sales-key-asian-markets-confronted-by-us-uae-rivalry-2024-10-21/.

²⁴ Author interview with LNG expert, Doha, Qatar, March 16, 2025.

²⁵ Ibid.

²⁶ Author interview with LNG expert, Doha, Qatar, March 16, 2025.

²⁷ Ibid.

²⁸ “Four LNG carriers for QatarEnergy’s expanding fleet named in South Korea,” Offshore Energy, November 8, 2024,  https://www.offshore-energy.biz/four-lng-carriers-for-qatarenergys-expanding-fleet-named-in-south-korea/.

²⁹ Alexandra Evangelista, “Growing Interest Among S Koreans to Explore Qatar,” The Peninsula, September 26, 2023, https://thepeninsulaqatar.com/article/26/09/2023/growing-interest-among-s-koreans-to-explore-qatar.