بول داير وأندرو ليتسكوس وإسحاق شايدر
لم تَسلم أيّ دولة في العالم من جائحة فيروس كورونا المستجدّ طوال فترة التفشّي. وينطبق ذلك على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على الرغم من الاختلاف الكبير بينها في ما يتعلّق بالوقت الذي رُصدت فيه الإصابات الأوّلية، ومدى سرعة تفشّي الفيروس، وحدّة حالات التفشّي الأوّلي والموجات اللاحقة. ويبيّن الرسم البياني أدناه حالات الإصابة المؤكّدة التراكمية بفيروس كورونا المستجدّ نسبةً لمجموع السكان في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين مارس 2020 وديسمبر 2022.
وظهرت حالات التفشّي الأوّلي في منطقة الخليج تحديداً، وهو ما يعكس ارتباطها بالاقتصاد العالمي الأوسع والسفر بين إيران والدول الخليجية الأصغر حجماً بعد الارتفاع المبكر في الإصابات بالفيروس في إيران. وتمّ تسجيل أعلى عدد من الإصابات المؤكّدة بالفيروس في البحرين نسبةً لمجموع سكانها، وتلتها دول خليجية صغيرة أخرى مثل الكويت وقطر. وارتفع أخيراً عدد الإصابات المؤكّدة في إيران ولبنان والأردن وتونس بسبب تخفيف تدابير الصحة العامة وزيادة القدرة على إجراء الاختبارات. ومن اللافت انخفاض معدّلات الإصابات المؤكّدة بالفيروس في الدول الهشّة، مثل العراق وليبيا وسوريا واليمن، مما يعكس قدرتها المحدودة على تعقّب الفيروس. وتشير معدّلات منخفضة مماثلة في الجزائر ومصر إلى التقليل الخطير من عدد الإصابات الفيروسية بسبب محدوديّة الاختبارات وجهود التعقّب.
المصدر: ماكس روزِر، وهانا ريتشي، وإستيبان أورتيز إسبينوزا، وجو هاسل، “جائحة فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19)”
Our World in Data، 2023, https://ourworldindata.org/coronavirus.