آفاق التعاون بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

بين المشهد الدولي المتقلّب والتنافس الجيوسياسي

تقرير فعالية، أكتوبر 2025

المقدّمة 

طارق محمد يوسف ووانغ جيان 

 

تشهد العلاقات بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوّراً لافتاً في ظلّ تصاعد التحدّيات الإقليمية والعالمية.  فالمنطقة أصبحت ساحة صراع بين القوى العظمى، ما أدّى إلى إعادة رسم الاصطفافات والاعتبارات الإستراتيجية. وتُفاقم المخاطر الجيوسياسية والحروب التجارية حالة الغموض التي تكتنف المشهد الاقتصادي العالمي، ما يضع مستقبل التنمية والاستقرار في المنطقة أمام تحدّيات صعبة. 

 

منذ العام 2013، شكّلت مبادرة الحزام والطريق (BRI) حجر الزاوية في العلاقات بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى مدى العقد المنصرم منذ إطلاق المبادرة، عزّزت الصين حضورها الإقليمي والعالمي بإطلاق ثلاث مبادرات رئيسية: مبادرة التنمية العالمية (2021)، ومبادرة الأمن العالمي (2022)، ومبادرة الحضارة العالمية (2023). ومع تبلور هذه المبادرات، تتجلّى فرصٌ واعدة لتعزيز الروابط الصينية مع دول المنطقة وترسيخها. وتقف المنطقة حالياً عند مفترق طرق مفصليّ في ظلّ التحوّلات الجوهرية التي تشهدها سوريا وليبيا واليمن، والمصير الغامض الذي يكتنف مستقبل غزة والضفة الغربية. 

 

ويمكن لمبادرات الأمن العالمي والتنمية العالمية والحضارة العالمية أن تتيح للصين فرصةً لتعزيز حضورها، والاضطلاع بدور أكبر في بناء منظومة أمنية إقليمية متوازنة، والمساهمة في إرساء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً. وسيتصدّر الأمن الاقتصادي أولويّات أجندات السياسة الخارجية للمنطقة، وستبقى مبادرة الحزام والطريق ركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية في دولها. وفي ظلّ جهود إعادة الإعمار الجارية في غزة ولبنان واليمن وسوريا، ترسي مبادرة التنمية العالمية أساساً متيناً لدور الصين في تعزيز الازدهار الاقتصادي الإقليمي. أمّا التعاون التكنولوجي المتنامي، فسيبقى سمةً مميّزةً للعلاقات الاقتصادية بين الصين ودول المنطقة، إلّا أنّ هذا التعاون سيواجه تحدّيات جمّة في ظلّ الضغوط الأمريكية الرامية إلى كبح جماح التعاون الإستراتيجي بين بكين ودول الشرق الأوسط. 

 

تساهم مبادرات التنمية والأمن والحضارة العالمية في توسيع نطاق حضور الصين السياسي والاقتصادي والثقافي تدريجياً، مستندةً إلى الأساس المتين الذي أرسته مبادرة الحزام والطريق. وفي ظلّ التحوّلات الجيوسياسية الكبرى التي يشهدها العالم، تبرز تساؤلات جوهرية: كيف تُعيد الرؤى الصينية رسم ملامح انخراط بكين في المنطقة؟ ومنذ إطلاق مبادرة الأمن العالمي، كيف دعمت الصين استقلال المنطقة الإستراتيجي؟ وفي ظلّ مُعاناة  المنطقة من ويلات الحروب والصراعات المدمّرة، كيف يُمكن لمبادرة التنمية العالمية دعم جهود التعافي الاقتصادي المستدام؟ وما الدور الذي تؤدّيه مبادرة الحضارة العالمية في تعزيز جسور التبادل الثقافي بين الصين والشرق الأوسط؟ 

 

للإجابة عن هذه الأسئلة، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالتعاون مع أكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية النسخة الرابعة من ورشة العمل بعنوان آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط” في الدوحة، التي جمعت نخبة من الخبراء من الشرق الأوسط والصين لمناقشة التطوّرات الأخيرة بشأن مبادرة الحزام والطريق، بالإضافة إلى المبادرات الصينية المتنوّعة وآفاق تطوير العلاقات بين الصين والشرق الأوسط. يقدّم هذا التقرير ملخّصاً عن النقاط الرئيسيّة التي تناولتها المناقشات. 

 

المحتويات

المقدّمة

التعاون بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظلّ تنامي التنافس بين القوى العظمى

دور الصين في الوساطة والدبلوماسية وإعادة الإعمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

التكنولوجيا الإستراتيجية: ما هي حدود العلاقات بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

نحو تعزيز جسور التبادلات الثقافية ونقل المعرفة بين الشرق الأوسط والصين

العلاقات بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ظلّ الاضطرابات الاقتصادية العالمية

الخاتمة: التوجّهات المستقبلية وآفاق العلاقات بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا

 

 

تنزيل التقرير الكامل