المنتدى السنوي الثاني لمراكز البحوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجهات النظر العربية بشأن المنافع العامة العالمية وحوكمتها

Monday، September 15، 2025

بيروت، لبنان – عُقد المنتدى السنوي الثاني لمراكز البحوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي نظّمه معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت بالشراكة مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، في 15 و16 سبتمبر في بيروت. جمعت الفعالية التي استمرت على مدار يومين أعضاء شبكة مراكز البحوث والفكر العربية، إلى جانب خبراء إقليميين ودوليين، لمناقشة تأثير التحوّلات العالمية على المنطقة، وكيف يمكن للجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مراكز الفكر، الانخراط في النقاش حول المنافع العامة العالمية والتأثير فيه لضمان أن يعكس احتياجات المنطقة وأولوياتها.

 

على مدار يومين، استعرض ممثلو أبرز مراكز الفكر والبحوث ومعاهد السياسيات في المنطقة سُبُل تصوّر المنافع العامة العالمية وتحديد أولوياتها في السياق العربي، مع التركيز خاصةً على حركة التجارة والأفراد، وتمويل التنمية وإدارة تدفّقات رؤوس الأموال، بالإضافة إلى التغيّر المناخي.  كما ناقش المشاركون التحدّيات والفرص التي تواجه الدول العربية في إنتاج المنافع العامة العالمية وتوفيرها وحوكمتها، فضلاً عن بحث سُبُل تعزيز التعاون والعمل الجماعي بخصوص هذه المنافع، والانخراط في صياغة السياسات المتعلّقة بها في المنتديات الإقليمية والدولية. كما عقدت الشبكة جمعيتها العامة الأولى في اليوم الأول من المنتدى، حيث ناقش الأعضاء مبادئ الشبكة التوجيهية وإستراتيجيتها، وانتخبوا لجنة تنسيق لإدارة أنشطتها.

 

وفي مستهلّ كلمته الترحيبية، أشار مدير معهد عصام فارس، جوزيف باحوط، إلى أنّه “في ظلّ الأوقات الاستثنائية التي تشهدها المنطقة والتي تتعرّض لهجمات مستمرّة، فإنّ بناء شبكة مراكز البحوث والفكر العربية لم يكن أكثر أهمية من أيّ وقت مضى”. وأضاف: “أكثر من أيّ وقت مضى، تحتاج منطقتنا إلى نقاشات أوسع، ومحادثات أكثر صراحة، وتعاون بين أصحاب الرؤى المشتركة… وصوت أقوى يعبر عن مصالحنا وشؤوننا”. وأكّد باحوط أنّ منتدى هذا العام يحمل أهميّةً خاصّةً “لأنّه ولأول مرة منذ تأسيس الشبكة، سنبدأ في تناول قضايا جوهرية، وقد اخترنا هذا العام الحديث عن المنافع العامة العالمية؛ وهو موضوع يختلف تماماً عن موضوعاتنا الجيوسياسية المعتادة، لكنه بلا شك لا يقلّ أهميّة لمستقبل المنطقة”. وأضاف قائلاً: “وذلك في ظلّ استمرار التحدّيات الأمنية المتزايدة، والأهم من ذلك، اتساع الفجوة داخل المنطقة نفسها”.

 

من جانبه، أشار طارق يوسف، زميل أوّل ومستشار في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، إلى أنّ “فكرة التباين المتزايد في المنطقة بدأت قبل نحو عقدين، عندما بدأت دول الخليج، بفضل الاستقرار والموارد المالية والسياسات الاقتصادية الرشيدة والتوقّعات المستقرة، بالابتعاد عن عالم عربي غارق حتى أخمص قدميه في مستنقع عدم الاستقرار والحروب والصراعات”. وأضاف يوسف قائلاً: “لقد أدّى ذلك فعلاً إلى نشوء عالمين عربيين، ويبدو أنّ الفجوة تتسع أكثر فأكثر”. ومضيفا:ً “أنّ هذا التباعد يجعل معالجة تحدّيات المنطقة واقتصادها أكثر تعقيداً، إلّا أنّه يفتح الباب أمامنا لإدخال أفكار جديدة إلى النقاش”.

 

وعلى هامش المنتدى، نظّم معهد عصام فارس والشبكة ندوةً عامّةً بعنوان: “بناء صوت عربي في حوكمة المنافع العامة العالمية”، بمشاركة رولا مجدلاني، مستشارة أولى للمناخ في المركز الدولي للبحوث الزراعية “إيكاردا”؛ طارق يوسف، زميل أوّل ومستشار في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية؛ إسحق ديوان، زميل مشارك في معهد عصام فارس وأستاذ ممارسة في الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت؛ وأدار الجلسة ألبرت كوستانيان، زميل مشارك في المعهد وخبير اقتصادي وإستراتيجي. ناقش المتحدثون التحدّيات والفرص الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية في ما يتعلّق بالمنافع العامة العالمية، واستعرضوا سُبُل التعاون الإقليمي والدولي التي تعزز أولويات المنطقة وتساهم في إيجاد حلول عالمية أكثر شمولاً.

 

أُطلقت شبكة مراكز البحوث والفكر العربية رسمياً في سبتمبر 2024، كمبادرة مشتركة بين معهد عصام فارس ومجلس الشرق الأوسط، وتضمّ أكثر من 20 من أبرز مراكز البحوث والفكر ومعاهد السياسيات في المنطقة، بهدف تعزيز تأثير مراكز البحوث على السياسيات العامة في العالم العربي. ويعمل معهد عصام فارس حالياً كأمين عام للشبكة، ويتولّى تنسيق الأنشطة، وتيسير الحوار، وضمان تنفيذ الأهداف المشتركة بين المؤسّسات الأعضاء. اشترك في نشرة الشبكة الإخبارية عبر هذا الرابط.