رئيس الوزراء العراقي في مسعى لتحقيق توازن دقيق

يُشكّل العراق ساحةً رئيسيّة للصراع الدائر في المنطقة الذي تفجّر على خلفية الحرب في غزّة، وتُمثّل الميليشياتُ المدعومة من إيران في البلاد مكوّناً حيوياً من “محور المقاومة.”¹ ومنذ التصعيد الذي تلى السابع من أكتوبر 2023، شنّت هذه المجموعات العراقية هجمات متعدّدة ضدّ أهداف إسرائيلية وأمريكية بما في ذلك اعتداءات على القواعد الأمريكيّة في العراق وسوريا،² وعمليّات ضد السفن الإسرائيلية والغربيّة في البحر الأحمر، وضربات في الداخل الإسرائيلي.³ وقد ردّت الولايات المتحدة وإسرائيل بحملةٍ تصعيديةٍ من الغارات الجوية ضد هذه المجموعات.⁴ وبدءاً من أيار 2024، أطلقت المقاومةُ الإسلامية في العراق المكوّنة من ميليشيات عراقيّة مدعومة من إيران والتي تُشكّل جزءاً من قوات الحشد الشعبي،⁵ ضربات على إسرائيل تفوق تلك التي أطلقها الحوثيون في اليمن منذ السابع من أكتوبر 2023.⁶

أدّى التصعيد المأساوي بين إسرائيل وإيران، الذي أسفر عن تبادل هجمات مباشرة وغير مسبوقة بين البلدين⁷ وعن سقوط ضحايا من الجانبين، إلى تأجيج التوتّرات داخل العراق. وقد أدّى هذا التصعيد أيضاً إلى تعزيز التنسيق بين المجموعات المسلّحة التي تشكّل جزءاً من “محور المقاومة” الإيراني، بما في ذلك المقاومة الإسلامية في العراق والحوثيين⁹ الذين يُقال إنّهم رسّخوا وجودهم في العراق.⁸ علاوة على ذلك، هدّدت المجموعة المسلّحة الشيعية العراقية، كتائب حزب الله، دولاً مثل المملكة العربية السعودية واتّهمتها بتمكين “المعركة ضد الفلسطينيين”، ما قد ينعكس على جهود العراق لتحسين علاقاته مع الرياض.¹⁰

ستتردّد أصداءُ الحرب الدائرة بحدّة في شتّى أنحاء المنطقة في العراق، خاصةً إذا واصلت إسرائيل وإيران ضرباتهما المتبادلة.¹¹ لذا ينبغي على رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تحقيق توازن دقيق. فعلى الرغم من روابط بغداد الوثيقة بطهران، فهي تتعاون أيضاً مع الولايات المتحدة في الحملة الرامية إلى ضمان هزيمة تنظيم داعش بشكلٍ دائم وتتمتّع بروابط متنامية مع الدول الخليجيّة المتحالفة مع الولايات المتحدة. في ظلّ تصاعد احتمال نشوب حرب مدمّرة على الأراضي العراقية، يتعيّن على السوداني بذل جهود حثيثة لمنع تحوّل البلاد إلى ساحة معركة كبرى والمحافظة في الوقت نفسه على روابطه الإستراتيجية مع الولايات المتحدة والغرب على نطاقٍ أوسع.

حسابات السوداني

يواجه الشرق الأوسط خطر اندلاع صراعٍ أوسع وشامل بين إسرائيل وإيران وحلفائها بعد عددٍ من نقاط تحوّل هذا العام من بينها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران،¹² وهجوم إيران الانتقامي على الأراضي الإسرائيلية،¹³ واغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله في بيروت،¹⁴ وما تبع ذلك من ردود عسكرية متبادلة بين إيران وإسرائيل. وقد تطوّرت هذه الأحداث على خلفية تبادلات أكثر تواتراً من أي وقت مضى بين الولايات المتحدة والمجموعات المسلّحة المتحالفة مع إيران في العراق،¹⁵ وبين إسرائيل وهذه الجهات الفاعلة.¹⁶

يحمل ذلك في طيّاته تحدّيات ومخاطر كبيرة للعراق. على الصعيد المحلّي، يعيش السوداني مرحلةً من الاستقرار المستدام، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تنامي ثقة الرأي العام بالدولة ومؤسّساتها في خلال السنة الماضية.¹⁷ وقد تمكّن رئيس الوزراء من تهدئة قوّات الحشد الشعبي وتحسين علاقات بغداد مع حكومة إقليم كردستان،¹⁸ محقّقاً توازناً بين روابط العراق مع كلّ من واشنطن وطهران. علاوةً على ذلك، عزّزت بغداد علاقاتها مع الدول الخليجيّة وتركيا، ما مهّد الطريق لتقوية التعاون في التجارة وزيادة التبادل التجاري، بما في ذلك توقيع مذكّرة تفاهم العام الماضي من أجل المضي قدماً بمشروع طريق التنمية—وهو خطة طموحة لإنشاء طريق تجاري يربط بين منطقة الخليج والموانئ التركية عبر العراق.¹⁹ وقد أدّى ذلك إلى توسيع الدول الخليجيّة حضورها الاقتصادي في العراق.

غير أنّ هذه الفترة من الهدوء والاستقرار السياسي والشراكة الاقتصادية قد تنقلب رأساً على عقب في حال واجه العراق صراعاً كبيراً، وهذا الاحتمال وارد إذا استمرّت الأمور على هذا المنوال. فقد أصبحت البلاد ساحةً لصراعٍ متبادل مستمرّ بين الولايات المتحدة والمقاومة الإسلامية في العراق، الذي تصاعد منذ السابع من أكتوبر 2023 وأسفر عن وقوع إصابات في صفوف الطرفين، ما وضعهما في حالة تأهّب قصوى.²⁰

طغت على زيارة السوداني إلى الولايات المتحدة التي طال انتظارها في أبريل ضربةٌ إيرانيّة مباشرة على إسرائيل—قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء—ردّاً على هجوم إسرائيل الصاروخي على القنصليّة الإيرانية في دمشق مطلع الشهر.²¹ وعوضاً عن التركيز على تعزيز الروابط الاقتصادية بين العراق والولايات المتحدة وجذب المستثمرين الأمريكيين إلى بغداد، اضطرّ السوداني إلى مناقشة مواضيع الدفاع ومكافحة الإرهاب طوال الزيارة.²² ويؤكّد الموقف الرسمي العراقي أنّ بغداد لم تعد بحاجة إلى القوّات الأمريكيّة على أراضيها بعد هزيمة داعش،²³ إلّا أنّ القيادة المركزيّة الأمريكيّة (CENTCOM) تُحذّر من أنّ داعش تخطّط لشنّ أكثر من ضعف الهجمات التي نفّذتها في سوريا والعراق العام الماضي، بما في ذلك 153 هجوماً تبنّته في النصف الأول من السنة فقط، ما يُشير إلى أنّ التنظيم يحاول استعادة قدراته بعد سنوات من تراجع نشاطه.²⁴

يكتسب التهديد الذي تشكّله داعش أهميّة خاصة في لعبة التوازن التي يقوم بها السوداني، لا سيّما أنّه يشكّل علاقاته مع كلّ من الولايات المتحدة وإيران. وقد دفع هذا التهديد رئيسَ الوزراء على إعادة تأطير وجود القوّات الأمريكيّة في البلاد في محاولةٍ لاسترضاء قوات الحشد الشعبي، التي أدّت دوراً رئيسياً في وصوله إلى السلطة. وبهدف إدارة دعوات قوّات الحشد الشعبي المتزايدة إلى انسحاب الولايات المتحدة من جهة وحاجة بغداد المستمرّة إلى الدعم الأمريكي من جهةٍ ثانية، تبنّى السوداني موقف الحشد الشعبي في حين وضع اتفاقاً غير ملزم وقليل التفاصيل يهدف نظرياً إلى انسحاب القوّات الأمريكيّة من البلاد في العام المقبل.²⁵ وما يساعد السوداني أيضاً هو أنّ بعض فصائل الطبقة السياسية العراقية خارج قوّات الحشد الشعبي تشعر بالقلق إزاء انسحاب كامل للقوّات.²⁶

بالفعل، قد يضرّ هذا الانسحاب بمصالح العراق الوطنية. عدا عن تمهيد الطريق لعودة داعش، قد يترك الإدارةَ القادمة للرئيس الأمريكي المنتخَب دونالد ترامب بدون حافز يُذكر لاتّخاذ إجراءات للتهدئة في حال شنّ هجمات إضافية على عناصر أمريكيين أو حلفاء في المنطقة. في المقابل، يعتمد السوداني على حقيقة أنّ العراق يُعتبَر آخر معقل لنفوذ إيران، حيث تستطيع طهران التحايل على العقوبات الغربية والحفاظ على طليعة المجموعات المسلّحة القادرة على الاضطلاع بدور “الدفاع الأمامي” في ردع هجومٍ شامل على الجمهورية الإسلامية.²⁷ من هذا المنطلق، تحتاج إيران إلى الاستمرارية والاستقرار في العراق، وقد يمثّل السوداني، من المنظور الإيراني، أفضل وسيلة للحفاظ على التوازن الحالي بين طهران وواشنطن.

غير أنّ رئيس الوزراء العراقي لا يمكنه أن يفعل أكثر من ذلك؛ فمن الممكن تماماً أن توسّع إدارة ترامب نظام عقوباتها في العراق من خلال استهداف المسؤولين والمؤسسات المالية العراقية، إذ ساعد بعضهم إيران على الالتفاف على العقوبات الأمريكية²⁸ وتحويل الدولارات إلى الجمهورية الإسلامية.²⁹ وقد يؤدّي تكثيفُ هذه العقوبات إلى نسف التوازن القائم وإضعاف سلطة السوداني

وما يُعقّد لعبة التوازن التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي هو هشاشة الدولة العراقية وعجزها عن كبح جماح المجموعات التي تضُمّ المقاومة الإسلامية في العراق. وتمارس هذه الجهات الفاعلة غير الحكومية نفوذاً أيضاً على البرلمان العراقي والمؤسسات الأخرى من خلال روابطها بقوات الحشد الشعبي واندماجها ضمنها.³⁰ وبصفتها جزءاً رسميّاً ومعترفاً به دستورياً من الدولة والحكومة العراقيتَين، سيؤدّي تواطؤ قوات الحشد الشعبي المباشر أو غير المباشر في الهجمات على الولايات المتحدة وحلفائها إلى شنّ هجمات انتقامية مضادة داخل العراق وضده. وسيفاقم ذلك مشاكل السوداني وقد تُقوّض مكانتَه الروابطُ المتنامية بين المقاومة الإسلامية وأعضاء المقاومة الآخرين، ومن ضمنهم الحوثيين وحزب الله.³¹

كيفيّة إدارة الأزمة

ترتبط المسائل الأكثر إثارة للجدل التي تواجه العراق، مثل مستقبل القوّات الأمريكيّة هناك، بالتصعيد الإقليمي الحالي وتؤثّر تأثيراً مباشراً في قدرة البلاد على تجنّب اندلاع صراع على أراضيها. وتضم هذه المسائل قدرة الدولة على كبح جماح المجموعات المسلّحة المنخرطة مباشرةً في الصراع مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وقدرة السوداني على استرضاء بعض هذه المجموعات قبل انتخابات العام المقبل، بالإضافة إلى التأثير الأوسع للتصعيد ما بعد السابع من أكتوبر على الوضع السياسي في العراق.³² والأهم من ذلك أنّ التصعيد الإقليمي قد يدفع مجموعات متخاصمة وقوية، مثل التيّار الصدري وعصائب أهل الحق، إلى تصعيد نزاعاتها الخاصة من أجل إعادة بسط نفوذها. وقد تجلّى هذا بالفعل في محاولات اغتيال في خلال العام الفائت.³³ لذا، ستعتمد فعّاليةُ إسترتيجية السوداني لتحقيق التوازن أيضاً على قدرته على إدارة هذه التوتّرات الداخليّة.

لكن من المرجّح أيضاً أن يزداد تداخل مشاكل العراق الداخليّة مع التصعيد الإقليمي. على سبيل المثال، أثار إدراج القناة 14 الإسرائيلية للمرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، على قائمة الشخصيات المستهدفة من قبل إسرائيل غضباً شعبياً عارماً.³⁴ علاوةً على ذلك، دخل العراق في حالة تأهّب قصوى في أعقاب انهيار النظام السوري وتسلُّم هيئة تحرير الشام مقاليد الحكم في سوريا ومع احتمال أن تستغلّ داعش حالة الغموض والاضطراب لإعادة رصّ صفوفها في العراق.³⁵ قد يصبح انسحاب إيران وحلفائها من سوريا، بما فيها الميليشيات العراقية، محوراً فاصلاً للناخبين مع اقتراب الانتخابات العراقية، في ظلّ وضع المجموعات الموالية لإيران تحت المجهر بسبب انتشارها في سوريا.

لقد أدّى العراق دوراً مهماً في تسهيل التواصل عبر القنوات الخلفية بين إيران وخصومها.³⁶ يمكن للسوداني أن يبني على هذا الدور بهدف الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران. مع ذلك، يجب إعادة تقييم دور الوسيط في ضوء الصراع الحالي في المنطقة، الذي سيستمرّ في تشكيل العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران في المستقبل المنظور. علاوةً على ذلك، ستضعف هذه الوساطة إذا استمرّت المقاومة الإسلامية في العراق في استهداف الأصول العسكرية والعناصر الأمريكيين، على الرغم من جهود السوداني. لذا لا بدّ من أن تكون هذه الجهود ذات شقّين؛ حيث سيتعيّن على السوداني الانخراط مع هذه المجموعات وإدارتها بالتوازي مع عملية الوساطة.

قد يسعى رئيس الوزراء العراقي إلى إدماج المقاومة الإسلامية في العراق في عمليّة الوساطة. في حال قاومت ذلك، يمكنه الاعتماد على المؤسّستَين السياسية والدينية، بما في ذلك حلفاؤه في قوّات الحشد الشعبي، لإشراك هذه المجموعات بشكلٍ غير مباشر. وهذا يمنح السوداني على الأقل قناةً حيوية للمباشرة بحوار وتبنّي مقاربة مستدامة للمشكلة تركّز على تهدئة التوتّرات وتحدّد الخطوط الحُمر لتعزيز جهود التهدئة.

لا شكّ في أنّ العراق يواجه مشكلة مزمنة مع المجموعات المسلّحة التي تعمل خارج إطار الدولة، لكنّه لم يشمل حتى الآن هذه المجموعات في عملية الوساطة. صحيحٌ أنّ هكذا خطوة قد لا تعالج المسائل المتجذّرة بعمق والتي تسمح لهذه المجموعات بالعمل، لكن يمكنها أن تساعد على احتواء المشكلة وأن تشكّل بديلاً أفضل من إقصائها.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على السوداني إشراك الدول الخليجية وتركيا إلى حدّ ما في عمليّة الوساطة، أو أقلّه إبقاؤها على اطّلاع بشأنها. بالتالي، يمكن لرئيس الوزراء أيضاً الاستفادة من تحسّن الروابط بين بغداد وهذه الدول لتهدئة العلاقات مع إدارة ترامب القادمة وتحسينها. من شأن ذلك أن يُدخل شركاء العراق الاقتصاديين، على غرار الإمارات العربية المتحدة وقطر وتركيا، في المعادلة كأطراف رئيسية يمكنها المساعدة في تهدئة التوتّرات الإقليمية وتعزيز جهود خفض التصعيد وحماية العراق من الصراعات الإقليمية من دون التورّط كأطراف متنازعة فاعلة داخل الأراضي العراقية.

الهوامش

^{1 “Iraqi groups threaten to target bases if US joins fray against Iran,” The Arab Weekly, October 2, 2024, https://thearabweekly.com/iraqi-groups-threaten-target-bases-if-us-joins-fray-against-iran.}

^{2 Justin Salhani, “Who are the Islamic Resistance in Iraq?,” Al Jazeera English, February 10, 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/2/10/analysis-who-is-the-islamic-resistance-in-iraq.}

^{3 “Yemen’s Houthis claim joint raid on Israeli ships with Iraqi militia”, Al Jazeera English, June 23, 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/6/23/yemens-houthis-claim-joint-raid-on-israeli-ships-with-iraqi-militia.}

^{4 Natasha Bertrand, Haley Britzky, Oren Liebermann, and Kevin Liptak, “US carries out retaliatory strikes on Iranian-linked militia targets in Iraq and Syria,” CNN, February 3, 2024, https://edition.cnn.com/2024/02/02/politics/us-strikes-iraq-syria/index.html.}

^{5 Salhani, “Who are the Islamic Resistance in Iraq?”}

^{6 Michael Knights, The Anti-Israel Surge by Iraqi Militants: Metrics and Trends, Policy Analysis (Washington, DC: The Washington Institute for Near East Policy, May 15, 2024), https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/anti-israel-surge-iraqi-militants-metrics-and-trends.}

^{7 Tom Bennett, “What we know about Israel’s attack on Iran,” BBC News, October 28, 2024, https://www.bbc.com/news/articles/cgr0yvrx4qpo.}

^{8 Adnan al-Jabarni, A New Axis: Strategic Coordination between the Houthis and Iraqi Factions, Analysis, (Sanaa, Yemen: Sanaa Center for Strategic Studies, July 15, 2024), https://sanaacenter.org/the-yemen-review/april-june-2024/22900.}

^{9  “Inside story: How Yemen’s Houthis dig for strategic depth in Iraq”, Amwaj Media, June 21, 2024, https://amwaj.media/article/inside-story-how-yemen-s-houthis-dig-for-strategic-depth-in-iraq.}

^{10 Foundation for the Defense of Democracies, “Iraq-based Iranian Proxy, Kataib Hezbollah, Threatens Saudi Arabia and Israel,” Flash Brief, (Washington, DC: Foundation for the Defense of Democracies, July 14, 2024), https://www.fdd.org/analysis/2024/07/14/iraq-based-iranian-proxy-kataib-hezbollah-threatens-saudi-arabia-and-israel/.}

^{11 “Israel, Iran urged to use restraint by world leaders, amid concerns of a regional war,” CBS News, October 26, 2024, https://www.cbsnews.com/news/israel-strikes-iran-reaction-world-leaders/.}

^{12 “Hamas political chief Ismail Haniyeh assassinated in Iran,” Al Jazeera English, July 31, 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/7/31/hamass-political-chief-ismail-haniyeh-assassinated-in-iran-state-media.}

^{13 Bennett, “What we know.”}

^{14 Bassem Mroue and Melanie Lidman, “Hezbollah confirms its leader Hassan Nasrallah was killed in an Israeli airstrike,” AP News, September 29, 2024, https://apnews.com/article/lebanon-israel-hezbollah-airstrikes-28-september-2024-c4751957433ff944c4eb06027885a973.}

^{15 Ahmed Rasheed and Phil Stewart, “US strike kills militia leader blamed for Iraq attacks, Pentagon says,” Reuters, January 5, 2024, https://www.reuters.com/world/middle-east/three-iran-backed-militia-fighters-killed-baghdad-drone-strike-sources-2024-01-04/.}

^{16 Associated Press, “Iran-allied militia coalition claims its base in Iraq was hit by an airstrike,” PBS News, April 19, 2024, https://www.pbs.org/newshour/world/iran-allied-militia-coalition-claims-its-base-in-iraq-was-hit-by-an-airstrike.}

^{17 Benedict Vigers and Mohamed Younis, “Iraq: Signs of Stability in a Volatile Region,” Gallup, February 16, 2024, https://news.gallup.com/poll/610355/iraq-signs-stability-volatile-region.aspx.}

^{18 “Barzani meets PM Sudani in Baghdad,” Rudaw, July 3, 2024, https://www.rudaw.net/english/middleeast/iraq/030720242.}

^{19 Neil Halligan and Sinan Mahmoud, “What is Iraq’s Development Road and will it challenge US and China trade routes?,” The National, April 26, 2024, https://www.thenationalnews.com/business/2024/04/24/can-iraqs-development-road-challenge-us-and-china-trade-routes/.}

^{20 Sinan Mahmoud, “Iran-linked Iraqi militias say truce with US is over,” The National, August 20, 2024, https://www.thenationalnews.com/news/mena/2024/08/20/iran-linked-iraqi-militias-say-truce-with-us-is-over/.}

^{21 Mersiha Gadzo, “Timeline: The key moments that led to Israel’s attacks on Iran,” Al Jazeera, October 26, 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/10/2/timeline-the-key-moments-that-led-to-irans-missile-attacks-on-israel.}

^{22 Yesar Al-Maleki, Iraq’s prime minister will toe a fine line in Washington visit, Analysis, (Washington, DC: Middle East Institute, April 14, 2024), https://www.mei.edu/publications/iraqs-prime-minister-will-toe-fine-line-washington-visit.}

^{23 Timour Azhari, “Exclusive: Iraq seeks quick exit of US forces but no deadline set, PM says,” Reuters, January 10, 2024, https://www.reuters.com/world/middle-east/iraq-seeks-quick-exit-us-forces-no-deadline-set-pm-says-2024-01-10/.}

^{24 Qassim Abdul-Zahra and Abby Sewell, “Islamic State attacks on track to double in Iraq and Syria compared to last year, US military says,” AP News, July 17, 2024, https://apnews.com/article/iraq-syria-islamic-state-us-centcom-attacks-53bdb45048b8f1389d9181b359e8260d.}

^{25 Timour Azhari and Ahmed Rasheed, “US-Iraq deal would see hundreds of troops withdraw in first year, sources say,” Reuters, September 6, 2024, https://www.reuters.com/world/us-iraq-deal-would-see-hundreds-troops-withdraw-first-year-sources-say-2024-09-06/.}

^{26 Arwa Ibrahim, “Iraqi parliament calls for expulsion of foreign troops,” Al Jazeera English, January 5, 2020, https://www.aljazeera.com/news/2020/1/5/iraqi-parliament-calls-for-expulsion-of-foreign-troops.}

^{27 David S. Cloud, “Iraqi Banks Used U.S.-Created System to Funnel Funds to Iran,” The Wall Street Journal, September 8, 2024, https://www.wsj.com/politics/national-security/iraq-banks-u-s-fed-iran-financing-0c3e740c.}

^{28 Ibid.}

^{29 Reuters, “Iraq Bans 8 Local Banks From US Dollar Transactions,” Voice of America, February 4, 2024, https://www.voanews.com/a/iraq-bans-8-local-banks-from-us-dollar-transactions/7470566.html.}

^{30 Ranj Alaaldin, The Popular Mobilization Force is turning Iraq into an Iranian client state, (Washington, DC: Brookings Institute, February 2, 2024), https://www.brookings.edu/articles/the-popular-mobilization-force-is-turning-iraq-into-an-iranian-client-state/.}

^{31 Ali Hashem, “Inside story: Hezbollah rep returns to Iraq ahead of expected escalation,” Amwaj Media, January 6, 2024, https://amwaj.media/article/exclusive-hezbollah-rep-returns-to-iraq-ahead-of-expected-escalation.}

^{32 “New twist in ‘heist of the century’ in Iraq as key figure ‘fakes accident’ in Beirut,” Amwaj Media, August 28, 2024, https://amwaj.media/media-monitor/new-twist-in-heist-of-the-century-in-iraq-as-key-figure-fakes-accident-in-beirut.}

^{33 Fadhel al-Nashmi, “Prominent Member of Asaib Ahl al-Haq Survives Assassination Attempt in Southern Iraq,” Asharq Al-Awsat, September 16, 2024, https://english.aawsat.com/arab-world/5061418-prominent-member-asaib-ahl-al-haq-survives-assassination-attempt-southern-iraq.}

^{34 Dana Taib Menmy, “Iraqi officials condemn Israeli media for inciting killing of top Shia cleric Grand Ayatollah Al-Sistani,” The New Arab, October 10, 2024, https://www.newarab.com/news/iraqi-fury-israeli-media-incites-killing-top-shia-cleric.}

^{35 “Iraq accelerates bolstering border security with Syria amid growing conflict”, Rudaw English, 5 December 2024, https://www.rudaw.net/english/middleeast/iraq/05122024/; see also “Regime change in Syria raises fears for Kurds and the ISIS prisoners they guard”, NBC News, 11 December 2024, https://www.nbcnews.com/news/world/regime-change-syria-raises-fears-kurds-isis-prisoners-guard-rcna183727.}

^{36 Elizabeth Hagedorn and Andrew Parasiliti, “Iran sent US back-channel messages on risk of wider regional war, FM says,” Al-Monitor, January 24, 2024, https://www.al-monitor.com/originals/2024/01/iran-sent-us-back-channel-messages-risk-wider-regional-war-fm-says.}