النقاط الرئيسيّة

شراكةٌ إستراتيجية: بنت الجزائر وتركيا شراكةً إستراتيجيّة قائمة على مواقف مشتركة من القضايا الدوليّة والمصالح المتبادلة. وتمثّل الجزائر بوابةً إستراتيجيّة لتركيا نحو منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. من جهتها، تُقدِّم تركيا نموذجاً إنمائياً جذّاباً للجزائر.  

 

روابط اقتصاديّة أقوى: تُعَدّ الجزائر أحد شركاء تركيا الرئيسيّين في أفريقيا. في ضوء تكثيف العلاقات الاقتصاديّة في خلال العقد الفائت، تتطلّع تركيا إلى زيادة حجم التجارة الثنائية ثلاث مرات بحيث يرتفع من 3 مليار دولار إلى 10 مليار دولار. وتُعتبَر الاستثمارات التركيّة في الجزائر، التي تخطّت الاستثمارات الصينيّة، مهمّةً في عددٍ من القطاعات المختلفة.  

 

علاقات متنامية بين الشعبين: تعزّزت العلاقات بين الشعبَين التركي والجزائري إلى حدٍّ بعيد. لقد خفّفت تركيا شروط الحصول على تأشيرة دخول للجزائريّين، ما سهّل نموّ السياحة. وقد ساهم التراث والتاريخ المشتركان في زيادة اهتمام الجزائريّين بتركيا، كما فعلت القوة الناعمة الثقافيّة لتركيا عن طريق المسلسلات التلفزيونيّة التركيّة.  

 

التوازن سيكون محوري في تمتين العلاقات: تربط تركيا علاقاتٌ جيّدة مع كلّ من الجزائر والمغرب، ما يستدعي المحافظة على توازن بين الخصمَين، لا سيّما في ما يتعلّق بمسألة الصحراء الغربيّة. سيتوجّب على تركيا كذلك إرساء توازن بين تثبيت قدمها الاقتصادية في الخارج ومعالجة أزمتها الاقتصاديّة في الداخل.  

 

 

المقدّمة

 

بين الجزائر وتركيا تاريخٌ سياسي وثقافي مشترك يعود إلى حقبة الحكم العثماني. بفعل الحاجة إلى مقاومة القوى الأوروبيّة في زمن انهيار السلالات الحاكِمة الإقليميّة، بدأ الوجودُ العثماني في الجزائر مع الإخوة “بربروس” عام 1516 واستمرّ حتى العام 1830. وبعد انهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة وقيام الجمهوريّة التركيّة عام 1923، تخلّت الدولةُ الكمالية عن دائرة نفوذها في منطقة المغرب العربي. غير أنّ هذا الموقف تغيّر بشكلٍ جذريّ منذ أوائل الألفيّة الثانيّة في عهد رجب طيب أردوغان كرئيسٍ للوزراء ومن ثمّ رئيس للجمهوريّة.

 

في ظل حكم أردوغان، سعت تركيّا إلى تفعيل سياسة عثمانية جديدة بشكلٍ واضح، بدأت في عهد تورغوت أوزال في أواخر الثمانينات،¹ وأجندة تميل نحو الإسلام السياسي، مؤكِّدةً دورها في منطقة البحر المتوسّط والمقاطعات العربيّة السابقة من الإمبراطوريّة العثمانيّة.² وقد سعت السياسةُ الخارجيّة التركيّة إلى تعزيز تعاونها المتعدّد الأوجه مع الدول العربيّة والتزامها تجاهها في مناخٍ مستقرّ وآمن. بصورةٍ عامة، يُعزى اهتمامها بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة المغرب العربيّ إلى ضرورات جغرافيّة واقتصاديّة³ وإلى عوامل جيوسياسيّة وثقافيّة.

 

بنت الحكومةُ التركيّة الميّالة إلى التشدّد الإسلامي على نجاحات الحركات الإسلاميّة في أعقاب الثورات العربية، بهدف تشجيع التحالفات السياسيّة جنوب البحر الأبيض المتوسّط. وبسطت أنقرة نفوذها في المنطقة من خلال نسج علاقات جيوستراتيجيّة وجيوقتصاديّة وتعزيزها.⁴ قد يُعزى تحرّك تركيا باتّجاه المنطقة العربية إلى نبذها من قِبَل الاتّحاد الأوروبيّ، ولا سيّما فرنسا.⁵ وقد رحّبت الدول العربيّة بهذا التحرّك كونه قدّم فرصةً لتنويع العلاقات والحدّ من الاعتماد على الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي. بالتالي، تطوّرت العلاقات الجزائريّة التركيّة على هذه الخلفيّة.

 

إعادة بناء العلاقات الجزائريّة التركيّة

 

وصمة الحرب الباردة

 

على الرغم من أنّ الروابط الجزائريّة التركيّة قد تعزّزت، إلّا أنّ العلاقة بين البلدين شهدت تصدّعات عبر السنين. ينبع حذر الجزائر تجاه تركيا من ثلاثة عوامل رئيسيّة. يتعلّق العامل الأول بدور تركيا في خلال الحرب الباردة عندما عارضت استقلال الجزائر عن فرنسا. فقد صوّتت تركيا ضدّ استقلال الجزائر في الجمعية العامة للأمم المتّحدة عام 1955، وامتنعت عن التصويت عامي 1957 و1958 ومن ثم عام 1959.⁶ اعتبرت الحركةُ الاستقلاليّة في زمن الحرب امتناعَ تركيا عن التصويت بمثابة دعمٍ لفرنسا،⁷ على الرغم من أنّ موقف تركيا ناجمٌ عن حاجتها إلى الوقوف إلى جانب حلفائها في منظمة حلف شمال الأطلسي. لكن عام 1960 بعد تغيير حكومتها، عادت وصوّتت تركيا لصالح استقلال الجزائر. وحتى قبل دعمها الرسمي للجزائر عام 1960، قدّمت تركيا الدعم للقوميّين الجزائريّين.⁸ وفي العام 1985، اعتذر رئيس الوزراء التركي آنذاك تورغوت أوزال عن انحياز تركيا لصالح فرنسا في الخمسينات.⁹

 

ثانياً، أدّت علاقة تركيا مع إسرائيل إلى تعقيد روابطها مع الجزائر. نظراً للدعم القوي من الدولة والمجتمع في الجزائر للقضيّة الفلسطينيّة، شكّلت روابط تركيا مع إسرائيل مصدر خلاف. فشدّدت السلطات التركيّة على مساندتها لفلسطين، مؤكّدة على أنّ العلاقة مع إسرائيل لن تقوّض دعم تركيا للشعب الفلسطيني.¹⁰

 

ثالثاً، ولّدت المعركة بين المقاتلين الإسلاميّين والقوى الأمنيّة في الجزائر التي دامت عقداً من الزمن في التسعينات شعوراً بالمرارة في صفوف القيادة والمجتمع، لا سيما لدى العلمانيّين، حيال توثيق الروابط مع حزب العدالة والتنمية التركي. وأدّى دعم تركيا لتسلّم الإخوان المسلمين مقاليد السلطة في تونس وليبيا والمغرب ومصر إلى تأجيج امتعاض العلمانيّين الجزائريّين.

 

على سبيل المثال، اتّهم التجمّع الوطني الديمقراطي، وهو حزبٌ قومي موالٍ للحكومة، حركة مجتمع السلم (أو حماس) “بالانصياع في استراتيجيّتها لجدول أعمال تُمليه القوى الأجنبية”، ما تم تأوليه على أنّه إشارة إلى الروابط الظاهرة بين حركة مجتمع السلم ونظريها التركي حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان.¹¹ فقد شجّعت الحركات الإسلاميّة في مختلف أرجاء المنطقة حركة مجتمع السلم على محاولة فرض نفسها كحزبٍ إسلامي إصلاحي وعصري، قادر على تسلّم الحكم مثل حزب العدالة والتنمية التركي.¹² واعتقدت قيادة حركة مجتمع السلم أنّ الحزبَ قادرٌ على تحقيق انتصار كاسح في الانتخابات المحليّة عام 2012 – كما حصل في تونس والمغرب ومصر حيث تبوأ الإسلاميّون الحكم.¹³ إلّا أنّ هذه التطلّعات باءت بالفشل.

 

على الرغم من المسائل الآنفة الذكر، استؤنفت العلاقة بين البلدين بشكلٍ تدريجي. فقد رسّخ وجود الإمبراطوريّة العثمانيّة الذي دام ثلاثة قرون الشعور بمشاطرة ماضٍ تاريخي وثقافي لدى الدولة والمجتمع في الجزائر. فشقّت العلاقات الجزائريّة التركيّة الآن مساراً جديداً اتّسم بتمتين الروابط الثنائية على مختلف المستويات.

 

العلاقات السياسيّة: الأولويّة للاستقرار الإقليمي

 

البعد السياسي

 

على الرغم من أنّ روابط تركيا مع المغرب العربي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى قائمة على مصالح جغرافية اقتصادية بشكلٍ أساسي، إلّا أنّ البعد السياسي يُعتبَر جوهرياً كذلك. فقد دلّ تدهور العلاقات مع مصر على أنّ تركيا كانت بحاجة إلى شريكٍ موثوق ومستقرّ في شمال أفريقيا. فبرزت الجزائر كشريكٍ جذّاب نظراً للجهود التي بذلتها تركيا والجزائر لمواجهة نفوذ فرنسا في منطقة الساحل وفي ليبيا. واتّخذ البلدان موقفاً مماثلاً بشأن ليبيا، فدعما الحكومة في طرابلس الغرب في وجه الإمارات العربيّة المتّحدة وفرنسا ومصر.

 

تتشارك الجزائر وتركيا بعض المبادئ في سياستهما الخارجيّة، لا سيّما حول السيادة واحترام وحدة أراضي الدول الأخرى وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى،¹⁴ والاستقلال السياسي. هذه المبادئ المترابطة منصوص عليها في معاهدة الصداقة والتعاون لعام 2006 ¹⁵ (التي سيُشار إليها بـ”المعاهدة”) وترسي قواعد تطوّر العلاقة بين الجزائر وتركيا.

 

تُمثّل تركيا لاعباً أساسيّاً في منطقة المغرب العربي؛ إلّا أنّها قد واجهت تحدّيات سياسيّة واقتصاديّة.¹⁶ غير أنّ قدرتها على “التوفيق بين الديمقراطيّة والإسلام والتنمية الاقتصاديّة جعلتها نموذجاً جذّاباً”،¹⁷ خلافاً للغرب الذي شوّهت صورتَه تدخّلاتُه وضعوطُه لإحلال الديمقراطيّة في المنطقة. وعلى الرغم من انتقاد الليبراليين الجزائريين نظام أردوغان السلطوي،¹⁸ اعتُبرت جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية التركية “درساً حقيقياً في الديمقراطية للعالم بأسره، وخاصة للدول العربية والإسلامية”.¹⁹

 

من جهتها، تُعتبر الجزائر قوةً متوسّطة إقليميّة مهمّة، وهي صفة تشاطرها مع تركيا، وتحتلّ مكانةً جيوسياسيّة محوريّة في منطقة البحر الأبيض المتوسّط. فيُؤمّن حجمها وموقعها الإستراتيجي بوابةً مثاليّة نحو باقي القارة الأفريقية حيث سعت تركيا إلى توسيع وجودها الاقتصادي وتنافست على السيطرة في منطقة نفوذ فرنسا سابقاً.²⁰ وكانت الجزائر جهّةً فاعلة أساسيّة في الحرب على الإرهاب، فتوسّطت بين الأطراف المتناحرة في منطقة الساحل والقرن الأفريقي، وعملت على تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة؛ وهي أدوار أقرّ بها الرئيس رجب طيب أردوغان.²¹

 

الجزائر عضو مهمّ في الاتّحاد الأفريقي وحركة عدم الانحياز، ولديها بعض القواسم المشتركة مع سياسات تركيا التي تكرّس مبدأ التوازن.²² بطبيعة الحال، يخدم تمتين العلاقة مع الجزائر مصالح تركيا ونفوذها في المغرب العربي والساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ما غذّى اهتمام أردوغان المستمرّ بالجزائر. في يونيو 2013، أجرى أردوغان، الذي كان رئيس وزراء آنذاك، جولةً في منطقة المغرب العربي. كانت العلاقات التركيّة المصريّة حينها قد تدهورت إلى حدّ بعيد بعد إزاحة محمد مرسي عن السلطة؛ وبالتالي برزت الجزائر تدريجياً كشريك تركيا الرئيسي في شمال أفريقيا.

 

كانت لأردوغان أولويّتان في ما يتعلّق بالجزائر: التعاون الأمني والتنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة.²³ في نوفمبر 2014، زار أردوغان الجزائر بصفته رئيساً للجمهوريّة بغية تعزيز العلاقات، وفي فبراير 2018، كانت الجزائر المحطّة الأولى في جولته الأفريقيّة التي أدّت إلى توقيع سبعة اتفاقات شراكة في مجالات الطاقة والسياحة والثقافة والزراعة والدبلوماسيّة.²⁴ قبل زيارته، أراد أردوغان إلغاء تأشيرات الدخول بشكلٍ متبادل، بيد أنّ الجزائريّين رفضوا ذلك خوفاً من استخدام تركيا كـ”ترانزيت… للجهاديين للدخول إلى سوريا والعراق وليبيا، ما قد يضرّ بالجزائر التي تواجه خطر الإرهاب على حدودها”.²⁵

 

أُحرز تقدّم سياسي ملحوظ انطلاقاً من العام 2020. ففي خلال مؤتمر برلين حول ليبيا،²⁶ التقى أردوغان بالرئيس الجزائري المنتخَب حديثاً عبد المجيد تبون. وبعدها بقليل، قام أردوغان بزيارة دولة إلى الجزائر توّجت بتوقيع إعلانٍ مشترك لإنشاء مجلس رفيع المستوى للتعاون الثنائي، ما سلّط الضوء على العلاقة الشاملة الناشئة بين الجزائر وتركيا.²⁷

 

شدّد أردوغان على التزام تركيا التي “لا تعتبر الجزائر سوقاً لبيع سلعنا، لكننا نتطلّع أيضاً إلى تحقيق استثمارات مهمة” وبالطبع لتطوير حوارات سياسيّة رئيسيّة واتفاقات مع الجزائر.²⁸ وتزامنت هذه الزيارة مع التقارب المتزايد في وجهات النظر بين الجزائر وتركيا حول الوضع في ليبيا، حيث دعم البلدان حكومة الوفاق الوطني ضد المشير خليفة حفتر الذي حظي بمساندة فرنسا والمملكة العربيّة السعوديّة ومصر والإمارات العربيّة المتّحدة. وعلاوة على ذلك، أحبطت الجزائر محاولة مصر إدانة تركيا في جامعة الدول العربيّة، بسبب استياء القاهرة من تدخّل تركيا الواضح في الشؤون السياسيّة الإقليميّة. وسعت مصر إلى الانتقام من دعم تركيا لمحمد مرسي وأنصاره.²⁹

 

ساهم دعم تركيا والجزائر لحكومة الوفاق الوطني في تعزيز التعاون بينهما. بهدف حماية مصالحها الاقتصادية³⁰ في ليبيا، عارضت تركيا تدخّل الغرب في بداية الأمر.³¹ وعلى نحوٍ مشابه، اعترضت الجزائر بشدّة على تدخّل حلف شمال الأطلسي، وفضّلت تسويق حلولها الخاصّة للحرب الأهلية في ليبيا³² ضمن إطار الأمم المتّحدة والاتّحاد الأفريقي. وحثّت الجزائر على إجراء حوار بين الفصائل الليبيّة (باستثناء تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وتنظيم القاعدة)، مشدّدة على ضرورة إيجاد حلول سلمية ورفض التدخّلات الأجنبية.

 

إلّا أنّه في نهاية المطاف، دعمت أنقرة التدخّل عندما أصبح أمراً مفروغاً منه وعندما بدا أنّ العملية الانتقالية ستتكلّل بالنجاح.³³ في البدء، كانت الجزائر قلقةً حيال نشر القوات التركية في ليبيا، اقتناعاً منها بأنّ ذلك قد يؤجّج انعدام الاستقرار. فهي كانت تخشى أن يؤدّي وجود عسكري إلى زيادة تداول الأسلحة وانتشار المجموعات المسلّحة على طول حدودها مع ليبيا البالغة ألف كيلومتر.

 

وشعرت الجزائر بالقلق أيضاً إزاء احتمال اندلاع الصراع، لا سيّما أنّه يورّط جهات فاعلة أجنبيّة متعدّدة، وأنّه قد يؤدّي إلى تدخلّ مصر العسكري.³⁴ فاعتمدت الجزائر شيئاً فشيئاً أسلوباً سياسياً متفهّماً ودقيقاً لتدخّل تركيا، ما أجهض تقدّم قوى حفتر نحو طرابلس الغرب. اعتبر الجزائريّون محاولة حفتر الاستيلاء على طرابلس “خطّاً أحمر”،³⁵ بالإضافة إلى تهديداته بالهجوم على الجزائر،³⁶ وخطراً على الأمن القومي، في إشارةٍ إلى استعداد الجزائر للتدخّل عسكريّاً من أجل إيقافه.

 

ارتبط تدخّل تركيا في ليبيا بأهدافها الواسعة النطاق في شرق البحر المتوسّط الذي يزخر بموارد هيدروكربونية هائلة وبعقود بمليارات الدولارات في قطاع البناء وفي قطاعات أخرى.³⁷ عرّض الصراع مصالح الجزائر الاقتصاديّة للخطر؛ فعلّقت شركة “سوناطراك” (Sonatrach) الجزائريّة للمواد الهيدروكربونية عام 2011 أنشطتها في ليبيا حيث كانت لديها استثمارات هامة.³⁸ اتّفقت الجزائر وتركيا على أن حلّاً سياسيّاً تفاوضيّاً هو السبيل الأمثل لإحلال السلام والمصالحة –وفي حين أنّ هذا الموقف يتوافق مع نتائج مؤتمر برلين،³⁹ إلّا أنّه يتعارض مع موقف مصر التي رفضت إشراك الإسلاميّين رفضاً قاطعاً.⁴⁰

 

ترسّخت أكثر الروابط السياسيّة بين تركيا والجزائر عندما وافقت تركيا على طلب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تسليم الضابط الفار قرميط بونويرة، الذي شغل منصب مساعد رئيس الأركان السابق أحمد قايد صالح. وكان بونويرة قد فرّ إلى تركيا حيث حاول الحصول على جنسية مقابل تبادل معلومات سريّة عن الجيش الوطني الشعبي في الجزائر.⁴¹ وقد دعمت الجزائر تركيا في قمعها لما سمّته “منظمة فتح الله غولن الإرهابية”.⁴² إثر محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، طردت الجزائر الشركات التركيّة ورجال الأعمال الأتراك المرتبطين بغولن. وأقفلت الحكومة مدرسة غولن في الجزائر العاصمة.⁴³ علاوة على ذلك، سلّمت الجزائر أنقرة معارضاً سياسيّاً تركيّاً يُشتبَه في صلته بـ”منظمة فتح الله غولن الإرهابية”.⁴⁴

 

في خلال زيارة دولة قام بها تبون إلى تركيا في مايو 2022، سلّط أردوغان الضوء على المواقف المشتركة⁴⁵ بين البلدين حول المسائل السياسيّة مثل ليبيا وفلسطين⁴⁶ ومنطقة الساحل⁴⁷ والحرب بين روسيا وأوكرانيا. وشدّد أردوغان على أنّ المحادثات مع تبون تركّزت على الخطوات المشتركة التي يجب اتّخاذها على الساحة الدوليّة في ما يتعلق بالمسائل المذكورة آنفاً وألمح إلى تطوير التعاون الدبلوماسي من خلال اجتماعات مجلس التعاون المشترك،⁴⁸ على أن تنعقد الاجتماعات بتيسير وزيري خارجية الدولتين وبإشراف رئيسي البلدين.

 

وفي ما يخصّ الصحراء الغربيّة، اعتمدت تركيا موقفاً محايداً نظراً لأهمية هذه القضيّة بالنسبة لكلّ من الجزائر والمغرب. في الواقع، بين تركيا والمغرب علاقات واسعة تشمل مجالات مختلفة بما فيها التعاون الاقتصادي والدفاع.⁴⁹ وقد وقّع البلدان على اتفاقيّة تجارة حرّة دخلت حيّز التنفيذ عام 2006؛⁵⁰ إلّا أنّ الاتّفاقيّة واجهت بعض المشاكل.⁵¹

 

لذا ردّ المتحدّث باسم وزارة الخارجية التركيّة تانجو بيلجيك على سؤال عن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة، قائلاً إنّ “تركيا تدعو إلى حلّ سياسي لمسألة الصحراء الغربيّة في إطار قرارات الأمم المتّحدة ذات الصلة… وإلى الحوار”، مشدّداً على الدعم التركي لـ”سلامة أراضي كافة البلدان وسيادتها…ضمن حدودها المُعترف بها دوليّاً”.⁵² يُسلّط ذلك الضوء على موقف تركيا المحايد المرتكز على الأُطر القانونيّة الدوليّة.

 

تُبدي كلّ من الجزائر وتركيا بعض التشابه في الموقف من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، على الرغم من بعض الفوارق كون تركيا عضواً في حلف شمال الأطلسي. لقد حافظت الجزائر على موقف حيادي بينما اعتمدت تركيا، التي تزوّد أوكرانيا بالأسلحة، سياسة التوازن فامتنعت عن فرض عقوبات على روسيا بغية حماية مصالحها الجيوسياسيّة.⁵³ انتهجت الدولتان سياسات متوازنة بدافع مصالحهما (المتعلّقة بالغاز والتسلّح والقمح). فالجزائر تقيم علاقات عريقة مع روسيا وأوكرانيا، وقد دعت إلى حلّ تفاوضي،⁵⁴ وأدّت تركيا من جهتها دور الوسيط.⁵⁵

 

بصورةٍ عامة، ترسّخت العلاقات السياسيّة بين الجزائر وتركيا وتوسّعت. ولعلّ تصريح الرئيس تبون أنّ للبلدين “رؤية مشتركة” في عددٍ من الملفّات في خلال زيارته إلى تركيا في مايو 2022، خير دليل على متانة الروابط الجزائريّة التركيّة.⁵⁶

 

توسيع الروابط الاقتصاديّة بين الجزائر وتركيا

 

نمت المشاركة الاقتصاديّة بين تركيا والجزائر بشكلٍ ملحوظ؛ إلّا أنّ اختلافات رئيسيّة عديدة ما زالت قائمة بين الاقتصادَيْن. يكمن الاختلاف الأكبر في أنّ الجزائر اقتصادٌ ريعي – يعتمد على الإيرادات الهيدروكربونية⁵⁷– في حين أنّ تركيا سوقٌ ناشئة ذات اقتصاد متنوّع. في ما يتعلّق بإجمالي الناتج المحلّي، يحتلّ الاقتصاد التركي المرتبة العشرين على قائمة أكبر اقتصادات العالم،⁵⁸ بينما تحتل الجزائر المرتبة 56.⁵⁹ يُضاف إلى ذلك أنّ حجم الاقتصاد التركي، من حيث حجم السكّان، أكبر بكثير من الاقتصاد الجزائري. ففيما تتباهى الجزائر بسوقها المربحة المستخدمة من قبل 45 مليون نسمة، يبلغ حجم السكان في تركيا ضعف هذا الرقم.

 

وعلى الرغم من أنّ العلاقة الاقتصاديّة بين تركيا والجزائر انطلقت في أوائل الألفية الثانيّة، إلّا أنّ الخسائر الاقتصاديّة التي تكبّدتها الدولتان بسبب الصراع الليبي ساهمت في تسريع تنامي الروابط الاقتصاديّة بينهما على غرار تعزيز العلاقات مع الصين أو روسيا، يسمح توسيع الروابط مع تركيا للجزائر بتخفيف اعتمادها الاقتصادي والسياسي على قوى مثل الولايات المتّحدة أو فرنسا.⁶⁰ وتشمل الروابط الاقتصاديّة مجالات عدّة –مثل الاستثمارات والطاقة وبناء المساكن وأشغال البنى التحتيّة- وهي كلّها أساسيّة لتنمية الجزائر.

 

يحمل الاقتصاد الجزائري أوجه شبه لافتة مع الاقتصاد التركي قبل إصلاحه، لجهة انفتاح الاقتصاد وتحديث نظامه المالي في أواخر الثمانينات والتسعينات وفي الألفيّة الجديدة. بالتالي، يمكن أن تستلهم الجزائر من النموذج الإنمائي التركي.⁶¹ ويمكن أن تُسهّل تركيا انتقال الجزائر نحو تطبيق الإصلاحات الهيكليّة والاقتصاديّة الضروريّة، بما فيها تحديث نظامها المالي بحيث يستقطب الاستثمارات الأجنبيّة. تعكس قدرةُ الجزائر على جذب مستوى عالٍ من الاستثمارات التركيّة مدى المصالح المشتركة بين البلدين.

 

تزامن تحرّك تركيا باتّجاه الجزائر مع الاهتمام التركي المتزايد بأفريقيا حيث رسّخت أنقرة وجودها الاقتصادي الواسع النطاق. في مطلع القرن الواحد والعشرين، اعتمدت تركيا سياسةً خارجيّة متعدّدة الأقاليم؛ ونما اهتمامها بأفريقيا بشكلٍ ملحوظ. فلقّبت تركيا عام 2005 بـ”عام أفريقيا”.⁶² والتقت مصالح الجزائر مع نيّة تركيا تنويع تحالفاتها، ما يُفسّر استعداد رئيسي البلدين لتطوير شراكة عالميّة شاملة.

 

إنّ إطار الشراكة بين الجزائر وتركيا منصوص عليه في معاهدة 2006، التي التزم الطرفان بموجبها بـ”تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية لشعبيهما وإنشاء مشاريع وبرامج محدّدة في مختلف القطاعات”.⁶³ برز وجود تركيا في الاقتصاد الجزائري حيث تنافست مع الشركات المحليّة في صناعات مثل البناء والطاقة والتصنيع والأنسجة.

 

وتُعزى مقاربة تركيا إلى مصالحها الجيوقتصاديّة إلى حدّ بعيد، مع التركيز على التجارة والاستثمارات والتصنيع.^64</sup< وقد أدّى القطاع الخاص دوراً ناشطاً في ضمان هذه المصالح. زار رئيس الوزراء أردوغان الجزائر عام 2013 على رأس وفد ضمّ 200 رجل أعمال.⁶⁵

 

أشرك أردوغان مجتمع الأعمال عام 2014 من خلال منتدى الأعمال الجزائري التركي ومدّد عقداً للغاز الطبيعي مُدّته عشرة سنوات، الذي يُنقل بموجبه الغاز من الجزائر إلى تركيا، لعشر أعوام إضافية، في خلال زيارته الأولى إلى الجزائر بصفته رئيساً.⁶⁶ وقد وعد أردوغان أيضاً بزيادة حجم التجارة الثنائيّة من حوالي 3 مليار دولار إلى 10 مليار دولار في المستقبل.⁶⁷ وتعزّزت الروابط بين الدولتين إبّان زيارة أردوغان في فبراير 2018، التي توجّت بتوقيع سبعة اتّفاقات شراكة في عدة قطاعات.⁶⁸

 

رسّخت زيارة أردوغان في يناير 2020 وزيارة الدولة لتبون إلى تركيا عام 2022 الروابط المتنامية وعكست “التقارب الإستراتيجي”⁶⁹ الذي سعى إليه الطرفان. وكشف أردوغان، في خلال زيارته عام 2020، عن وجود 377 مشروع استثمار تركي في مختلف أرجاء الجزائر، مسلّطاً الضوء على حجم الاستثمارات التركيّة في الجزائر التي قُدّرت قيمتها بأكثر من 3,5 مليار دولار والتي سهّلت خلق 30 ألف وظيفة.⁷⁰ تعكس مكانة الجزائر كثالث أكبر بلد مقرّ عالميّاً للشركات التركيّة، حجمَ الاستثمارات الاقتصاديّة التركيّة في الجزائر.⁷¹ وفي خلال هذه الجولة، زار أيضاً مصنعاً تركيّاً⁷² جديداً للفولاذ.⁷³

 

في ما يخصّ التجارة (راجع الرسمين البيانين 1 و2)، كانت تركيا سادس أكبر مزوّد للجزائر عام 2019 بينما كانت الجزائر خامس أكبر شارٍ للسلع التركية.⁷⁴

 

الرسم البياني 1: التجارة بين الجزائر وتركيا في الفترة الممتدّة بين 2013 و⁷⁵.2020 

 

أ. الصادرات من الجزائر إلى تركيا 2013-2020 (بملايين الدولارات)

ب. الواردات من تركيا إلى الجزائر 2013–2020 (بملايين الدولارات)

يستند الرسمان “أ” و”ب” إلى إحصاءات التجارة الخارجيّة للفترة الممتدّة بين 2013 و2019 من وزارة الماليّة الجزائريّة، “تقارير دوريّة”، المديريّة العامة للجمارك، https://www.douane.gov.dz/spip.php?rubrique200

 

تتلزم الدولتان بتعزيز الروابط الاقتصاديّة واستكشاف فرص الشراكة في الأعمال في قطاعات التصنيع والبناء والبتروكيماويات والأنسجة والسيّارات والأغذية، وفي المجالَين الثقافي والاجتماعي. وبحلول يونيو 2022، كانت تركيا قد حقّقت هدفها للاستثمار في الجزائر بقيمة 5 مليار دولار وبلغ عدد الشركات التركيّة في الجزائر 1,400 شركة.⁷⁶

 

واتّسع نطاق الاستثمارات ليشمل الزراعة وإنتاج الحليب والقطن والقمح.⁷⁷ وتوجّت زيارة تبون في مايو 2022 بتوقيع 15 اتّفاقاً،⁷⁸ شمل عددٌ منها قطاع الطاقة، ما يُعتبَر مهماً جداً للعلاقات الجزائريّة التركيّة.⁷⁹ (راجع الرسم البياني 2).⁸⁰

 

الرسم البياني 2: واردات تركيا من الغاز الطبيعي بحسب البلد المصدر لعام 2021 (بالنسبة المئويّة). 

المصدر: الهيئة التنظيميّة لسوق الطاقة، “التقرير حول سوق الغاز الطبيعي التركي لعام 2021″، الجمهوريّة التركيّة، 12، https://www.epdk.gov.tr/Detay/DownloadDocument?id=ZlSep71XT+M=

 

أنشأت شركتا سوناطراك (Sonatrach) والبترول التركيّة (Turkish Petroleum) في نوفمبر 2022 شركة مشتركة للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي لتعمل في مختلف أنحاء المنطقة.⁸¹ وفي أواخر عام 2022، صرّح وزير الطاقة التركي فاتح دونماز أنّ تركيا ملتزمة بمضاعفة استثماراتها لتبلغ 10 مليار دولار في خلال السنوات القليلة القادمة،⁸² مشدّداً على ضرورة تعزيز التعاون في مجال الدفاع، ما أكّده وزير الخارجيّة مولود جاويش أوغلو.⁸³ وبالتالي، أصبحت الجزائر الآن أحد “أبرز شركاء تركيا التجاريّين في أفريقيا” لأسباب تاريخيّة وثقافيّة واقتصاديّة وجيوسياسيّة.⁸⁴

 

التعاون الجزائري التركي في المجالين العسكري والدفاعي

 

على خلفيّة تنامي الإرهاب غداة هجمات 11 سبتمبر، وقّع المسؤولون في الجيش الوطني الشعبي في الجزائر اتّفاق تعاون مع نظرائهم الأتراك عام ⁸⁵.2003 أثار ذلك شكوكاً لا أساس لها في أنّ الجزائر كانت تقيم تحالفاً مع الولايات المتّحدة⁸⁶ أو تدعم تحالفاً تركيّاً أمريكيّاً يسمح لتركيا بأن تؤدّي دوراً محوريّاً في شرق البحر المتوسط وتضطلع الجزائر بدورٍ مماثل غرب المتوسّط.⁸⁷ غير أنّ الجزائر لم تكن مستعدّة للتخلّي عن سياستها الخارجيّة المستقلّة والمحايدة.⁸⁸ كان اتفاق التعاون لعام 2003 نابعاً من رغبةٍ تركيّة في الاستفادة من خبرة الجزائر الواسعة في مكافحة التطرّف المسلّح، مقابل تمكين الجيش الوطني الشعبي الجزائري من الوصول إلى التكنولوجيا العسكريّة التركيّة في المجالين الجوي والبحري.

 

في ديسمبر 2022، طالب وزير الخارجيّة التركي مولود جاويش أوغلو بزيادة التعاون بين الطرفين بغية إحلال السلام والاستقرار في المنطقة، ما عكس اهتماماً بالتعاون الأمني.⁸⁹ قد يُعزى اهتمام تركيا الحديث بتكثيف التعاون العسكري إلى عوامل كثيرة، لا سيّما تحقيق هدفها المتمثّل بترسيخ وجودها في السياسة الإقليميّة والسعي وراء مصالحها الاقتصاديّة.⁹⁰ ويتعلّق العامل الثاني بمبيعات الأسلحة. لقد أصبحت الجزائر الشاري الدولي الأوّل للطائرات بدون طيّار من إنتاج الشركة التركيّة تاي أكسونغور (TAI Aksungur) عام ⁹¹.2022 من المرجّح أن يتوسّع التعاون في الصناعات العسكريّة والدفاعيّة؛ بيد أنّ مبيعات الأسلحة التركيّة للمغرب التي بلغت قيمتها 78,6 مليون دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2021 مقابل 402,000 دولار عام ⁹²,2020 تثير قلق الجزائر. على الرغم من تنامي الروابط بين الجزائر وتركيا في مجال الدفاع، ما زالت روسيا والصين وإيطاليا وألمانيا شركاء الجزائر الأساسيّين في قطاع الدفاع.⁹³

 

العلاقات الثقافيّة التركيّة الجزائريّة والتبادل بين الشعبين

 

ساهمت جهود تركيا الشاملة الآيلة إلى نشر ثقافتها في تقريب الشعبين الجزائري والتركي. وازداد تعلّق الجزائريّين بالمسلسلات التلفزيونيّة التركيّة؛ فخلافاً للبرامج العربيّة أو الأمريكيّة، نجحت المسلسلات التركيّة في “جذب السيّاح إلى تركيا وتركت انطباعاً إيجابيّاً عن تركيا لدى المشاهدين”.94

 

وتطوّرت العلاقات بين الشعبين كذلك، إذ ارتفع عدد السيّاح الجزائريّين في تركيا من حوالي 34 ألف عام 2000 إلى زهاء 300 ألف عام 2019 (الرسم البياني 3).⁹⁵ لقد ساهم قيام تركيا بتسهيل شروط الحصول على تأشيرة دخول للمواطنين الجزائريّين⁹⁶ في نموّ السياحة، بالإضافة إلى تأمين الخطوط الجويّة التركيّة أكثر من 35 رحلة في الأسبوع إلى مدن جزائريّة كثيرة،⁹⁷ ما سهّل سفر السيّاح ورجال الأعمال.

 

.الرسم البياني 3: عدد السيّاح الجزائريّين القادمين إلى تركيا

أثارت الروابط العائلية والتراثية المشتركة اهتمام الجزائريّين بأصلهم التركي. فلدى الكثير من الجزائريين أسلاف أتراك، وعدد كبير من الأسماء الجزائريّة هي من أصل تركي (ستامبولي، تركي، كارا، درادجي، ازميرلي، ديمردجي، بشطارزي، خزندجي، بابا علي، إلخ). ⁹⁸ وغالباً ما تطرّق أردوغان إلى الأعوام الـ500 من الأواصر التاريخيّة التي تربط بين البلدين،⁹⁹ وهي إشارة تردّد صداها في الجزائر.

 

الخاتمة

 

تستمرّ العلاقات الجزائريّة التركيّة في النمو بشكلٍ كبير في كلّ المجالات. وفي رسالة وجّهها الرئيس تبون للرئيس أردوغان ليهنّئه بإعادة انتخابه في 28 مايو 2023، قال: “أشيد بالعلاقات الثنائية المتميّزة القائمة بين بلدينا ولأعرب لكم عن إرادتنا القوية للعمل سويا من أجل التعزيز المستمرّ للتنسيق والتشاور للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أعلى المراتب، بما يستجيب لطموحات وتطلعات شعبينا الشقيقين، على ضوء مخرجات الاجتماع عضوية تركيا ومما لا شكّ فيه أنّ ¹⁰⁰“.2022الأول للمجلس الأعلى للتعاون الذي انعقد بأنقرة في ماي والجزائر المرتقبة في البريكس ستضيف بعداً آخر لهذه العلاقات. وقد مثّلت العلاقات بين الشعبين أيضاً عاملاً في أعقاب ¹⁰¹خير دليل على ذلك مسارعة الحكومة الجزائريّة إلى مساعدة تركيا،وأساسيّاً لترسيخ الروابط. الزلزال المدمّر الذي وقع في فبراير 2023، وقيام المجتمع الجزائري بجمع تعبيراً عن تضامنه مع الشعب ¹⁰².التركي

 

من المرجّح أن يستمرّ نمو التعاون التركي الجزائري، لا سيما في ما يتعلّق بالتجارة والاستثمارات. ستستثمر تركيا في قطاعات التصنيع، الفولاذ والطاقة بشكلٍ رئيسي، وفي الأنسجة والزراعة. في حين أنّ جزءاً من الإنتاج التركيّ سيخدم السوق المحليّة، ستستخدم تركيا الجزء الآخر لتوريد السلع والمنتجات إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. غير أنّها ستواجه لا محالة منافسةً شرسة من الصين والاتّحاد الأوروبي وروسيا. لذا لا تزال هناك تساؤلات كثيرة حول قدرة تركيا على منافسة هذه القوى التي تُسيطر على السوق الجزائريّة.

 

تواجه تركيا أيضاً مشكلة نوعيّة البناء الذي تتولاه الشركات التركيّة في الجزائر، إذ يُثير انهيار الأبنية الهائل جرّاء الزلازل في تركيا تساؤلات لدى المسؤولين والمهندسين الجزائريّين.¹⁰³ أمّا سياسياً، فيكمن السؤال الرئيسي في ما إذا كانت تركيا قادرة على البقاء على الحياد في مسألة الصحراء الغربيّة والمحافظة على التوازن بين الجزائر والمغرب، علماً أنّ البلدين يحتلّان مكانةً هامة بالنسبة إليها. إنَّ أي ميل لصالح موقف الجزائر سيكون بمثابة علامة صداقة حقيقيّة.

 

---

الهوامش

¹ M. Hakan Yavuz, “Turkish Identity and Foreign Policy in Flux: The Rise of Neo‐Ottomanism,” Critique: Critical Middle Eastern Studies 7, no. 12 (1998), 19–41, https://doi.org/10.1080/10669929808720119.

² Ismail Numan Telci, “Turkey’s Quest for Influence in the Mediterranean in the Post-Arab Uprisings Era,” in Transnational Security Cooperation in the Mediterranean, ed. Robert Mason (Cham, Switzerland: Palgrave Macmillan, 2020), 164, https://doi.org/10.1007/978-3-030-54444-7_8.

³ Galip Dalay, Turkey’s Middle East Reset: A Precursor for Re-Escalation?, Policy Paper, (Doha, Qatar: Middle East Council on Global Affairs, August 2022), https://mecouncil.org/publication/turkeys-middle-east-reset-a-precursor-for-re-escalation/.

⁴ Michael B. Bishku, “Turkey’s Relations with the Maghreb States of Morocco, Algeria and Tunisia,” The Maghreb Review 43, no. 4 (2018), 374–395, https://doi.org/10.1353/tmr.2018.0004.

⁵ Kemal Kirişci, discussions with author, Bosphorus University, summer 2007; see, also, Abdennour Toumi, “La Turquie a Besoin de l’Algérie pour sa Politique en Méditerranée [Turkey Needs Algeria for its Mediterranean Policy],” DZAIR World, August 31, 2020, https://www.dzairworld.com/2020/08/31/abdennour-toumi-la-turquie-a-besoin-de-lalgerie-pour-sa-politique-en-mediterranee/.

⁶ Eyüp Ersoy, “Turkish Foreign Policy Toward the Algerian War of Independence (1954-62),” Turkish Studies 13, no. 4 (2012), 683–695, https://doi.org/10.1080/14683849.2012.746440.

⁷ Ersoy, “Turkish Foreign Policy,” 684.

⁸ Tancrède Josseran, “La Turquie et la Guerre d’Algérie, un Tiers-Mondisme Atlantique? [Turkey and the Algerian War, an Atlantic Third-Worldism?],” Les Clés du Moyen-Orient, August 16, 2012, https://www.lesclesdumoyenorient.com/La-Turquie-et-la-Guerre-d-Algerie.html.

⁹ Salim Aggar, “L’Algérie n’a pas Pardonné le Vote d’Ankara Contre le FLN à l’ONU: Que Reste-t-il de l’Histoire avec la Turquie? [Algeria has not Forgiven Ankara’s Vote Against FLN at UN: What Remains of History with Turkey?],” L’Expression, November 19, 2014, https://www.lexpression.dz/nationale/que-reste-t-il-de-lhistoire-avec-la-turquie-205730; Josseran, “La Turquie et la Guerre d’Algérie.”

¹⁰ See, for instance, “Erdogan Says Warming Israel Ties Won’t Weaken Palestine Support,” Al-Jazeera, August 23, 2022, https://www.aljazeera.com/news/2022/8/23/erdogan-normalising-israel-ties-wont-weaken-palestine-support; On past Turkish actions supporting the Palestinians, see, Bülent Aras. Turkey and the Palestinian Question, Policy Brief No. 27, (Ankara: SETA, January 2009), https://ciaotest.cc.columbia.edu/pbei/seta/0015602/f_0015602_13607.pdf.

¹¹ Ahmed Mesbah, “Il Aspire à Rassembler Tous les Islamistes du Pays: Le forcing de Soltani [He Aspires to Bring Together All the Islamists of the Country: The Forcing of Soltani],” L’Expression, December 17, 2011, https://www.lexpressiondz.com/index.php/nationale/le-forcing-de-soltani-144710.

¹² Ahmed Aghrout and Yahia H. Zoubir, “Algérie: des Réformes Politiques pour Éluder le ‘Printemps Arabe’ [Algeria: Political Reforms to Elude the ‘Arab Spring’],” Alternatives Sud 19, no. 2 (2012), 150.

¹³ Jean-Baptiste Marot, “Les Partis au Pouvoir, Grands Gagnants des Législatives Algériennes [The Parties in Power, Big Winners of the Algerian Legislative Elections],” France 24, May 11, 2012, https://www.france24.com/fr/20120511-algerie-elections-legislatives-pouvoir-gagnants-fln-rnd-partis-islamistes-ouyahia-daho-ould-kablia-siege-assemblee.

¹⁴ Ismail Numan Telci, A Vision for the Future of Turkish-Algerian Relations: Convergence, Cooperation and Coordination, Analyses, (Doha, Qatar: Aljazeera Center for Studies, August 8, 2021), 3, https://studies.aljazeera.net/en/analyses/vision-future-turkish-algerian-relations-convergence-cooperation-and-coordination; on Algeria’s foreign policy principles, see, Yahia H. Zoubir, “The Resurgence of Algeria’s Foreign Policy in the Twenty-First Century,” in Islam, Democracy and the State in Algeria: Lessons for the Western Mediterranean and Beyond, eds. Michael Bonner, Megan Reif, and Mark Tessler (London: Routledge, 2005), 169–183, https://doi.org/10.4324/9781315874241.

¹⁵ Journal Officiel de la République Algérienne, “Conventions et Accords Internationaux [International Conventions and Agreements,]” Treaty Articles 2-4.

¹⁶ Yahia H. Zoubir and Abdelkader Abderrahmane, “Political, Economic, and Security Challenges in North Africa,” in, North Africa 2030: What the Future Holds for the Region, eds. Karim Mezran and Armando Sanguini (Milan: ISPI and The Atlantic Council, October 26, 2021), 11–34, https://www.atlanticcouncil.org/in-depth-research-reports/report/north-africa-2030-what-the-future-holds-for-the-region/.

¹⁷ Amanda Paul and Demir Murat Seyrek, “Turkish Foreign Policy and the Arab Spring,” European Policy Center, July 15, 2011, https://www.epc.eu/en/Publications/Turkish-foreign-policy-and-the-Arab-Spring~1c195c.

¹⁸ See, for instance, “Les élections du siècle en Turquie [The Elections of the Century in Turkey],” Le Matin d’Algérie, April 24, 2023, https://lematindalgerie.com/les-elections-du-siecle-en-turquie/.

¹⁹ “Présidentielle en Turquie : Erdogan favori pour remporter le second tour [Presidential Election in Türkiye: Erdogan Favorite to Win Second Round],” TSA, May 28, 2023, https://www.tsa-algerie.com/presidentielle-en-turquie-erdogan-favori-pour-remporter-le-second-tour/.

²⁰ Mohamed Sabry, “Turkey and France Fighting for Influence in Africa,” Insider Over, August 29, 2020, https://www.insideover.com/nationalism/turkey-and-france-fighting-for-influence-in-africa.html; Nosmot Gbadamosi, “Turkey Deepens Its Footprint in Africa,” Foreign Policy, December 22, 2021, https://foreignpolicy.com/2021/12/22/turkey-africa-erdogan-partnership-summit/.

²¹ “Le Président Erdogan: ‘Nous Considérons Hautement le Rôle de l’Algérie en Afrique du Nord et au Sahel’ [President Erdogan: ‘We Highly Consider Algeria’s Role in North Africa and the Sahel’],” El Moudjahid, May 16, 2022. https://elmoudjahid.com/fr/actualite/le-president-erdogan-nous-considerons-hautement-le-role-de-l-algerie-en-afrique-du-nord-et-au-sahel-182684.

²² See, Galip Dalay, “Deciphering Turkey’s Geopolitical Balancing and Anti-Westernism in Its Relations with Russia,” SWP Comment 2022/C 35, Stiftung Wissenschaft und Politik, May 20, 2022, https://doi.org/10.18449/2022C35.

²³ “Turkey Seeks Visa Waiver with Algeria – PM Erdogan,” KUNA News, June 5, 2013, https://www.kuna.net.kw/ArticlePrintPage.aspx?id=2315057&language=en.

²⁴ Lassaad Ben Ahmed, “Algérie-Turquie: Signature de Sept Accords de Partenariat [Algeria-Türkiye: Signing of Seven Partnership Agreements],” Anadolu Agency, February 27, 2018, https://www.aa.com.tr/fr/titres-de-la-journ%C3%A9e/alg%C3%A9rie-turquie-signature-de-sept-accords-de-partenariat-/1074959.

²⁵ Kamel M., “L’Algérie Refuse la Suppression des Visas avec la Turquie [Algeria Refuses to Abolish Visas with Turkey],” Le Jeune Indépendant, March 18, 2018, https://www.jeune-independant.net/lalgerie-refuse-la-suppression-des-visas-avec-la-turquie/.

²⁶ Merzouk Abdelaziz, “Tebboune Rencontre Erdogan à Berlin en Marge de la Conférence Internationale sur la Libye [Tebboune Meets Erdogan in Berlin on the Sidelines of the International Conference on Libya],” Algerie360, January 19, 2020, https://www.algerie360.com/tebboune-rencontre-erdogan-a-berlin-en-marge-de-la-conference-internationale-sur-la-libye/.

²⁷ “Retour sur la Visite du Président Turc en Algérie (les 26 et 27 Janvier 2020) M. Erdogan: ‘Nous ne Considérons pas l’Algérie Uniquement Comme un Marché’ [Back to Turkish President’s Visit to Algeria (January 26-27, 2020) Mr. Erdogan: ‘We Don’t Consider Algeria Just As a Market,’” El Moudjahid, May 15, 2022. https://elmoudjahid.com/fr/actualite/retour-sur-la-visite-du-president-turc-en-algerie-les-26-et-27-janvier-2020-m-erdogan-nous-ne-considerons-pas-l-algerie-uniquement-comme-un-marche-182640.

²⁸ El Moudjahid, “Retour sur la Visite du Président Turc en Algérie.”

²⁹ دبلوماسي رفيع المستوى في العاصمة الجزائريّة، مقابلة مع المؤلّف عبر البريد الإلكتروني، 18 أبريل 2023.

³⁰ كانت لدى حوالي مئة شركة بناء تركية عقودٌ في ليبيا، لكنها اضطرت إلى التخلّي عنها، فخسرت 19 مليار دولار بسبب ثورة 2011.

³¹ AFP, “Turkey Opposed to NATO Military Intervention in Libya, Says Erdogan,” Al-Ahram, March 14, 2011, https://english.ahram.org.eg/News/7684.aspx; Sedar Sezer Bilen, “Turkey Looks to Libya for Economic Gains,” DW, July 3, 2020, https://www.dw.com/en/turkeysstrategic-play-in-libya-to-help-reap-economicgains/a-54037623; Ezel Sahinkaya, “Why Is Turkey Involved in Libyan Conflict?” Voice of America, June 4, 2020, https://www.voanews.com/extremism-watch/why-turkey-involved-libyan-conflict.

³² Yahia H. Zoubir and Djallil Lounnas, “L’Algérie Face à l’Arc des Menaces en Libye et au Mali: Quelle Stratégie? [Algeria Facing Arc of Threats in Libya and Mali: Which Strategy?]” The Maghreb Review 44, no. 1 (2019), 58–90, https://doi.org/10.1353/tmr.2019.0020.

2.15.0.0

2.15.0.0

³³ Nicholas Danforth and Aaron Stein, Turkey’s New Foreign Policy: Ankara’s Ambitions, Regional Responses, and Implications for the United States, Report, (Philadelphia, PA: Foreign Policy Research Institute, February 1, 2023), 22, https://www.fpri.org/article/2023/02/turkeys-new-foreign-policy-ankaras-ambitions-regional-responses-and-implications-for-the-united-states/.

³⁴ Adlène Meddi, “Alger s’Inquiète des Conséquences de l’Intervention Turque en Libye [Algiers Worried about Consequences of Turkish Intervention in Libya],” Le Point, January 7, 2020, https://www.lepoint.fr/afrique/alger-s-inquiete-des-consequences-de-l-intervention-turque-en-libye-07-01-2020-2356405_3826.php.

³⁵ MEE and Agencies, “Face à l’Offensive de Haftar sur Tripoli, Alger Allait Intervenir, Selon le Président Tebboune [Faced with Haftar’s Offensive on Tripoli, Algiers Would Intervene, According to President Tebboune],” Middle East Eye, June 9, 2021. https://www.middleeasteye.net/fr/actu-et-enquetes/algerie-offensive-tripoli-libye-haftar-intervention-algerie-tebboune-al-jazeera.

³⁶ Pierre Magnan, “Le Maréchal Libyen Haftar Menace l’Algérie d’une Guerre [Libyan Marshal Haftar Threatens Algeria with War],” franceinfo, September 10, 2018, https://www.francetvinfo.fr/monde/afrique/politique-africaine/le-marechal-libyen-haftar-menace-l-algerie-d-une-guerre_3056835.html.

³⁷ Zoubir, “The Protracted Civil War in Libya”; Ferhat Polat, “The Trajectory of Turkey-Libya Relations,” TRT World, August 30, 2019, https://bit.ly/2Q5tA8q.

³⁸ “Sonatrach Signe un Accord avec la Noc pour Reprendre ses Activités en Libye [Sonatrach Signs an Agreement with NOC to Resume Its Activities in Libya],” Algérie Presse Service, February 10, 2022, https://www.aps.dz/economie/135344-sonatrach-signe-un-accord-avec-la-noc-pour-reprendre-ses-activites-en-libye.

³⁹ The Press and Information Office of the Federal Government, “The Berlin Conference on Libya: Conference Conclusions,” Press Release 31, Reliefweb, January 19, 2020, https://reliefweb.int/report/libya/berlin-conference-libya-conference-conclusions-19-january-2020.

⁴⁰ Meddi, “Alger s’Inquiète des Consequences.”

⁴¹ MEE and Agencies, “Alger Récupère un Militaire en Fuite en Turquie [Algiers Recovers a Soldier on the Run in Türkiye],” Middle East Eye, August 3, 2020, https://www.middleeasteye.net/fr/actu-et-enquetes/algerie-turquie-militaire-fuite-ahmed-gaid-salah-officier.

⁴² “Türkiye, Algeria Discuss Bilateral Ties, Cooperation on Energy,” TRT World, October 20, 2022, https://www.trtworld.com/turkey/t%C3%BCrkiye-algeria-discuss-bilateral-ties-cooperation-on-energy-61797.

⁴³ الصحافي طارق حفيد، مقابلة هاتفية أجراها المؤلّف في 18 أبريل 2023، راجع أيضاً

Le Point Afrique, “Algérie, Mauritanie, Sénégal, Mali: Erdogan à l’Offensive,”, Le Point, March 2, 2018, https://www.lepoint.fr/economie/algerie-mauritanie-senegal-mali-erdogan-a-l-offensive-02-03-2018-2199055_28.php – xtmc=algerie-mauritanie-senegal&xtnp=1&xtcr=1.

⁴⁴ “Un Opposant Politique Turc Remis par l’Algérie à Ankara [A Turkish Political Opponent Handed Over by Algeria to Ankara],” Algerie 24H, November 24, 2020, https://www.24hdz.com/opposant-turc-algerie-ankara/.

⁴⁵ يدعم البَلَدان قيام دولة فلسطينية مستقلّة عاصمتها القدس، وتكتسي منطقة الساحل أهمية بالنسبة إلى تركيا التي منحت 5 ملايين دولار لمجموعة الخمسة في حربها على الإرهاب.

⁴⁶ See, Islam Zemam, “Libye, Palestine et Sahel: Tebboune et Erdogan Affichent Leur Convergence [Libya, Palestine and the Sahel: Tebboune and Erdogan Show Their Convergence],” L’Algérie Aujourd’hui, May 16, 2022, https://lalgerieaujourdhui.dz/libye-palestine-et-sahel-tebboune-et-erdogan-affichent-leur-convergence/.

⁴⁷ See, Le Point Afrique, “Algérie, Mauritanie, Sénégal, Mali.”

⁴⁸ El Moudjahid, “Le Président Erdogan: ‘Nous Considérons Hautement.’”

⁴⁹ Enrique Fernández, “Morocco and Turkey Bring Positions Closer on Military Cooperation,” Atalayar, November 5, 2022, https://atalayar.com/en/content/morocco-and-turkey-bring-positions-closer-military-cooperation.

⁵⁰ Ministry of Trade, “Morocco,” Republic of Turkiye, n.d, https://www.trade.gov.tr/free-trade-agreements/morocco

⁵¹ “Morocco-Turkey FTA: Rabat Restores Tariffs on 1200 Turkish Products,” The North Africa Post, October 9, 2020, https://northafricapost.com/44421-morocco-turkey-fta-rabat-restores-tariffs-on-1200-turkish-products.html; see also, Jorge Ortiz, “Morocco Announces the Entry into Force of New Tariffs on Turkish Goods,” Atalayar, June 4, 2022, https://atalayar.com/en/content/morocco-announces-entry-force-new-tariffs-turkish-goods; Jihane Rahhou, “Morocco Enacts Tariffs on Turkish Imports,” Morocco World News, May 29, 2022, https://www.moroccoworldnews.com/2022/05/349367/morocco-enacts-tariffs-on-turkish-imports.

⁵² Hussein Ali Alzoubi, “Algeria and Turkey: Relationships Governed by the Past and the Future,” Fanack, June 22, 2022, https://fanack.com/politics-en/algeria-and-turkey-relationships-governed-by-the-past-and-the-future~233649/.

⁵³ Tacan Ildem, “A Balancing Act: Turkey’s Misunderstood Position on Ukraine,” European Leadership Network, November 9, 2022, https://www.europeanleadershipnetwork.org/commentary/a-balancing-act-turkeys-misunderstood-position-on-ukraine/.

⁵⁴ Akram Belkaïd, “Maghreb-Ukraine (1). L’Algérie et le Maroc Refusent de Choisir,” Orient XXI, May 19, 2022, https://orientxxi.info/magazine/maghreb-ukraine-1-l-algerie-et-le-maroc-refusent-de-choisir,5603.

⁵⁵ Ibrahim Altay, “Trust in Türkiye to Mediate Ukraine-Russia War Continues: Erdoğan,” Daily Sabah, October 14, 2022, https://www.dailysabah.com/politics/diplomacy/trust-in-turkiye-to-mediate-ukraine-russia-war-continues-erdogan.

⁵⁶ Zemam, “Libye, Palestine et Sahel.”

⁵⁷ “Algeria’s Economic Update — April 2022,” The World Bank, April 14, 2022, https://www.worldbank.org/en/country/algeria/publication/economic-update-april-2022.

⁵⁸ Avery Koop, “Top Heavy: Countries by Share of the Global Economy,” Visual Capitalist (infographic), December 29, 2022, https://www.visualcapitalist.com/countries-by-share-of-global-economy/#:~:text=Currently%2C%20the%20largest%20slices%20of,than%20half%20of%20global%20GDP.&text=Just%20five%20countries%20make%20up,Japan%2C%20India%2C%20and%20Germany.

⁵⁹ Ibid.

⁶⁰ Zoubir, Yahia H. “The Maghreb in International Relations.” In The Oxford Research Encyclopedia of International Studies. Oxford University Press; online ed., 2022, 1–32, https://doi.org/10.1093/acrefore/9780190846626.013.616.

⁶¹ For a similar point, see, Ismail Numan Telci, “Why is Algeria Important for Turkey?” Al Jazeera, May 31, 2014, https://www.aljazeera.com/opinions/2014/5/31/why-is-algeria-important-for-turkey.

⁶² Omar Bouacha, “Erdoğan’s Visit to Algeria: An Important Step towards Building an Effective Turkish-Algerian Partnership,” AFAM, Association of Researchers on Africa, March 26, 2018, https://afam.org.tr/erdogans-visit-algeria-important-step-towards-building-effective-turkish-algerian-partnership/.

⁶³ Journal Officiel de la République Algérienne Démocratique et Populaire, “Conventions et Accords Internationaux [International Conventions and Agreements,]” 11. https://gazettes.africa/archive/dz/2008/dz-government-gazette-dated-2008-06-15-no-31.pdf.

⁶⁴ On the role of Turkish manufacturing in diverse sectors in Algeria, see, Michaël Tanchum, “Turkey’s Maghreb–West Africa Economic Architecture: Challenges and Opportunities for the European Union,” SWP Working Papers Nr. 3, (Berlin: SWP and Centre for Applied Turkey Studies, June 2021), 13–17, https://www.swp-berlin.org/en/publication/turkeys-maghreb-west-africa-economic-architecture-challenges-and-opportunities-for-the-european-union

⁶⁵ Reprinted from Nadjia Bouaricha, “Erdogan Depuis Hier à Alger: Vers la Signature d’un Accord de Libre-Échange [Yesterday Erdogan in Algiers: Towards the Signing of a Free Trade Agreement],” El Watan, June 5, 2013, Algeria Watch, June 8, 2013, https://algeria-watch.org/?p=30120.

⁶⁶ “Recep Tayyip Erdogan Achève sa Visite de Deux Jours en Algérie [Recep Tayyip Erdogan Completes Two-Day Visit to Algeria],” Radio Algérienne, November 20, 2014, https://radioalgerie.dz/news/fr/article/20141120/20187.html.

⁶⁷ Bouacha, “Erdoğan’s Visit to Algeria.”

⁶⁸ “Algérie-Turquie: Le Président Turc Achève sa Visite Officielle en Algérie [Algeria-Türkiye: Turkish President Ends Official Visit to Algeria],” DK News, February 28, 2018, https://www.dknews-dz.com/article/91057-algerie-turquie-le-president-turc-acheve-sa-visite-officielle-en-algerie.html.

⁶⁹ Abdennour Toumi, “Algeria-Turkey: Ambitious Strategic Rapprochement,” Daily Sabah, October 28, 2021, https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/algeria-turkey-ambitious-strategic-rapprochement.

⁷⁰ “La Turquie Aspire à la Réalisation d’Importants Investissements avec l’Algérie [Turkey Aspires to Realize Significant Investments with Algeria],” L’Expression, January 27, 2020, https://www.lexpressiondz.com/info-en-continu/la-turquie-aspire-a-la-realisation-d-importants-investissements-avec-l-algerie-320079.

⁷¹ “Algeria-Turkey: Business Forum Lays Foundations for New Era in Bilateral Economic Relations,” Algeria Press Service, January 27, 2020, https://www.aps.dz/en/economy/32864-algeria-turkey-business-forum-lays-foundations-for-new-era-in-bilateral-economic-relations.

⁷² كان ذلك استثماراً بقيمة 2,5 مليار دولار. بإمكان المصنع ومعامل الدرفلة التابعة له أن تُلبّي حوالي ثلث حاجات الجزائر من حديد البناء.

⁷³ “Tosyalı Iron Steel Industry Algerie,” Tosyali Holding, https://www.tosyaliholding.com.tr/en/our-scope-of-activity/group-companies/international-subsidiaries/tosyali-iron-steel-industry-algerie.

⁷⁴ Ministère des Finances of Algeria, “Statistiques du Commerce Extérieur de l’Algérie, Periode: Année 2019 [Foreign Trade Statistics of Algeria, Period: Year 2019],” Direction Générale des Douanes, 2019, https://www.douane.gov.dz/IMG/pdf/rapport_com_ext_2019_vf.pdf.

⁷⁵ البيانات المتعلّقة بعامَي 2021 و2022 غير متوفّرة. تستند قاعدة الأمم المتحدة لبيانات إحصاءات تجارة السلع الأساسية لعام 2021 (الأخيرة المتاحة) إلى معهد الإحصاء التركي وهي تتعارض مع البيانات المقدّمة من المسؤولين من الطرفين.

⁷⁶ TRT World, “Algeria Keen to Open New Horizons.”

⁷⁷ “Algérie/Turquie: De Nouveaux Projets Seront Concrétisés en Algérie dans Divers Secteurs [Algeria/ Türkiye: New Projects will be Implemented in Algeria in Various Sectors,]” Algérie Presse Service, December 15, 2021, https://www.aps.dz/economie/132754-algerie-turquie-de-nouveaux-projets-seront-concretises-en-algerie-dans-divers-secteurs.

⁷⁸ Directorate of Communications, “15 Agreements Signed between Türkiye and Algeria,” Presidency of the Republic of Türkiye, May 16, 2022, https://www.iletisim.gov.tr/english/haberler/detay/15-agreements-signed-between-turkiye-and-algeria; “Le Président Tebboune Achève sa Visite d’Etat en Turquie: Renforcement de la Coopération et Convergence de Vues [President Tebboune Ends State Visit to Turkey: Strengthening Cooperation and Convergence of Views],” El Moudjahid, May 17, 2022,  https://www.aps.dz/algerie/139862-le-president-tebboune-acheve-sa-visite-d-etat-en-turquie-renforcement-de-la-cooperation-et-convergence-de-vues.

⁷⁹ الجزائر هي مزوّد تركيا الرابع بالغاز الطبيعي (10,20 في المئة من واردات تركيا).

⁸⁰ Energy Market Regulatory Authority, Turkish Natural Gas Market Report 2021, Report, (Ankara: Energy Market Regulatory Authority, 2022), https://www.epdk.gov.tr/Detay/Icerik/1-1275/natural-gasreports.

⁸¹ Zeynep Beyza Kilic, “Türkiye and Algeria to Start Joint Oil and Gas Exploration Company,” Anadolu Agency, November 11, 2022, https://www.aa.com.tr/en/economy/turkiye-and-algeria-to-start-joint-oil-and-gas-exploration-company/2735416.

⁸² Yasmina A., “Hausse des Investissements Turcs en Algérie [Increase in Turkish Investments in Algeria],” Algérie Invest, December 13, 2022, https://algeriainvest.com/fr/news/hausse-des-investissements-turcs-en-algerie-vers-la-creation-de-30000-pos.

⁸³ Khaled Remouche, “Algérie-Turquie: Cap Vers 10 Milliards de Dollars d’Échanges Commerciaux [Algeria-Türkiye: Heading Towards 10 Billion Dollars in Trade],” Reporters, December 12, 2022, https://www.reporters.dz/algerie-turquie-cap-vers-10-milliards-de-dollars-dechanges-commerciaux/.

⁸⁴ Ministry of Foreign Affairs, “Relations between Türkiye–Algeria,” Republic of Türkiye, https://www.mfa.gov.tr/relations-between-turkiye%E2%80%93algeria.en.mfa.

⁸⁵ Rabah Iguer, “Algérie: Accord Intergouvernemental de Coopération Militaire Entre l’Algérie et la Turquie [Algeria: Intergovernmental Agreement on Military Cooperation Between Algeria and Turkey],” All Africa, October 4, 2003, https://fr.allafrica.com/stories/200310040187.html.

⁸⁶ Yahia H. Zoubir, “The United States and Algeria: Hostility, Pragmatism, and Partnership,” in Handbook on US Middle East Relation, ed. Robert Looney (London & New York: Routledge, 2009), 219–236, https://doi.org/10.4324/9780203859377.

⁸⁷ On the thesis that Algeria was integrating into the ‘US Empire’ see, Bernard Ravenel, “L’Algérie s’Intègre dans L’Empire [Algeria Integrates into the Empire],” Confluences Méditerranée, 2003/2, no. 45 (2003), 115–123, https://doi.org/10.3917/come.045.0115.

⁸⁸ Yahia H. Zoubir, Algeria’s Foreign Policy in the Post Hirak Era, Issue Brief, (Doha, Qatar: Middle East Council on Global Affairs, September 2022), https://mecouncil.org/publication/algerias-foreign-policy-in-the-post-hirak-era/.

⁸⁹ “Le MAE Turc Souligne la Détermination de Son Pays à Renforcer la Coopération avec l’Algérie [Turkish Minister of Foreign Affairs Stresses His Country’s Determination to Strengthen Cooperation with Algeria],” Radio Algérienne, December 11, 2022, https://www.aps.dz/algerie/148643-le-ministre-turc-des-affaires-etrangeres-souligne-la-determination-de-son-pays-a-renforcer-la-cooperation-bilaterale-avec-l-algerie.

⁹⁰ Idriss Rebbouh, cited in, Malik Ben Salem, “L’Algérie et la Turquie, des Alliés en Quête d’une Stratégie Commune [Algeria and Turkey, Allies in Search of a Common Strategy],” Courrier International, May 16, 2022, https://www.courrierinternational.com/article/diplomatie-l-algerie-et-la-turquie-des-allies-en-quete-d-une-strategie-commune.

⁹¹ Arnaud, “L’Algérie Devient la Première Cliente Étrangère du Drone Turc Aksungur [Algeria Becomes the First Foreign Customer of the Turkish Drone Aksungur],” Avions Légendaires, October 13, 2022, https://www.avionslegendaires.net/2022/10/actu/lalgerie-devient-la-premiere-cliente-etrangere-du-drone-turc-aksungur/.

⁹² Orhan Coskun, Jonathan Spicer, and Ece Toksabay, “Turkey Expands Armed Drone Sales to Ethiopia and Morocco – Sources,” Reuters, October 14, 2021, https://www.reuters.com/world/middle-east/turkey-expands-armed-drone-sales-ethiopia-morocco-sources-2021-10-14/.

⁹³ Pieter D. Wezeman, Alexandra Kuimova, and Siemon T. Wezeman, Trends in International Arms Transfers, 2021, SIPRI Fact Sheet, (Stockholm: Stockholm International Peace Research Institute, March 2022), 6, https://www.sipri.org/sites/default/files/2022-03/fs_2203_at_2021.pdf.

⁹⁴ Nehir Ağırseven and Armağan Örki, “Evaluating Turkish TV Series as Soft Power Instruments,” International Journal of Society Researches 7, no. 13, (December 16, 2017), 849, https://doi.org/10.26466/opus.353287.

⁹⁵ Turkish Statistical Institute, “Arriving Foreigners and Citizens,” February 9, 2023, https://data.tuik.gov.tr/Bulten/DownloadIstatistikselTablo?p=US9MmqSkzFPDp8tlvbJ3B5fF7ffixpO5EGow5eBER1HZ4OVR/Yn2cp3yLgOSc6eG.

⁹⁶ Zine Haddadi, “Visas pour la Turquie: Une Simple Formalité pour les Algériens [Visas for Turkey: A Simple Formality for Algerians],” Visas Voyages Algérie, January 9, 2021, https://www.visa-algerie.com/visas-pour-la-turquie-une-simple-formalite-pour-les-algeriens/.

⁹⁷ Drawn up from Turkish Airlines website, https://www.turkishairlines.com/.

⁹⁸ Anna Parzymies, Anthroponymie Algérienne: Noms de Famille Modernes d’Origine Turque (Warsaw, Poland: Editions Scientifiques de Pologne, 1985).

⁹⁹ “We Have Increased Our Trade Volume with Algeria to the Level of $4.2 billion Despite the Pandemic Conditions,” Presidency of the Republic of Türkiye, May 15, 2023, https://www.tccb.gov.tr/en/news/542/136911/-we-have-increased-our-trade-volume-with-algeria-to-the-level-of-4-2-billion-despite-the-pandemic-conditions-.

¹⁰⁰ “ رئيس الجمهورية يهنئ نظيره التركي رجب طيب أردوغان لانتخابه لولاية جديدة [The President of the Republic Congratulates his Turkish Counterpart, Recep Tayyip Erdogan, on his Election to a New Term],” Algérie Presse Service, May 28, 2023, https://www.aps.dz/ar/algerie/144594-2023-05-28-17-47-52.

¹⁰¹ Algerie Presse Service, “Entretien Téléphonique Entre le Président de la République et son Homologue Turc [Telephone Conversation between the President of the Republic and his Turkish Counterpart],” Le Soir d’Algérie, February 7, 2022, https://www.lesoirdalgerie.com/actualites/entretien-telephonique-entre-le-president-de-la-republique-et-son-homologue-turc-94445.

¹⁰² Mahmoud Barakat, “Algerian Groups Launch Aid Drives for Quake Victims in Türkiye, Syria,” Anadolu Agency, February 9, 2023, https://www.aa.com.tr/en/turkiye/algerian-groups-launch-aid-drives-for-quake-victims-in-turkiye-syria/2813143#.

¹⁰³ دبلوماسيون جزائريون أبقوا هويتهم طيّ الكتمان، مقابلة هاتفية أجراها المؤلّف، الجزائر العاصمة، فبراير ومارس 2023؛ مهندسون في قطاع البناء أجرى المؤلّف مقابلة معهم، الجزائر العاصمة، ديسمبر .2022