العلاقات الجزائريّة الروسيّة:

هل تتخطّى التعاون العسكريّ؟

موجز قضية، يناير 2024

النقاط الرئيسية:

علاقات دائمة: حافظت الجزائر لعقودٍ على علاقات ممتازة مع روسيا. دعم الاتحاد السوفياتي، روسيا اليوم، نضال الدولة الشمال أفريقية من أجل استقلالها عن فرنسا وساعد في بناء الدولة الجزائرية ما بعد الاستعمار وجيشها.

 

المعارضة الغربية: انتقد مسؤولون غربيون الجزائر بسبب علاقاتها مع روسيا، وتحديداً في ما يتعلق بصفقات الأسلحة. و ذلك يغفل التاريخ وحقيقة أنّ المغرب، منافس الجزائر، يستورد كميّة كبيرة من الأسلحة من الغرب، بالإضافة إلى علاقات الجزائر القوية مع القوى العالمية الأخرى وسياستها التقليدية المتمثّلة في عدم الانحياز.

 

علاقات متنامية ومتنوّعة: على الرغم من عزلة روسيا بعد حربها المستمرّة في أوكرانيا التي بدأتها في العام 2022، تعمل الجزائر وموسكو على تعزيز العلاقات وتنويعها. وتتصوّر الشراكة الإستراتيجيّة المعزّزة لعام 2023 التعاون في مجالات جديدة مثل الزراعة والتجارة.

 

حدود التعاون الجزائريّ الروسيّ: في حين تشترك الجزائر وروسيا في علاقات دفاعية قوية ومواقف مماثلة حول مختلف القضايا الدولية، إلّا أنّ علاقات البلدين تبقى محدودة بسبب سياسة الجزائر التقليديّة المتمثلة في عدم الانحياز، وعلاقاتها مع القوى الكبرى الأخرى، ووجهات النظر المتباينة بشأن القضايا الإقليمية.

 

المقدّمة

في يونيو 2023، قام الرئيس عبد المجيد تبون بزيارة رفيعة المستوى إلى روسيا، حيث لقي ترحيباً حاراً من الرئيس فلاديمير بوتين.1 وقد تمّت هذه الزيارة على الرغم من الانتقادات الشديدة من جانب أوروبا والولايات المتحدة،2 التي حثّ وزير خارجيتها أنتوني بلينكن الجزائر، قبل عام، على الحدّ من علاقاتها مع روسيا بعد الحرب في أوكرانيا.3 وسلّطت الزيارة الضوء على أهميّة العلاقات الجزائرية الروسيّة وعلى إصرار الجزائر منذ فترة طويلة على اتّباع سياسة خارجيّة مستقلّة. ويفسّر ذلك إلى حدّ ما سبب عدم إلغاء تبون رحلته على الرغم من التهديد بفرض عقوبات، وعرضه بالتوسّط بين روسيا وأوكرانيا، وهو العرض الذي رحّب به بوتين، معرباً عن امتنانه لدعم الجزائر.4

 

منذ حوالي سنة، دعا ماركو روبيو، نائب رئيس لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الأمريكي، في 15 سبتمبر 2022 بلينكن إلى فرض عقوبات على الجزائر بسبب شرائها أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار5 من روسيا في العام 6.2021 وبعد أسبوعين، أرسلت عضوة الكونغرس الأمريكي ليزا ماكلين إلى جانب 26 زميلاً من زملائها رسالةً إلى بلينكن تدعو فيها إلى فرض عقوبات على الجزائر بموجب قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات (CAATSA).7

 

وسرعان ما حذا المسؤولون الأوروبيون حذوهم. فقد حثّ 17 عضواً في البرلمان الأوروبي، في رسالة بتاريخ 17 نوفمبر 2022، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على إعادة النظر في اتفاقية الشراكة المبرمة بين الاتحاد الأوروبيّ والجزائر في العام 2005، معربين عن “قلقهم العميق” بشأن “العلاقات السياسية والاقتصادية الوثيقة بين الجزائر وروسيا”.8 وجاءت هذه الرسائل، فضلاً عن عددٍ من المقالات التي تحمل المعنى ذاته، نتيجة دوافع أيديولوجية9 ولم تتمكّن من فهم توجّه سياسة الجزائر الخارجيّة بشكلٍ عام10 وعلاقاتها مع روسيا بشكل خاص.11

 

وعلى الرغم من وطادة هذه العلاقة، إلّا أنّها تعتمد على البراغماتية. لطلما انتهجت السلطات الجزائرية سياسة خارجية تقوم على عدم الانحياز، حتى قبل استقلال البلاد في العام 12،1962 وما زالت تعتمدها حتى يومنا هذا.13 إزاء هذا الواقع، تناقش هذه الورقة أنّ العلاقة الجزائرية الروسية، التي نتجت عن حرب الجزائر ضدّ الاستعمار، من المرجّح أن تستمرّ على الرغم من مخاوف الغرب والضغوط التي يمارسها. إذ تعتبر الجزائر العلاقات مع روسيا، وتحديداً في المجال العسكري، مهمّة بالنسبة إلى دفاعها الوطنيّ وأمنها.

 

السياق التاريخيّ

يعود تاريخ علاقات الجزائر الحديثة مع موسكو إلى عهد الأمير عبد القادر،14 وهو شخصية بارزة في حرب الجزائر ضدّ الاستعمار، والذي تواصل مع روسيا من منفاه في سوريا في القرن التاسع عشر.15 أنشأ الجزائريون علاقات مع الاتحاد السوفياتي في خلال حرب استقلال الجزائر (بين العامين 1954 و1962). وقد حافظت جبهة التحرير الوطني، على وجه الخصوص، على علاقات جيدة مع الاتحاد السوفياتي طوال فترة الخمسينيات. كما قدّم الاتحاد السوفياتي المساعدة لجبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني التابع لها أثناء قتالها ضدّ الحكم الفرنسي. وفي العام 1960، مدّدت موسكو اعترافها الفعلي بالحكومة المؤقتة للجمهوريّة الجزائرية، والتي أُعلِن عنها قبل ذلك بعامين.16

 

بعد استقلال الجزائر في العام 1962، شكّلت إقامة العلاقات مع الاتحاد السوفياتي خطوةً طبيعية، لا سيّما في ظلّ دعم الولايات المتحدة للمغرب في “حرب الرمال” في خلال خريف العام 17.1963 وفي العام نفسه، رفضت الولايات المتحدة وفرنسا بيع المعدّات العسكرية للجزائر، والتي كان الجيش الوطني الشعبي،18 خليفة جيش التحرير الوطني، بأمسّ الحاجة إليها.

 

وقد أدّى انعدام الثقة المتبادل إلى تعقيد علاقات الجزائر مع كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا، ممّا دفع الجزائر إلى الدخول في علاقة أوثق مع موسكو، وإن كانت حذرة، على الصعيدين السياسيّ والعسكريّ وفي مجال الطاقة وعلى الصعيد الاقتصاديّ بدرجة أقل. وبالنسبة إلى صانعي السياسات الجزائريين، تنشأ التهديدات الأمنية الرئيسية من قوى حلف شمال الأطلسي،19 التي دعمت الاستعمار الفرنسيّ ضد القوميين الجزائريين، والمغرب، المجهّز بمعدات عسكرية غربية – أمريكية في المقام الأول. واستمرّ هذا التصور، وأثّر في مشتريات الجزائر من الأسلحة التي حدّدتها الاعتبارات التاريخية والجيوسياسية والأسعار التنافسية للأسلحة السوفياتية والروسية.

 

كما ساهمت الخبرة العسكرية السوفياتية في تحويل الجيش الجزائري من قوة مسلّحة إلى جيش حديث.20 وبالتالي، لا يمكن فهم العلاقات الجزائرية الروسية اليوم من دون استيعاب تاريخها. تعتبر الجزائر العلاقات مع روسيا جزءاً من سياسة تقليدية بعدم الانحياز وسياسة خارجية مستقلّة تتمحور حول المصالح الوطنية. ومن المفارقة أنّ سياسة عدم الانحياز التي تنتهجها الجزائر تحدّ أيضاً من نطاق التعاون الجزائري الروسي. وبالتالي، ووفق ما أشار إليه وزير الخارجية أحمد عطاف في خلال زيارته إلى واشنطن العاصمة في أغسطس 2023، فإنّ “العلاقات مع روسيا لا تحول دون العلاقات النوعية [و]علاقات الصداقة مع الدول الأخرى”.21 بل إنّ الجزائر قد سعت أيضاً إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع أوكرانيا طوال الصراع الروسي الأوكراني.

 

أمّا موسكو، فتعتبر إحياء العلاقات التقليدية مع الجزائر وتعزيزها جزءاً من إستراتيجية أوسع لإعادة تأكيد مكانة روسيا على مستوى العالم من خلال توسيع مصالحها السياسية والتجارية والأمنية والثقافية عبر أفريقيا، التي أصبحت ساحة بارزة للسياسة الخارجية الروسية. وتتّسم الجزائر بأهمية خاصة، باعتبارها أكبر دولة في أفريقيا والعالم العربي، ودولة كبرى متوسطية، تتمتّع بمكانة هامّة في الاتحاد الأفريقي، وعضو في جامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز.

إحياء العلاقات

أُعيد إحياء علاقات الجزائر مع روسيا بعد أن مرّت الدولتان بتحدّيات داخلية كبيرة وفترات انتقالية في التسعينيات.22 وشهدت الجزائر سنوات من الحرب الأهلية العنيفة والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن برنامج التكيّف الهيكلي الذي أقرّه صندوق النقد الدولي، في حين شهدت روسيا نهاية الاتحاد السوفياتي وإلغاء الحزب الشيوعي الحاكم، وانقلابات فاشلة في العامين 1991 و1993، فضلاً عن تغيّرات اقتصادية كبرى.

 

وسعى بوتين عند تولّيه السلطة إلى تجديد علاقات روسيا السياسية والعسكرية. وتزامن ذلك مع سعي الجزائر لاستعادة الدور الذي أدّته في السابق على الساحة العالميّة.23 وقد ساعد تجديد العلاقات مع الجزائر موسكو على إعادة ترسيخ وجودها في منطقة المغرب، وزيادة تمركزها في البحر الأبيض المتوسط، واكتساب حضور اقتصادي وسياسي في أفريقيا، فضلاً عن تحديد علاقاتها مع الدول المجاورة للجزائر.24

 

في العام 2001، وقّعت الجزائر وروسيا “اتفاقية شراكة إستراتيجية”، لتكون الجزائر من بين الدول الأوائل التي وقعّت على هذه الاتفاقية مع روسيا والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وعلى الرغم من اختلاف البلدين حول عددٍ من القضايا (لا سيما مسألة ليبيا وتواجد مجموعة فاغنر في منطقة الساحل)، إلّا أنّهما غالباً ما يشتركان في مواقف مماثلة بشأن عدد من القضايا مثل الهيمنة الغربية والصراع العربي الإسرائيلي وحرب العراق.25

 

وفي إطار جهد موسكو لإعادة ترسيخ نفسها كقوة عظمى، وسّعت مشاركتها في قطاع الطاقة إلى خارج حدودها، وعزّزت علاقاتها مع عددٍ من مصدّري النفط والغاز،26 بما في ذلك الجزائر. وقبل اندلاع الحرب المستمرّة بين روسيا وأوكرانيا، شكّلت صادرات الطاقة وسيلة هامّة بالنسبة إلى روسيا لممارسة الضغط على أوروبا، نظراً لاعتماد أوروبا على مصادر الطاقة الروسية.

 

ومع ذلك، يتمحور جوهر الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر وروسيا حول توفير المعدات والخبرات العسكرية. وعلى الرغم من أنّ القوات المسلّحة الجزائرية تقوم بتنويع الإمدادات العسكريّة، إلّا أنّها اشترت 73 في المئة من أسلحتها من روسيا ما بين العامين 2018 و2022 (الرسم البياني 1).27 وفي الفترة الممتدّة بين العامين 2000 و2016، استحوذت الجزائر على أكثر من نصف صادرات الأسلحة الروسية إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.28 ويمثّل شراء الجزائر لأسلحة روسيّة بقيمة 4,2 مليار دولار، في الفترة ما بين العامين 2016 و2020، 14,9 في المئة من مبيعات الأسلحة الروسية، ممّا يجعل من الجزائر ثالث بلد مستورد للأسلحة الروسية بعد الهند (23,3 في المئة) والصين (18,2 في المئة).29 وبطبيعة الحال، يستلزم حجم هذا الاعتماد علاقات جيدة مع موسكو، التي يقوم عناصرها العسكريون أيضاً بإصلاح المعدّات القديمة وتدريب القوات الجزائرية على استخدام الأسلحة العالية التقنية.

 

الرسم البياني 1: مشتريات الجزائر من الأسلحة

المصدر: قاعدة بيانات نقل الأسلحة التابعة لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، والتي تم إنشاؤها في 8 أكتوبر 2023.
ملاحظة: تعتبر قيمة مؤشر الاتجاه (TIV) لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام مقياساً لحجم عمليات النقل الدولية للأسلحة الرئيسية. ورد وصف منهجية قيمة مؤشر الاتجاه على موقع معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الإلكتروني على: .methods-and-https://www.sipri.org/databases/armstransfers/sources

 

يوفّر شراء الإمدادات الدفاعية من روسيا عدداً من المزايا للجزائر، ممّا يسمح لها بالحصول على أسلحة حديثة بتكلفة أقلّ من تلك التي تأتي من الدول الغربية ومن دون شروط. وبذلك تكون الجزائر قد حصلت على أسلحة متقدّمة مثل المقاتلات من طراز الشبح Su-57، لتصبح البلد المستورد الأجنبي الأوّل لهذه الطائرة المقاتلة الرائدة في الطيران القتالي الروسي.30 ولم يظهر للعلن بعد ما إذا كانت الجزائر تمتلك نظام الصواريخ أرض-جو المحمول من نوع “S-400.”31 وتُستخدم هذه الأسلحة والأنظمة أحياناً في الجزائر قبل استخدامها في روسيا.32 واعتباراً من العام 2021، بدأت روسيا يزيادة تزويدها أو التزاماتها بتزويد الجيش الوطني الشعبي بالمعدات العسكرية العالية التقنية، والتي عُرض عددٌ منها في خلال المناورات في جنوب العاصمة في يونيو 33.2023

 

وعلى الرغم من أنّ الجزائر قد اشترت أسلحة وتكنولوجيا عسكريّة بمليارات الدولارات، إلّا أنّها فشلت في تأمين تراخيص التصنيع المحلية أو نقل التكنولوجيا من روسيا، على الرغم من قيام المورّدين الآخرين مثل ألمانيا والصين وإيطاليا بذلك.34 وتبقى أسباب ذلك غير واضحة. ومع ذلك، في خلال الزيارة التي قام بها تبون إلى روسيا في يونيو 2023، أعلن بوتين أنّ “روسيا ليست مستعدّة فحسب لتوريد المعدات وتنظيم صيانة ما بعد البيع بل لتوطين الإنتاج في الجزائر على حدّ سواء”،35 ممّا يشير إلى استعداد روسيا المحتمل لنقل التكنولوجيا الخاصّة بها إلى الجزائر.

 

وقد أجرت الجزائر وروسيا عدداً من المناورات العسكرية المشتركة في السنوات الأخيرة. تمّت الأولى في العام 2021، في أوسيتيا الشمالية، جنوب غرب روسيا. وتدرّب ثمانون جندياً جزائرياً على عمليات البحث والقضاء على المجموعات المسلّحة غير الشرعية والقيام بالاستطلاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي.36 وشكّل تبادل الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب دافعاً رئيسياً لإجراء هذه المناورة، وخاصّة بسبب أهميّة التحدي المتمثّل في تأمين طرق النقل التجارية والغاز والنفط لكلّ من روسيا والجزائر.37

 

وفي نوفمبر 2021، شارك الجيشان الروسي والجزائري في مناورات بحرية في البحر الأبيض المتوسط. وفي إطار “التمرين البحري المشترك-2021″، أبحرت مفرزة من السفن التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، مكوّنة من الفرقاطة “الأدميرال غريغوروفيتش” وسفينة الدورية “ديمتري روجاتشيف” وزورق الانقاذ “SB-742” إلى الجزائر العاصمة، للمشاركة في المناورة مع سفن البحرية الجزائرية.38

 

وحصلت المناورة بعد أسبوعين فقط من وصول سفينتين حربيتين أمريكيتين إلى البحر الأسود، وهما سفينة القيادة ماونت ويتني والمدمّرة الصاروخية من طراز يو إس إس بورتر.39 ووفقاً لخبير الدفاع عبد القادر الصوفي، من المحتمل أن تكون المناورة الجزائرية الروسية “رداً على استفزاز التحالف الأمريكي الأطلسي، الذي طالما اعتبر البحر الأبيض المتوسط محمية له”.40 إلّا أنّ وزارة الدفاع الجزائرية أكّدت أنّ المناورة المشتركة تندرج في إطار التعاون العسكري الروتيني بين الجزائر وروسيا وتبادل الخبرات.41

 

وفي سبتمبر 2022، شاركت الجزائر في مناورات القيادة الإستراتيجية والأركان “فوستوك 2022” في أقصى شرق روسيا.42 وكان أمراً جديداً إلى حدّ ما بالنسبة إلى الجيش الجزائري أن يشارك في مثل هذه المناورة المكثّفة في روسيا، خاصة وأنّها تركّز على القيادة وتتمتّع ببعدٍ إستراتيجي.43 وشاركت الوحدة القتالية الجزائرية المكوّنة من 100 فرد في التدريبات إلى جانب 50 ألف عنصر آخر.44 وتمثّل أحد السيناريوهات في محاكاة “هجوم بحري واسع النطاق والردّ على محاولة غزو من جانب أسطول كبير من تحالف دولي”.45 وجاءت مشاركة الجيش الشعبي الوطني في هذه المناورة منطقيّة، نظراً لأنّ الجزائر تمتلك أكثر من 1,200 كيلومتر من السواحل على طول البحر الأبيض المتوسط. ولا بدّ من الاشارة إلى أنّ مشاركة البحرية الجزائرية في المناورات مع القوات البحرية الأمريكيّة 46 وحلف شمال الأطلسي47 أمرٌ جدير بالذكر.

 

وفي أبريل 2022، أعلنت وزارة الدفاع الروسيّة عن تنظيم مناورة مشتركة لمكافحة الإرهاب تحت عنوان “درع الصحراء” والتي ستجري في جنوب غرب الجزائر من 16 إلى 28 نوفمبر.48 وأبدى الاتحاد الأوروبي و17 عضواً في البرلمان الأوروبي “قلقاً عميقاً” بشأن هذه المناورة،49 إلّا أنّ وزارة الدفاع الجزائريّة أعلنت عدم إجرائها، وأشارت إلى أنّه “يُعلَن عن مناورات مشتركة مع الجيش الروسي أو أي شريك آخر عبر البيانات الصحفيّة الرسميّة”.50 وسلّطت هذه الحادثه الضوء على مخاوف أوروبا بشأن التعاون العسكري الوثيق بين الجزائر وروسيا.

 

وعلى الرغم من هذه المخاوف ودعم أوروبا لأوكرانيا، من المرجّح أن يستمرّ التعاون العسكريّ بين الجزائر وروسيا نظراً لعوامل متعدّدة. أولاً، يعود تاريخ التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا إلى عقود من الزمن ويخدم مصالح الجزائر الوطنيّة، ولا سيّما أمنها القومي، الأمر الذي يفسّر زيادة مشترياتها من الأسلحة الروسيّة المتقدّمة والمناورات العسكريّة المشتركة. على الجزائر الدفاع عن سبعة حدود، تشترك في معظمها مع دول غير مستقرّة مثل ليبيا ومالي51 والنيجر، وهو آخر دولة من دول الساحل التي شهدت انقلاباً في يوليو 2023. ويعرب مسؤولون في الأمن القومي الجزائري عن قلقهم بشكل خاص إزاء المغرب،52 المنافس العسكري الرئيسي، والذي تزوّده الولايات المتّحدة وفرنسا بالأسلحة بشكل أساسي.53 وفي أكتوبر 2020، وقّع المغرب والولايات المتّحدة اتفاقيّة تعاون عسكري لمدّة 10 سنوات.54 ويخشى الجزائريون من أن يؤدّي تعزيز التعاون العسكري الأمريكي مع المغرب إلى تقويض دور الجزائر في المنطقة. ثانياً، ونظراً لتاريخ الجزائر، فهي تعدّ أقرب سياسيّاً إلى دول مثل روسيا والصين اللتين تواجهان الهيمنة الغربيّة.55 وثالثاً، في ديسمبر 2020، وكجزء من اتّفاقيّة أبراهام، توسّطت الولايات المتّحدة في اتفاق تطبيع بين المغرب وإسرائيل.56

 

لم ترَ الجزائر في التطبيع المغربي الإسرائيلي في حدّ ذاته تهديداً، إلّا أنّ اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة،57 والتي حافظت عليه إدارة بايدن، أثار قلق الجزائريّين إلى حدّ كبير. لطالما شكّلت الصحراء الغربيّة مصدر توتّر كبير بين الرباط والجزائر التي تدعم جبهة البوليساريو. ومع ذلك، ينبع قلق الجزائر الحقيقي من العلاقات العسكريّة والأمنيّة الإسرائيليّة المغربيّة،58 والتي تشمل مبيعات كبيرة للأسلحة59 التي تمّ استخدام بعضها ضد مقاتلي البوليساريو.60 أدّى إنشاء إسرائيل لقاعدة عسكريّة في المغرب، بالقرب من الحدود الجزائريّة،61 إلى تفاقم المخاوف في الجزائر والمزاعم حول استخدام المغرب لبرنامج التجسّس الإسرائيلي المطوّر “بيغاسوس” لاستهداف أكثر من 6,000 جزائري، بما في ذلك مسؤولين سياسيّين وعسكريّين كبار، ويقال إنّ ذلك قد ساهم في قرار الجزائر بقطع العلاقات الدبلوماسيّة مع المغرب في أغسطس 62.2021

 

دفعت هذه العوامل، بالدرجة الأولى، الجزائر إلى زيادة تعاونها العسكري مع روسيا. وعلى الرغم من قوة العلاقات العسكريّة، تمسّكت الجزائر باعتراضها على طلبات روسيا لاستخدام قاعدة المرسى الكبير البحريّة، بالقرب من الطرف الغربي للساحل الجزائري،63 حيث يشكّل منح إمكانيّة الوصول إلى القاعدة خرقاً لسياسة عدم الانحياز التي تنتهجها الجزائر منذ فترة طويلة.64 وبالتالي، يشكّل التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا قوة موازنة لتحالف المغرب مع الغرب، إلّا أنّه لا يصل إلى حدّ وضع الجزائر بشكلٍ قاطع ضمن أي كتلة مناهضة للغرب. وبالتالي، يمكن اعتبار موقفها الحياديّ في الصراع الروسي الأوكراني65 على أنّه جزءٌ من الجهد الرامي إلى إحياء حركة عدم الانحياز66 التي نشأت في حقبة الحرب الباردة ورغبتها في الحفاظ على استقلالها في سياستها الخارجيّة.

دوافع حياد الجزائر في أوكرانيا

لطالما تمتّعت الجزائر وأوكرانيا بعلاقات ممتازة منذ عقود. فقد كانت الجزائر من أوائل الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعترف باستقلال أوكرانيا في أواخر العام 67.1991 وفي العام 2020، أعربت الجزائر وأوكرانيا عن اهتمامهما بتشكيل لجنة مشتركة لتعزيز العلاقات الثنائيّة،68 إلّا أنّ خلافاً دبلوماسيّاً اندلع في مارس 2022، بعد شهر من بدء الحرب الروسيّة الأوكرانيّة. ونشرت السفارة الأوكرانيّة في الجزائر نداءً وجّهته إلى المتطوّعين69 ليتجنّدوا من أجل محاربة الجيش الروسي. وطالبت الجزائر بسحب المنشور فوراً من موقعها الإلكتروني،70 واستجابت السفارة لهذا الطلب.71 وفي الوقت عينه، توفي طالب جزائري في مجال الطيران في أوكرانيا، وسط الحرب القائمة في خاركيف. وفي وقت لاحق من الشهر نفسه، أعلنت الجزائر أنّها “ستغلق مؤقّتاً” سفارتها في كييف.72 وأُعيد فتح السفارة في فبراير 73.2023

 

وبينما اتُّهمت الجزائر، في مناسبات متعدّدة، بالانحياز إلى روسيا في الصراع، يبقى الواقع أكثر تعقيداً. فقد أدانت الجزائر ضمناً التدخّل الروسي، مشيرةً إلى ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها. ومع ذلك، فقد أكّدت على ضرورة “الاستجابة للمخاوف الأمنيّة المشروعة للأطراف المعنيّة”، و”معارضة الفرض العشوائي للعقوبات الأحادية الجانب [أي ضدّ روسيا] التي لا أساس لها في القانون الدولي”.74 كما امتنعت الجزائر عن التصويت على قرار الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة الذي يدعو إلى تعليق عضويّة روسيا في مجلس حقوق الإنسان في أبريل 75.2022

 

ويُعزى موقف الجزائر العملي إلى اعتمادها على روسيا في دفاعها الوطني. ففي أكتوبر 2022، تمسّكت بسياسة عدم الانحياز، وامتنعت عن التصويت في الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة على قرارٍ آخر يدين انتهاكات روسيا على الأراضي الأوكرانيّة.76 وبحسب الجزائر، يتطلّب حلّ الصراع “تطبيق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصدها في كل مكان”.77 كما استندت سياسة الجزائر بعدم الانحياز إلى رغبتها في تأدية دور آخر تعتبره كقوّة إقليميّة، وهو دور الوسيط.78

 

وفي مطلع أبريل 2022، قادت الجزائر بعثة عربيّة ضمّت وزراء خارجيّة الأردن والسودان والعراق ومصر بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أحمد أبو الغيط، لتقديم مساعيها الحميدة لحلّ الصراع والاجتماع بوزيري خارجيّة روسيا وأوكرانيا في موسكو ووارسو على التوالي.79 وكان لافتاً أنّ وزير الخارجيّة الجزائري رمطان لعمامرة هو من ترأس البعثة لا أبو الغيط.80 إلّا أنّ محاولة البعثة العربيّة للوساطة باءت بالفشل.

الحرب الأوكرانيّة وإمدادات الغاز في أوروبا

لقد شكّلت الحرب الروسيّة الأوكرانيّة تحدّياً لمبادئ الجزائر المتعلّقة بالسيادة وعدم التدخّل. ومع ذلك، تواصل الجزائر الحفاظ على علاقات ثنائيّة وثيقة مع موسكو، بينما تطمئن شركاءها الأوروبيّين بالتزامها بزيادة إنتاج الغاز الطبيعي.81 ولم تعترض روسيا على اعتبار الجزائر نفسها مورّداً بديلاً للغاز لأوروبا، معتبرة أنّ المسألة تجاريّة بحتة.82 كما تدرك موسكو أيضاً أنّ الجزائر وحدها لا تستطيع تلبية السوق الأوروبيّة، حيث لبّت من 10 إلى 12 في المئة فحسب من طلبها بين العامين 2021 و83.2022 ومع ذلك، فقد عزّزت الحرب مكانة الجزائر كمورّد للغاز إلى الاتّحاد الأوروبي،84 ومع تضاؤل صادرات روسيا، أصبحت الجزائر ثالث أكبر مورّد للغاز إلى أوروبا في أكتوبر 85.2023

 

وبينما تعاونت الجزائر وروسيا على نطاق واسع في قطاع المحروقات على مدى العقدين الماضيين، إلّا أنّهما تتنافسان أيضاً عندما يتعلّق الأمر بصادرات الغاز، بيد أنّ الجزائر قد أظهرت رغبتها في الحفاظ على استقلالها كمصدر للطاقة.86 ففي العام 2007، على سبيل المثال، تردّدت في التواطؤ مع روسيا لإنشاء كارتل للغاز.87 ومع ذلك، تعاونت روسيا والجزائر، من خلال شركتي الطاقة الحكوميتين العملاقتين غازبروم وسوناطراك، في التنقيب عن المحروقات واستخراجها.88

 

في مايو 2022، تُوّجت زيارة لافروف إلى الجزائر بالإعلان عن تحضير وثيقة جديدة من شأنها أن تحلّ محل إعلان التعاون الإستراتيجي الذي تمّ تبنّيه في العام 2001، ممّا يوسّع العلاقات ويعزّزها إلى أبعد من الدفاع نحو انشاء تعاون على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي والعلمي.89 وخشيت الجزائر ردّ فعل عدائي من شركائها الغربيّين وكانت حذرة لتجنّب العقوبات الأمريكيّة المحتملة بسبب مشترياتها من الأسلحة.90 ومع ذلك، فقد ساد تصميمها على توسيع العلاقات مع روسيا، ليعزَّز لاحقاً من خلال إعادة بوتين توجيه الدعوة إلى تبون لزيارة روسيا91 ودعم روسيا لمسعى الجزائر للانضمام إلى مجموعة البريكس.

زيارة تبون توسّع العلاقات إلى أبعد من الدفاع

عندما زار تبون روسيا في يونيو 2023، عكس ترحيب بوتين الحار به عمق العلاقات الجزائريّة الروسيّة، والتي تعزّزت أكثر من خلال توقيعهما على “إعلان الشراكة الإستراتيجيّة المعمّقة”.92 وأكّد القادة مواقفهم المشتركة بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وشدّد بوتين على أنّ “وجهات نظر دولنا متطابقة أو متشابهة بشأن غالبيّة [القضايا]”،93 على غرار العلاقات الجزائريّة الروسيّة في خلال الحقبة السوفياتيّة.

 

ومع ذلك، تختلف الدولتان أيضاً حول بعض القضايا. فقد تعارضت سياسة موسكو في ليبيا، على الرغم من تعقيدها، مع سياسة الجزائر،94 التي دعمت، على عكس موسكو، حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها من الأمم المتّحدة. كما عارضت الجزائر وجود القوّات الأجنبيّة في ليبيا، التي تشترك معها في حدود يبلغ طولها حوالي 1,000 كيلومتر وتمثّل تهديداً حقيقيّاً لأمنها.95

 

تعدّ مجموعة فاغنر الروسية واحدة من القوى الأجنبيّة الرئيسيّة في البلاد، كما يشكّل وجودها في منطقة الساحل بشكل عام نقطة خلاف أخرى بين الجزائر وموسكو. انتقد تبون روسيا بشكل غير مباشر في العام 2022، وأفاد في مقابلة مع صحيفة لوفيجارو الفرنسيّة بأن “إنفاق الأموال التي يكلّفها هذا الوجود [فاغنر] سيكون أنسب وأكثر فائدة في حال خصّصت للتنمية في منطقة الساحل […]، وفي حال استُثمِرت في مشاريع اقتصاديّة”.96 وعلى الرغم من أنّ بوتين قد ناقش التعاون العسكري الطويل الأمد بين البلدين مع الرئيس تبون، إلّا أنّه شدّد في خلال المؤتمر الصحفي المشترك على توطيد العلاقات الاقتصاديّة والتجاريّة. واستبعدت الجزائر التعاون العسكري من جدول الأعمال في خلال زيارة تبون إلى موسكو.97

 

وحتّى قبل أن يفرض الغرب عقوبات على موسكو، استمدّت موسكو اهتمامها بزيادة التعاون الاقتصادي من حاجتها إلى تنويع علاقاتها الاقتصاديّة. وتعتمد الجزائر، وهي من أكبر مستوردي القمح في العالم (2,7 مليار دولار في العام 2022)،98 بشكل كبير على الحبوب الروسيّة. وفي حين كانت فرنسا المورّد الرئيسي للجزائر، إلّا أنّ روسيا قد تجاوزتها الآن. وفي العام 2022، زادت الجزائر وارداتها من القمح الروسي بأربعة أضعاف تقريباً.99

 

كما زاد التعاون الروسي الجزائري في القطاع الزراعي بشكل كبير، بما في ذلك مبيعات لحوم البقر ومنتجات الألبان.100 وتعمل الجزائر حاليّاً على توسيع التعاون الاقتصادي مع روسيا، كما فعلت مع تركيا101 والصين102 وإيطاليا،103 ليشمل قطاعات أخرى في إطار جهودها لإصلاح اقتصادها وجذب الاستثمار. ودعا تبون الشركات الروسيّة إلى الاستثمار في الجزائر. وتدفّقت الاستثمارات الروسيّة المتزايدة إلى قطاعات تشمل الطاقة والأدوية والنقل والخدمات اللوجستيّة والبنية التحتيّة. وزاد حجم التجارة الثنائيّة بنحو 70 في المئة في العام 2022، بحسب وزير التنمية الاقتصادية الروسي مكسيم ريشيتنيكوف.104

 

تعمل كلّ من الجزائر وروسيا على توسيع تدفّقات الاستثمار الثنائي، وتطمحان إلى القيام بذلك في إطار مجموعة البريكس، التي حاولت الجزائر الانضمام إليها لكنّها فشلت.105 وشارك تبون في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي كضيف شرفٍ في يونيو 2023، ودعا الشركات العامة والخاصة من روسيا وأماكن أخرى للاستثمار في الجزائر. وأشار إلى أنّ بلاده اتّجهت إلى تحفيز الاستثمار الأجنبي في قطاعات مختلفة من خلال قانون استثمار جديد يضمن حماية الدولة ولا يمكن تعديله لمدّة 10 سنوات على الأقلّ.106 وسيظهر مع الوقت ما إذا كانت هذه الخطوات نحو أشكال متنوّعة من التعاون ستؤتي ثمارها. وفي الوقت الحالي، يبقى التعاون الدفاعي هو السائد.

الخلاصة

على الرغم من مخاطر الحفاظ على علاقات وثيقة مع روسيا، لم تسعَ الجزائر إلى تعزيز تلك العلاقات فحسب، بل عملت على توسيعها إلى مجالات جديدة على حدّ سواء. بيد أنّها التزمت في الوقت عينه بسياسة عدم الانحياز التي اتّبعتها منذ فترة طويلة وأصّرت على اختيار شركائها السياسيّين والاقتصاديّين بحرية، بما في ذلك منافسي روسيا.

 

تواصل الجزائر الحفاظ على علاقات وثيقة مع الدول التي دعمت حربها من أجل الاستقلال. لم تؤثّر التغييرات في النظام الدولي والضغوط على الجزائر في صداقة البلاد الثابتة مع روسيا. وشدّد تبون في خلال زيارته لموسكو على أنّ صون استقلال الجزائر يأتي “[بمساعدة] روسيا القويّة في تسليحنا والدفاع عن حرّيتنا في ظروف إقليميّة صعبة جدّاً”،107 وعلى الرغم من إعلان تبون عن “إغلاق “ملف البريكس نهائيّاً”،108 فقد شدّد بوتين على أهميّة انضمام الجزائر في نهاية المطاف إلى المجموعة.109 يسلّط هذا الإعلان الضوء على أهميّة الجزائر بالنسبة إلى موسكو، ومع استمرار انعدام الأمن في جوارها المباشر، ستواصل الجزائر الاعتماد على روسيا.

ونظراً للمواقف المتشابهة بشأن ضرورة وجود نظام متعدّد الأقطاب، إلى جانب موقف موسكو بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقضايا أخرى، فمن المحتمل جداً أن تشهد هذه العلاقات الثنائيّة مزيداً من الازدهار. إنّ الحرب الإسرائيليّة الحاليّة على غزة، والتي تدعمها الدول الغربيّة بمعظمها، وعلى وجه الخصوص الولايات المتّحدة التي تدعم إسرائيل عسكرياً وسياسياً، جعلت الموقف الروسي أقرب إلى الموقف الجزائري. وعلى الرغم من أنّ روسيا تحافظ على علاقات جيّدة مع إسرائيل، إلّا أنّها تتمتّع أيضاً بعلاقات قويّة مع الفلسطينيّين، بما في ذلك علاقاتها الوثيقة مع حماس.110

 

وبينما رفضت الولايات المتّحدة الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة، دعا مشروع القرار الذي قدّمته روسيا إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، إلّا أنّ الولايات المتّحدة اعترضت عليه.111 وقد سعت موسكو في فبراير 2019 إلى توحيد الفصائل الفلسطينيّة ضمن قوة واحدة.112 وعلى نحوٍ مماثل، في يوليو 2022، جمعت الجزائر ما بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وإسماعيل هنية زعيم حماس بهدف تحقيق التوافق بين المجموعتين.113

 

من المرجّح ألّا يتعزّز التعاون بين الجزائر وروسيا على المستوى الثنائي فحسب، بل ضمن ترتيبات متعدّدة الأطراف على حدّ سواء، بما في ذلك في مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة، حيث ستكون الجزائر عضواً لا يتمتّع بحق النقض لمدّة عامين اعتباراً من يناير 2024. كما ستواصلان التعاون ضمن مجموعة أوبك+ لمصدّري الطاقة. وسيساهم تقارب وجهات النظر حول القضيّة الفلسطينيّة، التي تحتلّ أهمية كبيرة في سياسة الجزائر الخارجية،114 في تعزيز العلاقات الجزائريّة الروسيّة المتينة أساساً.

 

________________________________________________

الهوامش
1 “Un accueil solennel réservé au président de la République au Palais du Kremlin,” [“A solemn welcome reserved for the President of the Republic at the Kremlin Palace”], Algérie Presse Service, June 15, 2023, https://www.aps.dz/algerie/157020-un-accueil-solennel-reserve-au-president-de-la-republique-au-palais-du-kremlin.
2 Basma El Atti, “Algeria President Tebboune Ignores US Outcry with Russia Visit,” The New Arab, June 15, 2023, https://www.newarab.com/news/algeria-president-visits-russia-despite-international-outcry. See also “Tebboune’s Visit to Moscow Likely to Fuel Western Concerns about Algeria’s Foreign Policy,” The Arab Weekly, June 16, 2023, https://thearabweekly.com/tebbounes-visit-moscow-likely-fuel-western-concerns-about-algerias-foreign-policy.
3 “Blinken Urges Algeria to Rethink Stands on Russia, Western Sahara,” Voice of America, March 30, 2022, https://www.voanews.com/a/blinken-urges-algeria-to-rethink-stands-on-russia-western-sahara/6508978.html.
4 “The President of Russia and the President of Algeria made Statements for the Press,” The Kremlin, accessed November 28, 2023, http://en.kremlin.ru/events/president/news/71437, and “Russia Appreciates Algeria’s Willingness to help Resolve Ukraine Crisis, Putin says,” TASS, June 16, 2023, https://tass.com/world/1634143.
5 مليارات دولار على نطاق واسع. 7وعلى الرغم من عدم وجود مصدر موثوق أو رسميّ لهذا المبلغ في ما يتعلق بمشتريات الجزائر من الأسلحة الروسية، أُفيد عن رقم
6 “Rubio Calls for Sanctions on Algerian Purchase of Russian Weapons,” US Senate Press Releases, accessed November 28, 2023, https://www.rubio.senate.gov/rubio-calls-for-sanctions-on-algerian-purchase-of-russian-weapons/. وبعد زيارة رئيس الأركان الجزائري إلى موسكو في يوليو 2021، أفيد بأنّ الجزائر ستشتري أسلحة روسية بقيمة 7 مليارات دولار، وتحديداً مقاتلات سوخوي 57 وسوخوي 34. See “Algeria to Seal $7bn Arms Deal with Russia,” Middle East Monitor, July 2, 2021, https://www.middleeastmonitor.com/20210702-algeria-to-seal-7bn-arms-deal-with-russia/.
7 “Rep. Lisa McClain Leads Colleagues in Demanding Sanctions on Algeria for Purchase of Russian Weapons,” McLain’s website, accessed November 28, 2023, https://mcclain.house.gov/2022/9/rep-lisa-mcclain-leads- colleagues-in-demanding-sanctions-on-algeria-for-purchase-of-russian-weapons.
يغفل هذا التصريح عن تصريحات أخرى من مسؤولين مثل بلينكن، الذي أكّد على الحوار الإستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة. مراجعة
8 Benjamin Fox, “MEPs urge EU response over Algeria’s military ties to Moscow,” EURACTIV, November 17, 2022, https://www.euractiv.com/section/global-europe/news/meps-urge-eu-response-over-algerias-military-ties-to-moscow/.
9للردّ على رسالة الكونغرس، مراجعة
Yahia H. Zoubir and Hana El Shehaby, “Why the U.S. Congressional Effort to Pressure Algeria on Russia Could Backfire,” Afkar (blog)October 20, 2022 https://mecouncil.org/blog_posts/why-the-u-s-congressional-effort-to-pressure-algeria-on-russia-could-backfire/.
10 Yahia H. Zoubir, “The Resurgence of Algeria’s Foreign Policy in the Twenty-First Century,” in Michael Bonner, Megan Reif, & Mark Tessler, Editors, Islam, Democracy, and the State in Algeria (London: Routledge, 2005), 169-183; Yahia H. Zoubir, Algeria’s Foreign Policy In The Post Hirak Era, Issue Brief, (Doha, Qatar: Middle East Council on Global Affairs, September 2022), https://mecouncil.org/publication/algerias-foreign-policy-in-the-post-hirak-era/.
11 Yahia H. Zoubir, “Making up for Lost Time: Russia and Central Maghreb,” in Nikolay Kozhanov, Russian Policy towards the Middle East: New Trends, Old Traditions, (London: Hurst, 2022), 191-222.
12 Assassi Lassassi, Non-Alignment and Algerian Foreign Policy (Surrey, UK: Gower Pub Co, 1988).
13 Zoubir, “The Resurgence of Algeria’s Foreign Policy,”169-183.
14 نُصب تمثال تكريميّ لعبد القادر في ساحة في موسكو وتم كشف النقاب عنه في خلال الزيارة التي قام بها تبون للدولة في يونيو 2023.
15 أرشيف المؤلّف الشخصيّ من السفارة الروسية في الجزائر، غير متاح على الإنترنت.
16 Yahia H. Zoubir, “U.S. and Soviet Policies towards France’s Struggle with Anticolonial Nationalism in North Africa,” Canadian Journal of History/Annales d’Histoire Canadiennes, Vol. 30, No. 3 (December 1995), 439-66.
17 Nicole Grimaud, La Politique extérieure de l’Algérie [Algeria’s Foreign Policy] (Paris: Karthala, 1984), 147.
18 David Ottaway and Marina Ottaway, Algeria: The Politics of a Socialist Revolution (Berkeley, CA: University of California Press, 1970), 158.
اتُّخِذ القرار الأمريكيّ بعدم تقديم برنامج المساعدة العسكرية للجزائر في العام السابق. مراجعة: الأرشيف الوطني الأمريكي، “U.S. Policy toward Algeria,” National Security Action Memorandum no. 211, 14 ديسمبر 1962 (أرشيف المؤلّف الشخصي). وأكّد مسؤول سابق رفيع المستوى في وزارة الخارجية الجزائرية هذا التحليل.
19 “Is the U.S. Training to Fight Algeria? Major Drills Simulate Attack on North African S-400 Air Defences,” Military Watch Magazine, June 18, 2021, https://militarywatchmagazine.com/article/us-training-fight-algeria-drills-attack-s400.
20 Saphia Arezki, De l’ALN à l’ANP: la construction de l’armée algérienne, 1954–1991 [“From the ALN to the ANP: the construction of the Algerian army, 1954–1991”] (Algiers: Barzakh, 2018), pp. 243–249.
21 Elizabeth Hagedorn, “Algerian FM ‘Satisfied’ with Biden’s Western Sahara Policy,” Al-Monitor, August 15, 2023, https://www.al-monitor.com/originals/2023/08/algerian-fm-satisfied-bidens-western-sahara-policy.
22 Yahia H. Zoubir, “Making up for Lost Time: Russia and Central Maghreb,” 197-198, 200-211, 191-222.
23 Zoubir, “The Resurgence of Algeria’s Foreign Policy,”169-183.
24 Mansouria Mokhefi, “Alger-Moscou: Évolution et limites d’une relation privilégiée” [Algiers-Moscow: Evolution and Limits of a Priviliged Relationship], Politique étrangère no. 3 (2015): 57.
25 Dmitry Bokarev, “Russia and Algeria: Decades of Friendship and Military and Technical Cooperation,” New Eastern Outlook, September 24, 2019, https://journal-neo.org/2019/09/24/russia-and-algeria-decades-of-friendship-and-military-and-technical-cooperation.
26 Carole Nakhle, “Russia’s Energy Diplomacy in the Middle East,” in Russia’s Return to the Middle East: Building Sandcastles? eds. Nicu Popescu and Stanislav Secrieru, Chaillot Paper no. 114 (Paris: European Union Institute for Security Studies, 2018), 29–35.
27 SIPRI Data, in, Saifaddin Galal, “Distribution of Arms Imports into Algeria Between 2018 and 2022 by Country of Origin,” Statista, June 28, 2023, https://www.statista.com/statistics/1244018/distribution-of-arms-imports-into-algeria-by-country-of-origin/.
وفيما يصنّف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ألمانيا وفرنسا في المرتبة الثانية والثالثة كموردين من بعد روسيا، إلّا أنّ مصادر أخرى تضع الصين وألمانيا في المرتبة الثانية والثالثة. مراجعة إدارة التجارة الدولية الأمريكية، الجزائر –دليل البلد التجاري، 31 يناير 2023، والذي يصنّف الجزائر كثالث أكبر مستورد للأسلحة الروسية، من بعد الهند والصين. https://www.trade.gov/country-commercial-guides/algeria-defense#:~:text=Industry%20analysts%20expect%20Russia%20to,third%20largest%20suppliers%20since%202014,
28 Richard Connolly and Cecilie Sendstad, Russia’s Role as an Arms Exporter: The Strategic and Economic Importance of Arms Exports for Russia, Research Paper, (London, United Kingdom: Chatham House, March 17, 2017), www.chathamhouse.org/sites/default/files/publications/research/2017-03-20-russia-arms-exporter-connolly-sendstad.pdf
29 “Infographic: Which Countries buy the Most Russian Weapons?,” Al-Jazeera, based on SIPRI data, March 9, 2022, https://www.aljazeera.com/news/2022/3/9/infographic-which-countries-buy-the-most-russian-weapons
30 “L’Algérie serait le premier client export pour le Su-57 et le Su-34,” [“Algeria could be the First Export Customer for the Su-57 and Su-34”], Menadefense, December 27, 2019, www.menadefense.net/algerie/lalgerie-serait-le-premier-client-export-pour-le-su-57-et-le-su-34
31 “Algeria Set to Sign ‘Huge’ Arms Deal with Russia Next December,” The Arab Weekly, November 6, 2022, https://thearabweekly.com/algeria-set-sign-huge-arms-deal-russia-next-december.
32 Akram Kharief (director of MENADEFENSE), interview by author, via email, June 4, 2021.
33 “Algérie: TOR M2E et autres nouveautés lors de l’exercice ‘Fadjr 2023’,” [“Algeria: TOR M2E and Other New Features during the ‘Fadjr 2023’ Exercise”], MENADefense, June 26, 2023, https://www.menadefense.net/algerie/algerie-tor-m2e-et-autres-nouveautes-lors-de-lexercice-fadjr-2023/
34 Akram Kharief, “Algeria-Russia: A Long-Standing Friendship to Be Cemented,” Valdai Discussion Club, May 3, 2023, https://valdaiclub.com/a/highlights/algeria-russia-a-long-standing-friendship/
35 “The President of Russia and the President of Algeria made Statements for the Press,” Kremlin statement, accessed November 28, 2023, http://en.kremlin.ru/events/president/news/71437
36 “Russian-Algerian Exercises began in North Ossetia,” Caucasus Watch, October 4, 2021, https://caucasuswatch.de/en/news/russian-algerian-exercises-began-in-north-ossetia.html; “Militaires de la République algérienne sont arrivés en Ossétie du Nord pour participer à l’exercice international” [“Soldiers of the Algerian Republic Arrived in North Ossetia to Participate in the International Exercise”], Russian Ministry of Defense, accessed November 16, 2023, https://fr.mil.ru/fr/news_page/world/more.htm?id=12386373@egNews
37 Defense expert Akram Kharief, cited in Kamal Louadj, “Exercices militaires algéro-russes en Ossétie du Nord: quels sont les enjeux?” [“Algerian-Russian Military Exercises in North Ossetia: What are the Stakes?”], Sputnik, April 24, 2021, https://fr.sputniknews.africa/20210422/exercices-militaires-algero-russes-en-ossetie-du-nord-quels-sont-les-enjeux-1045508836.html
38 “Un détachement de navires de guerre de la marine russe accoste au port d’Alger,” [“A Detachment of Russian Navy warships Docks at the Port of Algiers”], Radio Algérienne, November 13, 2021, https://news.radioalgerie.dz/fr/node/1153
39 Dorian Archus, “USS Porter Enters the Black Sea, USS Mount Whitney is Underway,” Naval Post, November 1, 2021, https://navalpost.com/uss-porter-enters-the-black-sea/.
40 Abdelkader Soufi, cited in Kamal Louadj, “Exercices navals algéro-russes: ‘Nous entrons dans un monde tripolaire’,” [“Algerian-Russian Naval Exercises: ‘We are Entering a Tripolar World’”], Sputnik, November 22, 2021,  https://fr.sputniknews.africa/20211122/exercices-navals-algero-russes-nous-entrons-dans-un-monde-tripolaire-1053545760.html.
41 “Méditerranée : les manœuvres algéro-russes inquiètent Washington,” [“Mediterranean: Algerian-Russian Maneuvers Worry Washington”], TSA, November 21, 2021, https://www.tsa-algerie.com/mediterranee-les-manoeuvres-algero-russes-inquietent-washington/.
42 Hana Saada, “Vostok 2022: Algerian Army ANP Takes Part in Command, General Staff Strategic Military Exercises in Russia,” DZ Breaking, September 2, 2022, https://www.dzbreaking.com/2022/09/02/vostok-2022-algerian-army-anp-takes-part-in-command-general-staff-strategic-military-exercises-in-russia/.
43 “L’ANP participe à l’exercice Vostok 2022 en Russie,” [“The ANP Participates in the Vostok 2022 Exercise in Russia”], MENADEFENSE, September 1, 2022, https://www.menadefense.net/algerie/lanp-participe-a-lexercice-vostok-2022-en-russie/.
44 Ibid.
45 Ibid.
46 “Exercise Phoenix Express 2022 Set to Begin in Tunisia,” U.S. Sixth Fleet Statement, accessed November 28, 2023, https://www.c6f.navy.mil/Press-Room/News/Article/3037144/exercise-phoenix-express-2022-set-to-begin-in-tunisia/.
47 Dorian Archus, “NATO Warship Conducts Maritime Drills with Algerian Navy,” Naval Post, September 16, 2020, https://navalpost.com/nato-warship-conducts-maritime-drills-with-algerian-navy/.
48 “A Joint Russian-Algerian Anti-Terrorist Exercise of the Land Forces will Take Place in Algeria,” Russian Defense Ministry, accessed November 16, 2023, https://eng.mil.ru/en/news_page/country/more.htm?id=12416070@egNews.
49 “West ‘Deeply Concerned’ about Joint Russia-Algeria Military Exercises,” Middle East Online, November 18, 2022, https://middle-east-online.com/en/west-%E2%80%98deeply-concerned%E2%80%99-about-joint-russia-algeria-military-exercises.
50 “Exercices militaires algéro-russes : les précisions du MDN,” [“Algerian-Russian Military Exercises: Details From the Ministry of National Defense”], TSA, November 29, 2022, https://www.tsa-algerie.com/exercices-militaires-algero-russes-les-precisions-du-mdn/.
51 Yahia H. Zoubir and Djallil Lounnas, “L’Algérie face à l’arc des menaces en Libye et au Mali : Quelle stratégie ?” [“Algeria Faces an Arc of Threats in Libya and Mali: What is its Strategy?”], The Maghreb Review, Vol. 44, No. 1, 2019, 58-90, and Yahia H. Zoubir, “Algeria and the Sahelian Quandary: The Limits of Containment Security Policy,” in D. Ghanem-Yazbeck (Ed.), R. Barras Tejudo, G. Faleg, Y. Zoubir, The Sahel: Europe’s African Borders,  Euromesco Joint-Policy Paper, 70-95, https://www.euromesco.net/wp-content/uploads/2018/03/EuroMeSCo-Joint-Policy-Study-8_The_Sahel_Europe_African_Border.pdf.
52 مقابلات أجراها المؤلف مع ضبّاط ودبلوماسيّين جزائريين، الجزائر العاصمة، الجزائر.
53 Pieter D. Wezeman, Justine Gadon and Siemon T. Wezeman, SIPRI Fact Sheet: Trends in International Arms Transfers, 2022, March 2023, https://www.sipri.org/sites/default/files/2023-03/2303_at_fact_sheet_2022_v2.pdf.
54 Jim Garamone, “U.S., Morocco Chart Defense Cooperation Through 2030,” DOD News, US Department of Defense, accessed November 28, 2023, https://www.defense.gov/News/News-Stories/Article/Article/2369742/us-morocco-chart-defense-cooperation-through-2030/.
55 Ibid.
56 “President Donald J. Trump Has Brokered Peace Between Israel and the Kingdom of Morocco,” US Embassy in Israel, accessed November 28, 2023, https://il.usembassy.gov/president-trump-brokers-historic-peace-agreement-between-israel-and-morocco/.
57 Ibid.
58 “Morocco, Israel Sign First-ever Defense Agreement in Rabat,” Al-Jazeera, November 24, 2021, https://www.aljazeera.com/news/2021/11/24/morocco-israel-sign-first-ever-defence-agreement-in-rabat.
59 Oded Yaron, “Israeli Arms Exports to Morocco: From Pegasus to Kamikaze Drones,” Haaretz, July 19, 2022, https://www.haaretz.com/israel-news/security-aviation/2022-07-19/ty-article-timeline/.premium/israel-morocco-arms-sales-pegasus-harop-kamikaze-drones-barak-missiles/00000182-10f9-d1ad-a1b7-1ffd14150000.
60 “Le Maroc utilise des drones israéliens pour ses opérations militaires,” [“Morocco Uses Israeli Drones for its Military Operations”], RFI, September 28, 2022, https://www.rfi.fr/fr/afrique/20220928-le-maroc-utilise-des-drones-isra%C3%A9liens-pour-ses-op%C3%A9rations-militaires.
61 María Cerdán, “Israel Plans to Set up Two Military Equipment Factories in Morocco,” Atalayar, June 16, 2023,  https://www.atalayar.com/en/articulo/politics/israel-plans-to-set-up-two-military-equipment-factories-in-morocco/20230616115722186756.html#:~:text=After%20more%20than%20two%20years,country’s%20defence%20and%20security%20capabilities.
62 Yahia H. Zoubir, “Why Algeria Cut Diplomatic Ties with Morocco: and Implications for the Future,” The Conversation, September 14, 2021, https://theconversation.com/why-algeria-cut-diplomatic-ties-with-morocco-and-implications-for-the-future-167313; Abdelkader Cheref, “Is Morocco’s Cyber Espionage the Last Straw for Algeria,” The New Arab, July 29, 2021, https://www.newarab.com/analysis/moroccos-cyber-espionage-last-straw-algeria.
63 مقابلة أجراها المؤلّف مع ضابط كبير في البحريّة الجزائريّة، الجزائر العاصمة، الجزائر؛ مراجعة 2018 Francis Ghilès, Algeria’s Cautious Return to the World Stage, Notes Internacionals, (Barcelona, Spain: CIDOB, January 2023), https://www.cidob.org/en/publications/publication_series/notes_internacionals/284/algeria_s_cautious_return_to_the_world_stage
64 “Salaires, Espagne: l’interview de Tebboune en sept points,” [“Salaries, Spain: The Interview with Tebboune in Seven Points”], TSA, April 24, 2022, https://www.tsa-algerie.com/salaires-espagne-linterview-de-tebboune-en-sept-points/.
65 ومن بين 35 دولة امتنعت عن التصويت، كانت 17 منها من الدول الأفريقيّة. ثمانية دول أخرى لم تصوّت على الإطلاق.
مراجعة  “UN resolution Against Ukraine Invasion: Full Text,” Al-Jazeera, March 3, 2022, https://www.aljazeera.com/news/2022/3/3/unga-resolution-against-ukraine-invasion-full-text.
66 Jean-Luc Maurer, “Avec le conflit Russie-Ukraine, le renouveau des non-alignés?” [“With the Russia-Ukraine Conflict, the Revival of the Non-Aligned”], The Conversation, June 15, 2022, https://theconversation.com/avec-le-conflit-russie-ukraine-le-renouveau-des-non-alignes-184295.
67 “Relations Politiques,” [“Political Relations”], Embassy of Ukraine in Algeria, accessed November 16, 2023, https://algeria.mfa.gov.ua/fr/partnership/332-politichni-vidnosini-mizh-ukrajinoju-ta-alzhirom.
في التسعينيات، عندما كانت الجزائر على وشك الإفلاس، سافر ضباط رفيعو المستوى إلى أوكرانيا ودول صديقة أخرى لطلب قطع الغيار التي تشتد الحاجة إليها لمعدات الجيش الشعبي الوطني، وفقاً لمقابلات أجراها المؤلف في ذلك الوقت مع كبار ضباط الأمن الوطني، الجزائر، 1996.
68 Hana Saada, “Bilateral Cooperation: Ukraine, Algeria Eye to Establish Joint Intergovernmental Commission,” DZ Breaking, October 14, 2020, https://www.dzbreaking.com/2020/10/14/bilateral-cooperation-ukraine-algeria-eye-to-establish-joint-intergovernmental-commission/.
69 Lilia Benameur, “Ukraine-Russie : les messages de leurs ambassades en Algérie,” [“Ukraine-Russia: Messages from their Embassies in Algeria”], TSA, March 13, 2022, https://www.tsa-algerie.com/ukraine-russie-les-messages-de-leurs-ambassades-en-algerie/.
70  حُذف المنشور من موقع السفارة على الإنترنت مباشرة بعد شكوى الجزائر، لكن السفارة واصلت نشر المناشدات على صفحتها على فيسبوك.
71 “Le grave dérapage de l’ambassade ukrainienne en Algérie,” [“The Serious Slippage of the Ukrainian Embassy in Algeria”], TSA, March 4, 2022, https://www.tsa-algerie.com/le-grave-derapage-de-lambassade-ukrainienne-en-algerie/.
72 “Algeria Temporarily Closes Ukraine Embassy amid Russian war,” Middle East Monitor, March 6, 2022, https://www.middleeastmonitor.com/20220306-algeria-temporarily-closes-ukraine-embassy-amid-russian-war/.
73 Khadidja H., “Ukraine : l’Algérie annonce la réouverture de son ambassade à Kiev,” [“Ukraine: Algeria Announces the Reopening of its Embassy in Kyiv”], Dzair Daily, February 25, 2023, https://www.dzairdaily.com/ukraine-algerie-annonce-reouverture-ambassade-kiev/.
74 “China and Algeria are About to Sign the China-Algeria Belt and Road Initiative,” Seetao, March 21, 2022, https://www.seetao.com/details/145615.html.
75 “UN: Algeria votes against suspension of Russia from Human Rights Council,” Algérie Presse Service, April 8, 2022, https://www.aps.dz/en/algeria/43330-un-algeria-votes-against-suspension-of-russia-from-human-rights-council.
76 “Eleventh Emergency Special Session- With 143 Votes in Favor, 5 Against, General Assembly Adopts Resolution Condemning Russian Federation’s Annexation of Four Eastern Ukraine Regions,” United Nations Press, October 12, 2022, https://press.un.org/en/2022/ga12458.doc.htm.
77 “Lamamra fait le parallèle entre l’Ukraine, le Sahara occidental et la Palestine,” [“Lamamra draws parallels between Ukraine, Western Sahara and Palestine”], TSA, September 26, 2022, https://www.tsa-algerie.com/lamamra-fait-le-parallele-entre-lukraine-le-sahara-occidental-et-la-palestine/.
78 Yahia H. Zoubir, “‘The Giant Afraid of Its Shadow.”
79 “Conflit en Ukraine: Lamamra en visite lundi à Moscou,” [“Conflict in Ukraine: Lamamra visits Moscow on Monday”], Algérie Presse Service,  April 3, 2022,  https://www.aps.dz/algerie/138152-conflit-en-ukraine-lamamra-en-visite-lundi-a-moscou-en-compagnie-des-ministres-des-ae-du-groupe-de-contact-arabe.
80 Mussa Acher, “L’Algérie est-elle officiellement amie ou ennemie de la Russie?” [“Is Algeria officially a friend or enemy of Russia?”], Slate, April 13, 2022. https://www.slate.fr/story/226272/algerie-russie-diplomatie-guerre-ukraine-position-politique-wagner-gaz.
81 AFP, “L’Algérie prête à fournir plus de gaz à l’UE ‘en cas de difficultés,” [“Algeria ready to supply more gas to the EU in case of difficulties”], Le Figaro, February 27, 2022, https://www.lefigaro.fr/conjoncture/l-algerie-prete-a-fournir-plus-de-gaz-a-l-ue-en-cas-de-difficultes-20220227.
82 Hocine Neffah, “1ère conférence de pressse de Valerian Shuvaev, Ambassadeur de Russie à Alger :’ Nous comprenons la position de l’Algérie,’” [“First press conference by Valerian Shuvaev, Russian Ambassador to Algiers: ‘We understand Algeria’s position,’”], L’Expression, September 10, 2022. https://lexpressiondz.com/nationale/nous-comprenons-la-position-de-l-algerie-360554.
83 “Algerian Gas Flows to Europe Shrink, but Italy Gains as Trade Ties Strengthen,” S&P Global Commodity Insights,  January 13, 2023, https://www.spglobal.com/commodityinsights/en/market-insights/latest-news/natural-gas/013123-algerian-gas-flows-to-europe-shrink-but-italy-gains-as-trade-ties-strengthen.
84 Zine Labidine Ghebouli, Power Couple: How Europe and Algeria Can Move Beyond Energy Cooperation, Policy Brief, (European Council on Foreign Relations, July, 2023), https://ecfr.eu/wp-content/uploads/2023/07/Power-couple-How-Europe-and-Algeria-can-move-beyond-energy-cooperation.pdf.
85 Martin Amstrong, “Where Does the EU’s Gas Come From?” Statista, October 11, 2023, https://www.statista.com/chart/31017/eu-lng-and-pipeline-natural-gas-imports-by-country/#:~:text=In%20the%20first%20quarter%20of,percent)%2C%20according%20to%20Eurostat.
86 Lisa Watanabe, “Russia’s Renaissance in the Arab World,” Strategic Trends 2019, Center for Security Studies, ETH Zürich, 2019, p. 72, https://www.research-collection.ethz.ch/bitstream/handle/20.500.11850/350708/ST2019-LW.pdf?sequence=1&isAllowed=y.
87 Hakim Darbouche, Russian-Algerian Cooperation and the ‘Gas OPEC’: What’s in the Pipeline, Policy Brief, (Brussels, Belgium: Centre for European Policy Studies, March, 2007), 3, www.files.ethz.ch/isn/32622/pb123.pdf.
88 “Two Hydrocarbon Fields to be Developed in Partnership with Russian Gazprom in 2028,” Algeria Press Service, June 17, 2023, https://www.aps.dz/en/economy/47929-algeria-russia-two-hydrocarbon-deposits-to-be-developed-in-partnership-with-gazprom-in-2028.
89 “Algeria, Russia Sign New Document Serving as Basis for Bilateral Relations,” Embassy of Algeria in Sofia, accessed November 28, 2023, https://ambalg-sofia.org/algeria-russia-sign-new-document-serving-as-basis-for-bilateral-relations/.
90 Anton Mardasov, “Algeria forces Russia to make concessions,” Al Monitor, November 15, 2022, https://www.al-monitor.com/originals/2022/11/algeria-forces-russia-make-concessions?utm_medium.
91 Hana Saada, “‘Algeria is Russia’s second largest trading partner in Africa,’ Russian President Putin says,” DZ Breaking, September 22, 2022, https://www.dzbreaking.com/2022/09/22/algeria-is-russias-second-largest-trading-partner-in-africa-russian-president-putin-says/. The COVID-19 pandemic forced the two sides to postpone the trip.
92 “The President of Russia and the President of Algeria made Statements for the Press,” Kremlin statement, accessed November 28, 2023, http://en.kremlin.ru/events/president/news/71437.
93 Ibid.
94 Tarek Hafid, “Crise libyenne : l’Algérie face à la realpolitik russe,” [“Libyan crisis: Algeria facing Russian realpolitik”], Sputnik, July 24, 2020, https://fr.sputniknews.africa/20200724/crise-libyenne-lalgerie-face-a-la-realpolitik-russe-1044158164.html.
95 Zoubir and Lounnas, “L’Algérie face à l’arc.”
96 Yves Thréard, “Abdelmadjid Tebboune: ‘il est urgent d’ouvrir une nouvelle ère des relations franco-algériennes,” [“Abdelmadjid Tebboune: ‘it is urgent to open a new era of Franco-Algerian relations’”], Le Figaro, December 29, 2022, https://www.lefigaro.fr/international/abdelmadjid-tebboune-il-est-urgent-d-ouvrir-une-nouvelle-ere-des-relations-franco-algeriennes-20221229.
97 Basma El Atti, “Algeria President Tebboune Ignores US Outcry with Russia visit,” The New Arab, June 15, 2023, https://www.newarab.com/news/algeria-president-visits-russia-despite-international-outcry.
98 Daniel Workman, “Wheat Imports by Country,” World’s Top Exports, 2023, https://www.worldstopexports.com/wheat-imports-by-country/
99 “Algeria nearly quadruples Russian wheat imports to 1.3 mln t in 2022-Agroexport,” Interfax, February 2, 2023, https://interfax.com/newsroom/top-stories/87540/#:~:text=While%20before%20Algeria%20was%20a,has%20become%20an%20important%20supplier.
100 “Bientôt, les produits laitiers et de la viande bovine russes dans les assiettes des Algériens” [“Soon, dairy products and Russian beef in the plates of Algerians”], Sputnik, June 5, 2019, https://fr.sputniknews.com/afrique/201906051041349432-produits-laitiers-viande-bovine-russes-assiettes-algeriens.
101 Yahia H. Zoubir, Algeria’s Foreign Policy.
102 Yahia H. Zoubir, “China’s Relations with Algeria: From Revolutionary Friendship to Comprehensive Strategic Partnership,” in Adel Abdel-Ghafar, ed., China and North Africa: Between Economics, Politics and Security (London: I.B. Tauris, 2021).
103 Abdelkader Abderrahmane, “If Well Managed, Italy and Algeria could Build a Strong and Viable Geo-Economic Bridge Between Both Shores of the Med,” MENASource (blog), February 10, 2023, https://www.atlanticcouncil.org/blogs/menasource/if-well-managed-italy-and-algeria-could-build-a-strong-and-viable-geo-economic-bridge-between-both-shores-of-the-med/.
104 R.E., “Maxim Reshetnikov: ‘L’Algérie est l’un de nos alliés les plus importants en Afrique’,” [“Algeria is one of our most important allies in Africa”], Algérie Patriotique, June 14, 2023, https://www.algeriepatriotique.com/2023/06/14/maxim-reshetnikov-lalgerie-est-lun-de-nos-allies-les-plus-importants-en-afrique/.
105 وفي قمة البريكس الخامسة عشرة المنعقدة بجنوب أفريقيا في أواخر أغسطس 2023، لم يتم الاحتفاظ بترشيح الجزائر. تمّ اختيار ستة مرشحين من أصل 23 مرشّحاً: الأرجنتين، مصر، إثيوبيا، إيران، المملكة العربيّة السعوديّة، والإمارات العربيّة المتّحدة. وكانت السلطات الجزائريّة متفائلة إلى حد ما بشأن ترشيحها، بسبب دعم الصين وروسيا وجنوب أفريقيا.
106 “Le président de la République appelle les investisseurs de Russie et du monde entier à investir en Algérie,” [“The President of the Republic calls on investors from Russia and round the world to invest in Algeria”], Algérie Presse Service , June 16, 2023. https://www.aps.dz/algerie/157081-le-president-de-la-republique-appelle-les-investisseurs-de-russie-et-du-monde-entier-a-investir-en-algerie.
107 “Algérie – Russie : les mots forts de Tebboune devant Poutine,” [“Algeria – Russia: Tebboune’s strong words to Putin”], TSA, June 15, 2023, https://www.tsa-algerie.dz/algerie-russie-les-mots-forts-de-tebboune-devant-poutine/.
108 “Président Tebboune : ‘le dossier des Brics est définitivement clos’,” [“President Tebboune: ‘the Brics file is definitively closed’”], Algerie-Eco, October 5, 2023, https://www.algerie-eco.com/2023/10/05/president-tebboune-le-dossier-des-brics-est-definitivement-clos/.
109 President Putin at the Valdai Discussion Club, Sochi, October 5, 2023.
110 Hanna Notte, “Where Does Russia Stand on the Israel-Hamas War?” Foreign Policy, October 19, 2023, https://foreignpolicy.com/2023/10/19/israel-palestine-hamas-gaza-war-russia-iran-putin/
111 United Nations Meetings Coverage and Press Releases, “Security Council Fails to Adopt Either of Two Draft Resolutions Addressing Conflict and Humanitarian Crisis in Gaza,” October 25, 2023, https://press.un.org/en/2023/sc15464.doc.htm.
112 “Foreign Minister Sergey Lavrov’s opening remarks during a meeting with intra-Palestinian dialogue members, Moscow,” Ministry of Foreign Affairs of the Russian Federation, accessed November 28, 2023, https://archive.mid.ru/ru/foreign_policy/news/-/asset_publisher/cKNonkJE02Bw/content/id/3513968?p_p_id=101_INSTANCE_cKNonkJE02Bw&_101_INSTANCE_cKNonkJE02Bw_languageId=en_GB
113 Lilia Ait Akli, “Tebboune a réuni Abbas et Haniyeh: un pas vers la réconciliation palestinienne? [“Tebboune brought together Abbas and Haniyeh: a step towards Palestinian reconciliation”],”Le Jeune Indépendant, July 6, 2022, https://www.jeune-independant.net/tebboune-reunit-a-alger-mahmoud-abbas-et-ismail-haniyeh-un-premier-pas-vers-une-reconciliation-palestinienne/
114 United Nations Meetings Coverage and Press Releases, “Security Council Fails to Adopt Either of Two Draft Resolutions Addressing Conflict and Humanitarian Crisis in Gaza,” October 25, 2023, https://press.un.org/en/2023/sc15464.doc.htm.