الإخوان المسلمون

من وجهة نظر خليجية

اكتوبر 09، 2013

https://youtu.be/VyzHf8QGQ-U https://youtu.be/VyzHf8QGQ-U

الأربعاء، اكتوبر 09، 2013

13:30 PM Asia/Dubai

الأربعاء،اكتوبر 09، 2013

15:30 PM Asia/Dubai
مركز بروكنجز الدوحة ، الدوحة ، قطر

ملخص

في 9 أكتوبر 2013، استضاف مركز بروكنجز الدوحة جلسة مناقشة سياسية مع عبد الخالق عبد الله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة؛ جاسم سلطان، المشرف العام على موقع النهضة الإلكتروني في قطر؛ وحسين شبكشي، رجل أعمال وكاتب عمود بارز من المملكة العربية السعودية. ركزت جلسة المناقشة، التي أشرف على إدارتها مدير مركز بروكجنز الدوحة السيد سلمان شيخ، على وجهات نظر دول الخليج في ما يتعلق بالإخوان المسلمين، وفي شكلٍ عام، ناقش المتحدثون أيديولوجية الإخوان المسلمين، وإخفاقهم في الحكومة المصرية، وعلاقة الجماعة بالإرهاب، ومستقبل الإخوان المسلمين. وعرضوا وجهات نظرهم لتفسير خسارة الإخوان للسلطة، والأسباب الكامنة وراء الاعتقالات الأخيرة التي طالت أعضاء جماعة الإخوان في الإمارات العربية المتحدة، ونظرتهم للعيوب التي تشوب أيديولوجية الإخوان المسلمين.

أرجع حسين شبكشي سقوط الإخوان من السلطة في مصر إلى رفض الشعب لسياساتهم. وأكد أن جماعة الإخوان المسلمين قد فشلت في التكيف مع تطور المجتمع المصري وحاولت فرض تغيرات اجتماعية من جانب واحد لا تحظى بالشعبية. وعندما سئل عن الانتصارات الانتخابية لجماعة الإخوان المسلمين، أكد شبكشي أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تحكم بطريقة إقصائية بعد انتصارها، قائلا: ” أنت لا تستطيع أن تحكم أمة من الأقباط بينما ترفض لقاءها، لا يمكنك أن تحكم شعباً قررت أن تُبعد نفسك عنهم”. وافق جاسم سلطان أن حكومة مرسي ركزت تركيزاً مفرطاً على القضايا الاجتماعية والثقافية. واشار أيضاً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين لم تقبل فكرة دولة مدنية تمنح المواطنين جميعاً المساواة، وبدلاً من ذلك ظلت مرتبطة بفكرة الدولة الإسلامية حيث حظيت الأقليات بالاحترام إنما افتقدت إلى المساواة. إلا أن سلطان بقي أكثر حسماً في ما يتعلق بحملة الجيش المصري على جماعة الإخوان، واصفاً الوضع الحالي بأنه صدام بين المشروع الإسلامي و”العسكرة”. وأضاف أن أياً من الطرفين لم يسعى إلى معالجة المجتمع بصفته قادراً على تحمل مسؤولية خياراته الخاصة. أرجع سلطان أوجه القصور لدى جماعة الإخوان المسلمين إلى فشل الجماعات الإسلامية الواسع النطاق على التكيف مع العصر الحديث، بحجة أن هذه المجموعات تبقى دائماً مقتنعة بإمكانية إقامة دولة إسلامية مبنية على الفقه الإسلامي اليوم.

أشار عبد الخالق عبد الله أيضاً إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وصلت الى السلطة لأن المصريين “صوتوا بقلوبهم وليس بعقولهم.” وقال أن المصريين وضعوا ثقتهم بأعضاء جماعة الإخوان وتمنوا أن يجدوا فيهم التقوى والطيبة، وبالتالي تجاهلوا افتقارهم للمؤهلات التكنوقراطية. وإذ قال عبدالله أن سقوط الإخوان جاء استمراراً للثورة ونتيجة لحكومتهم غير المعتدلة، انتقد بشدة الاتهامات بوجود مؤامرة خارجية للإطاحة بالإخوان. في الوقت عينه، انتقد صناع السياسة الأمريكيين الذين وثقوا باعتدال وعود الإخوان.

نفى جاسم سلطان فكرة أن الإخوان قد كسبوا موطئ قدم سياسي في الخليج حيث يبلغ الفقر مستوياته الأدنى وتتمتع المجتمعات بالتناغم. وأشار إلى أن وجهات نظر الإخوان لن تشق طريقها في هذه المجتمعات في شكلٍ خاص لأن تنظيم دول الخليج يقوم على الولاء القبلي والعائلي وليس على أسس أيديولوجية. يتمثل الدور الوحيد الذي يمكن أن يؤديه الإخوان في الخليج، إذن، في الدور الخيري، النشيط أصلاً في المقام الأول في مجال دعم القضايا الدولية. رغم أن سلطان أشار إلى الدور المحتمل الذي يمكن أن تؤديه جماعة الإخوان المسلمين في قطاع الأعمال الخيرية، إلا أنه أكد أن فكرة الإسلام كنظام حكم شامل، الذي نشره مؤسس الإخوان حسن البنا، لن ينتقل إلى الخليج.

عندما سُئِل عبد الخالق عبد الله عن الحملة التي تشنها دولة الإمارات العربية المتحدة في الآونة الأخيرة على حزب الإصلاح التابع للإخوان قال أن جماعة الإخوان المسلمين في تلك البلاد كانت حركةً سياسية بالكامل تقريباً وأنها لم تكن تمارس أنشطةً خيرية ودينية إلا إلى حد ضئيل جداً. وزعم أن السلطات الإماراتية اضطرت إلى اعتقال بعض أعضاء جماعة الإخوان لأن المنظمة كانت منظمة سياسية، في حين أن القانون يحظر الجماعات السياسية. إلا أنه يعتقد أن القضايا المرفوعة ضد أعضاء جماعة الإخوان هي قضايا قانونية بحتة وليس أيديولوجية. في الوقت عينه، أشار عبدالله إلى أن جماعة الإخوان قد بدأت حملة شرسة ضد الحكومة الإماراتية مفترضاً أن جماعة الإخوان المسلمين تدعم إيران ضد دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم هاجم دولة الإمارات العربية المتحدة حين لم تدعم مرة جديدة الإخوان في مصر.

ورداً على تقارير عن محاولة الاعتداء على رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، صرح حسين شبكشي أن الإخوان اعتمدوا لهجة التصعيد، على الأقل في الخطاب، في المملكة العربية السعودية بعد سقوط مرسي، واصفاً حالتهم النفسية المريرة على أنها “متلازمة الحلم المحطم.” كما انتقد دور الإخوان في التعليم في المملكة وأماكن أخرى، واصفاً أنظمتهم التعليمية بالمعارضة لفكرة الدولة. وقال شبكشي أن هذه الأنظمة التعليمية زرعت الكراهية في قلب العديد من الشباب اتجاه بلدانهم، وحالت من دون التنمية الوطنية في مختلف أنحاء المنطقة.

خلال الفترة المخصصة لأسئلة الحضور، سُئِل أعضاء اللجنة مجموعة متنوعة من الأسئلة حول قضايا مثل الصراع بين العلمانيين والإسلاميين، والتغيرات المحتملة التي قد تطرأ على الفقه الإسلامي، والعلاقة بين الإخوان والجماعات الإرهابية، والانتقادات بسبب عدم موافقتهم على الإخوان. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المواجهة في مصر تمثل الصراع بين الإسلام والعلمانية، أشار حسين شبكشي إلى دور جامعة الأزهر في دعم الجيش والاحتجاجات. وقال أن رفض مصر لجماعة الإخوان كان يحظى بشعبية وتخطى العلمانيين. وافق عبد الله على ذلك مشيراً إلى أن الجماعات السلفية دعمت كذلك موقف الجيش، إذ يقول: “لا أعتقد أن ما يحدث في مصر يتمحور حول الهوية، الهوية الدينية مقابل العلمانية. ما يحدث هو أن الجميع يواجه مشكلة مع الإخوان المسلمين ومنهجيتهم “.

رداً على سؤال طرحه مدير قسم الأبحاث في مركز الدوحة قطر شادي حميد حول ما إذا كان أعضاء اللجنة يعتقدون أن الإنقلاب من شأنه أن يحول أنصار الإخوان ضدّ الجماعات الإرهابية بعد فشل الوسائل السلمية، أشار شبكشي أن أيديولوجية الإخوان كانت بالفعل مسؤولة عن تطوير الجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء المنطقة. وافق عبد الخالق عبد الله على ذلك، مما يدل على أن الإخوان قد يردوا على خسارتهم للسلطة من خلال تشجيع الإرهاب، إلا أن ذلك من شأنه تسريع تدمير حركتهم.

ورداً على انتقادات قوية وجهها بعض الحاضرين على المواقف المعادية للإخوان ولفشلهم في مناقشة المشاكل التي تواجهها دولهم، قال حسين شبكشي وعبد الخالق عبد الله أن جماعة الإخوان المسلمين قد أثبتت أنها غير كفوءة في الحكم، لا سيما وأنها تعتمد باستمرار أسلوب التجريم بدلاً من الاعتراف بإخفاقها.

عرض جاسم سلطان وجهة نظر مختلفة قليلاً، داعياً إلى إصلاح الفكر الإسلامي في شكلٍ جذري. وأشار إلى أن الإخوان فشلوا في فهم أن موقفهم في السلطة يعتمد على الدعم الشعبي، إذ إن انتخابات المنظمة قد ضمنت لهم الشرعية الكاملة. واعترض سلطان على “ديكتاتورية الأغلبية” هذه. ومع ذلك، أشار سلطان أيضاً أن الوضع الراهن، في ظل الحكم العسكري، سيترك انعكاسات سلبية، كمعاملة الجيش الخرقاء للمحتجين التي قد تؤدي مجدداً إلى دورة عنف مشابهة لتلك التي شهدتها المنطقة في الخمسينيات والستينيات. واعترض على فكرة أن القضاء على جماعة الإخوان من شأنه أن يحلّ مختلف المشاكل، ودعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية للمساعدة على استعادة التوازن في المجتمع المصري.