سياسة إيران الخارجية في عهد مسعود بزشكيان:

التوجّهات والتحدّيات

موجز قضية، مارس 2025
زميل أول غير مقيم

13 مارس، 2025

النقاط الرئيسية

الرئيس الاستثناء: جاء مسعود بزشكيان نتيجة انتخابات مبكرة في مرحلة تواجه فيها الجمهورية الإسلامية تحدّيات استثنائية.

 

آثار الحرب على غزة ستكون طويلة الأمد: فرضت الحرب على غزة نفسها على أجندة السياسة الخارجية لرئاسة بزشكيان، ويبدو أنّها ستبقى كذلك إلى ما بعد العام الأول لرئاسته.

 

سقوط نظام الأسد نقطة تحوّل حاسمة: سقوط نظام الأسد في سوريا له تبعات كبيرة على مستقبل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، وسيذكر التاريخ أنّ ذلك حدث في العام الأول من ولاية الرئيس الإيراني التاسع.

 

العلاقات الإيرانية الأمريكية: تبقى العلاقات الإيرانية الأمريكية نقطة جدل كبيرة داخل المشهد السياسي الإيراني وتظلّ تشكّل تحدّياً مستمرّاً لسياسة إيران الخارجية.

 

 

المقدّمة

 

تُعدّ سياسة إيران الخارجية في عصر الجمهورية الإسلامية من أهم الموضوعات وأكثرها تتبّعاً ودراسة، ويرجع ذلك إلى موقع إيران الإستراتيجي في الشرق الأوسط والقارة الآسيوية. وتبرز أهمية هذا الموجز في ظل مناخ إقليمي ودولي متوتّر، تتصاعد فيه حالة عدم اليقين إزاء سلوك الدول وتوجّهات الحكومات. وتتضاعف كذلك أهمّية رصد مسارات السياسة الخارجية الإيرانية مع كلّ تحول سياسي يأتي عبر الانتخابات، لا سيّما الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإيرانية.

 

يهدف هذا الموجز إلى محاولة فهم واستشراف توجّهات السياسة الخارجية لحكومة الرئيس الإيراني التاسع مسعود بزشكيان وتحدّياتها، خاصة في الملفّات المعقّدة المتعلّقة بمنطقة الشرق الأوسط والعلاقات مع الغرب والبرنامج النووي. في ظل حالة عدم يقين سياسي وأمني لم تشهده المنطقة منذ الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن العشرين. ويتناول هذا الموجز التطوّرات التي أعقبت فوز الرئيس مسعود بزشكيان في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وانعكاساتها على سياسته الخارجية. ويقدّم أيضاً تحليلاً للتباين بين توجّهاته الخارجية المعلنة خلال حملته الانتخابية، والسياسة الخارجية التي فرضتها عليه المستجدّات الإقليمية والدولية منذ تولّيه الرئاسة. ومن أبرز هذه المستجدّات، يذكر استهداف كلّ من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران؛ وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في بيروت؛ فضلاً عن انحسار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان عقب سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، وأخيراً فوز دونالد ترامب بفترة رئاسية ثانية في الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

بزشكيان: رئيس استثنائي في مرحلة مفصلية في تاريخ الجمهورية الإسلامية

 

تولّى مسعود بزشكيان رئاسة إيران التاسعة إثر انتخابات رئاسية مبكرة، عقب مقتل الرئيس الثامن إبراهيم رئيسي في حادث تحطّم طائرة في مايو 2024. يُعدّ بزشكيان أوّل رئيس في تاريخ الجمهورية الإسلامية تدخل إيران في عهده في مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، حيث تبادَل الطرفان الهجمات مرّتين في أبريل وأكتوبر 2024. وتتزامن رئاسته مع مرحلة حاسمة في تاريخ السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط، تميّزت بتراجع النفوذ الإيراني بشكل غير مسبوق، بدءاً من إضعاف دور حزب الله في لبنان، وصولاً إلى انحسار النفوذ الإيراني بالكامل في سوريا. لم يختلف بزشكيان عن سابقيه من رؤساء إيران في مرحلة الحملات الانتخابية، إذ تجنّب الخوض في قضايا السياسة الخارجية، مركّزاً على الشأن الداخلي، وخاصة القضايا الاقتصادية المؤثّرة مباشرة في حياة المواطنين. ولعلّ ذلك متوقَّع، فالرئيس الإيراني يدرك أنّ منصبه يقتصر على رئاسة السلطة التنفيذية،1 وأنّ السياسة الخارجية تُصاغ من خلال حوار مشترَك بين السلطة التنفيذية ومكتب المرشد الأعلى للثورة والمؤسّسات الأمنية والعسكرية، ولا تُنفّذ إلّا بعد موافقة المرشد الأعلى بصفته المرجعية السياسية والدينية للنظام.2

 

يرتبط تركيز الخطاب الانتخابي على القضايا الاقتصادية في إيران بشكل وثيق بمسألتين جوهريّتين في السياسة الخارجية. المسألة الأولى، وهي مسألة العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران منذ أربعة عقود، والتي تتنوّع بين عقوبات أممية بموجب قرارات صادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن، أو عقوبات فرضتها منظّمات إقليمية كالاتحاد الأوروبي وغيره، أو عقوبات أحادية فرضتها دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية. والحديث عن العقوبات هو بالضرورة حديث عن السياسة الخارجية. أمّا المسألة الثانية، فهي مرتبطة بحالة تدهور الاقتصاد الإيراني المرتبط بالعقوبات الاقتصادية، والذي يتجلّى في سياقين: الأول، يتعلّق بسياسة إيران الخارجية لا سيّما في منطقة الشرق الأوسط؛ والثاني، يتعلّق ببرنامجها النووي ومواجهاتها المستمرّة بسببه مع الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي. لذلك، قد يبدو صحيحاً ظاهرياً عندما يُقال إنّ الحملات الانتخابية الإيرانية تتجنّب مناقشة السياسة الخارجية، ولكنّ ذلك يتجاهل عنصراً مهمّاً وهو خفايا الحملات الانتخابية والتي تتعلّق بأولويات الناخبين على رأسها تحسين الأوضاع الاقتصادية التي لا يمكن حلّها إلّا بمعالجات تتعلّق بالسياسة الخارجية.

 

 

عندما تجري السياسة بما لا تشتهي الأمنيات

 

قدّم الرئيس الإيراني التاسع مسعود بزشكيان ملامح السياسة الخارجية التي يطمح لتبنّيها في فترة رئاسته في مقالتين نُشرتا قبل مراسم أداء القسم وتولّي الرئاسة في 30 يوليو 2024، الأولى باللغة العربية وحملت عنوان: “معاً لبناء منطقةٍ قويّةٍ ومزدهرة”،3 وتتوجّه إلى الرأي العام العربي والإقليمي، وأخرى باللغة الإنكليزية عنوانها:” My message to the new world”4 وتستهدف الرأي العام العالمي. يتحدّث الرئيس بزشكيان في مقالته باللغة العربية عن تصوّره لعلاقات إيران مع جوارها وتحديداً العربي، مركّزاً على الجغرافيا السياسية والثقافية وضرورة التعاون الإقليمي وإدارة الخلافات عبر الحوار المستمرّ وتبنّي سياسات تؤدّي الى تعزيز التنمية والتقدّم في دول المنطقة، مسلّطاً الضوء على مواقف إيران المركزية المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، والتي تتبنّى دعم حركات المقاومة، كما أنّه يلفت الانتباه الى التهديد الإسرائيلي من خلال الحديث عن برنامجها النووي الذي لا تتم مساءلته والتركيز عليه مقارنة ببرنامج إيران النووي. وليست لهذه المواقف مفاجئة، إذ تنسجم مع الخط السياسي الإيراني المعهود، وهو أمر متوقّع من شخصية سياسية مخضرمة شغلت مناصب رفيعة، أبرزها وزير الصحة في عهد الرئيس محمد خاتمي (بين العامين 1997 و2005، وعضو في مجلس الشورى (البرلمان) لدورات انتخابية متعدّدة.

 

أمّا مقالته باللغة الإنكليزية، فبالإضافة إلى تأكيدها على النقاط السابقة، قدّمت بُعداً دولياً لرؤيته في السياسة الخارجية الإيرانية. إذ ركّز على تطوير العلاقات الإستراتيجية مع الصين وروسيا، خاصة بعد موافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المضي في توقيع اتّفاق إستراتيجي شامل مع إيران.5 وتناولت المقالة كذلك العلاقات المتنامية بين إيران ودول أمريكا اللاتينية. وفي ما يخصّ العلاقات الأمريكية الإيرانية، ركّز على تقصير الدول الأوروبية والولايات المتحدة في الحفاظ على الاتفاق النووي، أو خطة العمل الشاملة المشتركة، بين إيران ومجموعة 5+1 (أي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا) في صيف العام 2015. وأشار في مقالته هذه إلى التحدّيات التي يواجهها الاتفاق بعد انسحاب إدارة ترامب منه في مايو 2018، في ظل عجز أوروبي في الحفاظ عليه. هذا الوضع دفع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلميح إلى إمكانية إجراء مفاوضات جديدة نظراً لتغيّر الظروف الإقليمية والدولية.6

 

تُثير مقالات الرئيس بزشكيان تساؤلاً جوهرياً حول آلية صنع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية ومدى تأثير الرئيس، فرغم تعدّد العوامل المؤثّرة في صياغة السياسة الخارجية الإيرانية، إلّا أنّها جميعاً تستند إلى الفصل العاشر من الدستور الإيراني وتحديداً المواد 153 و154 و155. 7 هذه المواد تتحدّث بوضوح عن رفض الهيمنة الخارجية، والاستقلال في السياسة الخارجية وكذلك دعم الشعوب المحتلة والمضطهدة والتي تنشد الاستقلال ورفض الهيمنة. تتكامل هذه المحدّدات الدستورية مع الثقافة السياسية الايرانية المستندة على البعد القومي والبعد الديني المذهبي. وبالطبع لا يمكن تجاهل البعد الأيديولوجي والثوري في توجهات النظام السياسي.8 كلّ هذا بالضرورة لا ينفي التأثير المحدود لشخصية الرئيس على السياسة الخارجية الإيرانية، وهو ما يتجلّى في تجربتين متناقضتين؛ الأولى: تجربة الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي الذي ساهمت شخصيته في تهدئة التوترات بين إيران والعالم في الفترة بين 1997 و2005، بما في ذلك مع دول الجوار الإيراني. الثانية: تجربة الرئيس محمود أحمدي نجاد (بين 2005 و2013) الذي شهدت فترة رئاسته توتّراً ملحوظاً، ليس مع المجتمع الدولي فحسب، بل أيضاً مع القوى السياسية داخل إيران.

 

فرضت ملفّات السياسة الخارجية نفسها على الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان منذ اليوم الأول الذي أقسم فيه اليمين الدستورية كرئيس للجمهورية الإسلامية، وقد جاء ذلك من خلال حادثة اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). ولعلّ هذا ما يجعل من رئاسته عموماً، وعامها الأول خصوصاً، أمراً ملفتاً للانتباه وأن يستشرف فيها مآلات سياسة إيران الخارجية والتي ستستمرّ نظرياً حتى 2028.

 

شكّلت عملية اغتيال هنية في طهران، تلتها عملية اغتيال نصرالله، منعطفاً حادّاً في رئاسة مسعود بزشكيان، ما دفع بطهران إلى مرحلة المواجهة غير المتوقّعة بدلاً من الهدوء المنشود. حدث كلّ ذلك بعد فترة كانت فيها إيران تتفاعل مع تطوّرات الحرب على غزة- والتي كانت مفاجئة لها- واستطاعت أن تتأقلم بشكل سريع مع الأحداث السياسية المتسارعة، فانتقلت من مرحلة الصدمة التي سيطرت في الأيام الأولى إلى مرحلة الجهد الدبلوماسي لمحاولة الحيلولة دون وقوع الحرب أو وقفها.

سعت طهران في إدارة تعاملها مع الحرب على غزة بشكل يوازن بين مصالحها كدولة وكنظام سياسي، لكنّها في الوقت نفسه أبقت الباب مفتوحاً على البعد الأيديولوجي المتعلّق بالدفاع عن المضطهدين وعن حق المقاومة، حيث عبّر وزير الخارجية عباس عراقجي بصراحة أنّ إيران لا تسعى إلى توسع حالة الصراع في منطقة الشرق الأوسط كما تفعل إسرائيل.9 لكن تطوّرات الحرب ومستوى العدوان الإسرائيلي لم يساعدا إيران كثيراً، فمن جهة اغتيل هنية على الأراضي الإيرانية، ومن جهة أخرى أعلن بنيامين نتنياهو نقل الحرب رسمياً إلى جنوب لبنان في سبتمبر 2024 وتحديد هدفين للمرحلة الجديدة: إعادة المستوطنين الى المستوطنات في شمال فلسطين المحتلّة، وتدمير قدرات حزب الله العسكرية والسياسية.10 مثّلت الحرب على غزة وامتدادها إلى جنوب لبنان، في ظل ردّ إسرائيل على ما سُمّي بجبهات المساندة11 بداية تغيير في الإستراتيجية الإيرانية في علاقتها مع إسرائيل. فقد تبنّت مبدأ المواجهة المباشرة، معتبرة أنّه السبيل الوحيد لتجنّب حرب شاملة معها أو حرب شاملة في المنطقة. ويبدو أنّ المؤسّسة السياسية والأمنية الإيرانية استشرفت، بعد إعلان نتنياهو نقل الحرب إلى جنوب لبنان، أنّ طهران ستكون المحطة الثالثة، بعد غزة وجنوب لبنان، في الحرب التي يتوسّع فيها نتنياهو بدعم أمريكي وغربي. وجاءت نجاحات إسرائيل في استهداف القيادات العليا لحزب الله – بدءاً من أمينه العام نصر الله، وخليفته المتوقّع هاشم صفي الدين، إضافة إلى الصف الأول من القيادات العسكرية – لتؤكّد صحّة التقييم الإيراني للموقف. وقد دفع ذلك بطهران إلى تبنّي خيار المواجهة المباشرة مع إسرائيل. وعلى الرغم من هيمنة التوتّر على المشهد الإقليمي، إلّا أنّ النجاح في التوصّل إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل والذي تمّ في 27 نوفمبر 2024، ثمّ وقف إطلاق النار في غزة الذي أعلن في 15 يناير 2025. وشكّل هذان التطوران فرصة لتخفيف حدّة التوتّر في المواجهة بين إيران وإسرائيل، ولو بشكل مؤقّت،.

 

لم يقتصر التغيير في إستراتيجية سياسة إيران الخارجية على الهجوم العسكري المباشر، بل امتدّ إلى التلويح بـ”تغيير العقيدة النووية”. بعبارة أخرى، ضرورة أن تذهب إيران إلى مستوى امتلاك السلاح النووي، على غرار كوريا الشمالية وباكستان والهند بهدف تعزيز قدرتها الردعية في مواجهة إسرائيل، وضمان أمنها واستقرارها، والانضمام كدولة عاشرة إلى نادي الدول النووية.12

 

بدأ الحديث عن تغيير العقيدة النووية الإيرانية في العام الأول من رئاسة بزشكيان، وذلك في أعقاب الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، حيث صرّح أحمد حق طلب، قائد هيئة حماية المنشآت النووية، أنّ طهران قد تُراجع سياساتها النووية في ظل التهديدات الإسرائيلية لمنشآتها النووية.13 أعقب ذلك رسالة أرسلها 39 نائباً في البرلمان الإيراني (مجلس الشورى الإسلامي)، إلى مجلس الأمن القومي الإيراني مطالبين بإعادة النظر في العقيدة النووية التي تتبنّاها الجمهورية الإسلامية.14 استمرّت التصريحات حول تغيير عقيدة إيران النووية، إذ أكّد كمال خرازي، وزير الخارجية الإيراني الأسبق ورئيس المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية بشكل صريح أنّ مسألة “تغيير العقيدة النووية لا يزال على الطاولة”.15 من المتوقّع ألّا يعارض الرئيس بزشكيان هذه الرؤية إذا ما تبنّتها رسمياً أركان النظام السياسي المتمثلة في المؤسّسة الأمنية والسياسية والدينية.

 

وشكّل سقوط نظام الأسد في سوريا نقطة تحوّل في النفوذ الإيراني في المنطقة. بعد وصول المعارضة المسلّحة السورية المتمثّلة بهيئة تحرير الشام، تحت قيادة أحمد حسين الشرع (المعروف سابقاً بـ”الجولاني”)، إلى دمشق، ما أنهى عملياً النفوذ الإيراني في محورين إستراتيجيين – دمشق وبيروت – مثّلا مركز ثقل النفوذ الإيراني منذ مطلع ثمانينات القرن العشرين.

 

لا شك أنّ قيام نظام سياسي جديد بعد انهيار نظام الأسد، يمثّل نقطة مفصلية في إضعاف النفوذ الإيراني في كل من سوريا ولبنان، وهو تطوّر سيظلّ مرتبطاً تاريخياً برئاسة مسعود بزشكيان، غير أنّ الأهم في هذا السياق هو أنّ تراجع النفوذ الإيراني كان يتسارع منذ العام 2012، حين تحوّلت سوريا إلى عبء أمني وسياسي واقتصادي على كاهل النظام السياسي في إيران.

 

ومع انحسار النفوذ الإيراني في كلّ من سوريا ولبنان، قد تعود المملكة العربية السعودية كلاعب مؤثّر فاعل في هذين البلدين بعد سنوات من غياب تأثيرها، الأمر الذي قد يخلق دينامية جديدة تستخدم فيها السعودية ثقلها الإقليمي والدولي في التسريع بدعم الحكم الجديد في سوريا ورفع العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على نظام الأسد.

 

 

الولايات المتحدة: الحاضر الغائب

 

لم تكن مرحلة الاشتباك العسكري المباشر مع إسرائيل وتبادل الهجمات المشار إليها سابقاً، التحدّي الأول أو الوحيد في رئاسة بزشكيان، ولا يبدو أنّها ستكون الأخيرة. فبالإضافة إلى تلك التفاعلات المذكورة سابقاً، تبرؤ تطوّرات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بحالة الاشتباك تلك. في طليعة هذه التطوّرات سقوط نظام الأسد في سوريا والذي انحسر معه النفوذ الإيراني في كل من سوريا ولبنان في فترة خاطفة. أمّا التطوّر الثاني، فيتمثّل بعودة الرئيس ترامب ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة. يُعيد رجوعه للذاكرة سياسته الخارجية تجاه إيران في فترة رئاسته الأولى والتي عُرفت بسياسة “الضغط الأقصى” وهدفت إلى تجفيف الموارد المالية الإيرانية عبر فرض عقوبات صارمة على صادراتها النفظية، بحيث تضعف إيران -وفق التصوّر الأمريكي- اقتصادياً ومالياً، الأمر الذي يؤدّي إلى الحيلولة دون تقديم دعم مالي لما يُسمّى بأذرع إيران في الشرق الأوسط.

 

مارست إدارة ترامب ضغوطاً شاملة مستخدمة كافة أدوات القوة المتاحة لديها، بما في ذلك النفوذ الدبلوماسي، لمنع الكثير من الدول، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا، من شراء النفط الإيراني. وفي خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، نجحت الضغوط الأمريكية في تخفيض صادرات النفط الإيراني من نحو 2,5 مليون برميل يومياً إلى ما يقارب 350 ألف برميل يومياً.16> وفي تلك الفترة، تعقّدت عملية بيع النفط الإيراني من جوانب متعدّدة، تشمل طبيعة العملة المستخدمة (سواء الدولار أو العملات المحلّية للدول التي تشتري النفط الإيراني)، ودور الوسطاء في عمليات البيع، وآليات البيع عبر طرف ثالث، ما أدّى إلى تقليص العوائد النفطية الإيرانية بشكل ملحوظ. لم يكتفِ ترامب آنذاك بذلك، بل أعلن انسحاب الولايات المتحدة أُحادي الجانب من خطة العمل المشتركة الشاملة بين إيران ومجموعة 5+1 وهي الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة الأميركية، روسيا، الصين، المملكة المتحدة، فرنسا) بالإضافة الى ألمانيا.17

 

ومع انحسار النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان وعودة الرئيس السابق دونالد ترامب الى البيت الأبيض، يبدو الترقّب سيد الموقف. فالمؤسّسة السياسية والأمنية في إيران لا تتوقّع أن تكون إدارة ترامب الجديدة أقلّ تشدّداً من الأولى، لا سيّما مع النظرة الأمريكية إلى تراجع النفوذ الإيراني باعتباره هزيمة إستراتيجية لطهران تستدعي مضاعفة الضغوط عليها سياسياً واقتصادياً. وتعزّز هذه التوقّعات تشكيلة فريق السياسة الخارجية والأمن القومي في إدارة ترامب الجديدة، حيث تولى ماركو روبيو وزارة الخارجية، بيت هيغسبث وزارة الدفاع ومايك والتز منصب مستشار الأمن القومي وستيف ويتكوف المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط وإليز ستيفانيك سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. ما يجمع بين هذه الشخصيات الجمهورية، بالإضافة إلى ولائهم المطلق للرئيس ترامب، هو موقفهم المتشدّد من الجمهورية الإسلامية وسياساتها في منطقة الشرق الأوسط، والتي يرون فيها تهديداً مباشراً لإسرائيل، أهم حليف إستراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.

 

لم يتردّد الرئيس بزشكيان في انتقاد السياسة الأمريكية برمّتها في مقالته التي نشرها في صحيفة “Tehran Times” التي سبق الإشارة لها. وانتقد بزشكيان إدارة دونالد ترامب الذي كانت وراء الانسحاب الأمريكي من خطة العمل المشتركة الشاملة في مايو 2018، وكذلك إدارة جو بايدن التي لم تعد إلى خطة العمل المشتركة ودعمت بقوة إسرائيل في حربها على غزة. وقد أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أنّ الاتفاق النووي قد تجاوزته الأحداث وأصبح غير قابل للإحياء بسبب المتغيّرات الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أنّه قد يصلح، في أحسن الأحوال، كوثيقة مرجعية لأي مفاوضات مستقبلية. 18

وقد سبقت هذه التصريحات سقوطَ النظام السوري، حليف إيران الرئيسي، وهو تطوّر من المتوقّع أنّه سيلقي بظلاله على أي مفاوضات قادمة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة والدول الأوروبية من جهة أخرى بخصوص برنامجها النووي. ومع عودة ترامب، يبدو أنّ إيران ستعود الى إستراتيجيتها القديمة في الانفتاح على الاتحاد الأوروبي مستثمرة التباينات المتوقّعة بين دول الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية الجديدة، وتتّجه طهران نحو فتح مسار تفاوضي مع بعض الدول الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) حول برنامجها النووي، مستأنفة بذلك نهجها التفاوضي الذي بدأته منذ العام 2003.19 وتهدف هذه الإستراتيجية إلى الحيلولة دون تشكيل جبهة غربية موحّدة ضد إيران.

 

فضلاً عن ذلك، تسعى حكومة بزشكيان إلى الاستفادة القصوى من عضويتها في مجموعة بريكس20 عبر الدفع بأجندات التعاون السياسي والاقتصادي بين أعضاء المجموعة. وقد ظهر ذلك جلياًّ في حضور الرئيس بزشكيان للقمة السادسة عشر في مدينة قازان الروسية.21

 

وفي سياق متّصل ومع تكثيف الجهود لفتح مسار تفاوضي حول البرنامج النووي، تسعى إيران إلى قطع الطريق على محاولات التصعيد التي يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرضها، حيث تسعى طهران إلى خيار الانفتاح على إدارة دونالد ترامب مستغلّة توجهاته السياسية في وقف الحروب واستخدام القوة الأمريكية لبناء السلام. وبذلك، قد تقطع طهران الطريق على أي محاولات إسرائيلية محتملة لضرب منشآتها النووية. من هنا يأتي حديث الرئيس بزشكيان عن باب التفاوض مع واشنطن مفتوح وأنّ على إيران أن تتعامل مع “أعدائها بصبر”22 في إشارة إلى العلاقات مع الولايات المتحدة. كما أنّه تحدّث عن بقاء باب التفاوض مع واشنطن مفتوحاً وذلك عندما “تفي بتعهداتها”.23

 

من المهم هنا التذكير بأنّ العلاقة مع الولايات المتحدة تظلّ نقطة نقاش وخلاف رئيسية داخل النظام السياسي في إيران، حيث يعتبر التيار المحافظ التقليدي أنّ الولايات المتحدة هي “الشيطان الأكبر”. وقد انعكس هذا الاختلاف سلباً على جميع محاولات تصحيح مسار العلاقات بين البلدين. ولكن قد يتراجع تأثير هذا الانقسام أمام الخسارات الإستراتيجية الكبرى الذي مُنيت بها إيران مؤخّراً، ما قد يدفع طهران إلى إبداء مرونة أكبر في علاقتها مع واشنطن.

 

الخاتمة

 

لقد تشكّلت معالم السياسة الخارجية لرئاسة بزشكيان قبل تولّيه فعلياً مهام منصبه، وتأثّرت بسقوط نظام الأسد في سوريا وتبعاته الإقليمية، وتداعيات الحرب على غزة وامتدادها إلى لبنان، فضلاً عن عمليات اغتيال زعماء الحركات المتحالفة مع إيران والاستهداف المباشر للسيادة الإيرانية. كلّ هذه التطوّرات تفرض نفسها على مسارات تطوّر السياسة الخارجية الإيرانية في العام الأول من رئاسة مسعود بزشكيان، لا بل في الغالب ستمتدّ آثارها إلى ما بعد ذلك.

 

يبدو جليّاً أنّ رئاسة مسعود بزشكيان تأتي في وقت بالغ الأهمية في تاريخ الجمهورية الإسلامية لا يماثله إلّا فترة الحرب العراقية الإيرانية بين العامين 1980 و1988، وأنّ السياسة الخارجية تواجه تحدّيات غير مسبوقة. فسقوط نظام الأسد وتداعياته المتلاحقة إضافة إلى المواجهة المستمرّة مع إسرائيل، تجعل الجمهورية الإسلامية في موضع ردات الفعل وتراجع النفوذ.

 

وفي سياق تعامل الجمهورية الإسلامية مع تطوّرات البرنامج النووي، تطرح مبادرة بمسارين: الأول، وعنوانه فتح باب التفاوض مع الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في محاولة تسعى من خلالها حكومة الرئيس بزشكيان تخفيف الضغوط المحتمَلة التي سترافق سياسة ترامب والمعروفة بالضغط الأقصى. أمّا المسار الثاني، فهو البدء بتشغيل جيل متطوّر من أجهزة الطرد المركزي. خطوة جاءت بعد اجتماع مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية في نوفمبر 2024، الذي أرسل برسالة واضحة بمطالبة إيران بمزيد من التعاون مع الوكالة، لا سيما بعد الاجراءات التي اتّخذتها طهران كردٍّ على انسحاب الولايات المتحدة الأحادي.24

 

وفي ظل توسّع الحرب الإسرائيلية في المنطقة بعد السابع من أكتوبر2023، وتقييم المؤسّسة السياسية والأمنية أنّ تلك الحرب تستهدفها هي وحلفاءها وجودياً، فإنّ أحد السيناريوهات المستبعدة أن تذهب طهران باتجاه سياسة الانكفاء التام عمّا يُسمى بالدور الإقليمي حتى مع انحسار نفوذها في سوريا ولبنان. وعليه، تبرز إمكانية كبيرة أنّ تجدّد حالة الاشتباك العسكري مع إسرائيل ستبقى قائمة مع ممارسة قدراً عالياً من الحذر الإستراتيجي لتمرير رئاسة دونالد ترامب الثانية بأقل خسائر ممكنة. لكن خيار التفاوض مع الولايات المتحدة لن يكون مستبعداً بالنظر إلى إستراتيجية إيران التي اعتمدتها منذ عقود في شراء الوقت للعبور من المراحل الصعبة أو التي تشكّل تحدٍّ لوجود النظام عبر إظهار قدراً من المرونة المؤقّتة. في ظل حالة عدم اليقين السياسي والأمني على مستوى الية التطوّرات المتسارعة في المنطقة، قد تسعى حكومة الرئيس مسعود بزشكيان إلى تبنّي مقاربة أكثر هدوءاً مع جوارها تعكس في الحقيقة محاولة للتكيّف مع المتغيّرات الإقليمية المتسارعة، خاصة تلك التي ألقت بظلالها على دور طهران في الشرق الأوسط. وستسعى حكومة بزشكيان أيضاً إلى تعزيز علاقاتها مع الصين وروسيا، ما سينعكس على مستوى التوتّرات مع الغرب والولايات المتحدة، لا سيّما في ما يتعلّق ببرنامجها النووي. وقد تجلّى هذا التوجّه في توقيع اتفاق الإستراتيجية الشاملة مع روسيا في يناير 2025 بعد تأخّر دام نحو ثلاث سنوات.25 ويُعدّ هذا الاتفاق الثاني من نوعه، بعد الاتفاق الإستراتيجي الموقّع مع الصين في مارس 2021 26.

 

أخيراً تبدأ إيران مع العام الأول من رئاسة بزشكيان فصلاً جديداً في سياستها الخارجية عنوانه “ما بعد” انحسار نفوذ إيران في سوريا ولبنان، و”ما بعد” الاتفاق النووي. وفي ظلّ انحسار دور طهران الإقليمي في الشرق الأوسط، ستبقي خيار تطوير قدراتها النووية ورفع مستويات تخصيب اليورانيوم على الطاولة كورقة ضغط إستراتيجية.

 


Endnote
1 Islamic Republic of Iran, Constitution of the Islamic Republic of Iran, articles 113-42, chapter 9, https://www.shora-gc.ir/en/news/87/constitution-of-the-islamic-republic-of-iran-full-text.
2 Islamic Republic of Iran, Constitution of the Islamic Republic of Iran, article 110, chapter 8, https://www.shora-gc.ir/en/news/87/constitution-of-the-islamic-republic-of-iran-full-text.
3 Masoud Pezeshkian, “Maʿan li-Bināʾ Minṭaqa Qawiyya wa-Muzdahira” [Together to Build a Strong and Prosperous Region], Al-Araby Al-Jadeed, July 10, 2024, https://shorturl.at/b9E8S.
4 Masoud Pezeshkian, “My Message to the New World,” Tehran Times, July 12, 2024, https://shorturl.at/EiZqk.
5 “Al-Raʾīs al-Rūsī Yuwāfiq ʿalā Iqtirāḥ Ibrām Sharāka Istrātījiyya Shāmila maʿ Īrān” [The Russian President Agrees to the Proposal of Concluding a Comprehensive Strategic Partnership with Iran],” RT Arabic, September 18, 2024, https://shorturl.at/7rRe5.
6 Saber Gul Anbary, “Araghchi: Iḥyāʾ al-Ittifāq al-Nawawī Ghayr Mumkin wa-Nadʿam Miḥwar al-Muqāwama Taḥta Ayy Ẓarf” [Araghchi: Reviving the Nuclear Agreement is Impossible, and We Support the Axis of Resistance Under Any Circumstances], Al-Araby Al-Jadeed, August 24, 2024, https://shorturl.at/kWlSl.
7 Islamic Republic of Iran, Constitution of the Islamic Republic of Iran, articles 153-5, chapter 10, https://www.constituteproject.org/constitution/Iran_1989.
8 Cagla Luleci Sula, “Does Leadership Matter? Ahmadinejad, Rouhani, and the Change in Iranian Foreign Policy,” Turkish Journal of Middle Eastern Studies 11, no. 1 (June 2024): 31–48, https://doi.org/10.26513/tocd.1450484;
Sara Bazoobandi, Jens Heibach, and Thomas Richter, “Iran’s Foreign Policy Making: Consensus Building or Power Struggle?,” British Journal of Middle Eastern Studies 51, no. 5 (March 2023): 1044-1067, https://doi.org/10.1080/13530194.2023.2189572;
Kayhan Barzeger and Abdolrasool Divsallar, “Political Rationality in Iranian Foreign Policy,” The Washington Quarterly 40, no. 1 (April 2018): 39–53, https://doi.org/10.1080/0163660X.2017.1302738;
Shahram Akbarzadeh and James Barry, “State Identity in Iranian Foreign Policy,” British Journal of Middle Eastern Studies 43, no. 4 (March 2016): 613–29, https://doi.org/10.1080/13530194.2016.1159541.
9 “Wazīr Khārijīyat Iran: Lā Nasʿā li-Tawsīʿ al-Ṣirāʿ kamā Tafʿal Israel” [Iran’s Foreign Minister: We Do Not Seek to Expand the Conflict as Israel Does], Al Jazeera, August 28, 2024, https://shorturl.at/Q66JO.
10  “Israel’s Netanyahu announces expanded war goals to include Lebanon border,” Al Jazeera, September 17, 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/9/17/israels-netanyahu-announces-expanded-war-goals-to-include-lebanon-border.
11 يشير مصطلح “جبهات المساندة” إلى القوى التي شنّت هجمات على إسرائيل ردّاً على حربها على غزة، وتشمل: حزب الله في لبنان، وحركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، وجبهة المقاومة العراقية.
12 الدول النووية التسعة هي: الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، الصين، الهند، باكستان، كوريا الشمالية. بالإضافة إلى حديث عن امتلاك إسرائيل أسلحة نووية لكنّها لا تنفي أو تؤكّد ذلك.
13 Wael Al Ghoul, “Mādhā Yaʿnī Talwīḥ Iran bi-‘Taghyīr al-ʿAqīda al-Nawawiyya’?” [What Does Iran’s Hint at ‘Changing Its Nuclear Doctrine’ Mean?], Alhurra, April 19, 2024, https://shorturl.at/Gc69K.
14  “Nuwāb Īrāniyyūn Yadʿūn ilā Murājaʿat al-ʿAqīda al-Nawawiyya li-Tehran” [Iranian MPs Call for Reviewing Tehran’s Nuclear Doctrine], RT Arabic, September 10, 2024, https://shorturl.at/BLHig.
15  Ghazal Arihi, “Limādhā Tuhaddid Iran Marra Ukhrā bi-Taghyīr al-ʿAqīda al-Nawawiyya wa-Madā al-Ṣawārīkh?” [Why Does Iran Threaten Again to Change Its Nuclear Doctrine and Missile Range?], Al Jazeera, November 3, 2024, https://shorturl.at/APFL8.
16 Dalga Khatinoglu, “Can Trump really cut Iran’s oil exports to zero ?,” Iran International, February 7, 2025, https://www.iranintl.com/en/202502073800.
17 Ayman Al-Barasneh, “America’s Iran Policy Pendulum from Obama and Trump to Biden (2009-2022): Between Diplomatic Engagement and Maximum Pressure,” Dirasat: Human and Social Sciences 51, no. 3 (June 2024), 354–368, https://dsr.ju.edu.jo/djournals/index.php/Hum/article/view/3682.
18 Hossein Amiri, “Iran’s Araghchi: JCPOA Cannot Be Revived; New Negotiations Must Be Formed,” Iran Press, August 24, 2024, https://iranpress.com/iran-s-araghchi–jcpoa-cannot-be-revived–new-negotiations-must-be-formed.
19 “Mufāwaḍāt ‘Nawawiyya bayna Iran wa-Ūrūbā fī Jīnīf” [‘Nuclear’ Negotiations Between Iran and Europe in Geneva], Erem News, November 24, 2024, https://shorturl.at/llDbN; Reuters, “Iran to Hold Nuclear Talks in Geneva with European Powers Amid Looming Trump Presidency,” South China Morning Post, November 24, 2024, https://shorturl.at/sIzMD.
20 تأسّست مجموعة بريكس في العام 2009، وتشمل في عضويتها الان١٠ دول هي: روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا واثيوبيا ومصر والامارات العربية المتحدة وإيران وإندونيسيا.
21 Rasul Al Hai, “Pezeshkian Yurāhin ʿalā BRICS li-Tanwīʿ Shurakāʾ Iran al-Tijārīyīn” [Pezeshkian Bets on BRICS to Diversify Iran’s Trade Partners], Al Jazeera, October 24, 2024, https://shorturl.at/getUI.
22  “Pezeshkian: Lā Yumkinunā Tajāhul Amīrkā wa-ʿalaynā al-Taʿāmul maʿ Aʿdāʾinā bi-Ṣabr” [Pezeshkian: We Cannot Ignore America and Must Deal with Our Enemies with Patience], Al Jazeera, November 12, 2024, https://shorturl.at/OcxVk.
23  “Al-Raʾīs al-Īrānī: Sanatafāwaḍ maʿ al-Wilāyāt al-Muttaḥida ʿindamā tafī bi-taʿahhudātihā” [The Iranian President: We Will Negotiate with the United States When It Fulfils Its Commitments], Mehr News Agency, January 15, 2025, https://shorturl.at/Lqtnd.
24 “Iran Tuʿlin Tashghīl Ajhizat Ṭard Markazī Mutaṭawwira Raddan ʿalā ‘al-Ṭāqa al-Dharrīya’” [Iran Announces the Operation of Advanced Centrifuges in Response to the IAEA], Al Jazeera, November 24, 2024, https://shorturl.at/GGuCq.
25 “Tawqīʿ Ittifāqiyya Sharāka Istrātījiyya Shāmila bayna Russia wa-Iran” [Signing of a Comprehensive Strategic Partnership Agreement between Russia and Iran], Al Jazeera, January 17, 2025, https://shorturl.at/Tm4cb.
26 “Al-Ṣīn wa-Īrān.. Ittifāq al-Sharāka al-Istrātījiyya” [China and Iran: Strategic Partnership Agreement], Asharq NOW, January 17, 2025, https://shorturl.at/0UYuV.