كبار مسؤولي الصحة في دول الجنوب العالمي يجتمعون في الدوحة لمناقشة مستقبل السياسة الصحية

Wednesday، October 15، 2025

الدوحة، قطر، 15 أكتوبر، 2025- احتضنت الدوحة المؤتمر السنوي الثاني للعام 2025 لمبادرة الدوحة بشأن السياسة الصحية في الجنوب العالمي، وبمشاركة واحد وعشرين من كبار المسؤولين الصحيين وصُنّاع السياسات والخبراء من دول الجنوب العالمي، من 13 إلى 15 أكتوبر في فندق الشيراتون.

ونظّم المؤتمر مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالتعاون مع مؤسّسة غيتس، وبدعم من وزارتَي الخارجية والتربية والتعليم والتعليم العالي في قطر. وركّز المؤتمر خلال الأيام الثلاثة على تعزيز التكامل الإقليمي وتطوير أنظمة صحية شاملة ومتينة قادرة على مواجهة التحدّيات.

واختتم المؤتمر جلساته يوم 15 أكتوبر بندوة عامة رفيعة المستوى بعنوان: “إعادة تصوّر تمويل الصحة العالمية: الأولويات والتكامل في دول الجنوب العالمي”. وفي كلمتها الافتتاحية، أشارت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، إلى أن “هذه المنصة تحمل أهمية خاصة لدولة قطر، لأنها تجسد رؤيتها للتعاون والابتكار والمسؤولية الجماعية في تعزيز الصحة العالمية. وعندما دعمت قطر إطلاق هذه المبادرة، كان ذلك انطالقاً من إيمان راسخ بأن بلدان الجنوب العالمي لا يجب أن تبقى متلقية للسياسات، بل شريكة في صياغتها، فاعلة في ابتكار حلولها، وصاحبة صوت مسموع في الحوار العالمي حول مستقبل الصحة.”

وأفاد الدكتور خالد الجابر، المدير العام لمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، في كلمته الترحيبية، جلستنا اليوم، تحت عنوان: “إعادة تصوّر تمويل الصحة العالمية”، هي تعبيرٌ عن التزامنا المشترك بالسعي نحو نُظُم صحية أكثر استدامةً وإنصافاً. ففي وقتٍ تشهد فيه دول الجنوب تحوّلاتٍ عميقة في سُبل تمويل القطاع الصحي، علينا أن نضع الإنسان في صميم كلّ نقاش، وأن نحرص على ألّا يُترك أحد خلف الركب، وأن تصل ثمار التنمية إلى كلّ بيتٍ وقريةٍ ومدينة.

وأضاف قائلاً: “إنّ مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية يرى في مبادرة الدوحة أكثر من مجرّد منصة حوار؛ إنّها رسالة إنسانية صادقة، وجسر محبةٍ وتعاونٍ بين الجنوب العالمي والشرق الأوسط وسائر مناطق العالم. رسالة تؤكّد أنّ السياسات الأكثر فاعلية هي تلك التي تُبنى على الرحمة، والمعرفة، والشراكة الصادقة”.

فيما شارك في الندوة كلّ من الشيخة هيا عبد الرحمن آل ثاني، مدير الشراكات الإستراتيجية في صندوق قطر للتنمية، والدكتور مويي آينا، المدير العام للوكالة الوطنية لتطوير الرعاية الصحية الأولية في نيجيريا، والسيدة ماغدالينا روبرت، نائب مدير برنامج المناصرة والتواصل في مؤسسة غيتس. وأدارت الندوة الدكتورة تيريزا مادوبوكو، مديرة مبادرة الدوحة بشأن السياسة الصحية في الجنوب العالمي.

وخلال النقاش، استعرض المتحدثون التغيّرات في مشهد تمويل الصحة العالمية، مقدّمين رؤى عملية. عبّرت السيدة ماغدالينا روبرت عن التزام مؤسسة غيتس الكامل بخفض معدلات وفيات الأطفال والأمهات، والقضاء على الأمراض المعدية، وإنهاء الفقر المدقع خلال العقدين المقبلين. وأوضحت أن المؤسسة تؤمن بأن تحقيق هذه الأهداف الكبرى لا يمكن أن يتم من خلال جهود دولة أو جهة واحدة فقط، بل يتطلب إقامة شراكات فعالة وتعاون مشترك لإحداث التغيير المنشود وتحسين حياة ورفاهية الفئات الأكثر هشاشة في المجتمعات.

ومن جانبه، ناقش الدكتور مويي آينا جهود نيجيريا لاستدامة البرامج الصحية واسعة النطاق في ظلّ الضغوط المالية، مستعرضاً إستراتيجيات لحشد الموارد المحلّية، وإشراك القطاع الخاص، واعتماد نماذج مبتكرة لتقديم الخدمات، مثل الحلول الصحية الرقمية وبرامج العاملين الصحيين المجتمعيين.

من منظور الجهات المانحة، أكدت الشيخة هيا عبد الرحمن آل ثاني التزام صندوق قطر للتنمية بتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، مع المضي قدمًا في تحقيق التنمية المستدامة طويلة الأجل التي تعزز الأنظمة الصحية. وأشارت إلى الدور المتنامي للجهات المانحة الخليجية في قيادة نماذج التمويل المبتكرة والقابلة للتوسّع، والتي تتجاوز أطر المساعدات التقليدية وتستند إلى الأولويات الوطنية والملكية المحلية. كما تطرّقت إلى النهج القائم على الشراكات الذي يتبناه الصندوق، مبرزةً التعاونات المؤثرة بين القطاعات العامة والخاصة والخيرية، والتي مكّنت دول الجنوب العالمي من الحفاظ على الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية، وتعزيز مرونة الأنظمة، ودفع مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة.

واختتمت مديرة المبادرة، الدكتورة تيريزا مادوبوكو، الندوة بتأكيدها على أنّ الابتكار والتكامل يمكنهما تمكين الدول من تحقيق المزيد بموارد أقلّ، مشيرةً إلى أنّ “الشراكات يجب أن تدعم الأولويات الوطنية وتعززها بدلاً من التقليل من شأنها، وأنّ التعاون بين دول الجنوب العالمي يوفّر مسارات قوية لإصلاحات مستدامة”.

الجدير بالذكر أنّه منذ إطلاق هذه المبادرة الدولية في العام 2024، أصبحت منصةً فريدةً لتبادل الخبرات والمعرفة بين دول الجنوب العالمي، وتعزيز التعاون التقني والعمل الجماعي لمواجهة التحدّيات الصحية المشتركة. وتضمّن برنامج المؤتمر على جلسات مغلقة تقودها الدول المشاركة، بالإضافة إلى ورش عمل تدريبية تهدف إلى معالجة التحدّيات الصحية الوطنية، مع التركيز على استكشاف مسارات التمويل الصحي المستدام في ظلّ التغيّرات التي طرأت على الجهات المانحة، وبناء الثقة، وتعزيز فعالية التواصل في قطاع الصحة.

 

 

للتواصل الإعلامي:

 سوزان الحصري، مديرة قسم التواصل والإعلام، مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية

البريد الإلكتروني: shoussari@mecouncil.org