طاولة مستديرة حول دبلوماسية المياه وحوكمتها في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية

Sunday، September 28، 2025

الدوحة 30 سبتمبر 2025 استضاف مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية (المجلس)، بالتعاون مع مبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومركز جنيف للمياه، وبرعاية سفارة سويسرا في قطر، اجتماع طاولة مستديرة حول دبلوماسية المياه وحوكمتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك في يومي 28 و29 سبتمبر 2025.

 

وجمعت الفعالية نخبة من الخبراء الإقليميين والدوليين، وصُنّاع السياسات، والأكاديميين لمناقشة التحدّيات الملحّة المتعلّقة بشُحّ المياه وحوكمة المياه العابرة للحدود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تواجه موارد المياه في المنطقة ضغوطاً متزايدةً بسبب تغيّر المناخ، وتراجع معدّلات هطول الأمطار، وزيادة معدّلات التبخر، واستغلال المياه الجائر بينما أدّت العوامل السياسية مثل النزاعات الدبلوماسية، وضعف إدارة الموارد، والصراعات المسلّحة إلى إلحاق أضرار جسيمة بمستودعات المياه الجوفية والبحيرات والأنهار.

 

شكّل اجتماع الطاولة المستديرة منصّةً للحوار بهدف وضع أجندة مشتركة، وتحديد أولويات السياسات المشتركة، وبحث نُهج متعدّدة القطاعات بمقدورها تعزيز الحوكمة، وتوطيد أواصر التعاون، وبأن تساهم في إرساء دعائم الاستقرار الإقليمي. وقد ركّز المشاركون على ثلاثة محاور رئيسية: دور المياه في بناء السلام، والدبلوماسية، والحوكمة.

 

وشدّد نادر القبانّي، زميل أوّل ومدير برنامج الحوكمة والتنمية في مجلس الشرق الأوسط، على أهمّية هذا الموضوع، قائلاً: “يُعدّ الشرق الأوسط المنطقة الأكثر معاناةً من شُحّ المياه على مستوى العالم، ومن بين الأكثر تقلباً. وعليه، فإنّ حوكمة المياه ودبلوماسيتها ضروريتان لمستقبل المنطقة. يُعتبر توظيف حوكمة المياه العابرة للحدود كأساس لبناء السلام وتعزيز الازدهار”.

 

من جانبها، سلّطت سعادة السفيرة فلورانس تينغلي ماتلي، سفيرة سويسرا لدى دولة قطر، الضوء على التزام سويسرا بتعزيز التعاون في قطاع المياه، مؤكدةً:”تستند مبادرتا السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومركز جنيف للمياه إلى قناعة جازمة بأنّ المياه تشكّل جسراً لمدّ أواصر التقارب بين المجتمعات. وتبذل سويسرا قصارى جهدها لجعل المياه أداةً فعّالةً للدبلوماسية والوساطة عبر تعزيز التعاون، وتمكين الحوار، وترسيخ صناعة القرارات على أُسس علمية”.

 

شدّد البروفيسور الدكتور أحمد مطي ساتجي، عضو اللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومؤسس معهد المياه التركي (SUEN) على أن التعاون المستدام يتحقّق خطوةً بخطوة وذلك عبر تدابير بناء الثقة مثل الدراسات المشتركة، والمشاريع الفنية، وتبادل الخبرات المهنية، وهي تدابير تنجح غالباً في ترسيخ الثقة أكثر من الاتفاقيات الطموحة المُبرمة بصورة متسرعة.

 

بدوره أشار سعادة السيّد محمد أمين فارس أمين، رئيس اللجنة الإدارية لمبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط ومستشار رئيس جمهورية العراق، إلى ضرورة تجاوز العقلية الصفرية في إدارة المياه بقوله:”بدلاً من اعتبار المياه ساحة صراع، ينبغي علينا أن نتبنى التعاون في مجال المياه كأساس للاستقرار والازدهار الإقليمي على نطاق أوسع”.

 

وسيصدر عن الاجتماع تقرير شامل يُلخّص رؤى المشاركين ومشاركاتهم. وسيقدّم التقرير توصيات سياسية عملية لتعزيز دبلوماسية المياه وحوكمتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.