اجتماع لمجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربية: تعزيز الرؤية والسياسات بعد مرور 24 عاماً على قرار مجلس الأمن 1325

Tuesday، October 29، 2024

جنيف، سويسرا – 2 أكتوبر، 2024 عقدَت مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربيّة اجتماعها الثاني في جنيف بين 30 سبتمبر و2 أكتوبر 2024. يندرج هذا الاجتماع ضمن إطار التزام مجموعة العمل بإنشاء آليّة إقليميّة لتشكيل السياسات المعنيّة بالمرأة والسلام والأمن في الوطن العربي وإثرائها، بحلول الذكرى السنويّة الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلام والأمن في العام 2025. 

تمنح الذكرى السنويّة الخامسة والعشرون لأجندة المرأة والأمن والسلام فرصة حاسمة لتقييم فعّاليتها وإعادة تحديد أولويات عملها، وخاصةً في المناطق المتأثّرة بالصراعات، مثل الدول العربيّة. وعلى مدى العقدين الماضيين، هدَفَت هذه الأجندة، المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 (قرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000)، إلى تعزيز مشاركة المرأة في عمليات السلام وضمان حمايتها في خلال النزاعات وفترات ما بعد النزاعات. فعلى الرغم من الإنجازات التي تحقّقت من خلال قرار مجلس الأمن رقم 1325 لعام 2000 والقرارات اللاحقة، لا تزال تحدّيات متجذّرة في المنطقة العربية تعرقل تحقيق مشاركة فعّالة للمرأة في عمليات بناء السلام والحوكمة. 

وبالبناء على الزخم الناتج عن الاجتماع الافتتاحي الذي عُقد في عمان، الأردن، في يونيو الماضي، ضمّ الاجتماع الثاني لمجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربيّة عدد من الأخصائيين الممارسين في مجال عمل المرأة والسلام والأمن، وخبراء السياسات، والأكاديميين، وبناة السلام، من العراق ولبنان وليبيا وفلسطين والسودان وسوريا. تركّزت المناقشات على تحديد المجالات ذات الأولويّة لأجندة المرأة والسلام والأمن للعقد القادم، وعلى الفجوات والتحدّيات القائمة في تنفيذ هذه الأجندة في المنطقة العربيّة. ومن بين المواضيع الرئيسية التي برزت في المناقشات ضرورة ضمان حماية النساء في مجال بناء السلام والعمل الناشطي والدفاع عن حقوق الإنسان لتمكينهنّ من المشاركة بفعّالية في جهود بناء السلام والعمل والسياسي والإنساني وجهود منع الصراعات، التي تشتدّ الحاجة إليها في المنطقة. 

وركّزت المناقشات كذلك على مواصلة العمل على مراجعة ورقة بيضاء بشأن السياسات تقدّم توصيات قابلة للتنفيذ تساهم في تطبيق جدول أعمال المرأة والسلام والأمن في المنطقة، على أن تكون هذه الورقة المادة الأساسية التي تستند إليها الأطراف المعنيّة خلال السنة الخامسة والعشرين من أجل ضمّ أصوات النساء الفاعلات في مجال المرأة والسلام والأمن من الدول العربيّة في المناقشات والمنتديات رفيعة المستوى بشأن السياسات المعنية بالمرأة والسلام والأمن. وتخلّل الاجتماع الذي عُقد في مقرّ مؤسسة فريدريش إيبرت في جنيف، مشاورات ومداخلات مع ممثلين عن صندوق المرأة والسلام والعمل الإنساني، ومعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، ومكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان. وتزامن الاجتماع أيضاً مع الدورة السنويّة السابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان، ما سمح للمشاركين في مجموعة العمل بحضور المناقشات السنويّة للمجلس حول الجندر أو النوع الاجتماعي، والمشاركة في الفعّاليات التي نُظِّمت على هامش الاجتماع، ووفّر لهم فرصة للتواصل مع شبكة أوسع من الفاعلين الدوليين في جنيف. 

وفي هذه المناسبة، أقام معهد الحوار السويدي حفل استقبال في مقر إقامة البعثة الدائمة السويديّة في جنيف. وقد أتاحت هذه الفعالية الفرصة لمجموعة العمل للقاء الدبلوماسيين والممثّلين عن المنظمات والبعثات الدائمة في جنيف لتعزيز الروابط معهم ومع المنظّمات التي ينتمون إليها. 

وأشارت إحدى المشاركات في مجموعة العمل إلى أن الاجتماع الثاني لمجموعة العمل يخلق مساحة آمنة للحوار، تمكنّنا من الاستماع إلى وجهات نظر متنوّعة ومعالجة التحدّيات والعقبات التي تعترض المرأة في المنطقة العربية، ويشكّل فرصة قيّمة للتعلّم وإيجاد الحلول والتفكير في وضعنا كنساء في ما يتعلّق بقضايا المرأة والسلام والأمن. وشدّدت كذلك على أنّ “هذا الاجتماع الذي جمعنا من مختلف البلدان المتضرّرة من الصراعات في جميع أنحاء المنطقة العربيّة مكّننا من المقارنة واستكشاف طرق لدعم دور المرأة في بناء السلام، وتعزيز التحالفات الدولية، وحتى تحفيز القدرة على التعافي”. 

وتأتي مبادرة مجموعة العمل في وقت تشتدّ الحاجة إلى النظر في تزايد الاضطرابات في المنطقة والتداعيات الموثّقة للصراعات والأزمات على النساء والفتيات. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التضامن بين الجهات الفاعلة في مجال المرأة والسلام والأمن والتأثير في مجالات سياسات السلام والأمن لتحفيز تطبيق أجندة المرأة والسلام والأمن في المنطقة بالكامل وبفعّالية. ويضمن نظام التناوب بين المشاركين في مجموعة العمل أن تكون المشاورات واسعة النطاق وأن يساهم خبراء من خلفيّات متنوّعة بوجهات نظرهم الجديدة في إثراء الحوارات المستقبليّة. 

وأشارت هبة زيان، المستشارة لشؤون المرأة والسلام والأمن والعمل الإنساني في مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة الإقليمي للدول العربيّة، إلى أنّ “الاجتماع يهدف إلى التعمّق في إعداد الورقة البيضاء بشأن السياسات المتعلّقة بالمرأة والسلام والأمن، التي بدأ العمل عليها في الاجتماع الأول في عمان. وتحدّد هذه الورقة الأولويّات والتحدّيات والتوصيّات التي يجب أخذها في الاعتبار عند تطوير جدول أعمال المرأة والسلام والأمن“. وأضافت أنّ “الهدف هو تقديم الورقة البيضاء إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مع اقترابنا من الذكرى السنويّة الخامسة والعشرين لاعتماد قرار مجلس الأمن رقم 1325 في العام المقبل“. 

وفي إطار التقدّم المستمرّ الذي تهدف مجموعة العمل إلى تحقيقه، تجدّد التزامها بتعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة، وبدفع عجلة التغيير في مجال السياسات، لخلق بيئة أكثر شمولاً وإنصافاً حيث تُرفَع أصوات النساء، وتُصان حقوقهنّ، وتُقدَّر مساهماتهنّ في بناء السلام. 

 

نبذة عن مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربيّة: 

يقود المركز الإقليمي للمرأة والسلام والأمن في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت مجموعة العمل حول المرأة والسلام والأمن بالشراكة مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربيّة، والجمعيّة الألمانيّة للتعاون الدولي، ومعهد الحوار السويدي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤسسة فريدريش إيبرت للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدوليّة، والسلام الشامل، ومبادرة الإصلاح العربي، وسفارة سويسرا في لبنان وسوريا. 

وتلتزم مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن بتعزيز المساواة بين الجنسين والسلام والأمن في المنطقة العربية، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 والقرارات اللاحقة. 

تجدر الإشارة إلى أنّ النساء والفتيات في الدول العربيّة، والتي غالباً ما تُصنَّف على أنّها المنطقة الأقل سلاماً في العالم، يتأثّرن بشكل غير متناسب بالصراعات المسلّحة والاضطرابات السياسية. فيواجهن تحديّات مثل التهميش والعنف وصعوبات كبيرة في الوصول إلى الموارد الأساسيّة. ومع ذلك، تشير الأدلة إلى أنّ النساء في جميع أنحاء المنطقة يقدّمن مساهمات كبيرة في استقرار مجتمعاتهنّ وأمنها من خلال قيادتهنّ لمبادرات الوساطة ومنع الصراعات. 

وتهدف مجموعة العمل في الدول العربيّة إلى خلق بيئة أكثر شمولاً وإنصافاً حيث تُسمَع أصوات النساء وتُصان حقوقهنّ وتُقدَّر مساهماتهنّ في بناء السلام، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة وتحفيز التغيير في مجال السياسات. 

 

ملاحظة للمحرّرين 

تدعم هذه المبادرة هيئةٌ الأمم المتحدة للمرأة كجزء من برنامجتعزيز قيادة المرأة من أجل السلام المستدام في السياقات الهشّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا“، المموّل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع الجمعيّة الألمانيّة للتعاون الدولي. 

وتحظى هذه المبادرة أيضاً بدعم منظمة فريدريش إيبرت كجزء من الصندوق الخاص التابع للوزارة الاتحادية الألمانية لمعالجة الأسباب الأساسية للهجرة. 

ويضطلع الشركاء المنظّمون الآخرون كذلك بدور حاسم من خلال مساهماتهم المالية لتنظيم اجتماعات مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن، ما يضمن نجاح هذه الجهود التعاونيّة واستمراريّتها.