تحت رعاية وزارة الخارجية بدولة قطر ووزارة الخارجية بجمهورية كوريا الجنوبية، نُطِّمت الدورة الـ19 لمنتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط تحت عنوان: “كوريا والشرق الأوسط: نحو تعزيز التعاون وترسيخ الشراكة”، بالشراكة مع المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية والجمعية الكورية العربية ومعهد جيجو للسلام ومركز ابن خلدون في جامعة قطر، في 6 أكتوبر 2023 في فندق ريتز كارلتون الدوحة.
واستضافت العاصمة القطرية هذا المنتدى للمرّة الأولى منذ إطلاقه في ظلّ تنامي العلاقات والتعاون بين جمهورية كوريا ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجالات مختلفة، بما فيها السياسة والدبلوماسية والثقافة. وحضر المنتدى لفيف من الشخصيات السياسية والاقتصادية والأكاديمية البارزة ورفيعة المستوى من كوريا الجنوبية ودول الشرق الأوسط.
لإطلاق أعمال المنتدى للعام 2023، ألقى سعادة الدكتور أحمد بن حسن الحمادي الأمين العام لوزارة الخارجية بدولة قطر من وزارة الخارجية القطرية، خطاب تهنئة هنّأ فيه القائمين على المنتدى، قائلاً: “نفتتح هذا المنتدى اليوم الذي تستضيفه الدوحة لأول مرّة ونحن على مشارف الاحتفال بمرور 50 عام منذ تأسيس العلاقات بين البلدين عام 1974. شهدت فيها العلاقات بين دولة قطر وجمهورية كوريا تطوّراً مستمرّاً على كافة الأصعدة والمستويات وصولاً للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة”، وأضاف “إلّا أنّه من الأهمية بما كان أن نشير أيضاً إلى أنّ هذا المنتدى ينعقد اليوم والمنطقة تمرّ بظروف سياسية وإنسانية صعبة تتمثّل في التدهور المستمرّ وتصاعد وتيرة الصراع على الأراضي الفلسطينية المحتلّة وإسرائيل، واستمرار للقصف العشوائي على قطاع غزة، ومحاولات التهجير والنزوح القسري لشعبها المحاصر. واسمحوا لي أن أوجه التحية والتقدير الى الشعب الكوري والى المنظمات الحقوقية في كوريا التي تنظم وقفات احتجاجية على ما تقوم به إسرائيل من إبادة مستمرّة للشعب الفلسطيني“.
من جهته شدّد نائب وزير الخارجيّة للشؤون السياسية في وزارة الخارجية الكوريّة سعادة السيد بيونغ وون جونغ، على أهمية المنتدى الذي يحمل “معنى خاصّاً لأنّه ينعقد لأوّل مرة منذ خمس سنوات في الشرق الأوسط”. كما سلّط الضوء على أهمية الحوار والديمقراطية في حلّ الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
افتُتح المنتدى بكلمات ألقاها على التوالي سعادة الدكتور عبد العزيز الحر، مدير المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية القطرية وسعادة السيد يونغ هون كانغ، رئيس معهد جيجو للسلام. في كلمته، رحّب سعادة الدكتور الحر بالوفد الكوري وبالحاضرين جميعاً، مؤكّداً على متانة العلاقات بين كوريا وقطر ودول المنطقة كافة، وقال: “القوة الحقيقية لعلاقتنا ليست محصورة في التكنولوجيا والبنى التحتية والغاز المسال، وإنّما في الروابط الإنسانية، والثقافية، والدبلوماسية، التي رعيناها على مرّ السنين، هذه الروابط هي شريان الحياة لشراكتنا، وهو ما يغذّي التفاهم والاحترام المتبادل بيننا”، وأضاف: “هذا المنتدى تجمّع للحوار والتعاون ومكان تولد فيه الأفكار وتبرم فيه الشراكات، وتتطور فيه العلاقات، لذلك، فإنّ طموحاتنا لهذا المنتدى تتجاوز كونه مجرّد لقاء، ليكون حاضناً للابتكار ومنصة لإطلاق المبادرات التي تجعلنا أكثر قرباً وأبعد نفعاً“.
وفي الكلمة التي ألقاها سعادة السيد كانغ، شكر المسؤولين في وزارتي الخارجية القطرية والكورية والمنظّمين على استضافة هذه الدورة وتنظيمها، مشيراً إلى أنّ هذا المنتدى سيكون “وسيلة يمكننا من خلالها تعزيز التعاون في القطاعات الرئيسية مثل الدفاع والطاقة، مع توسيع نطاق التعاون أيضاً لمواجهة التحديات الجديدة“.
ثمّ تلتها كلمات ترحيبية ألقاها د. نايف بن نهار، مدير مركز ابن خلدون في جامعة قطر، الذي شدّد على أهمية التعاون والتبادل الثقافي في تعزيز العلاقات بين كوريا والشرق الأوسط وشعوبهما، قائلاً: “هذا المنتدى مهمّ لأنّه يأتي في سياق اكتشاف الشرق لذاته واكتشاف العلاقات البينية بين دول المشرق وشعوبه بعيداً عن هيمنة المركز الأوروبي“.
من جانبه، أكّد سعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر، سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا، قال: “شهدت العلاقات الثنائية تحوّلاً كبيراً في خلال العقود القليلة الماضية في مختلف مجالات التعاون، من المجالات التقليدية مثل البنية التحتية والطاقة والبناء، إلى المجالات الجديدة، مثل الصناعات والزراعة الذكية والصحة والطاقة المتجدّدة والهيدروجين للتعاون في الصناعات المستقبلية والتقنيات المتقدّمة والشراكات التكنولوجية والسشركات الناشئة“، وأضاف: “على صعيد العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية كوريا الجنوبية، لا بدّ من الإشارة إلى الحدث الهام، وهو ارتقاء البلدين بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية التي ستفتح آفاقاً مستقبلية أمام القطاعات المختلفة والشرِكات للاستفادة من التنوع الاقتصادي القطري والكوري”.
بعد الكلمات، التُقِطت صورة جماعية ضمّت كبار الشخصيات والمشاركين في الجلسات. وتألّف المنتدى من ثلاث جلسات، حملت الأولى عنوان “الآفاق المستقبلية لكوريا والشرق الأوسط”، والثانية “تعزيز الشراكات الاقتصادية في عصر التحوّل الأخضر”. أمّا الثالثة، فكان عنوانها “مستقبل الروابط الإنسانية والثقافية بين كوريا والشرق الأوسط”. وشارك في كلّ جلسة متحدّثون وخبراء من كوريا والشرق الأوسط، وتضمّنتها مشاركات وأسئلة من الحاضرين.
وفي الختام، ألقى كلّ من سعادة السيد تشانغ مو كيم، الأمين العام للجمعية الكورية العربية والدكتور طارق يوسف، زميل أوّل ومدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية كلمة شكر أكّدا فيها على أهمية هذه اللقاءات والحوارات لمواجهة التحديات التي تتمخّض عن عدم اليقين إزاء مستقبل العولمة.