opinion

نرى طغاة

يلهمون طغاة

أبريل 2011
25 أبريل، 2011

ومع ذلك، فإن النصف الآخر من القصة الذي تبقى هو مسألة ما هو المطلوب لإحداث تغيير ديمقراطي في المنطقة. على وجه الخصوص، أصبح من الواضح أن الإطاحة بالدكتاتوريات الراسخة هو هدفا بعيد المنال جدا. فربما لا يمكن تكرار النموذج التونسي والمصري في الإطاحة بنظام في غضون ثلاثة أسابيع.

من المرحج أن ينشأ نموذج جديد للمرحلة الانتقالية السياسية في العالم العربي في الأشهر القادمة. فعلينا أن نكون مستعدين لرؤية وسائل مختلفة لقمع الاضطرابات العامة في المنطقة. تشمل السيناريوهات الجديدة المحتملة الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية والتفكك والتوتر الطائفي والتدخل الخارجي والتدويل والتسويات السياسية عن طريق التفاوض.

من غير المحتمل أن تتبع البلدان المعرضة للخطر – ولاسيما ليبيا واليمن وسوريا والبحرين – مسارا واحدا محددا لأن كل دولة من هذه الدول لديها مجموعة من الديناميات الخاصة والمحركين الداخليين من أجل إحداث التغيير. لقد رأينا الناس يلهمون الآخرين على التمرد في تونس ومصر، ولكن في النموذج الجديد نرى الطغاة المستبدين يلهمون غيرهم من الطغاة على المقاومة.

صحيح أن ظهور هذه الديناميات الجديدة من المرجح أن يجعل عملية التغيير السياسي تستغرق وقتا أطول وأكثر تعقيدًا، لكن بغض النظر عن طول المدة التي تستغرقها هذه العملية، فقد تعلمت الشعوب العربية أن الوقت قد حان لرحيل الطغاة الذين طعنوا في السن، وأن الخيار الوحيد في هذه المرحلة هو المضي قدما في الدعوة التي طال انتظارها من أجل تحقيق الحرية والعدالة.