ملاحظة المحرر: في مقابلة مع غلوبل بوست، يرى غريغ غوس إلى أن المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، وبقيه دول الشرق الاوسط كلها بطريقة أو بأخري أستثمرت بشكل متشابك في الصراع الدموي في مصر.
غلوبل بوست: لماذا خاطرت السعودية لدعم الجيش المصري، بعد العنف الذي أسفر عن مقتل المئات؟
غريغ غوس: هناك بضعه أسباب لمسارعة السعوديين لدعم الحكومة العسكرية. اولا، لقد رأوا – علي الأقل منذ حرب الخليج في الفترة من 1990-1991 أن الإخوان المسلمين جماعه غير صديقه، لأنها دعمت صدام حسين، أو علي الأقل لم تدعم موقف السعودية. وهي خطوة رأي السعوديون أنها تراجع عن علاقتهم القوية مع الإخوان في الخمسينيات والستينيات.
والسعوديون ايضا قلقون من حكومة إسلامية منتخبة في عالمهم، وهذا ما كان الإخوان في مصر يمثلونه. وقد أدعت السعودية دائما انها تتحدث بالنيابة عن الإسلام السني، وعندما يكون لديك حكومة إسلامية منتخبة، بعض الناس داخل المملكه قد تبدأ في التفكير، “لماذا لا يكون لنا حكومة منتخبة؟”
أما ثانيا، فالسعوديون، علي الأقل في العقود القليلة الماضية، تطلعوا الي مصر كأهم حليف عربي لهم ضد التهديد الإيراني، ولكن بعد سقوط مبارك، شعر السعوديون أنهم فقدوا حليفهم في جهودهم الرامية إلي تحقيق التوازن ضد القوة الإيرانية.
ورغم أن حكومة جماعة الإخوان في مصر لم تكن موالية لإيران بشكل خاص، لكن السعوديين كانوا أكثر راحة في التعامل مع الحكومة العسكرية، أو الحكومة المدعومة من الجيش التي من شأنها أن تعود إلي معاداة إيران.
غلوبل بوست: لماذا، في تصريحات مبطنة موجهة لقطر، اتهمت السعوديه جارتها الخليجية بـ”تأجيج نار الفتنه وتشجيع الإرهاب؟” ما هو الصراع بين هذين البلدين؟
غريغ غوس: تنافس السعوديون والقطريون في العشر سنوات الماضية، علي النفوذ في العالم العربي . وقد أنشات قطر قناة الجزيرة، التي فتحت مجال المعلومات وأعطت مساحة واسعة إلي حد ما في الحديث عن الأشياء في كل بلد عربي، باستثناء قطر. ما اغضب السعودية والكثير من الحكومات العربية الأخري.
كما اتخذت قطر أيضاً قراراً إستراتيجياً بأن مستقبل المنطقة كان علي وشك أن يؤول إلي الإسلاميين. لذلك كانت قطر داعمة لجماعة الإخوان. والسعوديون لا يحبون ذلك، لإنهم رأوا في الإاخوان تهديداً محتملاً، وبالتالي رأوا أن الدوحة تدعم ذلك التهديد.
كل ذلك إلي جانب حقيقة أن السعوديين ظلوا دائما يعتقدون أنه ينبغي علي دول الخليج الصغيرة أن تكون فقط تابعة لهم في القضايا السياسية.
غلوبل بوست: إلي أي مدي يعبر دعم السعودية للحكومة المصرية بقيادة الجيش، عن قلقها من أجل الحفاظ علي الاستقرار المحلي وقوة النظام الملكي؟
غريغ غوس: السعودية لديها معارضة حقيقية لأي حركة تدعو إلي التساؤل أو التشكيك في شرعية الأنظمة الملكية في المنطقة، ولديها نفور حقيقي وخوف من الحركات الإسلاميه ذات التوجه الديمقراطي. وتعد معارضة النظام السعودي لجماعة الإخوان المسلمين نتيجة للعامل الثاني.
ولكن في نفس الوقت هناك مساله أخري أعتقد أنها قد تكون مشكلة طويلة الآجل، وهي الحركة السلفية التي شاركت في مصر في إنتخابات ديمقراطية وفازت بنحو 25 في المائه من المقاعد في البرلمان الذي تم حله في وقت لاحق. إن مشاركه السلفيين في السياسة الديمقراطية هي من نواح عديدة أكثر خطورة بالنسبه للمملكة العربية السعودية.