وضعت دول الخليج التنمية المستدامة والعمل المناخي في صلب رؤاها الوطنية وخططها الإستراتيجية، محدّدة بذلك أهدافاً طموحة ومُطلقةً مجموعة واسعة من المبادرات. بدءاً من تعزيز إنتاج الطاقة المتجدّدة، لا سيّما الشمسية والنووية، مروراً بتحسين كفاءة استخدام الطاقة عبر حوافز مدروسة وتشريعات رائدة، وصولاً إلى استكشاف آفاق التقنيّات الحديثة كاحتجاز الكربون وتخزينه والهيدروجين، تعتمد الدول الخليجية على مبادرات متعدّدة لتطبيق إستراتيجيّاتها الرامية إلى تخفيف تداعيات التغيّر المناخي. وعلاوة على ذلك، قدّمت قطر مساهمات جوهرية في سبيل دعم جهود إزالة الكربون العالمية من خلال تصدير الغاز الطبيعي المسال الأقل كثافة في انبعاثات الكربون. وتهدف هذه الجهود الحثيثة إلى مساعدة الدول الخليجية على تحقيق الأهداف المناخية في ظلّ سعيها للمحافظة على توازن مستدام في إنتاج الهيدروكربونات. كما تقود دول الخليج الجهود الإقليمية في تطوير تدابير التكيّف مع تغيّر المناخ. وفي ظلّ تعمّق انخراط المنطقة في قضية التغيّر المناخي، أمام الدول الخليجية فرصةٌ متاحة لصياغة سردية ملهمة تعبّر عن وجهات نظرها بشأن التحدّيات والفرص التي يطرحها تغيّر المناخ.
وفي إطار الدعم للسردية بشأن العمل المناخي في الدول الخليجية، واستعداداً لمؤتمر الأمم المتّحدة لتغيّر المناخ لعام 2025 (COP30)، ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن، ووزارة البيئة والتغيّر المناخي في قطر، ومناظرات قطر، فعالية “يو توك”، التي ستتضمن ندوتي نقاش متكاملتين. وستجمع الندوة الأولى نخبة من الأكاديميين وممارسي السياسات من الخليج والعالم لاستعراض التقدّم المحرز في تحقيق الأهداف، واستكشاف بدائل سياسية مبتكرة لتعزيز جهود التخفيف من تداعيات التغيّر المناخي والتكيّف معها، مع التركيز على الدور الريادي الذي تؤديه الدول الخليجية في قيادة هذه المساعي. وتستضيف الندوة الثانية نخبة من النشطاء الشباب القطريين المتمرسين في قضايا المناخ، ليتبادلوا الرؤى حول التحدّيات والحلول المناخية من منظور خليجي.