تُعيد التخفيضات الهائلة في حجم المساعدات التنموية رسم خارطة تمويل الدول للخدمات الصحية الأساسية وضمان استدامتها، مثل برامج التحصين، وصحة الأم والطفل، والرعاية الأوّلية. ويشكّل هذا المشهد المتغيّر أزمةً وفرصةً في آن واحد: أزمة تتمثّل في ضمان استمراريّة تقديم الرعاية الصحية وعدالتها في ظلّ تنامي الاحتياجات المحلّية، وفرصة لإعادة تصوّر سُبل تحديد الدول لأولويّات أنظمتها الصحية وتعزيز فعاليّتها وتكاملها. ومن أجل مواجهة هذه التحدّيات بفعاليّة، تجد هذه الدول نفسها في موقف عصيب للمفاضلة بين خيارات صعبة، تتجسّد في محدوديّة مواردها المتاحة وحاجتها الملحّة إلى الحفاظ على المكتسبات الصحية.
واستجابةً لهذه التحدّيات، سيعقد مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ومؤسّسة غيتس وبالتعاون مع وزراة التربية والتعليم العالي في دولة قطر، وتحت مظلّة مبادرة الدوحة بشأن السياسة الصحية في الجنوب العالمي، ندوة رفيعة المستوى تجمع نخبة من مسؤولي الصحة من دول الجنوب العالمي والمؤسّسات القطرية والشركاء الدوليين لاستشراف مستقبل تمويل قطاع الصحة. وستجيب الندوة عن تساؤلات محورية منها: كيف تُعيد الدول ترتيب أولويّات أجندتها الصحية وتكييف نماذجها لتقديم الخدمات الصحية في ظلّ انخفاض حجم المساعدات الخارجية؟ وما هي أبرز الابتكارات في مجال تكامل الخدمات الصحية، وآليّات التمويل، أو تحسين كفاءة الأنظمة الصحية التي تُمكّن الدول من تقديم خدمات أفضل بموارد أقل؟ وكيف يمكن لدول الجنوب العالمي ضمان استدامة الخدمات الأساسية أو حتى توسيع نطاقها في بيئات ماليّة تزداد تقييداً؟ وما الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجهات التنموية الجديدة، ومنها المانحون الخليجيون والمؤسّسات الخيرية، في رسم ملامح مستقبل تمويل الصحة العالمية؟ وما هي الفرص المتاحة لتعزيز دور القيادة في دول الجنوب العالمي والتعاون بين الدول من أجل إطلاق إصلاحات صحية طويلة الأجل تُحقّق الاستدامة والعدالة؟