دبلوماسية المياه وحوكمتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

سبتمبر 29، 2025

الإثنين، سبتمبر 29، 2025
8:30 ص GMT +3 - 1:00 م GMT +3
الدوحة، قطر
مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية

ملخص

تتعرّض الموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتداعيات التغيّرات المناخيّة والسياسية الجسيمة. فبجانب العوامل البيئية مثل تراجع معدّلات الأمطار وارتفاع معدّلات تبخر المياه السطحية، تسبّبت العوامل السياسية على غرار النزاعات الدبلوماسية، وسوء إدارة الموارد، والصراعات المسلّحة في أضرار جسيمة لمستودعات المياه الجوفية والبحيرات والأنهار في المنطقة.

 

وما يزيد الطين بِلّة ويفاقم تأثير هذه العوامل هو أنّ معظم هذه الموارد المائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتميّز بطبيعتها العابرة للحدود، ما يشكّل تحدّياً جسيماً أمام دبلوماسية المياه الإقليمية وحوكمتها. ونتيجة لذلك، كثيراً ما تفضل الدول وصُناع القرار في المنطقة المصالح الوطنية قصيرة الأمد على التنسيق الدبلوماسي الإقليمي، على الرغم من أنّ هذا التنسيق يُعدّ جوهرياً لضمان الاستدامة المائية على المدى البعيد.

 

ولقد استجابت الجهات المعنيّة في المنطقة لتحدّيات شُحّ المياه الناجم عن عوامل طبيعية وسياسية من خلال تعزيز التعاون الإقليمي وتشجيع تبادل المعرفة بشأن هذه القضية التي تُؤثّر في المنطقة بأسرها. كما يتصاعد النداء من بعض الجهات المحلّية والدولية بضرورة حماية بُنى المياه التحتية والموارد المائية من أضرار الصراعات المسلّحة. وإنّ مثل هذه المبادرات التعاونية تساهم في تحسين ممارسات إدارة المياه، وإحياء العلاقات الدبلوماسية وتنشيطها، وتمهيد الطريق لبناء شراكات إقليمية شاملة وواسعة.

 

وفي إطار الجهود المشتركة لمواجهة هذه التحدّيات، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، ومبادرة السلام الأزرق في الشرق الأوسط، ومركز جنيف للمياه، بدعم من سفارة سويسرا في دولة قطر، اجتماع طاولة مستديرة جمع الجهات المعنيّة الإقليمية والدولية، وهدف هذا الاجتماع إلى صياغة أجندة موحّدة، وتحديد أولويات السياسات المشتركة، واستشراف آفاق تنسيق متعدّد القطاعات يركّز على تحقيق نتائج ملموسة تعزّز علاقات التعاون الإقليمي وتساهم في تحقيق الازدهار والاستقرار في المنطقة.

 

وتناول الاجتماع ثلاثة محاور رئيسية هي: المياه كعنصر لبناء السلام، والدبلوماسية، والحوكمة. ففي اليوم الأول، ناقش المشاركون سُبُل استخدام المياه في إدارة الصراعات وفضّها ومنع نشوبها، فضلاً عن تقييم أداء المبادرات المتعلّقة بدبلوماسية المياه في الآونة الأخيرة. وهذا مهّد الطريق لنقاشات اليوم الثاني، والتي ركّزت على سُبُل سدّ الثغرات في أُطر حوكمة المياه في المنطقة. وسيصدر المنظمون إصداراً يُسلّط الضوء على أبرز مخرجات النقاشات، ويُحدّد ثغرات البحوث، ويضع خطة لفعاليات المتابعة والتنسيق مع الجهات المعنيّة.