المنتدى السنوي الثاني لمراكز البحوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

تشهد المنطقة العربية تحدّياتِ سياسية واقتصادية جمّة. فالصراعات المستمرّة في السودان وفلسطين، وسقوط نظام الأسد، قد فتحت المجال لطرح تساؤلات جوهرية حول فعاليّة أنظمة الحوكمة والمعايير الدولية. وفي الوقت نفسه، فإنّ التحوّلات في التجارة العالمية، في ظلّ تغيّر السياسات التجارية الأمريكية، وتنامي النفوذ المتزايد لدول بريكس+ والصين، تحفّز المفكرين العرب على ابتكار إستراتيجيات فعّالة للانخراط مع النظام العالمي الحالي مع مراعاة أولويات المصالح الإقليمية.

وفي هذا السياق وعقب نجاح المنتدى الأول لمراكز البحوث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نظّم معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية ببيروت بالشراكة مع مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية الاجتماع السنوي الثاني. وقد جمعت الفعالية، التي استمرت لمدة يومين، نخبة من أعضاء شبكة مراكز البحوث العربية إضافة إلى خبراء إقليميين ودوليين، لمناقشة التحوّلات العالمية التي تُؤثّر في المنطقة ودور الجهات الإقليمية الفاعلة، بما في ذلك مراكز البحوث، في صياغة النقاشات بشأن المنافع العامة العالمية، بما يضمن تلبيتها لاحتياجات المنطقة وأولوياتها.

وعلى مدار يومين، تناول كبار ممثلي مراكز البحوث ومعاهد السياسات الرائدة في المنطقة مفهوم المنافع العامة العالمية وأولوياتها في السياق العربي، مع التركيز على تدفّقات رؤوس الأموال، وتغيّر المناخ، وحركة التجارة والأفراد، بالإضافة إلى التطوّرات المالية. كما تناول المشاركون التحدّيات والفرص التي تواجه المنطقة في توفير هذه المنافع العامة العالمية وإنتاجها وحوكمتها، واستعرضوا فرص التعاون والعمل الجماعي، فضلاً عن سُبُل الانخراط الفعّال في صياغة السياسات على الصعيدين الوطني والدولي.