احتدام المواجهة بين إسرائيل وإيران:

مآلات الصراع القائم على المنطقة

يونيو 18، 2025

الأربعاء، يونيو 18، 2025
4:00 م GMT +3 - 5:15 م GMT +3
Zoom Webinar

ملخص

تتفاقم حدّة التوتر بين إسرائيل وإيران في ظلّ غياب أي مؤشرات على التهدئة، إذ يتبادل الطرفان هجمات مباشرة تُنذر بإشعال فتيل صراع إقليمي واسع النطاق. وقد أدّى التصعيد المستمرّ إلى تصاعد المخاوف من امتداد الصراع إلى دول الجوار، لا سيّما تلك التي تستضيف قواعد عسكرية غربية، فيما تواجه الدول المتأثرة بالصراع مثل لبنان والعراق واليمن وسوريا مزيداً من التقلبات والضغوط الناجمة عن تنافس الأجندات الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من مبادرات الوساطة المتعدّدة للحدّ من التصعيد ، إلّا أنّ هذه المبادرات لم تلقَ قبولاً لدى أيّ من الطرفين حتى الآن. وفي ظلّ تنامي المخاوف الدولية، يطرح هذا الصراع تساؤلات حول مدى صلابة منظومات الأمن الإقليمي واستمرارها في ظلّ احتمالات تفاقم المواجهة والتصعيد بين طرفي الصراع. 

وفي ظلّ هذه التطوّرات الخطيرة، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوة عبر الإنترنت شارك فيها خبراء لاستكشاف أبعاد الأزمة الراهنة وتقييم تداعياتها على المنطقة بأسرها عبر طرح رؤى دولية وإقليمية متنوعة. وستركّز الندوة على أسئلة محورية منها: ما هي المخاطر الأمنية والسياسية المترتبة على الدول الخليجية والدول المجاورة؟ وكيف تؤثّر الجهات الفاعلة غير الحكومية في مسار الصراع وحدّته؟ وما هي التحوّلات المتوقّعة في الإستراتيجية العسكرية الإسرائيلية والمشهد السياسي الداخلي مع تصاعد المواجهة؟ وكيف تتغير ملامح الموقف الإيراني داخلياً وإقليمياً في ظلّ هذه التطوّرات؟ والأهم من ذلك، ما هي الفرص الدبلوماسية المتاحة اليوم لنزع فتيل الأزمة ومنع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة؟ 

 

معين ربّاني، زميل أوّل غير مقيم، مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية 

  • حتى الآن، يبدو أنّ المجتمع الإسرائيلي وطبقته السياسية قد اصطفوا خلف حكومتهم، بخلاف ما حدث أثناء الإبادة في غزة التي شهدت بعض الاعتراضات من الإسرائيليين. التصعيد ضد إيران يُنظر إليه كحرب إسرائيلية جامعة، في حين أنّ الإبادة في غزة اعتُبرت حرب نتنياهو وحده. 
  • يواجه ترامب اليوم مناخاً مختلفاً في الدول الخليجية مقارنة بفترته الرئاسية الأولى؛ إذ أضحت هذه الدول أكثر ميلاً لتطبيع العلاقات مع طهران، كما فعلت السعودية بوساطة صينية. وخلال زيارته الأخيرة، شجعه مضيفوه الخليجيون على مواصلة التفاوض مع إيران. 
  • في نهاية المطاف، الدافع الرئيسي وراء أي حرب إسرائيلية ضد إيران هو رغبة إسرائيل في الحفاظ على احتكارها للسلاح النووي في الشرق الأوسط. وبحسب العقيدة الأمنية الجديدة، فإنّ إسرائيل مستعدة لاستخدام القوة الساحقة للقضاء على أي تهديد حقيقي أو محتمل. 
  • أدّت الحرب مع إيران إلى تراجع الاهتمام الإعلامي بغزة، إلّا أنّ هذا التصعيد قد يؤدّي إلى مزيد من العنف في غزة، وكذلك بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وداخل إسرائيل. 
  • من غير المرجّح أن يؤدّي العدوان الخارجي إلى زيادة المعارضة الداخلية، لا سيّما في إسرائيل، حيث تربت أجيال منذ التسعينات على اعتبار إيران “رأس الأفعى”، لا سيّما في ما يتعلّق بحماس وحزب الله. 

 

 

حميد رضا عزيزي، زميل أوّل غير مقيم، مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية 

  • الهدف الأساسي لإسرائيل من هذا التصعيد هو إحداث تغيير في النظام الإيراني. حتى الآن، من الصعب الجزم بتأثير الحرب على استقرار النظام داخلياً، على الرغم من استهداف إسرائيل للبنية التحتية المدنية أملاً في زعزعة النظام اجتماعياً. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية، يسود شعور قوي بأنّ الحرب ليست ضد الجمهورية الإسلامية فحسب، بل ضد وجود إيران كدولة قومية. 
  • مهاجمة منشأة فوردو ستكون مهمة شديدة الصعوبة وتتطلّب أكثر من ضربة واحدة للوصول إلى المنشأة المدفونة على عمق نصف ميل تحت الأرض. وإذا قررت إيران فعلاً امتلاك سلاح نووي، فمن المرجّح أن يحدث ذلك في منشأة أقل شهرة 
  • تستعد إيران حالياً لاحتمال تدخل أمريكي مباشر، ما قد يشمل استهداف قواعد جوية أمريكية في الشرق الأوسط، وأولها على الأرجح القاعدة في العراق. كما يُحتمل أن تُقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز، على الرغم من وجود معارضة لهذا الخيار باعتباره مدمراً لمصالح إيران على المدى الطويل. 
  • هناك سيناريو محتمل لعودة إيران إلى طاولة المفاوضات وقبولها الشروط الأمريكية، لكن هناك حالة عميقة من انعدام الثقة والشعور بالخداع. وإذا أصبح الأمر وجودياً، يعتقد كثيرون في إيران أنّ خوض الحرب قد يكون الخيار الأفضل. 

 

 

باربرا سلاڤين، زميلة متميزة، مركز ستيمسون للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 

  • كان ترامب في البداية يعارض بشدة الهجمات الإسرائيلية على إيران، لكنّه غيّر موقفه بعد اطلاعه على تقارير أمريكية حول نجاح إسرائيل في استهداف المواقع النووية الإيرانية. 
  • يمكن أن تستمر الحرب إلى ما لا نهاية طالما استمرت الولايات المتّحدة في تزويد إسرائيل بالسلاح. في المقابل، يتعامل الإيرانيون مع الحرب بروح وطنية، لكن ذلك لا يعني بالضرورة دعمهم للنظام. 
  • في ظلّ التصعيد الحالي، تواجه دول مجلس التعاون الخليجي خسائر فادحة إذا تعرضت ناقلات النفط للهجوم. كما قد تلجأ الميليشيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لاستهداف المنشآت الدبلوماسية الأمريكية وأهداف أخرى أقل تحصيناً. 
  • على صعيد السياسة الداخلية الأمريكية، لا تملك المعارضة القدرة على التأثير في السياسة الخارجية. ومع ذلك، إذا استعاد الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب في 2026، فقد يستخدمون سلطاتهم للتحقيق وربما عزل ترامب مجدداً. 
  • لإيران مبرر قوي لعدم الثقة في أي عملية دبلوماسية، لكنها قد تسعى للحصول على هدنة إذا أمكن ذلك. ومن الممكن أن تعلن إيران وقف التخصيب مؤقتاً بعد الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز، ما قد يُصور كفرصة لإعطاء الدبلوماسية فسحة زمنية لبضعة أشهر أو سنوات. 

واختتمت الندوة بجلسة أسئلة وأجوبة تناولت احتمالات التدخل الأمريكي في التصعيد المتزايد، واستقرار الأوضاع الداخلية في إيران، فضلاً عن مواقف روسيا والصين من هذا التصعيد. وأكدت باربرا سلاڤين أنّ مزيداً من التصعيد يمكن تجنبه إذا لم تتدخل الولايات المتّحدة لصالح إسرائيل، مشيرة إلى إمكانية مطالبة إسرائيل بوقف إطلاق الصواريخ خلال أسبوع. كما شدّد معين ربّاني على أنّ إسرائيل لن تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني بمفردها. واتفق المشاركون على أنّ للحرب تداعيات داخلية عميقة على شعوب إيران وإسرائيل والولايات المتّحدة، وأنّ إنهاء التصعيد يظل رهناً بفرص الحلول الدبلوماسية. 

 

مدير الجلسة

زميل أول ومدير برنامج

المتحدثون

باربرا سلافين
زميلة متميزة، مركز ستيمسون، برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
زميل أول غير مقيم
زميل غير مقيم