آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا:

بين المشهد الدولي المتقلّب والتنافس الجيوسياسي

مايو 11، 2025

الأحد، مايو 11، 2025
9:00 ص GMT +3 - 4:15 م GMT +3
الدوحة، قطر
مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية

ملخص

تشهد العلاقات بين الصين ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطوّراً لافتاً في ظلّ تصاعد التحدّيات الإقليمية والعالمية. فالمنطقة أصبحت ساحة صراع بين القوى الكبرى، ما أدّى إلى إعادة رسم الاصطفافات والاعتبارات الإستراتيجية. وتُفاقم المخاطر الجيوسياسية والحروب التجارية حالة الغموض التي تكتنف المشهد الاقتصادي العالمي، ما يضع مستقبل التنمية والاستقرار في المنطقة أمام تحدّيات صعبة.

منذ عام 2013، شكّلت مبادرة الحزام والطريق حجر الزاوية في العلاقات بين الصين والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من التعاون والشراكة الإستراتيجية. وعلى مدى العقد المنصرم منذ إطلاق المبادرة، عزّزت الصين حضورها الإقليمي والدولي بإطلاق ثلاث مبادرات كبرى: مبادرة التنمية العالمية (2021) ومبادرة الأمن العالمي (2022) ومبادرة الحضارة العالمية (2023). ومع تبلور المبادرات وتقدّمها، تتجلّى فرصٌ واعدة لتعزيز الروابط الصينية مع دول المنطقة وترسيخها.

في الوقت الراهن، تقف المنطقة عند مفترق طرق مصيري، في ظلّ التحوّلات الجوهرية التي تشهدها سوريا وليبيا واليمن، ومصير غامض يكتنف مستقبل غزة والضفة الغربية. وفي خضمّ هذه البيئات المضطربة، تتيح المبادرات الصينية السابقة فرصةً فريدة لتعزيز حضور الصين وتأدية دور أكبر في بناء منظومة أمنية إقليمية متوازنة ، والمساهمة في إرساء نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً.

وسيتصدّر الأمن الاقتصادي أولويات أجندات السياسة الخارجية لدول المنطقة، وستبقى مبادرة الحزام والطريق ركيزة أساسية في دفع عجلة التنمية في دولها. وفي ظلّ جهود إعادة الإعمار التي يشهدها لبنان واليمن وغزة وسوريا، تبرز مبادرة التنمية العالمية كأساس متين لدور الصين في تعزيز الازدهار الاقتصادي الإقليمي. أمّا التعاون التكنولوجي المتنامي، فسيبقى سمة بارزة للعلاقات الاقتصادية بين الصين ودول المنطقة، إلّا أنّ هذا التعاون سيواجه تحدّيات جمّة في ظلّ الضغوط الأمريكية الرامية إلى كبح جماح التعاون الإستراتيجي بين بكين ودول الشرق الأوسط.

تساهم مبادرات التنمية والأمن والحضارة العالمية شيئاً فشيئاً في توسيع الحضور الصيني السياسي والاقتصادي والثقافي، مستندة إلى الأساس المتين الذي أرسته مبادرة الحزام والطريق. وبينما يشهد العالم تحوّلات جيوسياسية كبرى، تبرز تساؤلات جوهرية: كيف تعيد الرؤى الصينية رسم ملامح انخراط بكين في المنطقة؟ ومنذ إطلاق مبادرة الأمن العالمي، كيف ساهمت الصين في تعزيز استقلالية القرار الإستراتيجي لدول المنطقة؟ وفي ظلّ ما تشهده المنطقة من ويلات الحروب والصراعات المدمّرة، كيف يمكن لمبادرة التنمية العالمية أن تدعم جهود التعافي الاقتصادي المستدام؟ وما الدور الذي تؤدّيه مبادرة الحضارة العالمية في تعزيز جسور التبادل الثقافي بين الصين والشرق الأوسط؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية وأكاديمية شنغهاي للعلوم الاجتماعية، النسخة الرابعة من ورشة العمل بعنوان “آفاق التعاون بين الصين والشرق الأوسط“، التي تستعرض مبادرة الحزام والطريق والعلاقات الصينية مع دول الشرق الأوسط وآفاق الشراكة المستقبلية.

متحدث

زميل ومدير برنامج