لقد وضعت قطر التنمية الاقتصادية المستدامة والإعتبارات البيئية في صلب رؤيتها الوطنية وإستراتيجيتها التنموية، وحدّدت هدفاً طموحاً يتمثّل في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 25 في المئة بحلول العام 2030. وقد أحرزت بالفعل تقدّماً ملحوظاً، لا سيّما مع إدخال مصادر الطاقة المتجدّدة حديثاً وإطلاق مبادرات متعدّدة لتعزيز كفاءة الطاقة في المنشآت والمباني. علاوة على ذلك، تساهم قطر في الجهود العالمية المبذولة لإزالة الكربون من خلال صادرات الغاز الطبيعي المسال، ما يمنحها دوراً فريداً في التحوّل العالمي بعيداً عن الوقود الأحفوري عالي الانبعاثات. ومع ذلك، لضمان استمرار هذا التقدّم، لا بدّ من أن تتبنّى قطر إستراتيجيات ومسارات جديدة للحدّ من الانبعاثات.
تعاون مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية مع مركز “إرثنا: مركز لمستقبل مستدام” لإصدار ملف يستعرض الإستراتيجيات والمسارات التي يمكن أن تعتمدها قطر لتحقيق طموحاتها في إزالة الكربون. يضمّ الملف عشرة فصول تتناول دور الغاز الطبيعي المسال والطاقة المتجدّدة والتقنيات منخفضة الكربون وأسواق الكربون، إلى جانب إستراتيجيات أخرى. وتوفّر هذه المقاربات سبلاً فعّالة للحدّ من الانبعاثات وتعزيز التنويع الاقتصادي والنمو، بما يضمن استدامة التنمية في قطر.
ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، بالشراكة مع مركز إرثنا، فعّالية إطلاق الملف بعنوان: “إستراتيجيات خفض انبعاثات الكربون في قطر” ضمن أعمال قمّة “إرثنا”. تهدف الفعّالية إلى استعراض الرؤى الرئيسية والتوصيات الواردة في الملف، من خلال جلسة نقاشية يشارك فيها ثلاثة من المؤلّفين ويديرها محرّرا الملف، نادر القبّاني ومعزّ علي، لمناقشة سُبل تعزيز تقدّم قطر نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤيتها الوطنية. تليها فقرة أسئلة وأجوبة، ثمّ جلسة تفاعلية تتيح للحضور فرصة التحاور مع المؤلّفين والتعمّق في تفاصيل الملف.