على مدار الأشهر الستة عشر الماضية، حاول النظام الدولي التعامل مع التداعيات الطويلة الأمد نتيجة تدمير إسرائيل لغزة، ما أسفر عن زعزعة أسس القانون الدولي والنظام العالمي القائم على القواعد. وقد أبرزت الإبادة الجماعية قضايا هامة تتعلّق بالمسؤولية الدولية والمساءلة والعدالة، فضلاً عن تدهور الوضع السياسي والإنساني في فلسطين. ومنذ تولّي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه قبل شهر، ازدادت الأزمة تعقيداً بعد إعلانه مقترحات حول مستقبل غزة تتناقض مع المبادئ المعترف بها للقانون الدولي والنظام العالمي كما كان عليه الحال في ما بعد الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوة عبر الإنترنت شارك فيها عدد من الخبراء في الشأن الفلسطيني، لمناقشة تأثير أزمة غزة على فلسطين والعالم. تناولت الندوة أسئلة شائكة، من بينها: هل أسهمت الإبادة الجماعية الإسرائيلية في تقويض سيادة القانون بشكل غير قابل للإصلاح؟ وما هي تداعيات تصريحات ترامب، وكيف يؤثّر القانون الدولي في فاعلية الخطة المقترحة؟ ما هي الآليات التي يمكن اتّباعها لضمان المساءلة عن انتهاكات القانون الدولي؟ وفي غياب المساءلة، كيف يبدو “اليوم التالي” للفلسطينيين؟ وما هو المستقبل الذي ينتظر حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم في ظل هذه الأوضاع المتقلّبة؟ كيف أثّرت الحرب على غزة في نزاهة النظام الدولي ومصداقيته في منع الصراعات وحلّها؟ وما هي التداعيات الأوسع على العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة والشرق الأوسط والجنوب العالمي؟