مجموعة العمل الإقليمية حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربية

يناير 27، 2025

الإثنين، يناير 27، 2025
-
مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، الدوحة، قطر

ملخص

عقدت مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربية اجتماعها الثالث في العاصمة القطرية الدوحة، من 27 إلى 29 يناير 2025. وجاء هذا الاجتماع استكمالاً للمهمّة الأساسية لمجموعة العمل التي تهدف إلى إنشاء آلية إقليمية تساهم في تشكيل السياسات بشأن المرأة والسلام والأمن وإثرائها في المنطقة العربية، استعداداً للذكرى الخامسة والعشرين لأجندة المرأة والسلام والأمن في 2025. وسيُترجَم ذلك في “ورقة بيضاء بشأن السياسات” تهدف إلى تقديم سردية إقليمية متماسكة حول أجندة المرأة والسلام والأمن، بالإضافة إلى توصيات عملية لتعزيز تنفيذ هذه الأجندة في المنطقة.

في الكلمة الترحيبية التي ألقاها الدكتور طارق يوسف، مدير مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، أكّد على الدور الحيوي لمجموعة العمل في تكييف أجندة المرأة والأمن والسلام مع التغيّرات والتطوّرات التي يشهدها العالم العربي، خاصّةً في ظل الاحتمالية المتزايدة لاندلاع الصراعات والتعقيدات التي تطرحها هذه التحدّيات في طبيعتها. وقد أشار إلى أنّ الأشهر الخمسة عشر الماضية كانت صعبة بشكل خاص، حيث تمّ اختبار الافتراضات وطرح تساؤلات حول أمور كانت تُعتَبَر من المسلّمات في هذه المنطقة.

وأشارت السيدة يارا مراد، مساعدة مدير معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية، إلى “أنّه مع اقتراب الذكرى الخامسة والعشرين لقرار مجلس الأمن 1325، تتطلّب هذه اللحظة إعادة تقييم حاسمة لإستراتيجياتنا وتجديد الالتزام بضمان مشاركة المرأة الفعّالة في عمليات السلام. وتؤكّد المناقشات في الدوحة على عزمنا المشترك على تفكيك الحواجز القائمة واستكشاف طرق مبتكرة نحو إطار سلام أكثر شمولاً واستدامة في المنطقة العربية”.

توفّر هذه الذكرى المهمة فرصةً بارزة لتقييم فعّالية الأجندة وتكييف مهمّتها، لا سيّما في المناطق المتضرّرة من الصراعات في الدول العربية. وبينما يشكّل قرار مجلس الأمن رقم 1325 (2000) انجازاً حقيقياً في تعزيز مشاركة النساء في عمليات السلام وضمان سلامتهنّ في فترات الصراع وما بعدها، إلّا أنّ تحدّيات جوهرية – مثل مسألة عدم المساواة بين الجنسين المتجذّرة، وصعوبة الوصول إلى مراكز اتخاذ القرار، وعدم حصول النساء اللاتي يؤدّين أدواراً قيادية على الدعم الكافي – لا تزال تعرقل باستمرار انخراط النساء الفعّال في الحوكمة وبناء السلام في المنطقة. وقد شكّلت التطوّرات الأخيرة في المنطقة، على رأسها سقوط نظام الأسد والمرحلة الانتقالية في سوريا، واتفاقيات وقف إطلاق النار الأخيرة في لبنان وغزة، والنزاع المستمرّ في السودان، جزءاً كبيراً من الحوار والنقاش حول العوائق المستمرّة، فضلاً عن الفرص، بشأن دور النساء وتأثيرهنّ في جهود صنع السلام.

وبالبناء على المناقشات التي عُقدت في عمان وجنيف، شاركت في الاجتماع الثالث مجموعة من المُمارسات وخبيرات السياسات والأكاديميات في مجال المرأة والسلام والأمن وصانعات السلام من مختلف الدول العربية، ومن ضمنهنّ مشاركات من الدول الخليجية. وركّزت المناقشات على دعم إعداد الورقة البيضاء بشأن السياسات وإعادة تحديد أولويات أجندة المرأة والسلام والأمن على مدى العقد القادم، فضلاً عن صياغة توصيات ملموسة لمعالجة التحدّيات المستمرّة. وركّز الاجتماع بشكل خاص على تعزيز مشاركة المرأة في عمليات بناء السلام والبحث عن سُبل بديلة لتحقيق السلام، بما في ذلك الاستفادة من عوائد السلام للتصدّي للاضطرابات المتزايدة في المنطقة.

ووفّر الاجتماع منصّة للمناقشات العملية، وشمل ذلك التخطيط للتواصل المشترك ودعم الورقة البيضاء ووضع إستراتيجية للبحث في سبل التعاون الإقليمي الفعّال. وقد تخلّل الاجتماع لقاءات خارجية مع الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة في قطر، بما في ذلك مسؤولون حكوميون وجهات فاعلة في مجال السلام والأمن ومؤسّسات فكرية ومنظّمات غير حكومية دولية، ما يعزز التعاون على مستوى أوسع ويؤكّد على أهمية دور مجموعة العمل ومبادراتها.

وسلّطت المشارِكات الضوء على أهمية خلق مساحات حوار شاملة من شأنها أن تمكّن مشاركة وجهات نظر مختلفة ومعالجة التحدّيات الفريدة التي تواجهها النساء في المنطقة العربية.

وفي اختتام الاجتماع الثالث لمجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربيّة نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالشراكة مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت ندوة عامة لمناقشة سبل تعزيز أصوات النساء واستعادة سرديات السلام والدمج الفعّال. وحضر الندوة مسؤولون وشخصيات بارزة وخبراء وأعضاء من السلك الدبلوماسي والأكاديمي.

 

 

نبذة عن مجموعة العمل حول المرأة والسلام والأمن في الدول العربية:

يقود المركز الإقليمي للمرأة والسلام والأمن في معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدوليّة في الجامعة الأميركيّة في بيروت مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن بالشراكة مع المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربيّة، والجمعيّة الألمانيّة للتعاون الدولي، ومعهد الحوار السويدي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومؤسسة فريدريش إيبرت للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومجلس الشرق الأوسط للشؤون الدوليّة، والسلام الشامل، ومبادرة الإصلاح العربي، وسفارة سويسرا في لبنان وسوريا.

وتلتزم مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن بتعزيز المساواة بين الجنسين والسلام والأمن في المنطقة العربية، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325 والقرارات اللاحقة. تجدر الإشارة إلى أنّ النساء والفتيات في الدول العربيّة يتأثّرن بشكل غير متناسب بالصراعات المسلّحة والاضطرابات السياسية. وتهدف مجموعة العمل في الدول العربيّة إلى خلق بيئة أكثر شمولاً وإنصافاً حيث تُسمَع أصوات النساء وتُصان حقوقهنّ وتُقدَّر مساهماتهنّ في بناء السلام، وذلك من خلال تعزيز التعاون بين مختلف أصحاب المصلحة وتحفيز التغيير في مجال السياسات.

ملاحظة للمحرّرين:

تدعم هذه المبادرة هيئة الأمم المتحدة للمرأة كجزء من برنامج “تعزيز قيادة المرأة من أجل السلام المستدام في السياقات الهشّة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، المموّل من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية بالتعاون مع الجمعيّة الألمانيّة للتعاون الدولي. وتحظى هذه المبادرة أيضاً بدعم منظمة فريدريش إيبرت كجزء من الصندوق الخاص التابع للوزارة الاتحادية الألمانية لمعالجة الأسباب الأساسية للهجرة. ويضطلع الشركاء المنظّمون الآخرون كذلك بدور حاسم من خلال مساهماتهم المالية لتنظيم اجتماعات مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن، ما يضمن نجاح هذه الجهود التعاونيّة واستمراريّتها.

نبذة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة:

هيئة الأمم المتحدة للمرأة، هي منظمة الأمم المتحدة المعنية بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. والهيئة هي النصير العالمي الرئيسي لقضايا المرأة والفتاة، حيث نشأت بغرض التعجيل بإحراز تقدّم في ما يتّصل بتلبية احتياجاتهن على الصعيد العالمي.

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

نورا إسيان، مسؤولة الاتصال الإقليمي، تلفون: +962-79-5392926

البريد الإلكتروني: nora.isayan@unwomen.org

 

نبذة عن مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية

مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية هو مؤسّسة مستقلّة غير ربحيّة تُعنى بالبحوث بشأن السياسات، وتأخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرّاً لها.

يُجري المجلس بحوثاً بشأن السياسات ويعقد الاجتماعات وجلسات الحوار وينخرط مع الجهات الفاعلة في السياسات حول القضايا الجيوسياسية والاجتماعية الاقتصادية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويؤدّي المجلس دور صلة الوصل بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباقي العالم، ويقدّم مقاربات إقليميّة للقضايا والسياسات العالمية ويؤسّس شراكات مع مراكز بحوث ومنظّمات تنموية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم.

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

سوزان الحصري، مديرة قسم التواصل والإعلام

البريد الإلكتروني: shoussari@mecouncil.org