ألقت السيدة سارة دوغلاس، نائبة رئيس قسم السلام والأمن في هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الكلمة الافتتاحية نيابة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة بصفتها منظِّمة مشاركة وقائدة مشاركة في مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن. وأكّدت دوغلاس على التزام هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتعزيز أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربية، مؤكّدة على ضرورة مشاركة المرأة في عمليات السلام بشكل كامل ومتساوٍ وهادف. كما سلّطت الضوء على الدور الهام الذي تؤدّيه مجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في تعزيز التعاون بين أصحاب المصلحة، وربط السياسات والممارسات، وضمان أن تشكّل أصوات النساء جهود السلام والأمن في أنحاء المنطقة كافة.
دلال عريقات، أستاذة مساعدة، الجامعة العربية الأمريكية
- لقد ازداد التأثير غير المتناسب للاحتلال والصراع في النساء الفلسطينيات بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة. ففي حين طالت الصراعات السابقة مع إسرائيل بشكل أساسي الرجال – إذ بلغت نسبة الضحايا من الذكور 67 في المئة مقابل 14 في المئة من الإناث – تغيّرت الديناميات، حيث بلغت نسبة الضحايا من النساء والأطفال حالياً 70 في المئة.
- ليست المرأة الفلسطينية مجرّد ضحية سلبية، بل هي عنصر فعّال في التغيير، حيث توفّر الرعاية الصحية والتعليم والمساعدات الإنسانية بينما تقاوم القمع النظامي.
- لا تزال مئات النساء الفلسطينيات معتقلات في السجون الإسرائيلية، ما يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة إلى تحقيق العدالة وإشراك النساء بشكل هادف في عمليات السلام بما يتجاوز التمثيل الرمزي.
ربى محيسن، المؤسّسة والمديرة لمنظمة “سوا” للتنمية والاغاثة، سوريا
- في سوريا، تتخطّى الأسر المهجّرة والنازحة داخلياً التي تعيلها النساء نسبة 70 في المئة. وتحارب هؤلاء النساء من أجل الصمود في مناطق الصراع، ويتفاوضن على الوصول إلى المساعدات، كما يقدن جهود الوساطة غير الرسمية.
- وتبقى المرأة غائبة عن مفاوضات السلام الرسمية على الرغم من كونها في قلب صمود المجتمع.
- لا بدّ من الاعتراف بالنساء كصاحبات مصلحة رئيسيات في التسويات السياسية بدلاً من تهميشهنّ.
نورة شعيبي، أستاذة مساعدة في العلوم السياسية في جامعة الكويت، الكويت
- لقد تطوّر دور المرأة في صياغة السياسة الخارجية وتعزيز جهود السلام بشكل كبير. إذ لطالما وضعت المعايير الجنسانية الرجال في خانة المقاتلين والنساء كمقدّمات للرعاية؛ إلّا أنّ الحقائق الحديثة قد بدّلت هذه الأدوار.
- أصبحت النساء أكثر نشاطاً في خارج نطاق المنزل، حيث يؤدّين أدواراً محورية في الاحتجاجات، وبناء السلام الشعبي، والمبادرات الإنسانية في أنحاء المنطقة كافة – من السودان وسوريا إلى لبنان والكويت.
- ويعتبر الحلفاء الذكور ضروريين لتفكيك النظام الأبوي الذي يحصر دور المرأة في المجتمع المدني أكثر منه في القيادة السياسية.
كارما إكمكجي، زميلة أولى في السياسات، معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأمريكية في بيروت، لبنان
- تشكّل المشاركة الاستباقية أمراً أساسياً لضمان مكانة المرأة في عمليّة بناء السلام. فمن دون بذل الجهود الفعّالة من أجل إشراك المرأة، ستظل غائبة عن مساحات صنع القرار. إنّ الصراع يولّد الفرص، ويجب على المرأة اغتنامها.
- تتّسم الشبكات بأهمية كبيرة في الدبلوماسية وصنع السياسات. ويؤدّي بناء العلاقات القوية والحفاظ عليها إلى توليد مزيد من الفرص للنساء.
- تمتلك النساء قدرة فريدة على تحويل الأزمات إلى فرص، غالباً بطرق قد يتجاهلها الرجال.
- قدّمت مفهوم “دبلوماسية ريادة الأعمال”، داعية إلى اتّباع نهج متعدّد الأوجه يدمج الوساطة والسياسة والقطاع الخاص. وعلاوة على ذلك، يعدّ التدريب المبكر في مجال الدبلوماسية والتفاوض أمراً بالغ الأهمية لضمان تأثير المرأة في عمليات السلام على المدى الطويل.
وشدّدت الندوة على الحاجة الملحّة إلى إضفاء الطابع المؤسّسي على دور المرأة في بناء السلام، وضمان أن تتجاوز مساهماتها حدود الجهود الشعبية لتصل إلى المفاوضات الرسمية. فمن دون إشراكها بشكل كامل، قد تصبح اتفاقيات السلام غير مستدامة ولا تطال الفئات الأكثر تضرّراً من الصراع. واختتمت الندوة بدعوة إلى العمل لتجاوز الخطابة وترجمة السياسات إلى حلول ملموسة ودائمة من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.