مشاركة النساء في بناء السلام:

تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا صراعات وأزمات مستمرّة. وليس لبنان وفلسطين وسوريا إلّا تذكير صارخ بمنطقة ترزح تحت وطأة الحروب والاضطرابات. وعلى الرغم من أنّ هذه الصراعات تسبّب معاناة شديدة للنساء، فإنّها تسلّط الضوء كذلك على قدرتهنّ المذهلة على الصمود. ومع ذلك، لا تزال المساهمات الأساسية التي قدّمتها النساء في مفاوضات وقف إطلاق النار وجهود إعادة الإعمار والمصالحة الوطنية ومبادرات بناء السلام مهمَلة إلى درجة كبيرة، فضلاً عن تهميش أصواتهنّ في المنقاشات الدولية والإقليمية. ويساهم الظلم المنهجي وانخراط المجتمع الدولي الانتقائي في الجهود المبذولة لمعالجة الصراعات الطويلة الأمد، في عرقلة مشاركة النساء الفعّالة في عمليات السلام. وعلى الرغم من هذه التحدّيات، فإنّ النساء في مختلف أرجاء المنطقة يعملن بلا كلل ولا ملل من أجل تغيير الوضع الراهن عبر تبنّي نُهج مبتكرة وخلق مساحات حيوية للحوار وإظهار القوة التحويلية لبناء السلام الشامل. 

ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالشراكة مع معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية في الجامعة الأميركية في بيروت، ندوة عامة لمناقشة سبل تعزيز أصوات النساء واستعادة سرديات السلام والدمج الفعّال، وذلك لاختتام الاجتماع الثالث لمجموعة العمل حول أجندة المرأة والسلام والأمن في الدول العربيّة الذي عُقد في الدوحة. وسيتناول النقاش الأسئلة التالية: كيف يمكننا سدّ الفجوة بين الجهود غير الرسمية التي تقودها النساء لبناء السلام ومفاوضات السلام الرسمية؟ ما الدور الذي يمكن أن تؤدّيه المنظمات الدولية والإقليمية في دعم هذه المبادرات وتعزيزها؟ كيف يؤثّر الاحتلال والظلم المنهجي على وجه الخصوص في أمن النساء وقدرتهنّ على المشاركة في عملية بناء السلام؟ وما هي الإستراتيجيات المبتكَرة التي صمّمتها النساء للتغلّب على العقبات التي تحول دون مشاركتهنّ في عمليات السلام؟ كيف يمكننا ضمان أن تكون آراء النساء وتجاربهنّ محوريّة في عملية فضّ الصراعات وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الصراع؟ وأخيراً وليس آخراً، ما هي الآليات التي يمكن إنشاؤها لحماية صانِعات السلام والمدافِعات عن حقوق الإنسان في مناطق الصراع؟