يُشكِّل سقوط نظام الأسد في سوريا نقطة تحوّل حاسمة تُنذر ببدء حقبة معقّدة من التغيير وعدم اليقين، من المتوقّع أن تملؤها تحدّيات وفرص على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي. لقد أدّت هيئة تحرير الشام، بقيادة أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبو محمد الجولاني)، دوراً رئيسياً في التخطيط لسقوط النظام، وهي تعمل حالياً على إدارة العملية الانتقالية، معتمدةً إلى حدّ كبير على خبرتها في إدارة السلطة في إدلب. وإلى جانب الفصائل المتمرّدة الأخرى، عزّزت هيئة تحرير الشام سيطرتها على أجزاء واسعة من البلاد، وأعادت تشكيل المشهد السياسي السوري، في حين تعيد الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية ضبط إستراتيجياتها. ويظلّ التحدّي الأكبر متمثّلاً في ضمان العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين، الذين لا يزال الكثير منهم ضيوفاً مؤقّتين في الدول المجاورة.
ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوة عبر الانترنت للنظر في كيفية التعامل مع التحدّيات المرتبطة بتعزيز الأمن، وبناء الدولة، والحوكمة الشاملة، وحماية الأقليّات، والإغاثة الإنسانية، والإنعاش الاقتصادي في سوريا، على الرغم من مخلّفات عقود من الحكم البعثي والآثار الناجمة عن الحرب الأهلية التي استمرّت 13 عاماً. وستتناول الندوة أيضاً إلى تداعيات انهيار نظام الأسد على الدول المجاورة مثل فلسطين ولبنان، والمنظّمات المدعومة من إيران التي تقاوم الطموحات التوسّعية الإسرائيلية وتساهم في تصاعد التوتّر الإقليمي. وسيناقش المشاركون العلاقات الإقليمية بين شمال شرق سوريا وأمن الحدود مع الأردن والعراق وتركيا وإسرائيل.
هذه الندوة هي جزء من سلسلة ندوات سينظّمها مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، وتهدف إلى دعوة الخبراء لتقديم رؤى قائمة على الأدلّة حول المسار الانتقالي في سوريا، ودراسة الآثار الأوسع على الاستقرار الإقليمي والسياسات الدولية.