قبل أن تشنّ إسرائيل هجومها المستمرّ على غزة، بدت منطقة الشرق الأوسط وكأنّها تشهد فترة من التهدئة تكلّلت بالمصالحة التاريخية بين إيران والسعودية في العام 2023، وتميّزت بعمليات التطبيع مع نظام الأسد في سوريا، والتقارب بين الدول الخليجية، بالإضافة إلى انخفاض التوتّرات في مناطق الصراع في سائر منطقة الشرق الأوسط. بيد أنّ الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة بعد أحداث 7 أكتوبر ضرب بعرض الحائط هذه الجهود وغيّر مسار التهدئة في أنحاء المنطقة كافة.
وعلى الرغم من أنّ القوى الإقليمية، على رأسها قطر ومصر وتركيا، تواصل جهودها للوساطة، إلّا أنّها لم تتمكّن حتى الآن من التوصّل إلى حلّ دائم. بدلاً من ذلك، فإنّ التوتّرات المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، وغزو رفح الوشيك والعواقب الإقليمية التي تترتّب عليه، بالإضافة إلى حشد “محور المقاومة”، تعيد رسم مسار التهدئة المحتمل في الشرق الأوسط.
ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالتعاون مع معهد الشرق الأوسط ندوة عامة للتعمّق في مسارات الصراع في المنطقة وتقييمها. سيناقش المشاركون الجهود الإقليمية للتهدئة وحلّ الصراعات في خضم الحرب على غزة، بالإضافة إلى المشهد الإقليمي بعد 7 أكتوبر ودور القوى الإقليمية، بما في ذلك الدول الخليجية وإيران، في حلّ الصراعات في المنطقة. ستطرّق المناقشة كذلك إلى الدور الذي تؤدّيه القوى الإقليمية في ضمان استمرارية الدولة الفلسطينية والسبل الممكن اتّباعها للحؤول دون العودة إلى ما كان الوضع عليه قبل 7 أكتوبر.