أبريل 07، 2016

الخميس، أبريل 07، 2016

13:30 PM Asia/Dubai

الخميس،أبريل 07، 2016

15:30 PM Asia/Dubai

ملخص

نظم مركز بروكنجز الدوحة ندوة في 7 أبريل 2016 حول إمكانية التقارب بين إيران والمملكة العربية السعودية. وشارك في الندوة جمال خاشقجي، مدير عام قناة العرب الإخبارية؛ سيد كاظم سجادبور، سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة؛ خالد الجابر، مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي؛ ناصر هاديان، أستاذ في العلوم السياسية، جامعة طهران. أدار الجلسة إبراهيم فريحات، زميل أول في السياسة الخارجية ونائب مدير مركز بروكنجز الدوحة وحضرها شخصيات دبلوماسية وأكاديمية وإعلامية في دولة قطر.

استهل فريحات الندوة بالإشارة إلى أهمية العلاقات الإيرانية – السعودية، وشرح أن المناقشة ستركز على الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين هذه العلاقات. افتتح خاشقجي بعد ذلك الندوة قائلاً: “لا بدّ ان نتكمن من التوصل إلى تقارب… لما فيه خير الجميع”. وأشار أن لا مواجهات مباشرة أو نزاعات حدودية بين إيران والمملكة العربية السعودية. وشرح خاشقجي التوترات انطلاقاً من وجهة نظر سعودية قائلاً: “المشكلة تكمن في توسعية إيران… في حال تجرد الإيرانيون من هذه السياسة التوسعية، أنا متأكد أن علاقة ممتازة ستجمعنا”. وتحدث خاشقجي عن العلاقات الجيدة التي جمعت بين البلدين في التسعينيات، إلا أنه قال إن هذه العلاقات تدهورت حين بدأت إيران بالتدخل في العراق وكذلك في سوريا ولبنان والآن في اليمن. وأكد على أن مواجهة المملكة العربية السعودية للتوسع الإيراني في اليمن حصد شعبية كبيرة. وأشار خاشقجي أن إيران وقفت إلى جانب دكتاتور في سوريا وذلك لأسباب طائفية، واستولت على لبنان، وجعلت من المعارضة البحرينية عاملاً مضراً في العام 2011، وسيطرت على العملية السياسية في اليمن. وختم قائلاً: ” ما يقومون به هو غير مقبول”.

بدأ سجادبور حديثه بالإشارة إلى نيته تجنب لعبة اللوم وإلى أنه يتعين تغيير العلاقات الإيرانية – السعودية عن طريق التقييم، وبناء الجسور والتعايش. وقال سجادبور إن تقييم الزملاء العرب القائل بأن إيران هي السبب وراء كلّ المشاكل لا يقدم أي مساعدة، وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية تحاول تحويل الاهتمام عن مشاكلها الداخلية. وأضاف سجادبور أن المملكة العربية السعودية تتصرف بطريقة ثورية من خلال السعي إلى تغيير الأنظمة وإعادة رسم الحدود. وقال إن إيران لا تزال منفتحة أمام بناء جسور العلاقات مع المملكة وأكد ان التعايش أضحى ضرورة، لا سيما وأن لا سعة أمام الدولتين للتحول.

شبّه الجابر الخصومة بكرة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم، وأشار أنه رغم المؤتمرات والمحاضرات العديدة، لا يزال العرب والإيرانيون غير قادرين على تبني حلول أو اتفاقيات. وقال الجابر إن المشاكل الكبيرة التي يعانيها مجلس التعاون الخليجي والدول العربية مع الإيرانيين لا تمت للسنة والشيعة بصلة، إنما بالأجندة السياسية التي تتبناها هذه الدول في السنوات الأخيرة. وأكد الجابر أن المرء لا يعرف حين يتعلق الأمر بإيران إلى من يتوجه بالكلام – النظام أم المؤسسة العسكرية أم الأكاديميين – وأن الفريق الآخر غالباً ما يعيد إلى الوراء التطور الذي يتم إنجازه مع مسؤولي الحكومة.

ولاحظ هاديان عمق سوء التفاهم بين النخبة الإيرانية والسعودية، وشرح أن النظام الإيراني يرى في الولايات المتحدة وإسرائيل التهديد الأساسي، ولهذا تتواجد إيران في لبنان وسوريا والعراق – وليس لغرض منافسة المملكة العربية السعودية. في المقابل، قال هاديان إن السعوديين يضعون إيران على رأس التهديدات التي تشكل خطراً عليهم، وقد وجهوا سياستهم الخارجية بناءً على ذلك. ورفض هاديان الطائفية كتفسير لسلوك السياسة الخارجية الإيرانية، مؤكداّ أن إيران تتحالف مع الجهات الثورية والصديقة، كما هو الحال مع فنزويلا وحركة حماس كمثالين من خارج الدائرة الشيعية.

وصف سجادبور إيران بأنها تعمل لتأمين “أمنها وأمن المنطقة”، وأضاف أن “أجندة إيران واضحة وغير مخفية”. وأشار أن إيران تشكل مجتمعاً متعدداً تعلو منه أصوات عديدة، بما في ذلك أثناء الانتخابات المتكررة، إلا أن لها حالة محددة بوضوح تلزمها بموجباتها القانونية. في ما يتعلق بسوريا، أشار سجادبور أن المملكة العربية السعودية تخرق إطارات العمل القانونية الدولية كافةً من خلال محاولة الإطاحة بالحكومة.

وحوّل الجابر النقاش ليتناول النظرة إلى إيران استناداً إلى استطلاعات رأي متعددة. وقد أظهر أحد هذه الاستطلاعات أن نظرة عددٍ كبيرٍ من جيران إيران العرب والمسلمين إزاء هذه الدولة هي نظرة سلبية. في استطلاع آخر، قال بعض سكان المنطقة إنهم يخشون إيران في المقام الأول، تليها الدولة الإسلامية وأخيراً إسرائيل، وذلك قبل أن تشهد حكومات دولهم تغييراً كبيراً في السنوات العشرة الماضية. أكد الجابر أن إيران وقادتها يجب أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار، وأن ذلك جاء نتيجة دعم إيران للإرهاب وتصديرها للثورة.

شدد هاديان بعد ذلك على أهمية العثور على طريقة للتعاون، بدلاً من إلقاء كلّ طرف اللوم على الطرف الآخر، لاحتواء اللهب الذي يكاد يلتهم “الأرض التي نتشارك بها جميعنا.” رداً على سؤال فريحات حول الدور الأمريكي، أكد هاديان أن الولايات المتحدة تميل إلى إدارة الأزمة وأن أهمية الشرق الأوسط قد تراجعت بالنسبة إليها.

بعد مجموعة أسئلة طرحها الحضور، لاحظ خاشقجي أن الحوار بالنسبة لإيران هو مجرد كلام بينما تواصل العمل العسكري، كما يحصل في سوريا واليمن. وإذ أشار سجادبور إلى أن النقاش تحول إلى لعبة إلقاء اللوم على الآخر، قال: “لنكن صريحين. لا بدّ أن نعيش في هذه المنطقة. لا يمكن أن نقصي أي طرف”. وأضاف أن فكرة اعتبار إيران خطراً هي فكرة مصطنعة، وأن الناس لم تعد تأخذها على محمل الجدّ. ودعا الجابر إلى الحديث بجدية عن بعض المسائل على غرار البحرين، الجزر المتنازع عليها، الطائفية، والحاجة إلى التطور. وأشار هاديان إلى أن المملكة العربية السعودية اجتاحت اليمن، لكنها لم تعطي إيران حقاً مماثلاً في سوريا. وأشار إلى أن إيران سعت إلى تطوير علاقات جيدة مع سلطنة عمان وقطر ودبي.

وفي ما يتعلق بالأمور الذي يجب القيام بها، قال خاشقجي إنه يتعين على إيران مغادرة المنطقة عسكرياً مشدداً “نرفض المزيد من الميليشيات”. وأضاف أن لا مصالح شرعية لإيران والسعوديين في سوريا، وأنه من غير العدل بالنسبة للسوريين واليمنيين الموافقة على السياسة التدخلية الإيرانية. وأشار سجادبور أنه يتعين على إيران والمملكة العربية السعودية أن تفهما كيف ترى كلّ منهما سوريا والمصاعب في المنطقة. وأوصى بالنظر إلى العلاقات بطريقة غير عاطفية، والتخفيف من حدة التوترات، وتفكيك الأنظمة المعرفية (Cognitive Systems) ، واقترح التركيز على الخطر المشترك المتمثل بالتطرف، وعلى التعاون الاقتصادي والبيئة.

أشار الجابر إلى أن الخليج أمِل أن تبرم إيران اتفاقات إسوة بما فعلته مع الغرب، إلا أنه يخشى الآن أن تستهدف الحكومة الإيرانية الخليج ضمن لعبة طويلة. وفي ما يتعلق بالجسور، ردّ الجابر: “أردناها بالأمس، ولكن ليس وفقاً للشروط الإيرانية”. ودعا هاديان إلى تبادل الباحثين والنخب والشباب، وكذلك إلى التبادل البنّاء للمعلومات عبر الإعلام. وشدد إلى ضرورة إعتراف النخب في كلا المجتمعين بمشاكلهم الخاصة كخطوة للتحرك في الاتجاه الصحيح.