يونيو 03، 2015

https://youtu.be/alQS7T2wEaA https://youtu.be/alQS7T2wEaA

الأربعاء، يونيو 03، 2015

13:00 PM Asia/Dubai

الأربعاء،يونيو 03، 2015

14:30 PM Asia/Dubai
فندق الشيراتون
2 قاعة سلوى فندق الشيراتون، الدوحة، قطر الدوحة

ملخص

استضاف مركز بروكنجز الدوحة ندوة سياسية بتاريخ 3 يونيو 2015 حول مستقبل التعاون الأمني بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي وانعكاساته على منطقة الشرق الأوسط الأوسع. وقد شارك في النقاش كلّ من ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات؛ وتمارا كوفمان ويتس، زميلة أولى ومديرة مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز؛ وكين بولاك، زميل أول في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز. أدار سلمان الشيخ، مدير مركز بروكنجز الدوحة، الندوة التي حضرها أفراد من المجتمع الدبلوماسي والأكاديمي والإعلامي في قطر.

افتتحت الكتبي النقاش بمراجعة العلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في أعقاب قمة كامب ديفيد في 13 و14 مايو بين الرئيس أوباما ووفود من بلدان خليجية مختلفة. كان القادة الخليجيون، برأي الكتبي، قلقين لأنّ أولويات الولايات المتحدة الأمريكية الاستراتيجية في المنطقة “لا تركّز إلا على التوصل إلى اتفاق [نووي] مع إيران، في حين تتجاهل التدخلات الإيرانية”. وقد أشارت إلى دور إيران كعامل مزعزع للاستقرار في صراعات مثل تلك الدائرة في العراق وسوريا واليمن، كما أشارت إلى فشل الولايات المتحدة في أخذ المخاوف الإقليمية بشأن إيران بعين الاعتبار، وبخاصة في ما يتعلّق بدور هذه الأخيرة المحتمل في البحرين. وتحدّثت الكتبي أيضاً عن ضرورة اعتماد الولايات المتحدة موقف واضح تضامناً مع دول الخليج العربي – على غرار “توسيع مظلتها النووية” أو “توقيع شراكة استراتيجية” – بغية طمأنة هذه البلدان بأنها “لا تقوم بتسليم أمن الخليج إلى إيران”.

أقرّت ويتس بمحاولات إيران التدخّل في شؤون العالم العربي منذ وقت طويل، ولكنها أشارت إلى أنّ السياقات المحلية المتبدّلة في البلدان العربية قد أنشأت فرصاً جديدة أمام إيران لتستغلها. ثمّ أضافت أنّ اتفاقاً نووياً مع إيران لن يكفي لـ”صدّ” التأثير الإيراني، ولكنها أكّدت أنّه لا بد لاستجابة فعالة أيضاً أن تعالج الشواغل الأساسية في البلدان العربية، على غرار المظالم المحلية وسوء الإدارة. أما في ما يتعلق بمحادثات كامب ديفيد، فقد شددت ويتس على ضرورة وحدة مجلس التعاون الخليجي بشكل أكبر بشأن القضية السورية كنتيجة رئيسية،  تنسيق ضغط المجلس على الولايات المتحدة لتتدخّل أكثر في سوريا. ولكنها أضافت أنّ “هنا أيضاً نجد الولايات المتحدة مترددة بشأن تدخلها”.

أما بولاك، فقد أكّد على تردّد إدارة أوباما في اتخاذ إجراءات أكثر صرامةً في سوريا، معتبراً أنّ “رفض التورّط في الصراع السوري هو الشيء الوحيد الذي لم يتغيّر [في سياسة الإدارة الأمريكية]”. وفي حين ذكر أنّ التوصّل إلى إبرام صفقة نووية مع إيران من شأنه أن يزيل على الأقل عاملاً واحداً مزعزعاً للاستقرار من المنطقة لمدة عشر سنوات، وأشار إلى أنّ الحروب الأهلية الدائرة في المنطقة – في سوريا والعراق واليمن وليبيا – هي تحدٍّ رئيسي أمام السياسة الأمريكية في المنطقة. وعند التحدّث عن سوريا بشكلٍ خاص، رأى بولاك أنّ الإدارة الأمريكية لم تقدّم أيّ بدائل قابلة للتطبيق لدورة العنف القائمة. وحذّر من أنّ خلق بدائل أفضل “هو الدور الذي من المفترض أن نقوم به، ونحن نفشل في هذه النقطة”.

وأشارت كلّ من الكتبي وويتس إلى اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أكبر لمعالجة المسائل الإقليمية، وأجمعت كلها، باستثناء سلطنة عمان، أنّ إيران هي على رأس قائمة أولوياتها الأمنية. ولم يقمْ ذلك إلا بتوسيع الهوة بين الرؤى الأمريكية والخليجية بشأن الأولويات الأمنية الإقليمية. واعتبر بولاك أنّ الحضور العسكري الأمريكي في الخليج –القوات الجوية والقوات البحرية وألوية المشاة – كافٍ لصدّ أيّ “تهديد تقليدي” من إيران أو التغلّب عليه، ولكنه لا يكفي لتبديد المخاوف الخليجية من الصراعات بالوكالة والتحريض على الحروب الأهلية.

عند مناقشة الطبيعة الطائفية لكثير من هذه الصراعات الأهلية، قالت الكتبي إنّ الولايات المتحدة قد فشلت في معالجة هذه الطائفية على الرغم من أنّ “غزو العراق كان نقطة انطلاق هذه الطائفية”. كما أكّدت أنّ الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة قد أعطت الأولوية لمحاربة مختلف مظاهر الإرهاب بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية في الصراعات المختلفة. ورأت الكتبي أنّ “الولايات المتحدة لا تركّز على المجازر التي ارتكبها الشيعة، بل على تلك التي ارتكبها السنّة فحسب”.

ثمّ تحوّل النقاش إلى مستقبل الدور الأمني الأمريكي في منطقة الخليج، وذكّرت ويتس الحضور بأنّه على الرغم من أنّ الولايات المتحدة هي القوة العظمى، فهي ليست كلية القدرة. ومع أنّ الكتبي وافقتها الرأي بأنّ الولايات المتحدة لا تزال القوة العظمى في المنطقة، بيد أنها أشارت إلى أنّ “دول مجلس التعاون الخليجي تقوم بتنويع علاقاتها [الاستراتيجية]، وقد يكون السبب في ذلك شعورها بالمرارة [تجاه الولايات المتحدة]”. بالإضافة إلى ذلك، قال بولاك إن مما لا شكّ فيه أنّ الصين والهند ستلعبان دوراً أكبر في توفير أمن الخليج في المستقبل القريب. وتابع: “السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما إذا كانتا ستكونان لاعبيْن فعّالَين ومسؤوليْن وبنّاءيْن، أو مدمريْن ومقسّميْن”، وقال إنّ للولايات المتحدة دوراّ تلعبه في دمج القوى الصاعدة في بنية الخليج الأمنية الحالية بطريقة سلمية.

ورداً على سؤال بشأن الانخراط الدبلوماسي المحتمل لدول مجلس التعاون الخليجي مع إيران، قالت الكتبي إنّه قد تمّ بذل محاولات في المسار الثاني لبناء الثقة بين الجانبين. ولكنها أشارت إلى أنّ إيران قد جعلت من المستحيل على الجهات الفاعلة من دول مجلس التعاون الخليجي أن تصدّق الوعود التي قطعتها بصفة رسمية أو غير رسمية. كما دافعت عن دعم دول مجلس التعاون الخليجي للحكومة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، معتبرةً أنّ “دول مجلس التعاون الخليجي لا تدعم السيسي، بل تدعم مصر واستقرارها، الذي هو مهمّ جداً [بالنسبة إليها]”.

وردّاً على التلميحات إلى أنّ السياسات الأمريكية تجاه المنطقة مليئة بالتقلبات، قال كل من بولاك وويتس إنه ما من قوة عظمى تعتمد سياسةً خارجية متّسقة داخلياً بشكل كامل”. وقال بولاك عن العلاقات الأمريكية الخليجية: “بصفتنا أصدقاء وحلفاء منذ فترة طويلة، ينبغي أن نكون قادرين على الاعتراف بأنّه ثمة اختلافات في ما بيننا”. وأشارا كلاهما إلى ضرورة أن تجد الولايات المتحدة أساليب جديدة للمضي قدماً في استراتيجياتها في المنطقة، ولكن في الوقت عينه وضع نهج أكثر شموليةً لحلّ التحديات، مثل انتشار الأسلحة في منطقة الخليج والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني المتواصل.

متحدث