عاصمة الإرهاب الجديدة

سبتمبر 19, 2022

ملاحظة المحرر: يناقش لؤي الخطيب، في مقابلته مع وورلد إيكونوميك جورنال، الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في العراق، عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام (داعش) على بعض المناطق الشمالية في العراق، وتداعيات ذلك على المنطقة والعالم بأسره.

أولغا إيريسوفا: ما هي الدول التي لديها مصالح اقتصادية في العراق اليوم؟

لؤي الخطيب: العديد من الدول لديها مصالح هامة في العراق، من بينها دول إقليمية لأسباب أمنية، وتلك التي استثمرت في العراق. بيد أنّ، النتائج الأمنية غير المباشرة التي أثّرت على العراق وسوريا بسبب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أصبحت الآن تشكّل تهديداً كبيراً على المجتمع الدولي، في حين أن الاقتصاد العالمي في خطر. إذا لم يتم احتواء وباء داعش والقضاء عليه قريباً، فقد يُغرق شبه الجزيرة العربية في حرب طائفية واسعة النطاق. ويعني ذلك تهديد منطقة تنتج 40 بالمئة من إمدادات الطاقة في العالم وتملك 60 بالمئة من الاحتياطيات التقليدية العالمية من النفط والغاز.

أولغا إيريسوفا: إلى أي مدى سيكون للأزمة العراقية المستمرة تأثيراً سلبياً على اقتصاد الدولة؟ ماذا يجري على مستوى استخراج النفط؟

لؤي الخطيب: كان التأثير كبيراً على القطاع المصرفي الخاص في العراق والشركات المُدرجة التي لها فروع في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش. هذا بالإضافة إلى أنّ مصفاة بيجي، وهي الأكبر في البلاد، هي الآن تحت حصار فرضته داعش وحركات متمردة أخرى عليها، وبالتالي توقف إنتاج نحو 150,000 برميل من المنتجات المكررة. أما بالنسبة لحقل نفط كركوك، توقفت الصادرات قبل الأزمة (منذ أبريل)، ولكن تمت السيطرة على الحقل وشركة نفط الشمال من قبل قوات البيشمركة الكردية، ما وضع جميع المنشآت تحت سلطة وزارة الموارد الطبيعية في إقليم كردستان العراق. ومع ذلك، لم يكن هناك أي انقطاع في الإنتاج والصادرات الجنوبية لأن معظم طاقة البلاد تأتي بشكل عام من البصرة. وقد بلغ متوسط صادرات النفط في يونيو الماضي 2,423 برميل في اليوم الواحد، أي أقل من معدل صادرات شهر مايو بـ 160,000 برميل نفط. إلا أنّ ذلك يعود إلى زيادة الاستهلاك من الجنوب نظراً لتوقف إنتاج الحقول في المناطق الكردية. تجدر الإشارة إلى أنّ مراكز إنتاج نفط الجنوب وتصديره ستبقى آمنة نظراً لبعدها عن خطوط الصراع مع داعش، مع عدم وجود أي أمل لاستيلاء داعش على مصدر إنتاج النفط الرئيسي في العراق الموجود في المنطقة الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية لا تملك داعش القوة هناك لشن أي هجمات.

أولغا إيريسوفا: برأيك، كيف يجب أن يتصرف المجتمع الدولي من أجل منع داعش من التقدم أكثر؟

لؤي الخطيب: لم تعد القاعدة وفروعها مثل داعش قضايا داخلية في سوريا والعراق، إذ أصبحت تشكّل تهديداً عالمياً. على المجتمع الدولي أن يتدخّل بقوة لوضع حد لهذا التهديد قبل فوات الأوان. أولاً، من الضروري أن تتآزر الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية كافة بغية تبادل الجهود الاستخباراتية لمنع تدفق الإرهابيين إلى العراق وسوريا. ثانياً، يجب تجفيف التمويل الإقليمي للقاعدة والمجموعات التابعة لها، وذلك لوقف التدفق النقدي. ثالثاً، لا بد أن يتم حظر جميع صفقات النفط وتهريبه التي تقوم بها القاعدة / داعش والتي تتوجه إلى تركيا وإيران وإقليم كردستان العراق. رابعاً، ينبغي وضع كافة الخلافات السياسية بين دول المنطقة جانباً لكي تتوحّد جميعهاً في حرب واحدة ضدّ الإرهاب. وأخيراً وليس آخراً، يجب تنفيذ قرار مجلس الأمن للأمم المتحدة رقم 1618 لعام 2005. وأهم ما في الأمر هو الوقت، وهذا هو الوقت للتحرك سريعاً وبذكاء.