فلسطين أصبحت أزمة عالمية –

هل من حلّ عالمي؟

ديسمبر 11، 2023

الإثنين، ديسمبر 11، 2023
10:00 ص - 11:00 ص

ملخص

نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوةً عامة ضمن فعاليات منتدى الدوحة بعنوان: “فلسطين أصبحت أزمة عالمية – هل من حلّ عالمي لها؟” وأدارت بيكي أندرسون، مديرة تحرير قناة “سي إن إن” ومذيعة برنامج “كونكت ذا ورلد” الجلسلة التي شارك فيها كل من محمد بن عبد العزيز الخليفي، وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية؛ وحسام زملط، السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة؛ ودانيال ليفي، رئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي؛ وكومفورت إيرو، رئيسة مجموعة الأزمات الدولية ومديرتها التنفيذية؛ بالإضافة إلى هوياو وانغ، مؤسّس مركز الصين والعولمة ورئيسه.

 

افتتحت أندرسون الجلسة سائلةً المتحدّثين عمّا سيحدث بعد انتهاء الحرب. فأكّد زملط على ضخامة الدمار الذي خلّفته الحرب، بحيث هُدم أكثر من 60 في المئة من مباني غزة ومواقعها التراثية مثل الهياكل التاريخية والمساجد والكنائس. وأشار إلى أنّه حتى الآن نزح حوالى مليوني شخص، وباتت منطقة شمال غزة التي تحتضن معظم سكان المدينة غير صالحة للعيش. وأكّد زملط على ضرورة التركيز على المرحلة التي سبقت هذا الواقع عوضاً عن “اليوم التالي” للحرب، مسلّطاً الضوء على الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار بصورة شاملة ودائمة. وشدّد أيضاً على ضرورة إجراء المناقشات المحيطة بالنظام الأكبر الذي يعزّز المستوطنات والفصل العنصري ويقوّض بالتالي فُرص التوصّل إلى حلّ الدولتين.

 

ثمّ طلبت أندرسون من الخليفي أن يوضّح موقف الدوحة حول الوضع في غزة، ولا سيّما في ما يتعلّق بالدعم المالي الذي قدّمته قطر إلى غزة قبل أحداث السابع من أكتوبر. فأكّد على الأهمية الكبرى التي لاطالما حظِيت فلسطين بها في سياسة قطر الخارجية، مشيراً إلى أنّ الأموال المقدّمة خُصّصت باستمرار لتعزيز جهود إعادة الإعمار ودعم التعليم. وأكّد أيضاً على الدور الأساسي لقطر في الدفع قدماً نحو إرساء السلام في فلسطين، متّفقاً مع زملط على أنّ الحل السياسي المستدام للحرب لا يمكن تحقيقه سوى بوقف إطلاق النار.

 

وانتقل النقاش إلى الجانب الصيني، فسألت أندرسون وانغ عن موقف بِكين من الحرب. فردّ بأنّ الصين شريكٌ تجاريّ مهمّ للكثير من الدول، وتناشد بقوة لتحقيق السلام. ولبلوغ هذه الغاية، ترى الصين أنّ وقف إطلاق النار أمرٌ منطقيّ. وشدّد وانغ على التزام بِكين بإنهاء الحرب وتخفيف معاناة الناس، داعياً إلى تكثيف الحوار بين الجهات الفاعلة العالمية.

 

وبعدها أشار ليفي إلى حسابات نتانياهو في الحرب وهدفها المعلن، ألا وهو إنهاء حماس وسياسة التهجير التي ينتهجها نظامه في غزة والضفة الغربية. ومع تفاقم الوضع في غزة، ستتصاعد ردود الفعل العنيفة بشكل مستمرّ أمام نتانياهو فور انتهاء الحرب. ثمّ تطرّق ليفي إلى ثلاث عِبرٍ أساسية يمكن استخلاصها من الواقع الحالي وأعقابه، إذ أشار أولاً إلى أنّ الوضع حالياً يتطلّب التعبئة والحشد وليس التطبيع. وهذا ما ينطبق خصوصاً على النظام الإسرائيلي الراهن الذي تؤيّد حكومته التطهير العرقي بشكل واسع وتستوفي التعريف القانوني للفصل العنصري. وقال ليفي ثانياً إنّ الحرب ستزداد سوءاً إن لم تتحقّق المساءلة، مسلّطاً الضوء على قصور الولايات المتحدة في هذا الإطار مع استمرار انتهاك القوانين الدولية. أما العبرة الأخيرة، فتمثّلت بضرورة التركيز على أنّ فلسطين بالنسبة إلى الكثير من بلدان الجنوب العالمي هي تجسيد للنظام ما بعد الاستعماري المرفوض ولفشل الغرب الأخلاقي.

 

وبالعودة إلى موضوع قطر، أشارت أندرسون إلى مطالبات إيران بوقف استخدام القاعدة الأمريكية في قطر لنقل الأسلحة إلى إسرائيل. فشدّد الخليفي على أنّ وزارة الخارجية القطرية تبذل جهوداً كبيرة من أجل تعاون المجتمع الدولي لاحتواء الحرب عبر إنشاء فرقة عمل، إذ أنّ قطر تدعو إلى التنسيق بين دول المنطقة والمجتمع الدولي. أمّا في ما يخصّ الولايات المتحدة وإيران، أكّد الخليفي على ضرورة تحلّي كل الجهات المعنيّة المهمة بالشفافية لمنع زيادة التصعيد.

 

وتطرّقت إيرو إلى الحديث عن القيادة الدولية في خضمّ الحرب الدائرة. فقالت إنّ الخلل الحاصل في مجلس الأمن ونظام الفيتو غير مستغرَب، مشيرةً إلى الأزمة الأوسع نطاقاً المتمثّلة في غياب القيادة في النظام الدولي. وشدّدت على أنّ هذا الخلل كان قبل أحداث غزة وقد ظهر في أوكرانيا مثلاً. وقالت إنه في حين يّصعب تصوّر ما سيحدث في “اليوم التالي”، لكن سيأتي يومٌ تحاسَب فيه الأمم المتحدة والولايات المتحدة وكل من مكّن هذه الحرب.

 

وناقش زملط تداعيات الحرب على المشهد السياسي الفلسطيني، داعياً إلى دعم المؤسسات الفلسطينية نظراً لتأثير الحرب في مستقبل السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس. وأشار أيضاً إلى أنّه بالرغم من حصول فلسطين على مقعدٍ في الأمم المتحدة، ليست من الدول الأعضاء. ولتتمكّن فلسطين من ممارسة القيادة الفعّالة، يتعيّن على المجتمع الدولي أوّلاً الاعتراف بدولة فلسطين. وفي هذا الوقت الذي تحظى فيه القضية الفلسطينية بدعم متزايد، شدّد زملط على أهمية التوافق السياسي العالمي والإقليمي على وضع حدّ للاستعمار والفصل العنصري والاحتلال في فلسطين.

 

ثمّ قال ليفي إنّ إبداء أي جدّية بشأن حلّ الدولتَين يعتمد على الاعتراف بدولة فلسطين، لكنّه حذّر من ضرورة تحديد ما سيترتّب على حلّ الدولتَين.

 

ومع اختتام جلسة النقاش، أكّد كلّ من إيرو والخليفي على أهية وقف إطلاق النار فوراً. وشدّدت إيرو أيضاً على ضرورة تبادل الرهائن، وبذل جهود إعادة الإعمار، وتقديم الدعم لغزة، بالإضافة إلى صون حقوق الفلسطينيين. واتّفق المتحدّثون على أهمية وقف إطلاق النار أولاً قبل الانتقال إلى نقاشات ثانوية.

مدير الجلسة

بيكي أندرسون
مديرة تحرير ومذيعة برنامج "كونكت ذا ورلد" في قناة "سي إن إن"

المتحدثون

دكتور هوياو وانغ
مؤسّس ورئيس مركز الصين والعولمة، والمستشار السابق لمجلس الدولة في جمهورية الصين الشعبية
دكتورة كومفورت إيرو
الرئيسة والمديرة التنفيذية في مجموعة الأزمات الدولية
دانيال ليفي
رئيس مشروع مركز أبحاث الشرق الأوسط الأمريكي
حسام زملط
رئيس البعثة الفلسطينية لدى المملكة المتحدة
سعادة الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي
وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية