الرأي العام حول غزة:

بين التضليل والبروباغاندا والسرديات البديلة

يناير 15، 2024

الإثنين، يناير 15، 2024
6:00 م - 7:30 م
الدوحة، قطر
فندق شيراتون جراند الدوحة (قاعة سلوى 2)

ملخص

نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوة عامة شارك فيها خبراء لمناقشة الرأيّ العام حول غزة في ظلّ الحرب الإسرائيلية المستمرّة على القطاع وما يرافقها من حرب إعلامية. تطرّق المشاركون إلى ثلّة من المواضيع، بينها استهداف الصحفيّين وتضارب الروايات الإعلامية والرقابة والأخبار الكاذبة والتضليل الإعلامي وحشد الرأيّ العام عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أدارت الجلسة الزميلة الأولى غير المقيمة في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية سحر خميس وشارك فيها كلّ من الأستاذ المشارك في جامعة نورثويسترن في قطر إبراهيم أبو شريف ومديرة قنوات AJ+ ديمة الخطيب والزميل الأوّل غير المقيم في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية مارك أوين جونز.

 

افتتحت خميس الجلسة بالسؤال عن دور الإعلام الرقمي في تغطية الأزمة المستمرّة في قطاع غزة. وأجابت الخطيب أنّ AJ+ ربطت اسمها بقضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، ولطالما كان تاريخ الشعب الفلسطيني أحد الموضوعات الأساسية التي تناولتها المنصّة. تطرّقت خميس بعدها إلى التباين في التغطية الإعلامية بين وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي. وأشارت الخطيب إلى أنّ الكثير من المؤثّرين على وسائل التواصل الاجتماعي خارج فلسطين استخدموا منصّاتهم من أجل تسليط الضوء على ما يجري هناك، وقد استقطب هذا المحتوى الخام ملايين المشاهدات وأسهم في نشر الوعي حيال الظروف المفجعة التي يرزح تحتها الفلسطينيون. تحدّثت الخطيب أيضاً عن التغطية التي يقوم بها مراسلون من داخل غزة نفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل معتز عزايزة وبيسان، ما ساعد على “أنسنة” الفلسطينيين في أعين المشاهد الخارجي. وخلصت في الإشارة إلى التحوّل الكبير في السردية العالمية بفضل النشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من التغطية أحادية الجانب والرقابة التي تمارسها وسائل الإعلام الغربية.

 

انتقلت خميس للحديث عن مسألة تأطير الحرب على غزة وسرديات التغطية الإعلامية. ورأى أبو شريف أنّ التأطير أداة مهمّة تُستخدم لتوجيه الرأي العام، فيمكن التحكّم بالمعلومات من خلال الاستخدام المتعمّد لكلمات محدّدة أو الامتناع عن استخدام بعض الكلمات بغية التسويق لسرديّة معيّنة. وأشار إلى المساعي الواسعة والمتعمّدة التي تبذلها وسائل الإعلام المؤيّدة لإسرائيل من أجل تسليط الضوء على أحداث السابع من أكتوبر وفصل عملية “طوفان الأقصى” عن سياقها التاريخي. وقد وصل هذا التعامي عن السياق التاريخي والتضليل الذي تمارسه وسائل الإعلام التقليدية إلى دوائر صنع القرار السياسي، حيث غالباً ما يتم تجاهل السياق بما أنّه لا يتوافق مع الأهداف السياسية للحكومتين الإسرائيلية والأمريكية. مع ذلك، بفضل تنامي التغطية الشفافة من قبل وسائل الإعلام الإقليمية والمراسلين المستقلّين على الأرض في غزة، بدأ الناس يشكّكون أكثر فأكثر في تحيّز وسائل الإعلام الغربية ويتجهون نحو المصادر المحليّة.

 

 بعد ذلك، سألت خميس جونز عن الفرق بين المعلومات الخاطئة والمعلومات الكاذبة، وكيفية استخدام المعلومات كسلاح في إطار التغطيّة الإعلامية العالمية للحرب على غزة. شرح جونز أنّ “المعلومات الخاطئة” تعني نشر أخبار غير صحيحة من دون قصد، فيما “المعلومات الكاذبة” تعني النشر المتعمّد للأخبار الخاطئة بهدف التسبب بأذى. وقال إنّ بعض الأطراف قد يلجأ إلى تكتيكات نشر معلومات كاذبة من أجل إضفاء الشرعية على الفظائع التي تمارسها وحشد الرأيّ العام لصالحها، مستذكراً المثال التاريخي عن الأخبار الكاذبة التي بثّها الأمريكيون أبّان الحرب على العراق من أجل تبرير حربهم غير الشرعيّة، مشبّهاً إياها بالمساعي الإسرائيلية لتبرير غزو قطاع غزة. وبالعودة إلى الأحداث الحالية، تحدّث جونز عن واحد من الأمثلة الكثيرة عن المعلومات الكاذبة التي انتشرت منذ السابع من أكتوبر، بالأخص الادّعاء أنّ حماس قامت بقطع رؤوس الأطفال. سألت خميس جونز إذا ما لاحظ أيّ تباين في المعلومات الخاطئة والكاذبة بين وسائل الإعلام التقليدية بالمقارنة مع وسائل التواصل الاجتماعي، فأجاب أنّ المعلومات الكاذبة تنطلق أحياناً من وسائل التواصل الاجتماعي وتتلقفها وسائل الإعلام التقليدية التي تحاول التسويق لأجندتها الخاصة. وبشكل عام، فإنّ نشر الأخبار الكاذبة الذي يتمّ برعاية الدول يُستخدم كوسيلة لتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم وللتأثير في الرأيّ العام العالمي من الأعمال العسكرية الإسرائيلية.

 

في جلسة الأسئلة والأجوبة التي تلت النقاش، سأل أحد أعضاء الجمهور المشاركين عن خارطة طريق لتوحيد الجهود الرامية للتأثير في الرأيّ العام العربي وصنّاع القرار الغربيين حيال الأزمة المستمرّة في قطاع غزّة. ردّاً على ذلك، شدّدت الخطيب على الأهميّة العالمية لوسائل التواصل الاجتماعي وانخراط الشباب، داعيةً إلى إنشاء لوبي فلسطيني للضغط على صنّاع القرار في واشنطن. ورأت أنّه على الرغم من تطبيع بعض الدول الإقليميّة علاقاتها مع إسرائيل، فإنّ الدعم العربي الشعبي للفلسطينيين لا يزال راسخاً. من جهته، قال جونز إنّه على الرغم من تأييد الرأي العام في الكثير من الدول الغربية لوقف إطلاق النار، لا زلنا نفتقد للإرادة السياسة من أجل العمل على حلّ قابل للتطبيق.

مدير الجلسة

زميلة أولى غير مقيمة

المتحدثون

إبراهيم أبو شريف
أستاذ مشارك، جامعة نورثويسترن في قطر
ديمة الخطيب
مديرة قنوات AJ+
زميل أوّل غير مقيم