إيران في الشرق الأوسط:

لقد تنامت مكانة إيران في المنطقة وأصبحت تؤدّي دوراً أساسياً في تشكيل الديناميات الإقليمية والشؤون الجيوسياسية العالمية. ويعطيها موقعها الإستراتيجي على تقاطع بين آسيا وأوروبا نفوذاً مهمّاً في الشرق الأوسط ويجعلها موضع تدقيق وتحليل بشكل عميق. ولطالما كانت إيران قوة إقليمية فاعلة أساسية، انطلاقاً من الممرّات التجارية قديماً وصولاً إلى تحالفاتها الإستراتيجية في العصر الحديث. وقد زادت الحرب الدائرة في غزة من أهمية إيران بصفتها لاعباً إقليمياً، وتحوم حولها التساؤلات بشأن دورها في هذه الحرب ودعمها للجهات الفاعلة غير الحكومية، بما فيها حماس والحوثيين.

وللبحث في دور إيران الإقليمي وتأثيرها، نظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالتعاون مع منتدى دراسات الشرق الأوسط (MESF) في جامعة ديكين ندوةً عبر الإنترنت ضمّت مجموعة من الخبراء. وأطلقت الندوة ملفّاً جديداً من إصدار مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بعنوان: “إيران في الشرق الأوسط: بناء الجسور أو توسيع النفوذ”. ويبحث هذا الملف في العوامل الأساسية التي تحدّد إستراتيجيات إيران الإقليمية مع مراعاة موروثاتها التاريخية، وتوجّهاتها الإيديولوجية، ومصالحها الإستراتيجية، بالإضافة إلى تطلّعاتها السياسية. تطرّق المشاركون إلى مسائل أساسية متعدّدة للإجابة عن الأسئلة التالية: كيف تغيّر الحرب في غزة سياسات طهران الإقليمية؟ وكيف تحدّد سياسة إيران القائمة على “التوجّه شرقاً” علاقاتها مع الدول المجاورة؟ وكيف تسير المحادثات النووية وهل يمكن لإيران اقتراح سُبل للمضي قدماً فيها؟ وفي ظل تصاعد التوترات العالمية والإقليمية، ما مصير علاقات إيران مع دول المنطقة؟