لقد غيّرت الحرب على غزة مسار التطبيع والتهدئة الذي كانت تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهي تعيد رسم معالم السياسات الإقليمية الداخلية وعلاقات المنطقة مع الجهات الفاعلة الخارجية. والأهم من ذلك أنّ الحرب على غزة قد أعادت تحديد مكانة القضية الفلسطينية وإسرائيل و”محور المقاومة” الذي تقوده إيران، بالإضافة إلى تأثيرها في العلاقات بين الدول العربية من جهة وعلاقات هذه الدول بتركيا وإيران من جهة أخرى. ولم تسلّط هذه الحرب الضوءَ على مكانة القوى الخارجية المتغيّرة في النظام الإقليمي (أو اللانظام) فحسب، بل شكّلت أيضاً اختباراً حقيقياً لرؤية الولايات المتحدة للنظام الإقليمي.
في هذا السياق، ينظّم مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية ندوةً عبر الإنترنت لتحليل النظام الإقليمي المتغيّر وسط الحملة العسكرية الوحشية التي تشنّها إسرائيل في غزة وبعد التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل. وسيجيب الخبراء المشاركون في هذه الندوة عن أسئلة مهمّة ذات الصلة، منها: كيف أثّرت الحرب على غزة في إعادة الضبط الإقليمي وكيف ستنعكس على تطوّرها المحتمل في المستقبل؟ ما مدى أهمية القضية الفلسطينية في إعادة الضبط الإقليمي؟ وكيف رسمت عملية إعادة الضبط حسابات إيران الإستراتيجية و”محور المقاومة” الذي تقوده؟ إلى ما ستؤدّي التوتّرات بين إسرائيل و”محور المقاومة” الذي تقوده إيران؟ وكيف غيّرت الحرب في العلاقات بين الدول العربية من جهة، والعلاقات بين إيران وتركيا والعالم العربي من جهة أخرى؟ وكيف غيّرت الحربُ والتوتّرات الإقليمية مكانةَ القوى الخارجية الكبرى في الشرق الأوسط؟