مايو 31، 2012

الخميس، مايو 31، 2012

21:30 PM

الخميس،مايو 31، 2012

23:00 PM

ملخص

ملخص

في 31 مايو 2012، استضاف مركز بروكنجز الدوحة معالي وزيرة الخارجية الباكستانية حنا رباني كهر كجزء من سلسلة محاضراته المتميزة. وقد ركز الحدث المنعقد في فندق ريتز كارلتون بالدوحة على دور باكستان وطموحاتها في محيطها الإقليمي والنظام العالمي المتغير بصفة عامة. ولقد تلت كلمة كهر مناقشة اتسمت بالقوة والحيوية مع الحاضرين من الأوساط الأكاديمية والتجارية والدبلوماسية والإعلامية في قطر، وقد رأس المناقشة مدير مركز بروكنجز الدوحة سلمان شيخ.

بدأت كهر بطرح “آمالها ومخاوفها” الخاصة بمكانة باكستان في العالم. وعلى الرغم من أنها أعربت عن خشيتها من أن يستمر “تحريف الحقائق” عن باكستان ودينها عالميا، إلا أنها أعربت عن أملها في الاعتراف بالتضحيات التي بذلتها بلادها في إطار جهودها من أجل الإصلاح على المسرح العالمي. ودعت كهر زعماء العالم إلى تطبيق “منظور إنساني مشترك” للسماح لباكستان وحلفائها “بالتعاون في حل المشكلات”.

وفي معرض حديثها عن التحديات التي تواجه باكستان اليوم، قالت كهر أن هدف حكومتها كان تحسين فرص كل مواطن. ولقد تم إحراز تقدم في هذا الشأن وهناك دروس مستفادة. وذكرت على وجه الخصوص تقديم تعليم شامل كإحدى الخطوات الهامة. وأضافت كهر أنه لا يمكن ضمان فرص ولا رخاء للفرد بدون سلام واستقرار في المحيط الإقليمي. وأكدت أن انتقال الصراع من أفغانستان كان له “تأثير فوري مزعزع لاستقرار باكستان” وأن إسلام أباد تتواصل الآن مع كابل لبناء الثقة “وفتح صفحة جديدة من العلاقات الأخوية”.

وقالت كهر إن تحسين العلاقات في نفس الوقت مع الهند تحدي أكبر. ففي الماضي، “تبادلت كل من الهند وباكستان قدرا كبيرا من العداء الشديد” في علاقتهما. وشددت وزيرة الخارجية على أنه من المهم الآن أن تنظر هاتان الجارتان إلى بعضهما البعض على أنهما “أبناء نفس المنطقة” مع بناء الثقة في النواحي التي يمكن تنميتها. ومن المساعي التي أعطتها كهر الأولوية تطبيع العلاقات التجارية مع الهند والتي علقت منذ عام 1975.

وفي معرض حديثها عن علاقات باكستان مع الغرب، أشادت وزيرة الخارجية بالدول الأوربية لاعترافها بالتضحيات التي قدمتها باكستان في إطار جهودها لتحقيق الإصلاح الديمقراطي. وفي مقابل هذه التضحيات التي شملت إنفاق 7 مليار دولار وانخفاض بنسبة تقرب من 50 في المائة من الاستثمار الأجنبي المباشر وخسارة بشرية فادحة نتيجة المعارضة المسلحة، تسعى باكستان إلى عقد اتفاقات تجارية مميزة. ولقد شرع الآن حوار على مستوى قممي بين الاتحاد الأوربي وباكستان في مفاوضات في ذلك الصدد. ومع ذلك، أكدت كهر أن باكستان لا تسعى للحصول على دعم مادي في جهودها لتحقيق الديمقراطية التي لابد من بذلها بروح الإرادة الشعبية.

وقالت كهر إن العلاقات مع الولايات المتحدة قد ازداد توترها مضيفة أن عام 2011 على وجه الخصوص كان “عاما قاسيا للغاية”. وهناك علاقات تاريخية تربط بين الولايات المتحدة وباكستان وهما يشتركان في نفس الهدف المتمثل في تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين. ومع ذلك، كان هناك مؤخرا الكثير من الإجراءات الأمريكية التي انتهكت حدود ما هو مقبول بالنسبة لباكستان. وأعربت كهر عن صدمتها إزاء ما أسمته “شيطنة باكستان” لمجرد عدم استعدادها لإرسال جنودها للحرب ضد المتمردين. ودعت إلى بيئة من الثقة المتبادلة ووضع آليات لمحاربة المتمردين بحيث “لا تأتي هذه الحرب بنتائج عكسية ولا تكون سببا في إشعال حرب أخرى”. وذكرت كهر أنه ليس من المعقول بالنسبة لواشنطن أن تسعى لتحقيق مصالح أحادية الجانب بطرق تسبب ضررا داخليا لباكستان مع إجبارها على تحمل التكاليف. وفوق كل ذلك، كان تحميل إسلام أباد المسؤولية عن بعض الحوادث مثل الهجمات الأخيرة في كابل من وجهة نظرها “مناف للعقل والمنطق والمصلحة”.

وردا على سؤال عن قدرة الحكومة الباكستانية على إقامة علاقات عسكرية ثنائية مع الولايات المتحدة، قالت كهر أن 60 عاما من الحكم العسكري قد تركت درجة من الخلاف بين أجهزة السلطة المختلفة. ومع ذلك، فقد شددت على أن هناك الآن “نضجا تاما” في الحكومة الباكستانية واستطاعت الأجهزة المختلفة التوحد على قضايا المصلحة الوطنية. وأضافت أن المراجعة البرلمانية الحالية للعلاقات مع الولايات المتحدة تتيح فرصة هامة لتوضيح العلاقة “وتحسينها هذه المرة”. وقالت إن تحسين العلاقة ينبغي أن يشمل مراعاة الوصول المميز إلى السوق.

وعندما سئلت عن الجهود المبذولة لإقامة علاقات جديدة لتعزيز النمو، شددت كهر على أن باكستان حققت تنمية إقليمية رائدة من خلال عدد من المبادرات المشتركة. وقالت إن إقامة هذه “الاتصالات” مثل خط الأنابيب بين إيران وباكستان أو اتفاقية تجارة الترانزيت مع أفغانستان تشجع على “مستقبل مشترك للمنطقة يكون الاستقرار فيه هو السبيل إليه”. ولابد أيضا للجهود الرامية إلى تعزيز التكامل الإقليمي من التحسين المستمر في العلاقات مع دول الخليج وذلك مثلا من خلال عقد اتفاقيات تجارة حرة. وأضافت كهر أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت شريكا مهما في التجارة ومصدرا للدخل من خلال الحوالات.

وحول موقفها من الثورات المستمرة في العالم العربي، أكدت كهر أن باكستان “ستواصل التعاون مع الدول الديمقراطية الجديدة”. وذكرت أن الدول الخارجية لابد أن “تحترم سيادة واستقلال وسلامة أراضي” هذه البلدان. وقالت أن التغيير لابد أن يأتي من الداخل، لأن فرضه من الخارج “يمكن أن يكون له نتائج خطيرة وكارثية”. وحيثما كان هناك تعارض بين سيادة الدول ومسؤولية المجتمع الدولي عن حماية المدنيين، “فينبغي أن يحترم” ميثاق الأمم المتحدة من وجهة نظرها لحين التوصل إلى إجماع جديد.

وسأل أحد الحاضرين عما إذا كان التقارب مع الهند يمكن أن يشمل نزع السلاح النووي وما إذا كان يمكن توجيه الإنفاق العسكري إلى جهود التنمية من عدمه. فشددت كهر على أن الأسلحة النووية الباكستانية “قد طورت ردا على تهديد تعرضت له باكستان” وأن إسلام أباد “لن تكون المبتدئ بالتصعيد”. وفي معرض حديثها عن الجهود الفاشلة السابقة للتوصل إلى اتفاق على نزع السلاح، قالت كهر إن التكاليف السياسية لهذه الإجراءات ضخمة جدا وتدعو الحاجة إلى المزيد من الشجاعة في التحرك إلى الأمام. وقالت إنه على الرغم من أن تحسين العلاقات مع الهند كان تطورا مرحباً به، إلا أن ذلك ليس نهاية في حد ذاته، وستدعو الحاجة إلى إجراء أكثر مادية في المستقبل.