سوريا في أعقاب معركة حلب

يناير 09، 2017

https://youtu.be/gZjL3dS8wOI https://youtu.be/gZjL3dS8wOI

الإثنين، يناير 09، 2017

17:30 PM AST

الإثنين،يناير 09، 2017

19:00 PM AST
فندق انتركونتيننتال - بجانب كتارا
قاعة الوجبة الدوحة قطر

ملخص

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوة سياسية في 9 يناير 2017 حول الصراع السوري في أعقاب سقوط حلب في يد قوات النظام السوري، شارك فيها معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية؛ ودانيال بايمان، زميل أول في مركز سياسات الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز؛ بالإضافة إلى لؤي صافي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حمد بن خليفة. أدار الجلسة مدير المركز طارق يوسف وحضرها لفيف من الأوساط الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في دولة قطر.

افتتح يوسف الجلسة مشيراً إلى أن الصراع الذي تشهده سوريا سيكون له انعكاسات مهمة على مستقبل البلاد، معرباً عن أمله في أن يكون العام 2017 بداية للسلام والاستقرار وعودة للدولة السورية.

استهل الخطيب مداخلته قائلاً إنّ الصراعات جميعها تنتهي، رغم أن التدخلات تطيل أمدها في كثير من الأحيان. مما لا شكّ فيه أنّ المسألة السورية معقدة، بيد أنّه يعتقد أن ثمّة إرادة سياسية لتحسين الوضع وأن التدخلات الإيجابية قد تساعد على ذلك. وقال الخطيب إنه متفائل، رغم أنه يعلم أن أمام سوريا عقوداً لتتعافى من السنوات الستة الماضية. وأضاف أن التغيير على أرض الواقع سيتطلب من جميع الأطراف الخارجية المعنية التعاون.

قال صافي إنّ هذا الصراع يتألف من عدة مستويات. فعلى المستوى المحلي، تريد الأغلبية السورية استبدال النظام السياسي لأنه نظام ديكتاتوري فاسد. أما على المستوى الجيوسياسي، تصارع القوى الدولية لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. واعترف صافي أن معركة حلب قلبت موازين القوى لصالح النظام، بيد أنّه أوضح أن فوز النظام بمعارك لن تؤدي إلى انتصاره في الحرب، لأن أغلبية السوريين لا يزالوا ملتزمين بسقوط النظام ولن يقبلوا بالاحتلال الروسي والإيراني. ويتوقّع صافي أن يتصاعد القتال في العام 2017 لأن إدارة ترامب ستعطي الأولوية لتقييد النفوذ الإيراني. كما وأنّ تغير موقف تركيا لصالح روسيا سيجعل الأمور أكثر تعقيداً.

ثم أوضح بايمان أن الفترة الانتقالية الرئاسية الحالية تخلق حالة عدم اليقين في ما يتعلّق بالسياسة الأمريكية الخارجية أكثر من المعتاد، وذلك بسبب افتقار ترامب لتاريخ سياسي، وعدم انتظامه، بالإضافة إلى اختياره مستشارين لديهم وجهات نظر متباينة. وقال بايمان إنه في حين أخذ أوباما في الاعتبار الاستقرار الإقليمي والشواغل الإنسانية ومكافحة الإرهاب خلال حساباته المتعلقة بالشأن السوري، إلا أنّ مكافحة الإرهاب وحدها ستدفع سياسة ترامب. لقد دعا تراقب للتعاون مع روسيا، إلا أنّه يصف إيران بالخطيرة. واختتم بايمان قائلاً إنّه من المرجّح أن تتأثر السياسة الأمريكية الخارجية بالأزمات، وأنه قد يؤدي هجوم إرهابي كبير إلى استجابة عسكرية كبيرة، إن لم تكن غير متماسكة.

ثم سأل يوسف المتحدثين إذا كانوا يتوقعون أن يكون العام 2017 مثل العام 2016 أو أسوأ منه. من ناحيته، توقع الخطيب أنّه ما إن تنطلق القيادة الجديدة، ستظل الولايات المتحدة تستخدم قوتها وليس عقلها، مما سيتسبب بمزيد من الكوارث والإرهاب. وفي الوقت نفسه، فإن بقاء نظام الأسد بشكله الحالي في السلطة سيأجج التطرف في المنطقة. وقال الخطيب إن السوريين يرغبون في الحصول على “تغيير دقيق” لم يأت عن طريق القوة، مضيفاً “لقد حاولنا السير وراء المحور الأمريكي لمدة ست سنوات، وماذا كانت النتيجة؟”. وأصرّ الخطيب أن أحداً لن يفوز في سوريا، معتبراً أن “الجميع سيُهزم في هذه المعركة”.

وتابع الخطيب قائلاً إن الروس يحاولون التوصل إلى مبادرة من شأنها أن تنهي تدخلهم. وقال إنه في حال تمّ تجاهل هذه المحاولة فإن الروس سيعالجون المسألة السورية شيئاً فشيئاً من خلال احتلالها بالإضافة إلى إيران. وأشار الخطيب إلى أنه في حين لن تتدخل الولايات المتحدة فعلياً لفترة طويلة، يتعين على قوى إقليمية، كتركيا، وجهات فاعلة، كالاتحاد الأوروبي، أن تؤدي أدواراً معينة. برأيه، يجب أن يحظى البعد الإنساني بالأولوية للعثور على حلّ، أو ستستمر المجموعات المتطرفة في الاستفادة. واختتم الخطيب أن عدداً من القوى الإقليمية يسعى للأسف وراء مصالح ضيقة ويفتقد إلى الخبرة والإنسانية على حد سواء.

وتوجّه يوسف إلى صافي سائلاً عن جدوى تسوية إقليمية للصراع السوري. فأجاب صافي أنها لا تزال ممكنة، إلا أنه يرى أيضاً مزيداً من التطرف. وتحدث صافي بشكلٍ أكثر عمومية، فأكد أن “الشرق الأوسط يحتاج إلى تغيير… ولا يمكن للطغاة أن يحكموا المنطقة بعد الآن”. وشرح أن ملايين الشباب العرب يريدون الآن أن ينعموا بحياة أفضل، وأن يحصلوا على فرص عمل وأن يعيشوا في ظل سيادة القانون. وبالتالي، فإنه من الضروري إعادة التفكير “بتفاقم تدهور الأوضاع السياسية”. وأضاف صافي أنه بناءً عليه تبدو استراتيجية دعم نظام الأسد غير منطقية. وتابع قائلاً: “تشهد سوريا حالياً تطهيراً عرقياً” وأضاف أن الاستقرار في المنطقة برمتهعلى المحك. واعتبر صافي أنه بسبب دعم روسيا للأسد أياً كان الثمن، سيتعين على الإدارة الأمريكية الجديدة أن تضمن مستوى مقبولاً من المشاركة السياسية لمختلف السوريين في النظام الجديد.

وسأل يوسف بايمان عما إذا كان من المحتمل أن تؤدي رغبة ترامب في العمل مع روسيا إلى تعاون في الشأن السوري. وقال بايمان إنه لن يعطي لترامب وروسيا أفضلية الشك، وأن الأولوية ستكون لأوروبا. بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم إدارة ترامب لنظام الأسد الذي قد يتيح المزيد من النفوذ الإيراني قد يحمّل الولايات المتحدة مزيداً من الانتقاد. وأشار بايمان إلى أن روسيا لن تقبل بأقل من سيطرة الأسد على معظم البلاد، وأضاف قائلاً “بما أنّ روسيا تومن أنها ستفوز، فهي لا تجد ضرورةً للتنازل”.

تطرق المحاضرون إلى مجموعة اخرى من النقاط رداً على أسئلة الحضور. حذّر صافي أن ترامب ومستشاره للأمن القومي يَرَوْن في الاسلام، وليس فقط في المتطرفين، مشكلة ولن يدعموا المعارضة السورية. بشكل عام اكثر، قدّم صافي تركيا كنموذج جيد لشرق اوسط متغير لأنها تعطي إرثها الاسلامي أهمية وتحترم التنوع في آنٍ معاً. وأشار إلى “أن تغيير ثقافي في العالم العربي يجب أن يستند إلى القيم والأخلاق والدين.” توقع صافي أيضاً أن تركيا وإيران وروسيا سيشكلون حلفاء أقوى في حال ضغط ترامب على إيران.

تحدّث بايمان بشأن مجموعة الدولة الإسلامية ووصفها بالعدو الأكبر لأنها تكره الجميع، إلا أنه حذّر من أن يشكّل سقوطها مصدر انقسام. وقال إن الدرس الذي يتعلّمه العديد من مستشاري ترامب من الربيع العربي هو “أن البدائل في الشرق الأوسط ليست بين الدكتاتورية او الديمقراطية، إنما بين الفوضى والدكتاتورية”. وأضاف أنه في ظل الوضع الكارثي في العراق وليبيا وسوريا، يشك الأمريكيون في قدرة الولايات المتحدة على التأثير بشكل إيجابي. واختتم بايمان قائلاً إنه لا بد أن تقرر الولايات المتحدة والمنطقة أن كان التدخل الأمريكي مناسباً أم لا.

أشاد الخطيب بالجهود المبذولة التي يتم تجاهلها لامتصاص الاٍرهاب واحتوائه، وليس فقط لمحاربته، مشيراً إلى أن 90 بالمئة من الأشخاص الذين يعتبرون متطرفين يرغبون في العودة إلى حياتهم الطبيعية. أما في ما يتعلق بإسرائيل، فقال الخطيب إنها تستفيد من تخلف العرب في بعض مجالات تفكيرهم، لا سيما في الاعتقاد أن أموراً سلبية تحصل بالصدفة أو لأسباب خارجية. ويؤكد: “إننا مسؤولون عن مشاكلنا الخاصة”. وأشار الخطيب إلى الهند بوصفها الديمقراطية الأعظم في العالم، ونموذج يُستحسَن أن يتبعه السوريون بدلاً من اتباع النماذج الغربية. وأخيراً، دعا الخطيب إلى التحلي “بمستوى أعلى من التفكير الإنساني”.

مدير الجلسة

المتحدثون