اليوم العالمي للمرأة 2018: نظرة ناقدة لتجارب

من الشرق الأوسط

مارس 07، 2018

https://youtu.be/x9CRr_ksAZU https://youtu.be/x9CRr_ksAZU

الأربعاء، مارس 07، 2018

18:00 PM AST

الأربعاء،مارس 07، 2018

19:30 PM AST
فندق روتانا سيتي سنتر شارع المؤتمرات الدوحة قطر

ملخص

نظّم مركز بروكنجز الدوحة ندوةً في 7 مارس عام 2018، عشية اليوم العالمي للمرأة، لمناقشة قضايا المرأة في الشرق الأوسط. فشملت الندوة مناقشات حول النساء في الصراعات والعنف الجنسي ضد المرأة، إضافةً إلى مشاركة المرأة في المجال السياسي. وشاركت فيها كل من مها غرير، مسؤولة مشاريع بمنظمة اليوم التالي، وهي منظمة مجتمع مدني سورية؛ ونور المالكي الجهني، المديرة التنفيذية لمعهد الدوحة الدولي للأسرة؛ ومايا العمّار، ناشطة لبنانية مستقلّة في قضايا المرأة والمتحدّثة الرسمية السابقة لجمعية كفى، وهي منظمة غير حكومية في لبنان؛ وشيماء أبو الخير، صحفية مصريّة في شبكة التلفزيون العربي في لندن، بالإضافة إلى بيفرلي ميلتون-إدواردز، زميلة زائرة في مركز بروكنجز الدوحة وبروفيسورة في العلوم السياسية في جامعة كوينز في بلفاست. وأدارت الندوة، التي حضرها لفيف من الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية والإعلامية في قطر، مارتين دانيس، مذيعة أخبار في قناة الجزيرة الإنجليزية.

قدّمت مارتين دانيس المشاركات في الندوة وخلفيّاتهنّ الاستثنائيّة كناشطات وصحافيّات وأكاديميّات يعملن في المنطقة. وبدأت المناقشة مع نور المالكي الجهني.

ترى الجهني أنّ بعد مرور سبع سنوات على الربيع العربي، أصبحت قضيّة حقوق المرأة في المنطقة معقّدة. فمن الملحّ أن نفكّر في ثورة العام 2011 وسبب حصولها. إذ شكّل التراجع الاقتصادي وحقوق الإنسان عاملين متغيّرين بارزين، أمّا النساء فقد أدّين دوراً مهماً في الاحتجاجات ابتداءً من اليوم الأول. وقالت الجهني إنّ مطالب النساء كانت مرسّخة في مواقفهنّ كنساء ومواطنات. ويقول البعض إنّ الربيع العربي فتح مجالاً للمرأة في المجال العام، فيما يقول البعض الآخر إنّ تلك التغيّرات كلّفتهنّ ثمناً باهظاً. وأشارت الجهني إلى أنّ ذلك قد أدّى إلى مظاهر عنف وتحرّش جنسي شديدة. وفي ما يتعلّق بالربيع العربي، لا ترى أي فائزين، كما أنّ المنطقة قد قلبت رأساً على عقب.

وتابعت بالقول إنّه من السطحي أن نعتبر أنّ الربيع العربي سبّب الأذيّة للمرأة، فعلى المرء أن يقرّ كيف أنّه ساعد على تمكين المرأة وشجّع على انخراط أكبر من المجتمع المدني. فبات للمرأة شعور أكبر بالتمكّن وحضور أبرز لا يمكن لأحد أن ينتزعهما منها. ولا تزال التحولات في المنطقة العربية قيد التنفيذ ولا يزال الوضع متقلّباً. وعلى المجتمع المدني أن يستمرّ في تعزيز حقوق المرأة. لكن تبقى هناك تحديّات عدّة، بما فيها تأثير المجموعات المتحفظّة ومحاولتها على القضاء على الأرباح التي أحرزتها المرأة بجهد كبير في المجال العامّ. وتبقى القضايا الأمنيّة إحدى أبرز العقبات التي تواجهها المرأة. وشدّدت على الحاجة الملحّة للحكومات العربية بالالتزام بالتعهّدات القانونية المحلّية والدولية بهدف حماية حقوق المرأة.

وركزّت شيماء أبو الخير عبر تعليقاتها على التحدّيات التي تواجهها النساء الناشطات والصحافيّات بشكلٍ خاصّ، بدلاً من مناقشة التقدم الذي أُحرز في مجال حقوق المرأة بصورة عامّة أو غيابه. فقد تعرّضت بشكل مباشر، كونها صحافية مصريّة، إلى مشاكل متعدّدة تواجهها الصحافيات والناشطات في أعمالهنّ اليوميّة. وهي تعيش حالياً في لندن، التي تصفها بالمنفى الذي فرضته على نفسها جرّاء هذه المشاكل. فتصف أبو الخير كيف يتمّ التعرّض لتلك النساء بشكل منتظم في جميع أنحاء المنطقة، لكن خاصّة في مصر. وزاد القمع في المنطقة بعد ثورات العام 2011، وتعرّضت الصحافيات والناشطات بشكل خاصّ إلى الاعتداء ومحاولات الاغتصاب. لكن، إذا أخذنا الحالة في مصر على سبيل المثال، فكانت تتعرّض الصحافيات والناشطات للاعتداءات الجسدية قبل عام 2011، نظراً أنّها كانت إحدى اللواتي تعرّضن للاعتداءات.

أمّا مها غرير، فوصفت تجربتها في السياق السوري. في حين ارتفع عدد النساء اللواتي شاركن في الثورة السورية، زادت نسبة النساء اللواتي احتُجزن واغتُصبنَ. وتتعدّى المجموعات المتطرّفة على النساء، لذا فإنّهن على يقين أنّهن سيدفعن ثمن الانخراط في الثورة. وتعتقد أنه لا يجدر بنا أن نلقّبهن بالضحايا لأنّهن مقاتلات وناجيات. ويهدف عملها بالدرجة الأولى إلى فسح المجال للنساء لكي يعبّرن عن أنفسهنّ ويشاركن تجاربهنّ بعد الاعتقال. فتختبر النساء تجارب مختلفة جداً عن تلك التي يعيشها الرجال في السجن، وبالتالي هنّ بحاجة إلى الدعم بطرقٍ مختلفةٍ. وتفترض غرير أنّ في حين يتلقّى الرجال مدحاً ودعماً، تُنتقد النساء وتجد أنفسهّن معزولات بعد الخروج من السجن. وأحياناً، تتخلّى عنهنّ عائلاتهنّ، أو تُحرمن من أولادهنّ. وختمت تعليقاتها داعية إلى التحرّك وتقديم الدعم للغوطة.

بدأت بيفرلي ميلتون-إدواردز بإلقاء نظرة على تهميش المرأة. فأشارت إلى التقدم لمصلحة المرأة في المنطقة، وخاصّة في مجالي التعليم ومتوسّط العمر المتوقّع. غير أنّ تلك التغيّرات غير كافية لسدّ الفجوة بين الجنسين في الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. فأفاد تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017 بأنّ من أصل البلدان الخمسة عشر الأسوأ في المساواة بين الجنسين، نجد عشرة بلدان في هذا الجزء من الأرض. ووفقًا للبنك الدولي، حوالى 25 في المئة من النساء في المنطقة عاملات أو يحاولن الحصول على وظيفة. وتقول ميلتون-إدواردز إنّ دمج المرأة في اقتصاد المنطقة من شأنه أن يؤدي إلى نمو.

وترى ميلتون-إدواردز أنه يمكننا أن نثني على المكاسب في القطاع السياسي، لكن على النساء أن يُمثّلن بشكل أفضل في الهيئات التشريعيّة. وقد شكلّـت الكوتا خطوة جيّدة للنساء، لأنّها لعبت دوراً هاماً في بلوغهنّ عتبة البرلمان، بيد أنّها قابلة للجدل. وقالت إنّ على الحكومات أن تكون أكثر فعاليّة في تنفيذ إصلاحات ملموسة في ما يخصّ المساواة بين الجنسين. ولا بد من معالجة تحدّيات هيكليّة تتعلّق بالمرأة بشكل عامّ، والمرأة في الصراعات بشكلٍ خاصّ. وأخيراً، حيّت ميلتون-إدواردز النساء والفتيات الشجاعات اللاتي اضطلعن بدور أساسي في رسم ديناميات الثورات لبتي قامت في العام 2011، ومن واجب الرجال في هذه المجتمعات أن يدعموا هؤلاء النساء.

أمّا المتحدّثة الأخيرة، مايا العمّار، فقالت إنّ مشاركة النساء وحضورهنّ لا يجب أن يُعتبر خارجاً عن المألوف. إذ تقوم المجتمعات على سياق تاريخ ذكوريّ، مشيرةً إلى أنّ هناك معركةً حقيقيّةً علينا أن نخوضها. فتسأل ما إذا كان الرجال مستعدّين للتنازل عن امتيازاتهم. فهم حاضرون في جميع مجالات الحياة، ويتّخذون القرارات في المناصب الأعلى من السلطة. وبالنسبة لها، على الرجال أن يتعلّموا الاستماع أكثر إلى أصوات النساء. وتؤمن أنّ على الرجال المشاركة والتكاتف مع النساء. وتأخذ على سبيل المثال حملة”He for She” . لكن، لا تعتمد المبادرات من أجل حقوق المرأة على الرجال فحسب. فشدّدت أنّه يجب أن تُعتبر الحملات التي تتألف في معظمها من النساء شرعيةً.

وخُتمت الندوة بمناقشة حول الثقاقة المحيطة بحقوق المرأة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب أفريقيا. وقالت الجهني إنّ الحكومات تعزّز النماذج النمطيّة السلبيّة، وحان وقت تغيير هذا الوضع. لا يدعم كلّ من النساء والرجال في المنطقة المساواة بين الجنسين بما فيه الكفاية. وتعتقد أنّ على الحكومات والقادة السياسيين أن يكونوا قدوة يحتذى بها وأن يدعموا صوت المرأة بشكل عام بقدر الإمكان. وروّجت العمّار وأبو الخير حملات #MeToo وكيف تساعد على تغيير طبيعة الحوار حيال التحرّش الجنسي. أمّا ميلتون-إدواردز، فشدّدت على القطاع الاقتصاديّ، معتقدةً أنّ المرأة هي التي تحمل مفتاح الإنعاش الاقتصاديّ في المنطقة.

مدير الجلسة

المتحدثون

زميلة أولى غير مقيمة